أجمل 48 ساعة في جبلة وبانياس

شواطئ وجبال وينابيع في الأحضان السورية

مرفأ الصيادين التاريخي في جبلة («الشرق الأوسط»)
TT

عندما يذكر الشاطئ السوري على المتوسط والذي يمتد على طول حوالي 180 كلم ما بين البدروسية شمالاً قرب الحدود التركية والمنطار جنوب طرطوس، فإنه يتبادر لذهن السائح والزائر مباشرة (مدينتا اللاذقية وطرطوس)، وهما بالفعل أكبر مدينتين على الشاطئ السوري كما يضم الشاطئ أيضاً مدينتين أخريين لا تقلان جمالاً وأهمية وروعة وهما: (جبلة وبانياس) وإذا كان وقوعهما بين مدينتين كبيرتين ظلمهما سياحياً إلا أنهما يتمتعان بطبيعة جميلة تتميز فيها خصوصية البحر وشواطئه الرملية الناعمة في المدينتين وهواء الجبل العليل الملاصق لهما، حيث تنتشر الجبال الساحلية وينابيعها وغاباتها وأشجارها بمحاذاة المدينتين.

والوصول إلى المدينتين ليس صعباً فهما متجاورتان، حيث تبعدان عن بعضهما بعضا حوالي 20 كلم (أي ربع ساعة بالسيارة) وإذا كانت بانياس تقع على الطريق الدولي الذي يربط اللاذقية بدمشق وهي المدينة الأولى التي يصلها السائح بعد أن ينطلق من دمشق متجهاً إلى طرطوس فتكون بانياس على الطريق السريع الدولي على مسافة 35 كلم عن طرطوس، فإن الوصول إلى مدينة جبلة يحتاج لأخذ المفرق من الطريق الدولي ولمسافة حوالي 5 كلم فقط يصل السائح مدينة جبلة. وإذا ما قرر السائح أن يأتي إلى جبلة وبانياس جواً ومباشرة فإن مطار الساحل الدولي (مطار الباسل) يقع بجوار مدينة جبلة في منطقة حميم حيث يبعد عن جبلة 10 كلم فقط وعن بانياس (25) كلم. جبلة سحر المكان ومرافئ الصيادين الفينيقيين وأسماك لذيذة: مدينة جبلة التي تعتبر ثالث المدن الساحلية السورية تشتهر بجمالها الآسر وشاطئها البحري الجميل ووجود العديد من المواقع الأثرية المهمة ومنها مسرحها ومدرجها الروماني الذي ما زالت الموسيقى تصدح على منصته في مهرجانات واحتفالات سنوية. ويمكن للسائح أن يقضي 24 ساعة في جبلة وهي ساعات ستحسب من عمره حيث ستتاح له فرصة الاستمتاع بجمال البحر الأبيض المتوسط على كورنيشها البحري الجميل والطويل وكذلك التجول بين اثارها الرائعة ومن ثم التوجه إلى الجبال المجاورة لها ليشاهد القلاع والتلال الأثرية وليستمتع بجمال الغابات والأشجار.. ومن المواقع التي تميز مدينة جبلة هناك المرفأ القديم وهو ميناء أثري مخصص للصيادين وزوارقهم، حيث ينطلقون منه صباح كل يوم في رحلة بحرية باتجاه بحر جبلة لاصطياد الأسماك البحرية اللذيذة، خاصة سمك السلطان ابراهيم وهو من أجود وألذ أسماك جبلة وشاطئها وقد نسب إلى إحدى الشخصيات التاريخية المعروفة وهو السلطان ابراهيم الذي أعجبته مدينة جبلة فسكنها قبل حوالي 1200 سنة متخلياً عن ملكه وسلطانه في أفغانستان. ولهذه السمكة حكاية يرويها المؤرخون كما يرويها لنا وللسياح صيادو جبلة وهم في زوارقهم يبحثون عنها، حيث تقول الحكاية انه في يوم من أيام رمضان وكان ابراهيم في جبلة وعندما حانت ساعة الإفطار كان على شاطئ البحر وليس معه ما يأكله فوضعت أمامه دون أن يدري مائدة عليها سمكات وصنوف أخرى من الطعام فدعي لها وباركها وسرحها في البحر وسميت بعدها باسمه وأصبحت من أطيب وألذ أنواع الأسماك البحرية في الشاطئ السوري. وإذا ما قرر السائح والزائر البحث أكثر عن هذه الشخصية التاريخية فهناك قبره في وسط مدينة جبلة وبجواره جامع تاريخي كبير سمي باسمه (جامع السلطان ابراهيم) وكانت والدته التي جاءت من أفغانستان تبحث عنه لتقنعه بالعودة إلى بلاد الأفغان وتسلم ملكه، فرفض وقررت بعدها بناء جامع كبير باسمه في جبلة وهذا ما حصل فعلاً وأصبح هذا الجامع من أهم الأماكن التاريخية الأثرية في جبلة حيث بني بعد وفاته سنة 777م. وليس بعيداً عن الجامع هناك المدرج والمسرح الروماني والذي يأتي في المرتبة الثانية بين المسارح التاريخية في سورية بعد مسرح بصرى الشهير جنوب البلاد ويمكن للسائح أن يتجول فيه وأن يستمتع بأحجاره الكبيرة الضخمة وأن يعيش في أجواء تعود به إلى 2000 سنة خلت وأن يتخيل الفرق الموسيقية الرومانية وهي تصدح على منصته وأن يجلس على مدرجاته التي تستوعب حوالي عشرة آلاف متفرج، حيث المسرح بني في مطلع القرن الثاني الميلادي وهو ذو شكل دائري وتحمل عقوده 35 صفاً من المقاعد تركت بينها مسافات لمرور المتفرجين كما هو الحال في مسارح الوقت الحاضر ويبلغ قطر المسرح 90 متراً ويتألف من منصة التمثيل والمدرج وقاعدته ويحيط به 17 باباً ضخماً إضافة للدهاليز التي كانت واسعة لدخول المتفرجين إلى المسرح وخروجهم وقد وصفه الرحالة والباحث أرنست رينان بأنه أجمل الآثار الرومانية على الساحل الفينيقي. وبعد أن ينتهي السائح من زيارة جبلة (المدينة) يمكنه أن يتجه شرقاً وشمالاً ليستمتع بريف المدينة الرائع وليزور عددا من المواقع الأثرية المهمة مثل تل تويني وقلعة المهالية وأن يستمتع بغابات الصنوبر والسنديان وأن يشاهد شواطئ البحر المتوسط من هذه الجبال الشاهقة.. ليعود بعدها إلى المدينة ويقضي ليلته هناك مستمتعاً بالسير على كورنيش جبلة الجميل على شاطئ المتوسط حيث تتلألأ أضواؤه في الليل لتمتزج مع أضواء السفن البعيدة في عمق المتوسط وبالتأكيد سيستمتع السائح كثيراً عندما يشاهد العديد من سكان المدينة شباباً وشابات يمشون على الكورنيش ذهاباً وإياباً في ليالي صيف جبلة الرائعة ويمكنه أن يشارك المتنزهين بتناول البليلة المسلوقة أو المشوية (عرانيس الذرة الصفراء والبيضاء) والبوشار والبيلاني (أكواز الحمص الخضراء المشوية) والبوشار وأن يشرب الكولا من البائعين الجوالين على عرباتهم في جو مهرجاني جميل يتكرر كل يوم منذ ساعات المساء الأولى وحتى ساعات الصباح الأولى، حيث يلتقي الناس مع بعضهم ويلتقي العشاق والباحثون عن السهر والأنس والوجه الحسن وحيث كل أسرة جبلاوية مع أولادها تعتبر المشوار اليومي إلى الكورنيش لا بد منه. كذلك يمكنه أن يتناول الكنافة الجبلاوية اللذيذة من محلات الحلويات في المدينة.

بانياس: مدينة الحلم الأخضر والأبيض بعد أن يقضي السائح 24 ساعة في جبلة يمكنه أن يستغل يوماً إضافياً و24 ساعة جديدة في المدينة الثانية على شاطئ المتوسط وهي بانياس التي تعد من أقدم المرافئ الفينيقية وكانت تعرف أيام اليونان باسم (بالانيا) وتتميز المدينة بشاطئها الرملي الجميل وأبنيتها البيضاء وبساتين الليمون الكثيرة فيها وتلالها الخضراء وينابيعها الرائعة. ويمكن للسائح أن يستمتع بالسباحة في شواطئها الجميلة العريقة كالشاطئ المهجور وغيره قرب المدينة وأن يتجه ليأكل في مطاعمها الكثيرة المنتشرة في الجبل بجوار الينابيع وعيون المياه ومن أشهرها رأس النبع وعين حسان وعين سنان وغيرها وإذا كان يهوى (الشانكليش أو السوركة) فما عليه إلا التوجه نحو قربة الخراب بجوار بانياس، حيث يصنع أهلها أطيب وألذ السوركي في سورية!.. وإذا ما قرر زيارة الأماكن الأثرية فسيسأل بالتأكيد عن قلعة مجاورة لبانياس حيث تبعد عنها شمال شرق بحوالي5 كلم ويمكنه أن يشاهدها من شاطئ المدينة أو من حاراتها المرتفعة وستدهشه بالتأكيد، فهي تأخذ شكل سفينة عائمة فوق جبل، إنها قلعة (المرقب) أشهر القلاع التاريخية السورية والتي تبدو من بعيد وقد لفتها غلالة رمادية زرقاء فتزيد من سحرها وعظمتها وهي قلعة ضخمة تعود لمئات السنين ويمكن للسائح أن يتجول في أروقتها وأبراجها وإذا ما نظر صوب البحر فسيشاهد وفي الأفق البعيد جزيرة قبرص التي تتلألأ أنوارها في الليل وتبدو واضحة من قلعة المرقب وبالتأكيد وبعد أن يعود لبانياس سيستمتع السائح أيضاً بزيارة كورنيش المدينة البحري وحدائقها الجميلة وأن يعيش لحظات لا تنسى مع مئات المتنزهين من سكان المدينة ويمكنه أيضاً أن يجلس في مقاهيها البحرية ويلعب طاولة الزهر أو الباصرة وأن يطلب لعبة المنقلة التي تعتمد على طاولة صغيرة لها فتحات ترمى بها الحجارة وتلعب بطريقة الغالب والمغلوب وهي لعبة تراثية تعرفها قرى الساحل السوري ويصر كبار السن على المحافظة عليها، لذلك يشاهدها السائح موجودة في مقاهي بانياس وجبلة.

أين تأكل وأين تنام؟ : في جبلة وبانياس خيارات كثيرة للأكل، فيمكن للسائح التوجه الى مطاعم على شاطئ المتوسط التي تعد الأسماك اللذيذة وغيرها من المأكولات البحرية الشهية أو أن يأكل في المطاعم الجبلية أو أن يأخذ طعامه معه وأن يفرش بساطاً على الأرض الخضراء بين الغابات بجوار جبلة كما في منطقة صنوبر جبلة أو في الغابات المنتشرة في الطريق المتجه نحو بيت ياشوط ويأكل بين أشجار البلوط والسنديان في جو بديع جميل. كذلك الحال في بانياس يمكنه أن يتناول طعامه في مطاعمها البحرية أو داخل المدينة أو بجوار ينابيعها وعيون المياه فيها ويمكنه أن ينام في فنادق المدينتين جبلة وبانياس أو أن يتجه إلى اللاذقية لينام حيث توجد فنادق كثيرة ويعود إلى جبلة وبانياس كما أن لديه إمكانية استئجار شاليه على شواطئ بانياس أو شقة مفروشة في جبلة. وهذه فكرة موجزة يمكن أن يستفيد منها السائح لأرقام هواتف مطاعم وفنادق وشقق مفروشة وشاليهات يمكنه أن يأكل فيها وينام في الـ 48 ساعة التي سيقضيها في مدينتي جبلة وبانياس: الأطلال نظام دور مفروشة درجة ممتازة هاتف: 041476126 ـ الجمال (236165) زهرة سورية (239913) رامي (478372) ـ صلاح الدين (238738 ) وهناك فنادق يمكن للسائح أن ينام فيها وأن يعود لجبلة ومنها: ميريديان اللاذقية (228736) ـ منتجع الشاطئ الأزرق (428700) ـ ليالي الريفيرا (421803) هارون ( 212140) ـ الرياض (238777) فندق بانياس (043710173) فندق القيصر 3 نجوم هاتف (043610611) أما مطاعم بانياس فهناك (الرياض) نجمتان (هاتف 712102) والشاطئ المهجور نجمتان (610379) ـ الشلال (710712) نجمتان ـ رأس النبع نجمتان (716888).

وفي جبلة هناك مطاعم عديدة منها: الصدفة (جبلة الكورنيش ثلاث نجوم) هاتف (041833815) الموج الأزرق (الكورنيش نجمتان) هاتف (833801) سورية ولبنان نجمتان (822842) نبع الفوار نجمتان (821618 )