بورسعيد.. مدينة مصرية بنكهة عالمية

عنوان الترفيه والتبضع

يوجد في منطقة بور سعيد عدد من افخم الفنادق العالمية («الشرق الأوسط»)
TT

تدين مدينة بورسعيد الساحلية بنشأتها إلى حفر قناة السويس قبل قرن ونصف القرن من الزمن، صارت بعدها مدينة للجميع، حيث سكنها المصريون والأجانب الذين كانوا يعملون بتشغيل وإدارة حركة السفن في القناة، واستقرت بها جاليات فرنسية ويونانية وتركية كبيرة، ما زالت منازلهم الجميلة بمثابة تحف معمارية تقف شامخة على شط القناة. على شاطئ بورسعيد يلتقي البحر المتوسط بقناة السويس، وفي طرقها وشوارعها يتلاقى الناس من كل أنحاء العالم عبر التجول السياحي والتبضع في مدينة التجارة المصرية الأولى. كما تنتمي هذه المدينة الصغيرة التي تقع على بعد 200 كيلو متر شمال شرق القاهرة لقارتي آسيا وأفريقيا معا، فبورسعيد تنتمي للضفة الغربية لقناة السويس بينما ترتمي مدينة بور فؤاد المتاخمة لها في أحضان سيناء في الجبهة الشرقية المقابلة من القناة في أول طرف لقارة آسيا. ويجمع بين المدينتين التخطيط المعماري الرائع والإطلالة المميزة على ساحل المتوسط. تحولت بورسعيد إلى منطقة حرة منذ عام 1976 وأصبح اقتصادها يعتمد بالأساس على التجارة والصيد وصناعة الأغذية المحفوظة. والتي يعمل فيها نحو 7 آلاف نسمة هم سكان المدينة، كما تنتشر بها العديد من الأسواق التجارية الشعبية المزدحمة طوال العام، خاصة أسواق الحميدي والتجاري حيث التسوق عبر عشرات المحلات التي يمتلئ بها الشارع، بينما يتميز حي الإفرنجي (الحي الذي كان يسكنه الأجانب في الماضي) بشوارعه الجميلة المتناسقة ومحلات بيع الملابس الأجنبية.

تتميز بورسعيد بطقس رائع طوال شهور العام خولها لأن تكون مصيفا ومشتى في الوقت نفسه، ومصدر جذب للسياحة الداخلية والخارجية على حد سواء. فالزائرون من داخل مصر لا يتوقفون عن الوصول للمدينة التجارية الأبرز من أجل الاستجمام والتصييف وشراء المنتجات المستوردة المتنوعة وقضاء الأعياد، حيث تتداخل السياحة الترفيهية وسياحة التبضع، بينما يستمتع السياح القادمون من أوروبا وآسيا بالجو المشمس الدافئ شتاء، وبهدوء مدينة ساحلية صغيرة. وتقوم شركة بورسعيد للسياحة بتنظيم رحلات سياحية من أوروبا وآسيا لزيارة المدينة وتم أخيرا تشغيل خط كازاخستان - بورسعيد لنقل سياح الجمهورية السوفيتية السابقة إلى بورسعيد ضمن برنامج سياحي حافل. تتميز الفنادق البورسعيدية بموقعها الفريد على شاطئ البحر المتوسط ومدخل القناة، فهناك فندق هلنان بورسعيد ذو الخمسة نجوم حيث الإقامة الممتعة والمناظر الفريدة. وعلى مرمى البصر يعانق فندق سونستا مدخل القناة الشمالي بجوار شارع الميناء التاريخي. أما فندق جراند الباتروس الذي تم تشييده في عام 2004 فيتميز بموقعه الفريد وسط الطريق الساحلي، ويحوي الباتروس 126 غرفة فاخرة تنقسم إلى 15 جناحا كبيرا و12 جناحا صغير إضافة إلى 99 غرفة عادية، ويضم الفندق خمسة مطاعم أبرزها المطعم الايطالي ومطعم أبو نواس.

يقوم الباتروس بتقديم فرصة لزائريه للاستمتاع بالأنشطة المائية عبر تنظيمه رحلة بحرية يومية على متن المطعم العائم ذي الخمسة نجوم «قنال كروز»، الذي ينفرد بتقديم أشهى المأكولات الشرقية والغربية في الهواء الطلق، وأثناء الإبحار بين قارتي أفريقيا وآسيا وعلى مشارف المدخل الشمالي لقناة السويس حيث السفن الضخمة الراسية تمهيدا للعبور نحو الجنوب.

وعلى الساحل أيضا تمتد عشرات القرى السياحية الجديدة وأبرزها «الكروان بيتش» و«كناري» و«جنة النورس» و«الياقوت» و«الفيروز»، حيث الإطلالة على المياه الزرقاء والمساحات الخضراء وحمامات السباحة والغرف المجهزة وقاعات الاجتماع والمؤتمرات وإمكانية استقبال الضيوف طوال العام.

المطبخ البورسعيدي شهي جدا وبالطبع تتصدر ثمار البحر والأسماك قائمة الطعام في المطاعم الأشهر في بورسعيد مثل «مطعم البرج»، ومطعم الكاستن، و«مطعم طرح البحر» ومطعم «أبوعصام» وجميعها في الشارع الساحلي الرئيسي، حيث يتم تقديم الأسماك الطازجة على الطريقة البورسعيدية، ولا يمكن لزائر هذه المطاعم تجاهل طبق «الملوخية بالجمبري» الشهير، فضلا عن طبق «الصيادية» اللذيذ و«مدفونة الجمبري» حيث تتبارى هذه المطاعم في استقطاب زبائنها عبر تقديم كل ما هو جديد ومميز. وفي شارع الجمهورية بوسط المدينة يقدم مطعم جيانولا، الذي يحتفل العام المقبل بمرور 60 عاما على إنشائه، المأكولات الفرنسية والشرقية ومجموعة مميزة من الحلوى والفطائر. بورسعيد على موعد دائم مع الطيور المهاجرة التي تحوي أندر الأنواع، حيث المحميات الطبيعية في جنوب المدينة، كما تحفل بورسعيد بعدة متاحف تؤرخ لنضال المدينة لا سيما المتحف الحربي ومتحف بورسعيد. ولا ينبغي تفويت فرصة مشاهدة عروض فرق السمسمية التي تحكي قصة البحر والصيد وعشق مدينة ساحلية صغيرة تدعى بورسعيد.

أما الليل في بورسعيد فله سحر خاص، تتلمسه عبر التمشية في طريق «طرح البحر» الساحلي الذي يحوي معظم فنادق المدينة الفخمة والقرى السياحية الحديثة، حيث يمكنك التجول في هذا الشارع الذي يمتد لأكثر من كيلومترين على إيقاع «الحنطور» الذي يشبه إيقاع الزمن.