الإمارات.. قبلة للسياح في يومها الوطني

فعاليات تراثية وفنية وألعاب نارية

الامارات تحتفل بسياحة العيد («الشرق الأوسط»)
TT

لم يكن هذا الأسبوع أسبوعا عاديا في حياة المواطنين والمقيمين، وبالتأكيد الزائرين والسياح، للإمارات العربية المتحدة، فالسياحة بالتأكيد كانت في قمة ذروتها خلال الأيام القليلة الماضية، فلم يصدف خلال عام 2008، على الأقل، أن شهدت الإمارات السبع، وخصوصا أبوظبي ودبي، هذا الزخم من الفعاليات والاحتفاليات المتواصلة، والتي أضاءت سماء الإمارات لثلاثة ايام متتالية.

أما المناسبة فكانت الاحتفال بالعيد الوطني الإماراتي، الذي صادف يوم أمس الثاني من ديسمبر، حيث كان الاحتفال لهذا العام موقعا مناسبا للسياح القاصدين للإمارات.. صحيح أن هذه الفعاليات والاحتفالات خصصت للمناسبة الوطنية تحديدا، لكنها فيما يبدو ستصبح مناسبة سنوية يحج إليها السياح من كل حدب وصوب، فالفعاليات تنوعت من فنية إلى ثقافية إلى تراثية إلى مسرحية.. فمن يفوت مثل هذا التجمع المتنوع لهذه الفعاليات؟

فسلسلة من الفعاليات الفنية والتراثية والثقافية اطلقتها إمارة أبوظبي في بادرة حضارية بمناسبة احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة بالعيد الوطني السابع والثلاثين، حيث أتيحت الفرصة للمواطنين والمقيمين والسياح لمتابعة هذه الفعاليات والتفاعل معها في كل من المنطقة الغربية والعين وأبوظبي.

واستغلت هذه المناسبة للافتتاح الرسمي لقلعة الجاهلي في مدينة العين بإمارة أبوظبي، حيث أنهت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أعمال برنامج إعادة تأهيل وتطوير طموح يرمي إلى الحفاظ على بنية هذا المبنى التاريخي وقيمته الثقافية وجعله مقصداً سياحياً جاذباً ومميزاً.

ويعود تاريخ القلعة إلى العام 1898 وتعتبر أحد أهم المعالم التاريخية في مدينة العين وأكبر قلاعها، وسوف توفر من خلال هذا المشروع الضخم لسكان العين وزوارها: مركز معلومات جديدا للسياح، صالة عرض للفعاليات الفنية والثقافية، معرضا دائما عن الرحالة (مبارك بن لندن– ويلفريد ثيسنجر)، وبرنامج عرض سمعي– بصري يستعرض تاريخ مدينة العين وتطورها.

ويقول محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن الهيئة تسعى لاستغلال الأماكن الأثرية بمدينة العين وتفعيلها واستقطاب الزوار والسياح لها في إطار تنفيذ استراتيجية الحفاظ على التراث الثقافي لإمارة أبوظبي، وذلك من خلال تنظيم أنشطة فنية وثقافية تعمل على تفعيل وتطوير السياحة الثقافية، وبشكل خاص من خلال إعادة تأهيل قلعة الجاهلي، وذلك بالتوازي مع تسجيل جميع الشواهد الأثرية للقلعة بهدف توثيق تاريخ القلعة والحفاظ عليه وتفسيره بالكامل.

كركلا وملحمة زايد والحلم: وتتوج ملحمة «زايد والحلم» هذه الاحتفالات كأول إنجاز فني ثقافي مسرحي من نوعه، والتي تم إنجازها برؤية فنيّة مضيئة مستوحاة من مسيرة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومن تراث الخليج العربي وسحر المنطقة.

ويقام العمل بالتعاون مع مسرح كركلا، وهو من إشراف وإعداد عبد الحليم كركلا، والعمل المسرحي الغنائي يمثل دعوة للجمال والإبداع والحب والسلام. وبدأ العمل مساء أمس ويستمر الليلة وغدا في المسرح الوطني بأبو ظبي.

أكبر سجادة زهور: عرضت في العين أكبر سجادة من الزهور، اعتبرت الأكبر والأولى من نوعها على مستوى المنطقة، حيث تم البدء في تجهيزها منذ فترة بزراعتها وعمل شبكة مياه خاصة لري الزهور التي جاءت في تشكيل ملون. فعاليات متنوعة: وأقيم معرض تراثي يشتمل على مجموعة من المشغولات والمنتوجات الحرفية التي تعكس الطابع التراثي لأبناء المنطقة الغربية وتاريخها وحضارتها العريقة. وعرض حي للصناعات التقليدية والحرف المحلية الشعبية التي برع وتميز في صنعها نساء المنطقة كي يتعرف طلاب وطالبات الكليات على تراث وحرف وصناعات آبائهم وأجدادهم.

الصيد بالصقور: كانت هناك عروض خاصة بالصقارة تم خلالها عرض مجموعة أفلام عن القنص، خاصة رحلات القنص التي قام بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله - وكذلك عرض الجهود التي قامت بها إدارة التراث المعنوي في تسجيل الصقارة كتراث عالمي لدى اليونسكو، وعروض للهجن ورقصات شعبية وألعاب تقليدية يشترك فيها مدرسو الكليات والطلاب.

كما اقيمت فعاليات وحفلات مميزة بهذه المناسبة الكبيرة في كل من المنطقة الغربية والعين وأبوظبي، والتي يشارك بها فرق شعبية، إضافة لعروض متنوعة ممتعة ومفاجآت كثيرة، وحفلات غنائية ساهرة أحياها أكبر وألمع نجوم الغناء والفن في الوطن العربي.

عروض الليزر: فندق قصر الإمارات في ابوظبي أطلق برنامجا حافلا بالفعاليات الفنية والثقافية والترفيهية وشملت فعاليات البرنامج عروض الليزر التي ستضيء سماء العاصمة أبوظبي والتي انطلقت يوم 1 ديسمبر في الساعة السادسة مساء وتستمر يوميا حتى اليوم الاربعاء.

أضخم عرض للألعاب النارية: كما شهدت سماء ابوظبى وخاصة منطقة مارينا وفندق قصر الامارات يوم أمس اضخم عرض في العالم للالعاب النارية في الساعة الثامنة والنصف مساء ولمدة 45 دقيقة.

وقدمت القرية التراثية في الشاطئ الغربي لقصر الامارات في الفترة من 1 الى 3 ديسمبر تجربة مثيرة لتذوق الوجبات الشعبية الإماراتية فى ظل أجواء الثقافة والتقاليد المحلية والتسوق من محلات الهدايا التذكارية.

معرض فني: واستضافت قبة قصر الامارات معرضا خاصا يحتوى على مجموعة من اللوحات الفنية الاصلية لمؤسس دولة الإمارات الراحل، الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان وهذه اللوحات التى أبدعتها ريشة الفنان رولاند فان مربك تصور مرحلة تاريخية هامة في حياة دولة الإمارات. ويستمر هذا المعرض في الفترة من 30 نوفمبر الي 4 ديسمبر. هذا بالإضافة الى معرض فنى لرسومات وصور نخبة من الفنانين العالميين يقام تحت شعار زمن التألق: رؤية ابو ظبي الى الواقع.

وللتفاعل مع الحدث الوطني عرض فندق قصر الامارات بطاقة تهنئة ارتفاعها 10 أمتار فى قبة الفندق حيث يسمح لضيوف وزوار الفندق بتسجيل تهانيهم عليها بهذه المناسبة.

أما البرنامج الثقافي والترفيهي فسيشتمل على عروض سينما هايدرا المفتوحة فى الهواء الطلق فى الحديقة الشرقية للفندق في الفترة من 1 الى 12 ديسمبر. حفلات غنائية ونجوم عرب فنيا.. أقيمت سلسلة من الحفلات الموسيقية لمشاهير الغناء العربي في أبوظبي. حيث استمتع الجمهور بوصلات غنائية رائعة لأشهر نجوم الطرب العربي أمثال محمد عبده وكاظم الساهر وأصالة واليسا وحسين الجسمي واحلام، علما أن الدعوة كانت عامة لمن يرغب بالحضور.

دبي: تزينت المباني والشوارع والطرقات في كامل أنحاء دبي بالأضواء والأعلام والشعارات التي عكست مشاعر الفرح. ومن الطرق الرئيسة التي تم تزيينها طريق شارع الشيخ زايد من دوار المركز التجاري وحتى الجسر الثاني، وشارع جميرا، وشارع الضيافة، وفي ديرة تم تزيين نفق المطار، وكذلك دوار الساعة، أما في بر دبي فقد تم تزيين منطقة الأشجار قبل جسر آل مكتوم، بالإضافة إلى زينة الجسر نفسه، ومنطقة مركز وافي. علاوة على تزيين مجموعة من الطرق والشوارع الرئيسية الأخرى في الإمارة خلال الأيام القليلة القادمة التي ستحمل شعار حملة الاحتفال باليوم الوطني. وضمت قائمة الفعاليات أكثر من 47 فعالية مختلفة، تتكون من سلسلة من الفعاليات الرئيسة والأخرى الفرعية إضافة إلى الفعاليات المختلفة التي ستنفذها المؤسسات الحكومية والخاصة من جهتها. مسيرة الاتحاد: حكومة دبي نظمت مسيرة الاتحاد التي انطلقت في الأول من ديسمبر بدعم وقيادة الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي من قرب مركز الشاطئ بشارع جميرا وحتى ميدان الاتحاد، تبعها في اليوم الثاني مسيرة بحرية في خور دبي بمشاركة مختلف أنواع القوارب واليخوت والزوارق البحرية الشعبية والحديثة.

كرنفال جوي: كما تضمنت الفعاليات إقامة تنظيم كرنفال جوي في دبي على مدى ألايام الثلاثة الأولى من ديسمبر، وبالإضافة إلى سلسلة من الفعاليات الأخرى التي ستنظم في كل من قرية التراث، وقرية الغوص، والقرية التراثية بالشندغة، وكذلك حدائق الممزر وجميرا والصفا وزعبيل ومشرف.

الكرنفال العالمي للأطفال: عروض موسيقية للأطفال وعزف حي لفرق موسيقية عالمية بمصاحبة المهرجين وألعاب الأكروبات، إمتاعاً لأطفال اليوم جيل المستقبل وقادته، وأقيمت أيضا على هامش فعالية «الكرنفال العالمي للأطفال» فعاليات المرسم الحر من رسم تعبيري ورسم على الوجوه مع التركيز على رسم العلم الوطني الإماراتي.

مهرجان السيارات الكلاسيكية: ويتضمن عرضاً للسيارات إمتاعاً للجمهور عبر عرض اقدم موديلات السيارات الكلاسيكية المتوفرة لدى أصحابها من محبي هذا النوع من السيارات، وتشجيعاً لمبدأ التقارب الاجتماعي لدى فئة كبيرة من المجتمع من المهتمين باقتناء والحفاظ على السيارات الكلاسيكية القديمة. وحينما تنتهي احتفالات الإمارات بعيدها الوطني، سينتظر المواطنون والمقيمون، والسياح أيضا، العيد الوطني المقبل، خاصة إذا ما تضمنت احتفاء سياحيا غير منقطع النظير، وحتى ذلك الموعد يخطط الاماراتيون للوصول إلى تقديم مناسبتهم الوطنية كنموذج للتعايش بين 200 جنسية تعيش على ارض الإمارات، بالإضافة إلى كونها حدثا سياحيا يروج لأبوظبي ودبي وشقيقاتهما الخمس، حتى ولو كان ذلك في عز الأزمة المالية العالمية.