زيارة لبنان.. أكل وسهر وتبضع

التسوق لا يتأثر بتقلبات الطقس

المحلات التي تشهد خلال فصل الصيف تنزيلات مهمة على مراحل تجعلها في متناول كل المستويات
TT

ما أن يأتي موسم السياحة حتى تتحول العاصمة اللبنانية إلى قبلة السياح من مختلف أنحاء العالم. فموسم هذا العام اختصر الصورة بما تحتويه من زحمة الحجوزات، رغم ارتفاع أسعارها، ومن حركة المطار التي لا تهدأ ليلا ونهارا. لا عجب في ذلك، فسياحة التسوق في لبنان لها نكهتها الخاصة. فهي متعة تجمع بين الترفيه وتذوق أشهى المأكولات اللبنانية والعالمية واقتناء آخر ابتكارات الموضة من أهم المحلات المنتشرة في المناطق على اختلاف مستوياتها الاجتماعية التي تنعكس على طبيعة الأسواق والمراكز التجارية وأسعارها التنافسية. وهي تتراوح من تلك المعروفة بطابعها الشعبي الى تلك التي تتميز باحتوائها أفخم المحلات العالمية، لا سيما في العاصمة بيروت. وكأن الزيارة واجب لا بد منه لعاصمة الموضة التي تجمع بين حنايا شوارعها المحلات المنتشرة على طول الأسواق التي تتنافس في ما بينها لتقديم الأفضل لروادها مع عدم إغفال الصناعات اللبنانية التي تغزو بدورها الأسواق وتنافس أهم الماركات من الثياب والأحذية والمجوهرات. كذلك هي منطقة محترفي الطباخين وأفخم المطاعم التي تقدم أشهى المأكولات العالمية التي تجذب كل الأذواق والأهواء. وهي قبلة السياح طيلة أشهر السنة الذين يجدون فيها ضالتهم، خصوصا في فصل الصيف، حيث المتعة مزدوجة، فمن ناحية يقصدون البحر والجبل ومن ناحية أخرى يستفيدون من فرصة التنزيلات التي تصل إلى نسبة 70 في المائة، التي بات يعمل بها تلقائيا مع بدء هذا الفصل من كل عام وينتظرها اللبنانيون والسياح بفارغ الصبر. الرحلة في بيروت متعددة الأهداف. لنبدأ من وسط العاصمة، حيث تتوزع محلات الثياب والأحذية والمجوهرات على طول الشوارع الممتدة بين ساحتي الشهداء ورياض الصلح بجانب المطاعم والمقاهي التي تقدم أشهى المأكولات والحلويات الى جلسة النرجيلة الخاصة وكل لوازم السهر، حيث تصدح الموسيقى في كل أرجاء المكان. ويسعى أصحاب المطاعم الى تقديم أفضل أنواع المأكولات على اختلاف هويتها، ولا تقل تلك التي تقدم المأكولات العالمية أهمية عن تلك التي تقدم اللبنانية مثل «كرم» و«البلد» و«أوتار»، وهي تتنوع بين الفرنسي في Balthus وAZIZ والياباني في Shogun والصيني في Shopsticks والايطالي Parlemento واليوناني Souvlaki وغيرها من الأطباق التي تجمع بين الشرق والغرب وتلقى شهرة واسعة وإقبالا من اللبنانيين والسياح على حد سواء. ويمكن لمحبي المأكولات البحرية أن يجدوا ضالتهم في مطعمي «السلطان ابراهيم» وMandaloun Sur Mer المتخصصين في تقديم هذا النوع من الأطباق. كما تنتشر بشكل ملحوظ في وسط العاصمة ما يعرف بالمقاهي، التي تقدم إضافة إلى مختلف المشروبات والحلويات وأنواع القهوة المتعددة، الأطباق السريعة والسندويتشات على اختلاف أنواعها مثل Linas Sandwiches وMi- Chaud وSubway، حيث تتسم جلستها بطابع التلقائية والعفوية. وفي المساء، لا بد من إراحة النفس والجسد بعد تعب النهار بالرقص والاحتفال في أحد المطاعم التي تحرص على تنظيم الحفلات الفنية وتوفير أجمل الأجواء للساهرين.

في غرب بيروت الرحلة تحتاج الى ساعات طويلة لاجتياز المناطق والشوارع التي تزخر بأهم المحلات والمراكز التجارية، حيث بإمكان السائح الجمع بين التسوق والسياحة وتذوق أشهى المأكولات. التنقل في أروقة شارع الحمراء، له خصوصيته التي تجمع بين عبق الماضي وترف الحاضر. غياب المراكز التجارية الكبيرة عن هذا الشارع لم يفقده رونقه، بل اكتسبت المقاهي المنتشرة على رصيفه الهوية اليسارية من روادها على اختلاف أعمارهم من شباب وعجزة. ويلبي هذا السوق متطلبات المتسوّق أيا كانت قدراته المادية، إذ يجمع بين المحلات التي تقدم الثياب والأحذية المصنوعة لبنانيا التي تباع بأسعار مقبولة، إذ أصبح مثلا متجر ELDORADO الشعبي محطة مهمة في رحلة العديد من السياح الذين يشترون منه حاجاتهم بأسعار منخفضة، والمحلات ذات الأسعار المرتفعة قليلا مثل وVERO MODA، وGS وRED SHOE وغيرها من المحلات التي تشهد خلال فصل الصيف تنزيلات مهمة على مراحل تجعلها في متناول كل المستويات. والسياحة ثقافية في شارع الحمراء، حيث لا تزال أكشاك الصحف محافظة على مكانتها المعنوية في هذه المنطقة إضافة الى مكتبة أنطوان، التي أصبحت معلما مهما من معالم هذا الشارع، وهي توفر كل أنواع الكتب المدرسية والثقافية والمجلات والصحف. اما السمة الثقافية الأكبر فيمكن للراغبين ان يتمتعوا على خط الترام او خط الجامعة الأميركية، حيث المكتبات المتخصصة والمواكبة لأحدث ما يصدر في العالم.

وإذا يئس الرجل من تنقل زوجته من واجهة الى أخرى، لا بد عندها من اتخاذ قرار الانتظار والتلذذ بكوب من العصير الطبيعي عند «بلس». أما إذا اراد الجلوس فالإمكانية متاحة ليستكين وينسى «فيروس الشوبينغ» الذي أصاب زوجته ويكتفي بمراقبة اكتظاظ هذا الشارع من بعيد، وذلك على أرصفة الـ«كافي تروتوار» التي يكثر وجودها في هذه المنطقة التي تشكل محطة يومية للبنانيين على اختلاف أعمارهم. وأهمها «الكوستا» و«يونس» وRegusto و«دو براغ» و«غرافيتي» وغيرها من المقاهي التي توفر الراحة للمتسوق وتقدم الأطباق السريعة بأسعار مقبولة. وفي وقت الغداء للعائلة محطاتها التي تلبي المطالب أيا كانت أذواقها كـ«رودستر» و«شوبستكس» و«ناندوز» و«نابوليتانا» المتخصص في تقديم الأطباق الإيطالية.

وعلى مقربة من شارع الحمراء تقع منطقة فردان التي تعرف باحتوائها أهم المحلات التجارية، لا سيما في مركزي «فردان 730» و«فردان 732» و«ديون»، حيث تتوزع فروع فخمة لمحلات تبيع أفخم البضائع من الثياب والأحذية والمجوهرات، إضافة إلى المقاهي والمطاعم التي تبقى مكتظة طوال أيام الأسبوع بالرواد اللبنانيين والعرب والأجانب. كما يتمركز في هذه المنطقة عدد من أهم مصممي الأزياء اللبنانيين الذين تركوا بصمة في هذا المجال ويجاورهم أشهر اختصاصيي التجميل والشعر وأهمهم جو رعد وبسام فتوح. كذلك لا يبعد سوق مار الياس إلا أمتارا قليلة عن فردان وهو بدوره يجمع آخر ابتكارات الموضة من الألبسة والأحذية والمجوهرات، إضافة أيضا إلى الفساتين الخاصة بالمناسبات وتتراوح نسبة أسعارها بين المقبولة والمرتفعة إلا أنها أيضا تخضع لتنزيلات تسهل عملية اقتنائها في منتصف فصلي الشتاء والصيف.

ولمحبي المراكز التجارية الكبرى الموجودة في مناطق عدة من بيروت، التي توفر للسائح كل ما يطلبه من «البابوج الى الطربوش». لا بد له من التوجه نحو منطقة الأشرفية، حيث يقع مجمع الـABC الذي افتتح أبوابه في عام 2003، وهو يجمع بين الترفيه والتسوق ويمتد على مساحة تفوق 37 ألف متر مربع ويضم سبع صالات سينمائية، و15 مطعما ومقهى تقدم أطباقا لبنانية وعالمية وعددا كبيرا من محلات الألبسة والأحذية ذات الماركات العالمية، مهندسو هذا المجمع أخذوا بعين الاعتبار، تنوع متطلبات أفراد العائلة، فلكل منهم طلبه. وكي تنجز الأم مهامها التسويقية براحة، يمكنها أن تطمئن على أطفالها وزوجها في آن معا. فللأولاد وسائلهم الترفيهية إضافة الى قاعات السينما التي تقدم أفلاما خاصة بالأولاد طوال النهار، ولزوجها المقاهي المميزة التي تسمح له بارتشاف فنجان القهوة بهدوء بانتظار إنهاء رحلة زوجته التسويقية.

وإذا اختار المتسوق بعد التجول في الـABC التعرف على الجالية الأرمنية اللبنانية يمكنه التوجه الى منطقة برج حمود في ضاحية بيروت الشمالية، وتحديدا في شارع آراكس، حيث البضائع بمعظمها مصنوعة في معامل المنطقة. أما من يريد الثقافة الذوقية الارمنية وتاريخها الغذائي فسيجد ضالته في مطعم «مايريغ» ويعني «امي» باللغة الارمنية، حيث شيده أصحابه الارمنيون على بيت قديم مع الإبقاء على طابعه الخاص، ويقدم الأطباق الارمنية في أجواء جميلة وراقية. كذلك لمقهى ومطعم «باسكوتشي» في الاشرفية، مكان يتميز بديكور عصري جميل وتحلو أجواؤه للشباب نظرا الى اجوائه التي تجمع بين الشرق والغرب.

ومن يقرر التوجه نحو شمال بيروت فسيكتشف مجمعCITY MALL التجاري، عند أكثر مداخل العاصمة ازدحاما على مساحة 75 ألف متر مربع، وهو يعتبر من أكبر مراكز التسوق في العاصمة اللبنانية ويقصده اللبنانيون من مختلف المناطق ولا تختلف هوية المحلات المجتمعة فيه كثيرا عن تلك الموجودة في الـABC إن لناحية محلات الألبسة أو الأحذية او المطاعم ووسائل الترفيه. كذلك يتسم مجمع الـBEIRUT MALL الذي افتتحته «الشركة السعودية للتسويق» منذ سنة ونصف السنة، بالمواصفات نفسها، ويقع في منطقة الطيونة التي تقدم لكل أفراد العائلة التسلية والتسوق وإمكانية تناول وجبات الطعام طوال النهار بأسعار مقبولة تناسب مختلف الفئات الاجتماعية، ويكتسب أحد الطوابق طابع الطفولي بامتياز، حيث خصصت قاعة كبيرة تحتوي أجمل الألعاب وأمتعها. وليس بعيدا عن هذا المركز، تقع منطقة فرن الشباك بسوقها الكبير الذي وان تشابه مع غيره من الأسواق البيروتية، إلا أنه يتميز بكونه سوقا شعبيا يقدم الألبسة والأحذية بأسعار مقبولة وحتى منخفضة مقارنة مع غيرها، خصوصا فساتين السهرة والأعراس. ولملء الحقيبة كما يجب ولا سيما «مؤونة الأحذية» ذات الموديلات المتنوعة والموقعة بماركات عالمية أو تلك المصنوعة محليا التي تتميز صناعتها بحرفية عالية، عليه التوجه بعد ذلك نحو سوق الزلقا، حيث تتوزع عشرات المحلات على طول الشارع مع عدم غياب المطاعم وأماكن السهر ذات الأجواء المميزة.