المكسيك.. زيارة واحدة إليها لا تكفي

بلاد البحيرات والأنهار

موقع كونليتش التاريخي («الشرق الأوسط»)
TT

تشتهر البحيرات الواسعة الواقعة بين مدينة بيكالار في شبه جزيرة يوكاتان بالمكسيك والبحر الكاريبي المفتوح بألوانها المتعددة، فتلمع مياهها باللون الأبيض كالزبد على موجة من اللون الأخضر وبألوان بنفسجية وزرقاء.

والخبراء فقط هم الذين يمكنهم شق طريقهم صوب البحر أو نحو نهر هوندو الذي يمثل الخط الحدودي بين المكسيك ودولة بليز الواقعة في أميركا الوسطى، وفي بعض الأوقات ينخفض منسوب المياه بالنهر إلى عمق نصف المتر فقط، ويتعين على السائق حينئذ أن يقود قاربه بعناية فائقة لتجنب الغرز في الرمال.

وينصح بتوخي الحذر، خاصة عند الإبحار في القنوات بين البحيرات الآخذة في الاتساع، حيث توجد مجموعات من الثعابين والتماسيح وحيوانات المدرع التي تستطيع السباحة وهي من الحيوانات التي تعيش في أميركا الجنوبية، وغالبا ما توضع شباك داخل القنوات دون ترخيص، وذلك لمنع الأسماك من الخروج منها إلى البحيرات.

ويقول القبطان خوسيه، وهو موظف حكومي بولاية كوينتانا رو المكسيكية: «إننا نمزق هذه الشباك، غير أنها تعود إلى مكانها مرة أخرى بعد بضعة أيام».

وتستغرق رحلة الزورق من مدينة بيكالار إلى نهر هوندو نحو ساعتين من الزمن، وهي الطريق الوحيد بين البحر الكاريبي وبيكالار، حيث شيد الأسبان حصن سان فيليبي في منتصف القرن الثامن عشر.

وغالبا ما كان الغزاة من القراصنة الذين يتلقون أوامرهم من إنجلترا، التي سعت إلى الدخول إلى أراضي المنطقة لأسر السكان المحليين وإجبارهم على التحول إلى عبيد، وكان الغزاة يضطرون في البداية إلى الرسو بسفنهم بالقرب من مدينة تشيتومال التي أصبحت حاليا مدينة عصرية، وتقع على مسافة 40 كيلومترا جنوبا قبل الوصول إلى المصب الواسع لنهر هوندو، ثم يقومون بركوب زوارق صغيرة تدفع بالمجاديف والإبحار بها عبر البحيرات والقنوات الضحلة قبل أن يقابلوا إنسيا واحدا.

ويفصل نهر هوندو بليز التي كانت مستعمرة بريطانية سابقة تعرف باسم هندوراس عن المكسيك، وتعد المنطقة بديلا حقيقيا للأماكن السياحية ذات الأسماء الرنانة والتي تتسم بالترف والحياة العصرية في كانكون وفي مايا ريفيرا، وتعمل حكومة كوينتانا رو على تطوير أفكار وعروض جديدة للزوار.

ولم يضع المخططون هدف السياحة الجماعية للمنطقة، ويؤمل ألا يكون هذا الهدف فكرة في انتظار التنفيذ، ويقع في هذه المنطقة موقع كونليتش التاريخي لحضارة المايا بهرمه الشهير وذلك في عمق الغابة على الجانب المكسيكي، وثمة معلم آخر خفي للجذب السياحي، وهو الكهف المشبع بالماء والمعروف باسم التمساح الذهبي، ويقع على خليج صخري يرتفع على مسافة سبعين مترا.

وليس بعيدا عن هذا المكان، يوجد معسكر للمغامرات بناه إرنستو بارا خبير البيئة الشهير.

ويقول بارا، وهو موظف بمكتب السياحة في شيتومال، إنه يتم القيام بجولات من هذا المكان عبر الأدغال على صفحة نهر هوندو وإلى بليز، ويقوم بارا بخدمة الزوار من جميع أنحاء العالم الذين تتاح لهم الفرصة لقضاء بضعة أيام بالقرب من الطبيعة، وسيكون أمامهم الفرصة مستقبلا للانزلاق على صفحة مياه النهر في عوامات صديقة للبيئة أو ما يعرف باسم أماكن الإقامة المائية.