مقاعد جديدة ما بين درجتي رجال الأعمال والاقتصادية

في الطائرات.. المقاعد درجات

الطلب يتزايد على الأماكن المنفصلة للمسافرين على درجة رجال الأعمال («الشرق الأوسط»)
TT

ظهرت درجة جديدة لمقاعد الطائرات بين درجتي رجال الأعمال والدرجة الاقتصادية، من ناحية الخدمات والأسعار. وتتيح مقاعد الدرجة الجديدة راحة أكثر ومساحة أكبر لوضع القدمين، كما تقدم أولوية للحجز ووجبات أفضل. لكن المفاجأة هو أنه ليست هناك درجة مشابهة على أي من الخطوط الجوية الأميركية. وعلى الرغم من وجود الدرجة الاقتصادية على بعض الخطوط الأجنبية لما يزيد على عقد من الزمان، إلا أن الطلب يتزايد على الأماكن المنفصلة للمسافرين على درجة رجال الأعمال الذين يرغبون في دفع نقود أكثر مقابل الحصول على خدمات أفضل. ويمكن أن يزداد الطلب على مقاعد الدرجة الاقتصادية المميزة بسبب تباطؤ الاقتصاد وحرص الشركات على خفض النفقات من خلال عدم السماح لموظفيها بالسفر على مقاعد درجة رجال الأعمال. وقد بدأت شركة فيرجين أتلانتك بتقديم خدمة الدرجة الاقتصادية المميزة خلال العام الماضي، وكذلك فإن شركة أوبن سكايز الجديدة والتابعة للخطوط البريطانية بدأت في تقديمها منتصف يونيو، كما تخطط الخطوط الجوية الأسترالية واليابانية لتقديم خدمات هذه الدرجة على رحلاتها إلى الولايات المتحدة في نهاية العام الجاري. ويقول هينري هارتفيلدت وهو محلل سفر يعمل في مركز أبحاث فورستر:«إنها نقلة ذكية لأن هناك ما أسميه تطورا في درجات المقاعد على خطوط الطيران. فما يسمى الآن بدرجة رجال الأعمال، ما هو إلا الدرجة الأولى في الماضي. وكذلك، فإن الدرجة الاقتصادية المميزة ما هي إلا درجة رجال الأعمال في الثمانينات».

وفي واقع الأمر، فإن الدرجة الاقتصادية لا تحظى بالقبول لدى معظم المسافرين، ولذلك، لجأت شركة أوبن سكايز إلى تسمية هذه الدرجة باسم الدرجة المتوسطة المميزة ـ تجنبا لكلمة «الاقتصادية».

ويقول دال موس وهو المدير التنفيذي لشركة أوبن سكايز بعد وصول أولى رحلات الشركة إلى مطار جون كينيدي في نيويورك منذ أسبوعين:«إنها ليست اقتصادية مميزة. إنها تحتوي على مقاعد درجة رجال الأعمال، في مقابل المقاعد التي يمكن أن تتحول إلى أسرّة في درجة رجال الأعمال».

ويبلغ عرض الكرسي على هذه الدرجة 20 بوصة ويمكن فتح الكرسي بزاوية 140 درجة (فتح الكرسي بصورة كاملة يساوي 180 درجة) مع وجود مسند للقدمين يمكن تعديله.

وتسيّر شركة أوبن سكايز رحلاتها على طائرات بوينغ 757 بين مطاري باريس أورلي وكينيدي وتخطط لإضافة خمس طائرات أخرى على الطريق بين نيويورك وأوروبا بنهاية عام 2009. وتبدأ أسعار الدرجة الاقتصادية المميزة من 1.650 دولارا للرحلات ذهابا وعودة، شاملة الضرائب والخدمات، وذلك حتى 4 يوليو (تموز) وبعد ذلك ترتفع الأسعار إلى 2.256 دولارا. وعلى الرغم من أن طائرات بوينغ 757 تحمل عادة نحو 200 راكب، إلا أن شركة أوبن سكايز تخصص 82 مقعدا، منها 24 في درجة رجال الأعمال و30 في الدرجة الاقتصادية. ويفيد موس بأن ذلك التصنيف يمكن أن يتغير حسب رغبات العملاء. وقد قامت شركة فيرجين أتلانتك التي قدمت هذه الدرجة عام 1992 بإعادة تصميم وزيادة المساحة المخصصة لهذه الدرجة على طائراتها خلال العام الماضي. وقد أفاد كريس روسي هو نائب المدير الأول لرئيس شركة نورث أميركا، أن الحجز على الدرجة الاقتصادية المميزة قد ازداد بنسبة 20 بالمائة خلال الأشهر العشرة الماضية. ويبلغ عرض المقعد في الدرجة الاقتصادية المميزة على خطوط شركة فيرجين أتلانتك 21 بوصة، كما تقدم الشركة خدمات أخرى مثل التعويض عن فقدان الأمتعة وتقديم المشروبات قبل الرحلات والوجبات الجيدة أثناءها. كما تقدم شركة الخطوط البريطانية مساحة مخصصة على طائراتها لهذه الدرجة، حيث تسميها باسم ورلد ترافلر بلاس، والتي ظهرت عام 2000 وقد تم تجديد مقاعدها وإضافة بعض المميزات عليها مثل سماعات منع الضوضاء. ويبلغ عرض المقاعد 18.5 بوصة. وفي كل من الخطوط البريطانية وخطوط شركة فيرجين فإن سعر التذكرة الاقتصادية المميزة من نيويورك إلى لندن يبدأ من 1.891 دولارا، شاملة الضرائب والخدمات.

وعلى الجانب الآخر من المحيط الهادىء، فإن الخطوط الجوية اليابانية والأسترالية قد قدمتا الدرجة الاقتصادية المميزة خلال الخريف الماضي. وتخطط الشركتان لزيادة الرحلات إلى الولايات المتحدة بنهاية العام الجاري. وسوف تبدأ الرحلات على الخطوط اليابانية بين نيويورك وطوكيو في أول أغسطس (آب). وفي نوفمبر (تشرين الثاني) سوف تقدم الخطوط الجوية الأسترالية خدمات الدرجة الاقتصادية المميزة بين أستراليا ولوس انجليس. ويبلغ سعر مقاعد الدرجة الجديدة نحو ضعف مقاعد الدرجة الاقتصادية ونصف مقاعد درجة رجال الأعمال، حسبما أفاد لاسلي غرانت، وهو المدير العام في مجموعة الخطوط الأسترالية. وقد أفاد فرانك شنور وهو نائب رئيس شركة أميركان إكسبريس ترافيل لاستشارات الخدمات، بأن الشركة لديها اهتمام متزايد بالدرجة الاقتصادية المميزة منذ بداية العام الجاري. ولكن يبدو أن هذه الدرجة لا تلقى قبولا لدى شركات الطيران في الولايات المتحدة. فعلى الرغم من وجود الدرجة الاقتصادية المميزة على طائرات شركة يونايتد إيرلاينز، إلا أنها لا تتميز كثيرا عن الدرجة الاقتصادية. وقد أرجع هارتفيلدت ذلك إلى عدم رغبة العملاء في تغيير مقاعد الدرجات المكلفة. وفي هذا يقول:«إن العملاء يرغبون في دفع المزيد من الأموال في مقابل الحصول على خدمات مميزة، ولذلك فإن الشركات التي تدرك ذلك، تستفيد كثيرا. أما الشركات التي لا تدرك ذلك، فإنها تتساءل: أين يذهب عملائي الذين يجلبون الأرباح»؟

* خدمة «نيويورك تايمز»