المطاعم في سوليدير حاضرة لاستقبال روادها بعد طول انتظار

السياحة تعود إلى وسط بيروت التجاري

وسط بيروت التجاري.. تضج فيه الحياة السياحية من جديد («الشرق الأوسط»)
TT

استعاد وسط بيروت حيويته بعد كبوة استمرت سنة ونصف السنة وعادت شوارعه تضج بزائرين من مختلف المناطق اللبنانية والسياح العرب والأجانب الذين يجدون في هذا المكان فرصة مميزة للسهر والترفيه. عدد كبير من المطاعم اضطر لاقفال ابوابه قسرا نظرا للأوضاع الأمنية، المتردية التي تربصت بلبنان وحالت دون الوصول الى قلب المدينة حيث معقل المقاهي والمطاعم المتنوعة. أما اليوم فيمكن القول إن الحياة عادت الى طبيعتها في قلب هذه المدينة وعادت المطاعم والمقاهي المنتشرة على جوانب الشوارع تمتلئ بروادها من جديد، لاسيما تلك التي اعيد افتتاح ابوابها. وتتوزع هذه المؤسسات السياحية على أربع فئات، قليل منها قاوم الأزمات واستمر رغم الأوضاع المتردية، وقسم آخر أقفل نهائيا دون امكانية اعادة الافتتاح، فيما ينتظر عدد لا بأس به جلاء الوضع اللبناني والى أي صورة ستنتهي اليها الأوضاع ليتخذ قراره بالعودة الى العمل او عدمها. فيما حسمت بعض ادارات المطاعم الأخرى أمرها وعادت تستقطب روادها من جديد معلنة أن الوسط التجاري لن يموت وسيبقى قلب بيروت النابض.

وأهم هذه المؤسسات مقهى «بودا بار» الذي افتتح فرعا له في بيروت بعد فرنسا في أغسطس (آب) 2004. ويقول المسؤول في المقهى فادي كرم: إن الادارة بذلت جهدها لتعيد افتتاحه في اسرع وقت ممكن أي بعد سنة و7 اشهر من الاقفال المتواصل، ودعت زبائنها الى الحضور والتمتع بالأجواء المميزة لمدة ثلاثة ايام مجانا لاستعادة احياء ليالي الفرح. ولا تزال البرامج غنية كما اعتاد عليها رواد المقهى الذي يتّسع لحوالي 1500 شخص كما هي دون تغيير، خصوصا مأكولات المطعم العالمية التي يعدّها طباخون محترفون. وفي بودا بار طابقان، الأول صالة للانتظار والاستقبال وفي الثاني تتوزّع الطاولات بطريقة مدروسة للمحافظة على أجواء هادئة وهو مخصص لمتذوقي السوشي وأطباق آسيوية أخرى ولا سيما اللبنانية منها. كذلك وفي المحيط عينه، عاد رواد مقهى ومطعم tabou للتمتّع بأجوائه الليلية المميزة على وقع الأغنيات والموسيقى التي تجمع بين الشرق والغرب، اضافة الى فنانين يتولون قيادة السهرات ويقدمون أغنيات عربية كفيلة بالاستمتاع بليالي بيروت الرائعة. ويتولى اعداد المأكولات طباخون محترفون في المهنة يحضرون أطباقا إيطالية وعالمية، خاصة الـ «سوشي».

من جهة أخرى عاد محبو المطبخ الايطالي ليجدوا ضالتهم في مطعمي «البرلمنتو»، و«سكوزي» الذي يتّسع لحوالي 150 شخصا، ويقدم اضافة الى المأكولات الايطالية أطباقا يابانية من الدرجة الأولى. وفيما يتنافس المطعمان على تقديم الافضل لزبائنهما نظرا لتقديمهما هوية الطعام نفسها، ينفرد كل منهما بخصوصية معينة، اذ يحرص «البرلمنتو» الذي عاد بعد الاقفال بحلّة متجددة، على تقديم المأكولات الايطالية التقليدية التي يعدها طباخ محترف من شمال ايطاليا بمساعدة فريق عمل كامل. كذلك تتسم مأكولات «سكوزي» الايطالية التي يحضرها طباخ ايطالي واليابانية التي يعدها طباخ لبناني، بنكهة أصيلة لا تقل أهمية عن تلك المعروفة في بلد المنشأ، لا سيما بوجود الديكور الراقي والهادئ.

لم يختلف طبق مطعم le relais de l"entrecote الذي تخصص بتقديم طبق واحد لا ثاني له يحمل اسم المطعم ويتألف من مكونات صحية ما جعل الزبائن يقصدونه من كل مكان للتمتع بنكهته اللذيذة. هذا الطبق الذي يشرف على تحضيره طباخ لبناني يتألّف من سلطة الخضار مع صلصة الخردل والجوز والطبق الرئيسي هو عبارة عن اللحمة مع صلصة خاصة تحمل اسم sauce de l"entrecote اضافة الى البطاطا المقلية.

ويختصر مطعم «البلد» الذي أقفل مرات عدة متقطعة، الأجواء اللبنانية بما فيها الفنية والغذائية، اذ يقدم الأطباق اللبنانية التراثية على اختلاف أنواعها اضافة الى تعديلات مبتكرة يضيفها الطباخ المشرف على اعداد لائحة الطعام الخاصة بـ «البلد»، حيث تقدم على وقع الموسيقى الشرقية الرائعة.

ولمحبي الجلسة الشرقية يقدم le petit café سهرة مميزة. فالنرجيلة حاضرة والأطباق والحلويات جاهزة على اختلاف أنواعها، العربية منها والغربية، لاسيما اللبنانية، كما تلعب الأجواء الفنية التي اعتادت ادارة المطعم على تأمينها لزبائنها بواسطة فنانين متنوعي المواهب والفرق الراقصة دورا في اكتمال الجلسة والاستمتاع بها. كذلك يتمكّن من يريد الاحتفال بمناسباته السعيدة في وسط بيروت اختيار le petit cafe ليكون المكان الذي يفي بالغرض المطلوب ويؤمن كل المستلزمات لإنجاح هذا الحدث من كل النواحي.