إثيوبيا.. مرآة تعكس سحر الطبيعة

موطن الكنوز الثقافية

سفاري ومناظر طبيعية خلابة («الشرق الأوسط»)
TT

النيل الأزرق وقصر الإمبراطور فاسيليداس وجبال سايمن المهيبة هي بضعة مشاهد قليلة من مناطق الجذب التي يتمتع بها إقليم أمهرا الشمالي بإثيوبيا، حيث تثير دهشة وإعجاب الزوار.

وحتى هواة السفر المحنكين غالبا لا يدركون أن إثيوبيا التي تعد واحدة من أفقر الدول في العالم هي موطن ثروة من الكنوز الثقافية والطبيعية.

ولن تجد في إثيوبيا رحلات السفاري مع الأسود ولكنك ستكتشف ثقافة تمتد في التاريخ لآلاف الأعوام.

وتقترب الطائرة التي تقلنا من باهير دار عندما تبدو فجأة عند الأفق مساحة من الأراضي تغمرها المستنقعات.

وهذه المساحة التي تغمرها المياه في الأراضي المرتفعة لإثيوبيا شاسعة وممتدة لدرجة أنها تشبه البحر كما أنها موقع بحيرة تانا التي تغطي مساحة 3600 كيلومتر مربع وهي أكبر بحيرة في إثيوبيا.

وعند القدوم من الطقس المعتدل نسبيا في أديس أبابا فإن باهير دار تلك العاصمة الإقليمية تعد حارة نسبيا وتتمتع بمناخ يتسم بالهدوء ويبعث على الاسترخاء. وهذه الحالة من الاسترخاء تنعكس في فندق حديقة تانا حيث تمسح أمواج البحيرة الشاطئ.

وتتهادى القوارب المصنوعة من أعواد الغاب على مياه البحيرة بينما تغني الطيور الملونة فوق الأشجار. ويمكن للزوار ركوب زورق بمحرك للوصول إلى العديد من الجزر التي تزدان بها البحيرة، وبعض هذه الجزر تعد ملاذا للرهبان الذين يعيشون في عزلة تامة. والسفر إلى هذا المكان الروحاني يماثل القيام برحلة إلى الماضي والعودة إلى القرن الرابع عشر، ولا يكاد يوجد شيء هنا يذكرك بالقرن الواحد والعشرين.

ومن بين الأديرة والكنائس ديبري مريام ونارجا سيلاسي وبيتا جيورجيس، وبعضها لا يزال على حالته وتم جزئيا ترميم رسوم الجدران ومغارات الكنوز الصغيرة، حيث تم حفظ التيجان الثمينة والأردية والصلبان القبطية.

وثمة موقع آخر يستحق الزيارة هو شلالات النيل الأزرق التي تنبع من بحيرة تانا.

ومن هنا يبدأ النهر رحلته الطويلة صوب الخرطوم بالسودان، حيث ينضم إلى النيل الأبيض قبل أن يتجه إلى مصبه في البحر المتوسط.

ويتدفق النيل الأزرق بعد 30 كيلومترا من منبعه عبر واد ضيق، وفي موسم الأمطار يمكن أن يصل اتساع الشلالات إلى 400 متر وبارتفاع 45 مترا.

وتستغرق الرحلة من باهير دار إلى جوندر العاصمة السابقة لإثيوبيا أربع ساعات ويمكن الذهاب إليها بالطائرة غير أن الزائر بوسعه أن يرى الكثير من المعالم في منطقة أمهرا إذا قطع الرحلة برا.

والمكان المميز في جوندر هو قصر الإمبراطور فاسيليداس الذي يرجع تاريخه إلى القرن السابع عشر. وهذا المجمع بأكمله يقع على مساحة سبعة آلاف متر مربع ويحيط به جدار واسع يضم بداخله سبعة مبان كبيرة.

وفي المدينة وفي السوق على وجه الخصوص يشعر الزوار بحيوية هذا المكان التاريخي.

وتزدحم الشوارع بالعربات، التي تجرها الحمير وتحمل أحمالا ثقيلة، دراجات نارية تجر عربات صغيرة للركاب.

وأفضل طريقة لتتويج الرحلة لمنطقة أمهرا تكون بزيارة جبال سايمن، حيث يمكنك أن تقوم برحلات المشي عبر الحديقة الوطنية. وفي الحديقة تستطيع أن ترى قرود البابون والوعول والثعالب.كما أن المنطقة هي موقع أعلى جبل في إثيوبيا وهو راس داشن الذي يبلغ ارتفاعه 4620 مترا.