لهيب المهرجانات في سورية يجذب «غينيس» لتحطيم الأرقام القياسية

عنوانها العريض: تراث.. ثقافة.. فن ومنافسة

مهرجانات بألوان الصيف (رويترز)
TT

مهرجانات ترسخ أقدامها وتتثبت في خارطة المهرجانات السياحية السورية وأخرى تعود ولكن بحلة جديدة وعروض وحتى دخول حلبة المنافسة لإظهار تراث المدينة المنظمة للمهرجان ولتدخل سجل الأرقام العالمية أي موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية بمنتج تفخر به تلك المدينة أو تلك القرية السورية وتسعى من خلال مهرجان سياحي للوصول به للعالمية، ومهرجانات تظهر لأول مرة في خارطة المهرجانات السياحية السورية، ولكن القاسم المشترك بينها جميعا هذا العام هو التنافس على الإسراع في الإعلان عن هذه المهرجانات لكسب أكبر عدد من السياح والزوار لفعالياتها، وكذلك التنافس على تقديم الجديد في تراث وخصائص كل مدينة سورية، فمع قدوم فصل الصيف وحرارته المتباينة بين اعتدال وارتفاع بين مدينة وأخرى ابتداء من يوليو (تموز) حيث تغلي الماء بالكوز، وحتى أغسطس (آب) اللهاب، على الرغم من أن الشهرين يشهدان اعتدالا في حرارة الطقس في أيام كثيرة منهما، وقد يلبس الزائر والسائح لباسا سميكا نوعا ما عندما يتجول مثلا في الجبال السورية من القدموس وحتى صلنفة إلى معلولا وغيرها، وسيشعر حتما بنسمات لطيفة حتى في وقت الظهر عندما يكون في بلودان والزبداني ومضايا في ريف دمشق الغربي، ومع حرارة الصيف ترتفع حرارة تنظيم المهرجانات السياحية وتزداد معه شهية السياح القادمين إلى سورية لمشاهدة تراث البلد وأوابده وفنونه وشواطئه وسهوله وجباله وبواديه، ومع انطلاق الموسم السياحي في المدن السورية تنطلق معه العديد من المهرجانات السياحية التي تنظمها مؤسسات رسمية وأهلية تنشط في مجال السياحة والفن والتراث، كما يقدم كثير من فنادق ومنتجعات العاصمة دمشق والمدن الرئيسية، خاصة حلب في الشمال والساحل السوري على شاطئ المتوسط وفي مدينة تدمر، كثيرا من العروض الفنية من حفلات لكبار المطربين العرب وأمسيات موسيقية وجولات مجانية للسياح المقيمين في هذه الفنادق على المواقع التاريخية والسياحية السورية، كما تكثر إغراءات التخفيضات على أسعار الإقامة، على الرغم من محدوديتها في فصل الصيف، فالفصل للسياحة، والسياح كثر، والفنادق تمتلئ غرفها بالنزلاء.

مهرجان سياحي للزهور وللوردة الشامية: أولى المهرجانات السياحية التي سيدعى إليها السائح والزائر لدمشق هو مهرجان الزهور الدولي، الذي تحتضنه حديقة تشرين كبرى حدائق دمشق العامة ويستمر أسبوعين، حيث سينطلق مبكرا يوم 24 يونيو (حزيران) بمشاركة كثير من البلدان العربية وشركات إنتاج الزهور ونباتات الزينة في دول عربية وأجنبية، كما سيحتفي المهرجان بالوردة الشامية الجورية التي تشتهر بها دمشق، وسيرافق المعرض والمهرجان كثير من الفعاليات والأنشطة السياحية والفنية، فالسائح والزائر سيشاهد وهو يتجول في المهرجان أطفالا يرسمون ويلونون على الفخار بإشراف رسامين كبار، كما يمكن للسائح الزائر للمهرجان أن يحضر حفلات فنية وموسيقية ستقام على المسرح الروماني في الحديقة ومنها حفلات للمطربة السورية وعد البحري ذات الصوت الأسمهاني الأصيل، وهي التي أبدعت عندما غنت أغاني المطربة الراحلة أسمهان في المسلسل التلفزيوني الذي حمل اسمها وعرض العام الماضي، كما سيكون السائح على موعد مع حفلة للمغنية لينا شماميان وفرقتها الفنية، وستكون هناك، وعلى مدى أسبوعين، عروض مسرحية للأطفال وحفلات لفرق شبابية وفلكلورية وعروض للمهن اليدوية والتقليدية والتراثية المرتبطة بالزهور.

مهرجان سوار الشام في الزبداني: سياح وزوار مدينة الزبداني وبلودان في ريف دمشق الغربي وهم بمعظمهم من السياح العرب خاصة الخليجيين، سيكونون على موعد مع مهرجان سوار الشام الذي سينطلق بكرنفال شعبي سياحي تراثي جميل من ساحة الزبداني الرئيسية يوم 20 يوليو (تموز) ويستمر حتى 5 أغسطس (آب) ويتضمن فعاليات فنية وتراثية تعكس فلكلور قرى ومدن الزبداني ووادي نهر بردى، وسيفتتح المهرجان بلوحات استعراضية وعروض راقصة وفقرة فنية تمثل أبواب الشام، ومن ثم فقرة تعبيرية بأبطال غوطة دمشق وثوارها ولوحة أخرى تحت عنوان «بيارق الشام» ويختتم حفل الافتتاح بفقرة فنية تحمل عنوان «عمار ترابك يا شام»، كما ستكون هناك حفلات للعديد من المطربين المحليين والعرب وليالي تراثية ومعارض مهن يدوية وعروض سينمائية ومسرحية، والزبداني عروس المصايف حديقة غناء من أرض الشام وارفة الظلال، عذبة المياه، غزيرة الينابيع، فاكهتها يانعة طيبة المذاق. مدينة أزلية قدم الإنسان، ارتبط تاريخها بأقدم عاصمة في التاريخ، دمشق، واشتق اسمها من الآرامية سكان دمشق الأوائل على اسم الالهة زابادوني وتعني لب الخير، وتقع على الطريق العام الذي ربط دمشق بالساحل والشمال في وسط المسافة بين دمشق وبعلبك في وهدة جبلية في سلسلة لبنان الشرقية، حيث ترتفع عن سطح البحر 1150 ـ 1250م وتبعد عن دمشق 45كم، تحيط بها مجموعة من البلدات والقرى إحاطة العقد بجيد الحسناء بلودان وبقين ومضايا والروضة، وتنبع من جنوبها مياه بردى رقراقة تمد دمشق وغوطتها بأعذب الماء.

مهرجان الجبل الأول في السويداء: مهرجان سياحي جديد سينضم هذا الصيف إلى عقد المهرجانات السياحية السورية، وهو مهرجان الجبل الأول، الذي ستحتضنه مدينة السويداء في جبل العرب جنوب العاصمة دمشق بنحو 100 كلم، والمهرجان الذي سينطلق يوم 23 يوليو (تموز) ويستمر حتى 8 أغسطس (آب) سيحاول عبر أيامه السبعة عشر تقديم تراث وفلكلور السويداء وقراها وعادات الكرم والضيافة التي يشتهر بها أهالي جبل العرب والتعريف بمواقعها السياحية والتاريخية من خلال فعاليات متنوعة، ومنها معارض للحرف التراثية والشعبية وللزهور ونباتات الزينة والرسم، إضافة إلى أيام مخصصة للمأكولات الشعبية التي يشتهر بها جبل العرب، وسوق للتسوق، وأيام للثقافة والإبداع الأدبي، وملتقى المزرعة الأدبي والنحت الدولي، وملتقى المغتربين، وآخر لعروض الأزياء والتزيين، وحفل انتخاب ملكة جمال السويداء، وملتقى لنجوم الفن والطرب، وعروض لفرق الفنون الشعبية والتراثية، وملتقى لمهرجان الطفل، وعروض مسرحية وفنية، ومواقع للألعاب والترفيه والتسلية، ومعارض للكتاب والمعلوماتية والسيارات. وتشتهر مدينة السويداء بهوائها اللطيف حتى في عز أشهر الصيف الملتهبة، فهي ترتفع عن سطح البحر نحو 1100 متر، وتتميز بحجارتها البركانية الزرقاء والسوداء، وبأنها بلد العنب والخبز الشهي كما أطلق عليها ذلك قبل آلاف السنين الرومان (ديونيزياس: بلد الخبز الشهي). وتشتهر بوجود كثير من المواقع السياحية والتاريخية، ومنها مغارة عريقة وشهبا وقنوات وقلعة صلخد.

مهرجان بصرى والسعي لدخول موسوعة «غينيس» بأكبر قطعة راحة درعاوية: بصرى الشام في محافظة درعا وعروس منطقة حوران جنوب سورية ستطلق مهرجانها الفلكلوري السياحي الثقافي الفني من على مسرحها ومدرجها الروماني الشهير يوم 6 أغسطس (آب) القادم وسيستمر حتى يوم 14 منه. وكعادة المهرجان، سيستضيف أشهر وأعرق فرق الفنون الشعبية من مختلف دول العالم مع أهم المطربين العرب، حيث سيستمتع السائح والزائر بمشاهدة عروض تراثية لفرق من 14 بلدا من الهند والصين ولبنان والإمارات العربية المتحدة وروسيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا واليونان وإيطاليا وإسبانيا وتونس والمغرب وقطر وسورية، وستكون أمام السائح خيارات أخرى لحضور فعاليات مرافقة للمهرجان، ومنها الاستراحة في خيم مضافة ستنصب طيلة أيام المهرجان في ساحة قلعة بصرى التاريخية، ويمكنه حضور أمسيات للشعر النبطي في خيمة الشعر، وهناك خيمة المقهى الثقافي، وملتقى للنحت ومعارض للفنون الجميلة، ومعرض للخيول العربية، وهناك ستكون، ضمن فعاليات المهرجان، قريتان تراثيتان لدولتي قطر والإمارات العربية المتحدة. وجديد مهرجان هذا العام هو تخصيص يوم فيه لتحضير أكبر قطعة راحة درعاوية ودعوة الخبراء والمشرفين على موسوعة «غينيس» العالمية للأرقام القياسية للحضور بغية تسجيلها في الموسوعة، والمعروف أن محافظة درعا السورية تنتج أجود أنواع الراحة المحضرة على شكل مربعات أو مستطيلات من السكر وماء الزهر والمضاف لها أحيانا بعض المكسرات للزينة والطعم اللذيذ.

مهرجان القلعة والوادي والمحبة والفرات: من المهرجانات السياحية السورية لهذا الصيف مهرجان القلعة والوادي، الذي تحتضن فعالياته قلعة الحصن، أشهر وأكبر قلاع القرون الوسطى في سورية ومنطقة مرمريتا ووادي النضارى في محافظة حمص شمال غربي دمشق، حيث من المتوقع أن تنطلق فعاليات المهرجان يوم 20 يوليو (تموز) وتستمر نحو الشهر، وستتضمن حفلات لأهم المطربين العرب والسوريين وعروضا للطيران الورقي وعروضا سينمائية وحفلات لرقص الباليه وعروضا راقصة وأمسيات زجلية وندوات ثقافية وحفلات تكريم للمغتربين وغيرها من الفعاليات.

وفي مدينة اللاذقية على شاطئ المتوسط سيكون السائح على موعد مع فعاليات مهرجان المحبة السنوي، الذي من المتوقع أن تنطلق فعالياته في الأول من أغسطس (آب) وتستمر حتى العاشر منه، وستكون هناك حفلات فنية لمطربين عرب واستضافة لأشهر الشخصيات الأدبية والشعرية العربية في أمسيات يومية على مدى أيام المهرجان، كذلك ستحتضن المدينة الرياضية المستضيفة للمهرجان فعاليات رياضية وتشكيلية ونحتية وحفلات تراثية وندوات ثقافية.

في دير الزور، عروس الفرات ومدينة الجسر المعلق، سيكون السائح على موعد مع مهرجان سياحي تراثي، وهو مهرجان لؤلؤة الفرات، الذي من المتوقع أن تنطلق فعالياته يوم 24 يوليو (تموز) ويستمر شهرا كاملا، حيث سيتابع السائح من خلال المهرجان عادات وتراث الفرات بالغناء الشجي والمواويل الفراتية والرقصات الفلكلورية المعبرة، ومن الفعاليات أيضا سباقات للهجن ورحلات بقوارب تراثية عبر نهر الفرات وأيام للمأكولات الديرية، خاصة تلك التي يشتهر بها أهالي المدينة وهي ثرود البامياء.