قضت ليزا كلارك، التي تعمل مستشارة في الشؤون الإدارية في لوس أنجليس، خلال الصيف الماضي ثلاثة أسابيع في أوروبا، جابت خلالها أرجاء اسكتلندا بسيارتها، وزارت فيها باريس وتجولت بدراجتها في إقليم توسكانا الإيطالي. وعلى الرغم من أن هذه الرحلة لم تكن رخيصة التكلفة، فقد تمكنت كلارك من القيام بها بالاستفادة من الخدمات التي تقدم للمسافرين الدائمين والحجز في عروض رحلات مخفضة. ولكن بعد الارتفاع الكبير في رسوم الرحلات الجوية، تقوم كلارك، كما هو الحال مع العديد من الأميركيين، بمراجعة طموحاتها بشأن صيف هذا العام. وتقول كلارك: «قمت بالعديد من الرحلات الرائعة خلال العام الماضي، ولكني لن أتمكن من تكرار هذا، العام الحالي». تخطط كلارك أن تقضي هذه العطلة في ولاية كاليفورنيا وأن تزور أصدقاءها في مدينة بولدر، بولاية كولورادو وأن تذهب إلى الساحل الشرقي. وتشير كلارك إلى أنها بهذه الطريقة «لن يكون عليها دفع مقابل الإقامة في الفنادق».
وربما تكون أفضل أماكن للسفر خلال هذا الصيف داخل الولايات المتحدة نفسها، فمن الصعب على الكثير من الأميركيين الذهاب إلى أوروبا هذا العام بسبب ضعف الدولار. وقد جعلت رسوم الرحلات الجوية المرتفعة من الصعب على الأميركيين الذهاب إلى أماكن بعيدة، فحتى السفر إلى كندا أصبح يتكلف الكثير. ولكن، الأمر مختلف داخل الولايات المتحدة نفسها، ففي ظل الارتفاع في أسعار الوقود وضعف القدرات المادية للمسافرين والأوضاع الاقتصادية في المجمل، ظهر العديد من العروض المخفضة على شبكة الإنترنت. تعرض «دستناشن دي سي» www.washington.org أماكن للإقامة فيها بتخفيض يصل إلى 30 في المائة. وهناك عرض مخفض في فيلادلفيا على الرابط www.gophila.com/summerfun، ويأتي مع العرض بطاقة هدية من «أميركان إكسبرس» تبلغ قيمته 50 دولارا. وتقدم مدينة إبسن بولاية كولورادو لزائريها الذين سيحجزون ليلتين فأكثر في الفنادق المشاركة في العرض كوبونا للحصول على غاز قيمته 50 دولارا مع الحق في استئجار دراجتين مجانا. ويمكنك الحصول على المزيد من المعلومات بزيارة www.aspenchamber.org. ويقدم موقع Travelocity.com عروضا كثيرة منها رحلات للحديقة القومية في الولايات المتحدة وتتضمن العروض خصومات كبيرة للرحلات إلى كولورادو التي تشمل إقامة لمدة خمس ليال. وأعلنت «إكسبديا» عن خصومات تصل لـ30 في المائة لرحلات لعدد من المقاصد داخل الولايات المتحدة على www.expedia.com/summersale. وتأمل شركات السياحة في أن تجذب هذه العروض العملاء. ويقول جاب ساجلي، وهو محرر على موقع Travelzoo.com: «تحاول شركات السياحة التحرك سريعا لتحقيق مكاسب، فمن المفيد لها أن تتمكن من جذب المسافرين قبل أن يفكروا بصورة أكبر في توفير ما لديهم من مال». والتحدي الأكبر الذي يواجهه المسافرون خلال هذا الصيف هو العثور على رحلات طيران رخيصة، بعد أن ارتفعت تكلفة الرحلات الداخلية بنسبة تصل لـ 20 في المائة في المتوسط في الفترة من يونيو (حزيران) حتى أغسطس (آب)، حسب موقع Farecast.com الذي يقدم توقعات على أسعار الرحلات الجوية. وقد يكون من الأفضل للمسافرين الذهاب إلى أماكن بها تخفيضات كبيرة، مما قد يساعدهم على تعويض الزيادة في أسعار الرحلات الجوية». فعلى سبيل المثال، أدى الانخفاض في عدد الزائرين مع الزيادة في الغرف الفندقية الجديدة في لاس فيجاس إلى توافر عروض جيدة، حيث توجد غرف مقابل 69 دولارا في الليلة في «باليز» وهناك غرف مقابل 75 دولارا في الليلة في «هاراز». كما يوجد في «ميراج» غرف مقابل 81 دولارا في الليلة. ومن الممكن التفكير بشأن قضاء الإجازة في المنتجعات الشتوية بأماكن مثل «فيرمونت» و«كولورادو» والتي تعرض تخفيضات كبرى خلال شهور الصيف التي تشهد مستوى أدنى من الإقبال. ويعد الارتفاع الشديد لهذه الأماكن وانخفاض معدلات الرطوبة بالمدن الجبلية مناخاً مثالياً للأفراد المتحمسين لقضاء الأوقات بالخارج أو للمسافرين الراغبين في مجرد الجلوس في هدوء على أريكة في المساء واحتساء قدح من القهوة الجيدة. وربما يثمر البحث في مواقع الإجازات على شبكة الانترنت المخصصة بصورة رئيسة للإجازات الشتوية، مثل ski.com عن التوصل إلى عروض صيفية مغرية للغاية. بالنسبة للصيف، يعرض الموقع قضاء ليلتين في غرفة بسرير واحد مع إفطار يومي وجلستين للشخص الواحد بمنتجع معدني (سبا) مقابل 478 دولارا للشخص خلال الصيف الجاري في «سكاي لودج» بـ«بارك سيتي». وفي ما يتعلق «بمهرجان أسبن الموسيقي»، يعرض الموقع قضاء أربع ليال في مسكن مؤلف من غرفتين بميدان «أسبن» وتذكرة لحضور المهرجان مقابل 613 دولارا للفرد. يذكر أنه في موسم الإجازات الشتوية تصل تكلفة قضاء أربع ليال في ذات المسكن المؤلف من غرفتين 1.085 دولارا للفرد. بيد أن العروض المغرية لا تقتصر على منتجعات الإجازات في الفترات خارج مواسم الإقبال عليها، فعلى سبيل المثال، يمكننا النظر إلى «ميرتل بيتش» الذي يشهد في العادة إقبالا شديدا من العائلات ويصبح كامل الحجز قبل الصيف بشهور. إلا أنه خلال السنوات الخمس الأخيرة، تمت إضافة حوالي 12.000 غرفة لمنطقة «ميرتل بيتش»، بما في ذلك «ليتل ريفر» و«باوليز آيلاند». وكان من شأن هذا التوسع الإبقاء على أسعار الفنادق وإيجارات الوحدات السكنية منخفضة من أجل التنافس على اجتذاب الوافدين. خلال الصيف الحالي، بإمكان أسرة مكونة من أربعة أفراد قضاء ثلاث ليال بـ«منتجع كومباس كوف» مقابل 597 دولارا، بما في ذلك وجبة إفطار يومياً. من ناحية أخرى، يعرض «منتجع بيتش كوف»، حيث تبدأ معدلات الأسعار به عند 149 دولارا في الليلة في يونيو، وتخفيض بنسبة 20% حال الحجز لمدة سبع ليال أو أكثر. وبالمثل، يعرض «منتجع سي ووتش»، حيث تبدأ تكلفة استئجار المساكن الصغيرة المطلة على البحر مباشرة من 125 دولارا في الليلة، خصما بنسبة 15% خلال الفترة بين 6 يوليو و31 يوليو. ويقدم الكثير من المناطق الأخرى الخاصة بالاجازات عروضا جذابة أيضاً، فمقارنة بالصيف السابق، انخفضت أسعار الفنادق بنسبة 7% في «أورلاندو» و12% في «أناهيم» بكاليفورنيا، التي يوجد بها «ديزني لاند»، وذلك طبقاً للعروض الواردة بموقع Expedia.com. ويعرض موقع Hotels.com أسعارا تبدأ من 69 دولارا لليلة في فندق منتجع نوتس بيري فارم و132 دولارا لليلة بفندق شيراتون أناهيم، اللذين يقع كلاهما بالقرب من «ديزني لاند». وبالقرب من منتجع والت ديزني في أورلاندو بفلوريدا، يعرض موقع Hotels.com غرفا بهوتيل رويال بلازا بدءا من 99 دولارا. ونظراً لمشاعر القلق حيال تأثير ارتفاع أسعار النفط والوقود على الراغبين في قضاء الاجازات ممن يقودون سياراتهم حتى الوصول إلى مناطق قضاء الاجازات، تعرض الكثير من المناطق التي يتطلب الوصول إليها القيادة لمسافات طويلة خصم قيمة الوقود، علاوة على عروض أخرى، بهدف الحفاظ على القدرة على اجتذاب المسافرين. على سبيل المثال، داخل نيويورك يعرض فندق ليك جوزيف في فورستبرج إعادة دفع تكاليف النقل والوقود داخل سوليفان كاونتي، بما في ذلك السيارات المستأجرة، إلى ما يصل لنصف تكلفة استئجار الغرفة طوال فترة الإقامة وذلك بالنسبة للزائرين الذين يقيمون لمدة ليلتين على الأقل من الأحد وحتى الخميس خلال شهر يونيو. وبذلك يتضح أن اختيار منطقة لقضاء الاجازات يمكنك القيادة للوصول إليها، بدلاً من ركوب الطائرة، قد يوفر لك المال ويساعدك على تجنب عمليات التأخير والتعطيل المزمنة في حركة الطيران خلال الصيف بالنسبة لشركات الطيران. وبذلك، يمكنك أن تستمتع بالفعل باجازتك.
* خدمة «نيويورك تايمز»