إذا كنت من محبي أفلام الجاسوس البريطاني جيمس بوند فلا بد أن تتذكر مشهد الممثل شون كونري وهو يلعب الغولف في فيلم «غولد فينغر» الذي أنتج عام 1964، مع غريمه غولد فينغر الذي لعب دوره غيرت فروب، وتعتبر لعبة الغولف في هذا الفيلم أشهر مشهد لهذه الرياضة في تاريخ السينما العالمية، ولحسن حظك فباستطاعتك عيش هذه اللحظة عند زيارتك فندق «ستوك بارك كلوب» الواقع في مقاطعة باكينغهامشير البريطانية على بعد 35 دقيقة من العاصمة لندن و7 أميال من مطار هيثرو الدولي، لتعيش أحداث الفيلم من خلال تجولك في حدائق الفندق التاريخي التي تبلغ مساحتها 350 هكتارا من العشب الأخضر وملاعب الغولف التي تعتبر من أهم الملاعب التي يتبارى عليها الأبطال العالميون. وإذا كنت لا تستطيع نسيان آخر مشهد للممثل دانيال كريغ في فيلم «لاير كايكس» على سلم مبنى الفندق الأثري وهو يمشي باتجاه الممثلة سيينا ميلر وهي تستلقي على سيارة ميرسيدس حمراء مكشوفة، فيمكنك أن تعيش تلك اللحظة عند دخولك إلى المبنى القديم للفندق وإذا كنت من محبي الفنادق الأثرية التي تعبق برائحة مدافئ الحطب الحقيقية في الريف الانجليزي فلا بد أن تقيم في المبنى القديم للفندق أما إذا كنت من الباحثين عن الراحة والاسترخاء في أجواء عصرية وديكور حديث وألوان صارخة، ومركز سبا يقدم كل العلاجات الطبيعية وبركة سباحة شاسعة ترمي فيها أعباء عمل الأسبوع والإرهاق المرافق له فعنوانك سيكون المبنى الجديد المحاذي للمبنى الأثري الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1066 وتوالى على وراثته عدة أعضاء من عائلة واحدة على مدى 515 عاما إلى أن اشتراه لاين جاكسون الملقب بـ«با» في عام 1908 وحوله إلى أول ناد بريطاني متخصص برياضة الغولف ويقف وراء تصميم الملاعب المهندس هاري شابلاند الذي برز اسمه في عالم تصميم أهم ملاعب الغولف في بريطانيا، أما التصميم الأساسي لمبنى الفندق الأثري يعود للمهندس جيمس وايت الذي كان يعمل لصالح الملك جورج الثالث ولا يزال المبنى محافظا على تصميمه الأصلي مما يعطيه رونقا وجاذبية.
تصل إلى منطقة «ستوك بوجز» عبر طريق تحتضنها الأشجار الوارفة من كل الجهات، لترى لافتة تدلك إلى الفندق الذي يشتهر بمركزه الصحي الحائز على عدة جوائز محلية وعالمية ويحظى بشهرة فائقة لتميزه، وبعدها تعبر طريقا ضيقا لتمتع عينيك بأجمل المناظر الطبيعية للوديان التي تلتحف العشب ترى وجسورا رائعة التصميم وبحيرات بعدة أحجام وكنيسة أثرية ليطل بعدها المبنى الأبيض الضخم الأشبه بالقصر، وبقربه تجد مبنى حديثا مستقلا لا يشبه أخيه الأكبر إلا من حيث الإطلالة على نفس المناظر الخلابة.
الجميل في الفندق هو أنه يقدم فرصتين للزائر، الأولى مخصصة للتعرف إلى التاريخ الانجليزي والآخر للاسترخاء في أجواء حديثة وعصرية، فعندما تدخل إلى المبنى القديم أو ما يعرف باسم «المانشن» تشتم رائحة العتق من الباب الرئيسي، أسقف عالية جدا وثريات عملاقة تتدلى من أعلى، أرائك ملونة وقديمة تتناسب مع رومانسية المكان وسحره، مدفأة ضخمة في وسط غرفة الجلوس المخصصة لجميع الزائرين بمحاذاة مطعم بواجهات زجاجية كبيرة تطل على نوافير الماء والملاعب، وبجانبه مطعم أصغر مخصص لتناول جميع الوجبات في أجواء غير رسمية، الغرف لا تحمل أرقاما إنما تتميز عن بعضها بعضا عن طريق أسماء الأسياد الذين تعاقبوا على العيش في هذا القصر الساحر، الغرف والأجنحة ينفرد كل منها بتصميم وحجم مختلفين، غير أن القاسم المشترك هو الشعور بالتاريخ الذي يمتد على مدى 1000 عام.
في حين تدخل إلى المبنى الجديد لتشتم رائحة العطور والزيوت التي تجدها في المراكز الصحية وبعدها تشتم رائحة الكلورين المنبعثة من برك السباحة، وفي أجواء حديثة جدا ومن خلال مصعد كهربائي تصل إلى الغرف والأجنحة التي تطالعك فيها صور الأسطورة مارلين مونرو وصور أخرى على غرار تصميمات بانكسي، حمامات شاسعة المساحة وبسيطة التصميم ترتكز على الرخام العاجي تزينها الإكسسوارات العصرية من الدش الذي يعرف باسم «مونسون شاور» الأشبه بالأمطار الاستوائية إلى المغاسل، والغرف مجهزة بشاشات مسطحة وألوان فاقعة عنوانه العريض الذوق والتصميم الحديث، وفي المبنى نفسه يقبع المركز الصحي الذي يعتبر من بين أفضل 10 مراكز صحية في العالم بحسب مجلة تاتلر المتخصصة واختير من بين أفضل 100 سبا في العالم من قبل «هاربر بازار» واختارته مجلة «فانيتي فير» ليكون من بين الوجهات الأربع الأفضل للزيارة في العالم وقد يكون السبب في ذلك نسبة لتنوع أنواع العلاجات التي تتوزع على 13 غرفة إضافة إلى غرف الاسترخاء المميزة بوجود أكواريوم للأسماك عملاق يفصل ما بينها وبين بركة السباحة المطلة على الحدائق، وبعد السباحة يمكن زيارة النادي الصحي المجهز بأهم المعدات مع تقديم فرصة المدرب الشخصي.
الفندق يناسب المتزوجين حديثا لأنه عنوان للرومانسية الحقيقية ولكن وبنفس الوقت يناسب العائلات مع الأطفال، فهناك العديد من الخدمات المخصصة للصغار ونشاطات موجهة إليهم كما بإمكانهم السباحة في البركة الرئيسية في أوقات محددة من النهار. وبعد السباحة يمكن التوجه إلى المطعم الايطالي الصغير الذي يقدم البيتزا على الحطب والمأكولات الصحية السريعة.
يوجد في الفندق أكثر من مطعم ولكن ينصح باكتشاف المطاعم الموجودة في منطقة «ستوك بوجز» المحيطة، حيث ينتشر عدد من المطاعم الريفية التي تقدم المأكولات التقليدية بأسعار أقل بكثير من تلك التي تجدها داخل مطاعم الفندق. النشاطات التي يمكن القيام بها في الفندق والنادي كثيرة وعديدة، من بينها المشي لساعات في الحدائق الخاصة التي تتخللها الجسور وتجد فيها أروع الأشجار بمختلف أشكالها، ولا بد من التوجه إلى البحيرة لمشاهدة البط وصيادي السمك وبعدها تأخذك الألحان والموسيقى الآتية من أعلى الهضبة إلى كنيسة أثرية بنيت في نفس الفترة التي بني فيه المبنى القديم للفندق وكانت تابعة للعائلة التي بنت القصر حينها.
ولمحبي لعبة الغولف فيعتبر هذا المكان هو الأمثل لممارسة تلك الهواية، ولغير المتمرسين يقدم النادي التابع للفندق فرصة تعلم الرياضة على أيدي لاعبين محترفين.
إقامتك في «ستوك بارك كلوب» ستكون فرصة مثالية لاكتشاف منطقة «ويندسر» التي تعتبر واحدة من أجمل الأماكن السياحية في بريطانيا وهي تبعد عن الفندق بنحو 10 دقائق بواسطة السيارة، وتشتهر هذه المنطقة بقصر ويندسر الملكي وتنتشر فيها أزقة صغيرة ومطاعم رائعة ومحلات لبيع التذكارات. يعتبر الفندق من بين أكثر الفنادق التي تستضيف الأعراس، كما يعتبر من أكثر الأماكن في بريطانيا التي تم فيها تصوير مشاهد من أفلام شهيرة، من بينها مشاهد من فيلم «بريدجت جونز داييري» حيث تكون الممثلة رنيه زيلويغر تجذف في قارب صغير في البحيرة وفي قارب آخر ترى هيو غرانت في قاربه أيضا، إضافة إلى تصوير مشاهد عديدة من فيلم «تومورو نيفير دايز» وفيلم «برايد إند بريدجوديس»، ويستعان بالفندق وحدائقه لتصوير العديد من النجوم في مجلات شهيرة مثل «اوكيه» و«تاتلر» و«هيلو» وغيرها من المجلات الرياضية المتخصصة. يقدم الفندق عروضا خاصة تشمل الإقامة وزيارة المركز الصحي، كما يقدم عروضا لتمضية اليوم بالكامل في المركز الصحي مع غداء من دون الإقامة. للاستفسار والحصول على المزيد من المعلومات يمكنكم زيارة الموقع التالي: www.stokeparkclub.com