إيطاليا وبريطانيا.. وتقييم السياحة بالعملة

توقع أن تصبح لندن من أرخص العواصم الأوربية السياحية بسبب سعر صرف الجنيه

تعتبر إيطاليا من بين أهم الوجهات السياحية في اوروبا لاسباب عديدة من بينها غناها بالمواقع المهمة
TT

في الوقت الذي يجري الحديث فيه عن تحول العاصمة البريطانية لندن من أغلى عواصم أوروبا السياحية خلال السنوات القلية الماضية، إلى أرخصها بسبب رخص أسعار صرف الجنيه الاسترليني أمام اليورو الأوروبي، ركز الكثير من وسائل الإعلام والأخبار السياحية أخيراً على إيطاليا ومدنها كإحدى المناطق السياحية الرئيسية التي يصعب تجاهلها ولا بد من زيارتها ولأسباب عدة. فإيطاليا من أهم الدول السياحية في أوروبا والعالم ومن أغناها من ناحية المواقع المهمة، وهي تقدم نوعية سياحية ممتازة رغم غلاء أسعارها مقارنة ببعض الدول الأوروبية الأخرى. وقد اختارها البريطانيون في الأسابيع القليلة الماضية على رأس المحطات الأوروبية المفضلة لديهم، وتلتها اليونان. ولهذا ركز أيضاً الكثير من التحليلات والنصائح على كيفية تجنب زيارة مكلفة إلى إيطاليا الجميلة وبأقل تكلفة ممكنة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية حول العالم. وعادة ما تقدم إيطاليا سياحياً إقامة طيبة من ناحية المآكل والمشارب والفنادق، ولا تزال أسعار بطاقات القطارات الداخلية رخيصة نسبياً إضافة إلى أسعار الأغذية الطازجة والصحية، لذا تجذب السائح من جميع أنحاء العالم في كل الظروف. من النصائح التي يمكن للسائح الالتفات إليها لتوفير ما أمكن من النقود والمصاريف هو الحجز مباشرة مع الفندق أو صاحب الشقة أو الفيلا لأن من شأن ذلك عادة توفير ما نسبته 30 في المائة من تكلفة الوكالة. وفي حال تعذر ذلك يمكن للسائح اللجوء إلى أحد مواقع شبكة الإنترنت المتخصصة في تأمين السكن للسائح وهو موقع (www.holiday-rentals.co.uk) الذي يشمل أكثر من 8 آلاف عقار سياحي. وينصح في هذا الإطار أن يتم استئجار بيت قديم في المناطق الريفية أو الفنادق المحلية الرخيصة أو شقة في المدن للتوفير.

كما يؤكد الكثيرون بأن منطقة امبرايا (Umbria) أرخص من منطقة توسكاني (Toscany) الشهيرة والمعروفة بطبيعتها الخلابة. كما أن المناطق الساحلية في بوغليا (Puglia) وكتانيا (Catania) أرخص بكثير من غيرها من المناطق الساحلية التقليدية والغنية.

ففي روما مثلا يمكن شراء بطاقة خاصة بسعر 23 يورو فقط لمدة ثلاثة أيام، تمكن البطاقة السائح من التنقل عبر المواصلات العامة مجاناً بالإضافة إلى زيارة موقعين أثريين أو متحفين بالإضافة إلى تخفيضات على مواقع سياحية أخرى.

وينصح الدليل الخاص والمطول الذي وضعته صحيفة «التلغراف» البريطانية المعروفة بإيطاليا هذا العام، بأن يحجز السائح رحلته وفندقه قبل شهر أبريل (نيسان) إذا أراد التوفير. وهناك الكثير من التخفيضات من قبل مؤسسات «لونغ ترافل» (Long Travel) و«توماس كوك» (Thomas Cook) وغيرها، تصل نسبتها أحياناً إلى 10 بالمائة خصوصاً في المناطق الجنوبية من إيطاليا كسردينيا ونابولي والمناطق المحيطة. ويفضل أيضاً أن يحجز السائح إذا أراد التوفير على شبكة الإنترنت لأن معظم المؤسسات والشركات هذه الأيام تقدم تخفيضاً قدره 50 جنيهاً ( 70 دولاراً) لمن فوق سن الثامنة عشرة. وللحصول على أسعار بطاقات سفر رخيصة يمكن الاتصال بموقع (www.skyscannar.net) الذي يوفر بطاقات رخيصة مع مرونة في الأوقات وينصح أحياناً في بريطانيا وأوروبا بانتظار مبيعات شركة طيران «رايان إير» ( Ryanair) لأنها تباع عادة في المطار بأسعار بخسة. وتؤمّن الشركة رحلات مباشرة من معظم المطارات البريطانية الفرعية إلى المدن الرئيسية ومدن أخرى مثل انكونا وباري وبريغامو وفورلي واولبيا وجنوا ولاميزيا وبيزا وتراباني.

وهناك ما لا يقل عن 26 رحلة جوية يومية مباشرة من مطارات بريطانيا إلى المدن الإيطالية من الشمال إلى الجنوب. ورغم أن معظمهما من لندن فإنه يمكن العثور على أسعار معقولة من ليفربول وغلاسكو وبيرمنغهام. وفي حال العطل الطويلة في منتصف الصيف يفضل أن يتم حجز ما يعرف بـ«تشارتر فلايت» (Charter Flight) لرخصها بشكل عام.

تؤمّن شركة الطيران الإيطالية «أليطاليا» (www.alitalia.co.uk) رحلات مباشرة من مطاري هيثرو ولندن سيتي في العاصمة لندن إلى مدينة ميلان وأخرى من هيثرو إلى العاصمة روما. وتؤمن شركة طيران مونارك (www.monarch.co.uk) رحلات جوية ليلية رخيصة من مطارات بريستول وغاتويك وبيرمنغهام ومانشستر ونيوكاسل وغلاسكو باتجاه البندقية وكاتانيا ونابولي وغيره. وتؤمن شركة الطيران البريطانية «بريتيش إيروايز» (British Airways) رحلات من مطاري غاتويك وهيثرو باتجاه بولونيا وميلان وتورين والبندقية وروما وفيرونا وبيزا ونابولي. أما شركة «إيزي جيت» (EasyJet) فتؤمن رحلات رخيصة معقولة من مطارات غاتويك وستانستيد وبريستول ولوتون شمال لندن ونيوكاسل وبلفاست باتجاه البندقية وباليرمو وكاليري وبقية المدن الشمالية المهمة وعلى رأسها البندقية. وللعاجزين عن تحمل رحلة الطائرة يمكن من لندن السفر عبر القطار أو ما يعرف بـ«يورو ستار» إذ إن الرحلة بالبطاقة من محطتي واترلو «وكينغ كروس» لا تكلف أكثر من 119 جنيهاً (160 دولاراً تقريباً) إلى مدينة فلورانس الشمالية الشهيرة. وينصح للباحثين عن التسوق الرخيص الوصول إلى معارض المصانع المحلية حول فلورانس وبارما وغيره لأنه يمكن العثور على بضائع ذات نوعية ممتازة وبأسعار بخسة وخصوصاً الملابس والأحذية.

وللراغبين أيضاً بالسفر المرفه والخاص عبر القطار والتمتع برحلة ممتعة ومميزة وفريدة يمكن استقلال قطار «أوريانت إكسبرس» (Orient Express) من لندن إلى البندقية. وتستغرق الرحلة مدة يومين يمكن بعدها مواصلة الرحلة إلى العاصمة روما بسعر 1500 جنيه (1900 دولار تقريباً). تعتبر رحلات أوريانت إكسبرس تجربة فريدة ومختلفة تؤمن للسائح الرفاهية والعناية الفائقة في أحد أقدم وأجمل القطارات البريطانية التقليدية.

وللحصول على معلومات دقيقة حول مواعيد رحلات القطارات الداخلية في إيطاليا تجنباً للمصاريف الإضافية، يمكن الاتصال أو اللجوء إلى موقع هيئة القطارات الإيطالية (Italian-Railways) على شبكة الإنترنت (www.trenitalia.com). وينطبق الأمر على قطاع النقل البحري، إذ من المفيد للسائح اللجوء إلى موقع المكتب السياحي الإيطالي على شبكة الإنترنت (www.italiantouristboard.co.uk) حيث يوفر جدولا بجميع الرحلات البحرية في إيطالية وخصوصاً باتجاه الجزر. وفي إطار الإقامة المرفهة، والمكوث في إحدى الفلل أو القصور أو المنازل القديمة والجميلة في الريف الإيطالي، هناك شركة «لونغ ترافيل» (Long Travel) المختصة بتأمين طلب السائح في معظم مناطق الجنوب في سردينيا وصقلية وغيرهما. وهناك مؤسسة «كوتيج توكاسل» (www.cottagestocastles.com) التي تؤمن إقامة مرفهة بأسعار تصل إلى 1000 جنيه (1400 دولار) في الأسبوع خلال فصل الصيف للفيلا المتضمنة بركة سباحة وتتألف من 4 إلى 5 غرف نوم. ويصل عدد العقارات في محفظة كوتيج حوالي 250 عقاراً فاخراً.

وعلى صعيد سلاسل الفنادق التي تقدم تخفيضات ملموسة للسياح هذه الأيام في حال الحجز المبكر، هناك مؤسسة «سيتاليا» (Citalia) العريقة في إيطاليا والمختصة في الإقامة العائلية (خدمات للأطفال) على موقع (www.citalia.com). وهناك أيضاً مؤسسة «إيطاليان إكسبرشن» (www.expressionsholidays.co.uk) التي تضم محفظتها حوالي 150 فندقاً مختاراً وممتازاً من ناحية الخدمات والضيافة ونوعية المآكل ونوعية الإقامة. وللباحثين عن فنادق من فئة 5 نجوم، يمكن الأتصال بـ«كاتاليا» (Citalia Holidays) على موقع ستاليا على الإنترنت. ويمكن أيضاً اللجوء إلى مؤسستي «ماديتيرانيان إكسبيريانس» (www.mediterranean.co.uk) و«وورلد كلاس» (www.kuoniworldclass.com). وفيما يبحث الكثير من السياح عن مناطق جديدة لتنقلهم السياحي هذه الأيام رغبة بالتغيير تظل المواقع الرئيسية والأساسية التي تعتبر عماد السياحة الإيطالية على رأس لائحة المواقع التي تستقطب ملايين السياح سنوياً. ومن هذه المواقع، مدينة البندقية الشهيرة التي تعرف بعالمها الساحر والقديم وقنواتها المائية التي لا تحصى ولا تعد. تعتبر البندقية عاصمة السياحة الرومانسية في العالم لمواصفاتها المائية والطبيعية الخلابة. كما تضم المدينة مجموعة من أجمل القصور والمسارح والكنائس في إيطاليا. أما العاصمة روما فهي الأخرى لا تزال من أهم المدن السياحية في العالم لما تقدمه من خدمات ومعالم تاريخية لا تقدر بثمن ويصفها البعض سياحياً بأنها أاضخم متحف مفتوح في العالم قاطبة. فهي تضم حاضرة الفاتيكان وساحة القديس بطرس الشهيرة ومسرح أو مدرج الكولوسييوم (Coliseum)، وما يعرف بالخطوات أو الدرجات الإسبانية (The Spanish steps) (عبارة عن سلالم حجرية طويلة تربط المنازل ببعضها البعض وبالساحات في بعض المناطق)، ونافورة «تريفي» (The Trevi fountain) القديمة التي أعيد بناؤها نهاية القرن الثامن عشر، وهي من أجمل النوافير والساحات المائية والرومانسية والفنية من ناحية المنحوتات الرخامية على الإطلاق وقد صورت في الكثير من الأفلام السينمائية وخصوصاً بعض أفلام المخرج الإيطالي الشهير فيلليني.

كما ارتفع نجم جزيرة صقلية في السنوات الأخيرة، ويعود هذا إلى تنوعها الإثني والبشري وأحوالها الجوية الطيبة وخيراتها الطبيعية وتاريخها الطويل والحافل والمميز. ولذا تضم الكثير من المعالم الفينيقية والمعابد اليونانية والمسارح الرومانية والقلاع العربية والنورمنية والكنائس البيزنطية وغيرها. ويصف البعض الجزيرة بأنها المكان الذي يلتقي فيه البحر بالجبل وأنها صلة الوصل بين أفريقيا وآسيا وأوروبا. ومن أهم المناطق السياحية في إيطاليا أيضاً - ولا تزال - منطقة أو إقليم توسكاني الشهير الذي يضم مدينة فلورانس الشهيرة في الشمال والتي بدورها تضم نخبة من أهم وأجمل المباني والجسور والمتاحف والقطع الفنية في العالم.

إلا أن توسكاني تقدم أكثر من فلورانس، إذ إنها شاهد على عصر النهضة الإيطالي وعائلة ميديتشي، وتضم عوضاً عن التحف الفنية مناطق ريفية رومانية تقليدية رائعة الجمال كما تعرف بمأكولاتها ومشروباتها المتنوعة وجبالها وتلالها الخلابة. أضف إلى ذلك أجمل وأروع الجزر والمناطق السياحية في إيطاليا. كما يؤمها الكثير من الطلاب لتعلم اللغة الإيطالية سنوياً. ولا يزال إليم لومباردي (Lombardy)، أيضاً من أهم أقاليم إيطاليا السياحية التي تجذب ملايين السياح سنوياً، إذ يضم مدينة ميلان وعالم الموضة الذي تحتضنه والعالم الكروي ومدن كومو وبريشا ومانتوا وبريغامو زبافيا وغيرها من البلدات الجميلة والمذهلة القريبة من جبال الألب وسويسرا نفسها. وتضم المنطقة مجموعة من أجمل وأغلى وأهم الفنادق في العالم وخصوصاً الفنادق التي تقدم العناية الصحية والترفيهية. وتضم المنطقة أيضاً أجمل البحيرات الإيطالية وأهمها بحيرة فاريسا وبحيرة كومو وبحيرة لسيو وبحيرة غاردا. ومن بحيرة كومو وغيرها يمكن استقلال القوارب والعبارات باتجاه سويسرا. كما يمكن الوصول بسهولة من ميلان إلى مدينة تورينو وغيرها من المدن المهمة عبر القطار وعبر الخطوط البرية والجوية بأسعار جيدة جداً أو تنافسية إذا صح التعبير.