التخييم.. السياحة البديلة للفنادق في سيناء

بسبب بساطتها ورخص ثمن الإقامة بها

التخييم في الصحراء.. مغامرة سياحية لا بد منها («الشرق الأوسط»)
TT

تجتذب المخيمات البدوية بسيناء أعدادا كبيرة من السياح الأجانب، يمثلون نحو 80 في المائة من المترددين على هذه المخيمات التي يزداد الإقبال عليها بسبب انخفاض أسعار الإقامة بها ووقوعها في أماكن طبيعية وصحراوية فريدة.

ويقول أحمد جابر، مدير الصفوف الأمامية بمخيم بيت القرش بشرم الشيخ، إن انخفاض أسعار الإقامة بهذه المخيمات يجعلها دائما مناطق جذب للسائحين، خاصة بعد أن زادت مصر من إجراءاتها الأمنية بالمنطقة عقب تفجيرات سيناء الثلاثة التي وقعت بين عامي 2004 و2006.

وأضاف أن هذه المخيمات عبارة عن عشش مقامة من البوص وخشب الأشجار ومجهزة بأسرّة للنوم وتكون لها دورات مياه مشتركة وهي عادة وفي معظم الأحيان تكون من دون أجهزة تكييف أو أجهزة كهربائية، وأن هذا النوع من المخيمات يقام بجوار الغرف الفندقية، حيث يحصل السائح المقيم فيها على بقية الخدمات الفندقية الأخرى وتشمل أسعار الإقامة بهذه المخيمات تقديم وجبة الإفطار أيضا كما يمكن للسائح المقيم في المخيم استخدام حمام السباحة والمطعم الموجود بمنطقة الغرف بالفندق.

وتابع أن أسعار الإقامة تختلف من مخيم إلى آخر وتحدد حسب المكان والتجهيزات وترتفع في شرم الشيخ نظرا لأهمية المنطقة سياحيا وشهرتها العالمية وعدم الانتشار الكبير لهذه المخيمات بها، بينما تنخفض أسعار الإقامة بالمخيمات في نويبع، إلى حد كبير.

وتنتشر معظم المخيمات في نويبع، ويصل عددها إلى نحو 10 مخيمات يديرها ويمتلك معظمها سكان محليون من بدو سيناء. وتبدأ أسعار الإقامة فيها من 30 جنيها مصريا في الليلة، لتصل إلى 300 جنيه في بعض المخيمات التي يطلب روادها التزود بتكييف هوائي أو بأجهزة كهربائية.

ويتأثر سعر الإقامة بتلك المخيمات في الفترات التي تطلق فيها إسرائيل تحذيرات لمواطنيها لتوخي الحيطة في سيناء، إذ يقيم معظم السياح الإسرائيليين في مخيمات هناك عبارة عن عشش متفرقة تتميز بالطابع البدوي، وهي منتشرة في منطقة تمتد بين الحدود المصرية الإسرائيلية، بين طابا ونويبع، وتحقق هذه المخيمات نسبة إشغال عالية للغاية، بل كانت إشغالاتها تكتمل قبل الفنادق والمنتجعات الأخرى. ويأتي السائح الإسرائيلي عادة إلى هذه المخيمات من خلال منفذ طابا البري وبالسيارات الخاصة. فرج محمد فرج صاحب مخيم ثعلب الصحراء بسانت كاترين أضاف قائلاً: إن المخيمات بسانت كاترين مقامة بالأحجار نظرا لبرودة الجو بالمنطقة، وتختلف عن المخيمات الموجودة بنويبع. وأوضح أن هناك أماكن أيضا للتخييم الحُر يمكن لمن يحضر بخيمته الخاصة إقامتها بالمكان والحصول على خدماتنا مقابل أسعار رمزية.

وتابع أن معظم السائحين المترددين على المنطقة في هذه الفترة من هواة تسلق الجبال نظرا لشهرة المنطقة بوجود جبل سانت كاترين بها، الذي يعد أعلى قمة في مصر ويبلغ ارتفاعه 2641 مترا فوق سطح البحر. وقال إن «مخيمات سانت كاترين تجتذب أيضا السياح المسيحيين من كل مكان والذين يقيمون في هذه المخيمات نظرا لقربها من دير سانت كاترين الذي يقع أسفل جبل سيناء»، إذ يعود بناء الدير إلى القرن الرابع الميلادي كمعقل لرهبان سيناء حينذاك. وقد سمي في العصور التالية باسم دير القديسة كاترين. وهو يشبه في بنائه حصون القرون الوسطى. وله أسوار مشيدة بأحجار الغرانيت، وله أبراج أيضاً. ويواصل صاحب مخيم ثعلب الصحراء قائلاً: إن المترددين على مخيمات سانت كاترين غالبيتهم أفراد يرغبون في توفير النفقات خلال فترة وجودهم بسيناء وهم من جنسيات مختلفة، وان السياح المقيمين بالمخيمات يهوون أيضا رحلات السفاري فوق ظهور الجمال.

حميد صالح أبو غصين عضو البرلمان المصري عن محافظة جنوب سيناء أشار إلى أنه تتم حاليا إقامة مطار بالمنطقة لتنشيط حركة السياحة القادمة إلى نويبع وطابا وهي المناطق التي تنتشر بها سياحة المخيمات بشكل ملحوظ.