سلامة الطفل.. بين احتضانه أو شده بحزام الكرسي

أهمية حزام الأمان في الطائرة

لم تتوصل شركات الطيران الى ايجاد الطريقة المثلى لجلوس الاطفال في الطائرة بعد («الشرق الأوسط»)
TT

لا توجد في أوروبا حتى الآن تعليمات ثابتة بشأن أمن الطفل أثناء الطيران والهبوط وتتصرف خطوط الطيران الأوروبية حسب اجتهادها في الموضوع. فهناك خطوط تنصح الأم أو الأب بوضع الطفل في الحضن وتطويقه باليدين بينما تميل بعض الخطوط إلى ربط الطفل بحزام الأمان المخصص للبالغين أو ربطه بأحزمة مصغرة تحمل اسم «لووب بيلت» Loopbelt. وفرض الاتحاد الأوروبي بدءاً من منتصف يوليو (تموز) الحالي على خطوط الطيران الأوروبية استخدام حزام الأمان للأطفال من سن تقل عن سنتين. وبرأي خبراء الطيران في الاتحاد أن حزام الأمان «لووب بيلت» يفي بغرض حماية الطفل من مخاطر الهبوط الاضطراري والتوقف المفاجئ وحوادث الطيران الأخرى. وأجرى تلفزيون الغرب الألماني (في دي آر)، بالتعاون مع التلفزيون السويسري ومنظمة الصليب الأحمر الهولندي ودائرة منح إجازات الأمان للأجهزة تجارب مصورة تثبت أن طريقة حضن الطفل أو استخدام حزام Loopbelt لا تعنيان سوى الموت المحقق للطفل أثناء حوادث الطيران.

واستخدم خبراء الطيران في التجربة طريقة «الصدمة» في السيارات لإيجاد أجواء مشابهة أثناء حوادث الطيران. وتمت مراقبة ما يحدث مع الطفل في حالة التوقف الطارئ لطائرة تسير أثناء الإقلاع والهبوط بسرعة 250 كم/ساعة. واستخدموا دمى بأحجام وأوزان مشابهة لأوزان البشر لمعرفة تأثير الصدمات عليها. وعرض تلفزيون (في دي آر) الصور المفزعة في برنامجه الاعتيادي مطالبا باستخدام حزام خاص بالأطفال لا يؤدي إلى إفلات الطفل من حضن أمه، أو من حزام الأمان التقليدي، أثناء الحوادث الكبيرة.

وتظهر الأفلام التي صورت على البطيء كيف ينحني جسد الأم إلى الأسفل لاإراديا وكيف تفتح ذراعيها (لاإراديا أيضا) أثناء حوادث الطيران، وطيران الطفل من حضنها واصطدامه بالأشياء الموجودة على متن الطائرة. كما يظهر الفيلم الآخر، الخاص بشد الطفل بالأحزمة التقليدية، كيف تفشل الأحزمة في وقف اندفاع جسم الطفل إلى الأمام وانفلاته من حزام الأمان.

ويقول مارتن شتيربر، من شركة لوفتهانزا التي ساهمت في المشروع، إن الطفل أفلت من الحزام ومن حضن أمه في كل تجارب الصدمة التي أجريت. وثبت أن حزام الأمان يحمي الإنسان البالغ من الصدمة لكنه «مميت بالنسبة للطفل الصغير». لهذا فقد قررت لوفتهانزا، وإلى حين إقناع الاتحاد الأوروبي بتغيير رأيه بخصوص حزام Loopbelt، استخدام مقاعد الأطفال الخاصة AiroKid، ذات الأشرطة المتصالبة، لحماية الأطفال أثناء حوادث الطيران.

ورفع برنامج (في دي آر) نتائج التجارب والأفلام إلى البرلمان الألماني قبل نشر التقرير بهدف الإسراع بتغيير قانون حماية الطفل أثناء الطيران. ويقول شتيربر إن وزير النقل الألماني فولغانغ تيفنسي مقتنع برأي الخبراء الألمان، لكنه لا يود الخروج على الإجماع الأوروبي. وسيرفع تيفنسي التقارير إلى الاتحاد الأوروبي في محاولة أخيرة لتغيير قانون سلامة الطفل الذي أقره الاتحاد في يونيو(حزيران) 2006.

وعدا عن لوفتهانزا، تقدم «ال تي يو» و«هاباغ لويبد» و«ايربرلين» و«كوندور» حاليا مقاعد خاصة بالأطفال، تشبه المقاعد المستخدمة في السيارات للمسافرين مع أطفال دون عمر السنتين. وتمنع بقية الخطوط الجوية الأهالي من أخذ المقاعد الخاصة بالأطفال معهم إلى متن الطائرة بحجة أن حزام الأمان واحتضان الطفل كفيلان بتوفير الحماية اللازمة للطفل. ويعتبر مقعد AiroKid للبالغين والأطفال من مبتكرات المهندس هارالد ميرينسكي الذي يعمل منذ عقود في شركة لوفتهانزا. وهو عبارة عن مقعد طائرة اعتيادي للبالغين، يضم داخله مقعدا صغيرا ذا أشرطة متصالبة للطفل. ويمكن بلمسة زر تغيير محور المقعد إلى سريرٍ مستوٍ كي ينام الطفل عليه، كما يمكن إخفاؤه داخل كرسي الأم مجددا.