أعمال فنية مميزة بثلاثة معارض في لندن

رحلة للتعرف إلى الفن الحقيقي

المتاحف والمعارض من اكثر ما يجذب السائح الى لندن («الشرق الأوسط»)
TT

حدث ما لم يكن في الحسبان، فقد أصبحت لندن مقصدا للمسافرين الأجانب، لا سيما الأميركيين، بعد أن أصبح بإمكانهم تحمل تكلفة السفر إلى العاصمة التي كانت تعتبر من أغلى عواصم العالم، حيث تراجع الجنيه الإسترليني إلى حوالي 1.50 دولار (بعد أن كان يبلغ 2.10 دولار خلال صيف العام الماضي). ويقدم عدد من الفنادق الكبرى عروضا رائعة لقضاء الإجازة الأسبوعية (حيث يعرض «سانت مارتينز لين» الليلة مقابل 230 دولارا، وتبلغ الليلة في فندق «متروبوليتان» 196 دولارا)، في الوقت الذي انخفضت فيه أسعار تذاكر الطيران، وبلغت بعض الأسعار في يناير (كانون الثاني) حوالي 560 دولارا ذهابا وإيابا. ولكن، لا يعد تراجع قيمة الجنيه الإسترليني السبب الوحيد في الذهاب إلى لندن في الوقت الحالي، إذ تستضيف المدينة ثلاثة معارض فنية مثيرة تستحق المشاهدة. يقام اثنان منها في قاعتي العرض «تات بريتان» و«تات مودرن»، وقد خصصا إلى أستاذين في عالم الفن، لا خلاف عليهما، نبغا في القرن العشرين، هما: فرانسيس بانكو، ومارك روثكو. يبعث المعرض الاستيعادي لباكون ـ الذي يوافق مرور مائة عالم على ميلاده، ويقام في «تات بريتان» ـ في النفس شعورا بالإثارة، لا سيما أنه يتنقل بين أعمال الفنان الأولى، مثل سلسلة الرسوم الزيتية التي كانت على غرار «لوحة البابا إنوسنت العاشر» للفنان دييغو فيلازكيز، وصولا إلى اللوحات التي رسمها الفنان في أعوامه الأخيرة، مثل «دراسات ثلاث لصلب المسيح» عام 1962، و«رسم على ألواح ثلاثة مفصلة في ذكرى جورج داير» عام 1971. يقع (تات بريتان) في ميل بانك، ويمكن الاتصال به على الرقم 44-207887-8888 أو زيارة موقعه www.tate.org.uk/britain ، ورسم الدخول 12.20 جنيه إسترليني، أي حوالي 18.40 دولار، بسعر 1.51 دولار مقابل الجنيه الواحد). وكما قال ناقد أدبي في صحيفة «إندبندنت»: «لا يمكنني التفكير في عيد ميلاد مئوي أكثر حضورا من ذلك، فهذا معرض يساعد حجمه على رؤية حجم الفكرة التي يحملها، فهو عن رجل صقلت عبقريته موهبة غريزية». وينتهي معرض الفنان راثكو، والمقام في قاعة «تات مودرن»، (بانكسيد،44-20-7887-8888، www.tate.org.uk/modern ، رسم الدخول 12.20 جنيه إسترليني) بحلول الأول من فبراير (شباط)، وهو معرض إلهامي يجمع للمرة الأولى 15 من لوحات سيغرام الزيتية الجدارية، ويعرض أعمالا من متحف كاوامورا التذكاري للفنون في ساكورا باليابان، والمعرض القومي للفنون بواشنطن، بالإضافة إلى ثمانية من مقتنيات تات. ويذكر أنه في عام 1958 طُلب من روثكو رسم سلسلة من الرسوم الزيتية الجدارية لصالح مطعم «فور سيزنز» في مبنى سيغرام بمدينة نيويورك، الذي صممه مي فان دير رو وفيليب جونسون، ولكن كانت تساور الفنان بعض الشكوك بشأن مدى ملاءمة المطعم لعمله، ولذلك رفض القيام بذلك. وتعرض في الصالة أيضا لوحة «أربعة مشاهد للغروب باللون الأحمر»، (1958)، ولوحات «أسود في رمادي» الشهيرة (1969 و1970)، التي كانت آخر سلسلة للفنان قبل وفاته في عام 1970. أما المعرض الثالث، فهو مخصص بصورة كبيرة على الأعمال الفنية المعاصرة، حيث يعرض فكرة عامة عن الفن الصيني المعاصر. ويأتي المعرض تحت عنوان «الثورة تستمر: فن جديد من الصين»، ويقام في قاعة عرض ساتشي في تشيلسي (مقر دوق يورك، طريق الملك - 44-20-7823-2363 - ; www.saatchi-gallery.co.uk) ويشار إلى أن قطب الإعلانات تشالز ساتشي، الذي تحول إلى جمع الأعمال الفنية، والذي ارتبط اسمه بمعرض «سنساشن» عام 1997، وجه تركيزه منذ عدة أعوام إلى الشرق الأقصى، ويعكس هذا المعرض ذلك. وقد قال زائر للمعرض أخيرا إنه يبدو وكأن ساتشي قد جاب الصالات الفنية في بكين وشنغهاي، وهو يقول: «سآخذ واحدة من هؤلاء، وأخرى من هذه». ولا يمكن لأحد أن ينكر مهارة هؤلاء الفنانين وقدراتهم التخيلية. والبعض من هذه الأعمال الفنية ذو صلة بالتركيب كطريقة لمعالجة الفنان لأعماله الفنية (كما هو الحال مع العمل النحتي الذي يقدمه ليو وي واللوحات الزيتية لزانغ هوان).

ويبدو أن كل زائر لصالة العرض سوف يندهش وهو يقف أمام لوحة «الاتصال» للفنان كانغ شين، ويتساءل.. ينبطح هذا الشخص على الأرضية، قبل أن يدرك أن عملا نحتيا من عصارة الشجر مفعم بالحياة، كما تظهر المهارة المدهشة في لوحات ماو للفنان شاي شينينع ولوحات زانغ شياوغانغ. والدخول إلى هذه الصالة مجانا، ولكن عليك دفع 1.50 جنيه إسترليني مقابل كتيب دليل، به ملاحظات جيدة عن كل عمل فني.

* خدمة «نيويورك تايمز»