سيريس.. وجدت لترضي محبي الطبيعة والهوايات الرياضية

سياحة على مدار أيام السنة في اليونان

هدوء وسكينة وطبيعة ساحرة تخلب العقول («الشرق الأوسط»)
TT

تنفرد منطقة سيريس على الحدود اليونانية البلغارية بجمال طبيعي رائع، ويأتي السياح إليها من كل حدب وصوب لممارسة هوايات تسلق الجبال وعبور التلال، والانسجام مع الكهوف التي تسحر الألباب من شدة روعتها، ورماية السهام، وركوب الخيل، والتجديف، والتنزه سيرا على الأقدام. وتشتهر سيريس بالأراضي والسهول الخصبة التي تتخللها شبكة من الأنهار والبحيرات الصافية، فهي أماكن مفعمة بالحياة بكل ما في الكلمة من معنى، حيث يمكن للسائح هناك أن يشاهد بالتلسكوب، أو بالمنظار المكبر، القوارب فوق سطح مياه البحيرات، وأن يذهب في رحلة بسيارة، أو يركب الدراجة الهوائية، أو دراجة خاصة مجهزة لصعود الجبال، وأيضا الخيول الأصيلة، ويشاهد سباق السيارات. ونشير هنا إلى المناظر الممتعة من فوق قمة نهر ستريمون، حيث يستطيع الزائر أن يصعد قريبا من جموع قطيع للثيران المتجمعة حول الماء، خاصة حول بحيرة كيركيني. تشكل السهول الخصبة والتلال المغطاة بغابات كثيفة والبحيرات والأنهار والجداول المائية، منظرا طبيعيا جميلا جدا. ولكي يحظى السائح في منطقة سيريس بالشعور السحري الجميل والخبرة في هذا المجال، فإنه يحتاج إلى زوارق، فعندما يسلك الطريق إلى أسفل الجدول المائي، يستطيع أن يستمتع بزقزقة العصافير، ونقيق الضفادع، وصوت أجنحة الطيور، حيث يحلق نسر في السماء منتظرا أن ينقض على فريسته، وبعد بضع دقائق تبدأ جوقة من زقزقة العصافير مرة ثانية. وفي لقاء لـ«الشرق الأوسط» مع محافظ سيريس، ستيفانوس فوتياديس، أثناء زيارة وفد دبلوماسي عربي بتنظيم من الغرفة العربية اليونانية للتجارة والتنمية إلى المنطقة، ذكر أن أحسن شيء للاستمتاع في مقاطعته بالشمال هو القيام بممارسة رياضة ركوب الخيل في ممرات الجبل الممتعة في بيليس وسط الغابات، والتنزه سيرا على الأقدام إلى قمة التل لمشاهدة البحيرة من أعلى. وأشار إلى أن أجمل رحلة على امتداد نهر شمال اليونان عندما تبدأ من الجسر فوق ستريمون، وتنتهي عند حدود منطقة الجمارك البلغارية بروماكوناس، حيث تصل عبر ممرات تركية من الحجر تعود إلى القرن السادس عشر، وهي ما زالت قيد الاستعمال في مبنى مقبب فخم. هذه الممرات غير العادية محمية من حر الصيف، كما يستطيع السائح أن يتمتع برؤية البرك الصغيرة في دلتا إيفروس التي تحتوي على مياه ساخنة. وهذه البرك نادرا ما تجدها في أماكن أخرى. ولذا، ندعو إلى الذهاب إليها، إلى اليونان. وفي هذه الدلتا أيضا، يستطيع الزائر أن يشاهد 300 نوع من الطيور التي تعشش فيها، أو تتوقف فيها، أو تلجأ إليها. وننصح السائح القادم إلى سيريس أن تكون معه ملابس دافئة لتقلب الطقس والمناخ، والبرودة الشديدة في الشتاء، إضافة إلى منظار جيد، وسوف يستمتع بمئات البجعات التي تطير منذ غروب الشمس في الخريف، وإوزات حمراء من سيبريا تزور اليونان، أو أزواج من طيور النورس تحلق فوق النهر الحدودي.. تلك هي المناظر التي لا تراها في أي مكان آخر في اليونان، أو أوروبا. بحيرة كيركيني تعتبر إحدى العجائب في شمال اليونان، ومحمية دولية، مساحتها نحو 75 ألف كيلومتر مربع، تتقلص إلى 50 ألف كيلومتر فقط في فصل الصيف، بطول 17 كيلومترا، وعرض نحو 5 كيلومترات في أوسع المناطق، ويصب فيها نهر ستريمون القادم من بلغاريا، وتقع على بعد 47 كيلومترا من الحدود البلغارية اليونانية، ويستغرق الوصول إليها نحو ساعة من مطار سالونيك الدولي، حيث تبعد 75 كيلومترا من سالونيك، والطريق إليها قمة في الروعة والجمال الطبيعي، وتحتوي حاليا على حديقة طبيعية وطنية. والبحيرة تعتبر محمية طبيعية منذ عام 2000، ويوجد حمام معدني بالقرب من قرية كيركيني. وقد وقد تكونت البحيرة في عام 1932، وأُعيد تطويرها في عام 1980، لتصبح مزارا سياحيا، وتعتبر مقرا للطيور المهاجرة من بحر إيجة إلى منطقة البلقان والبحر الأسود، وأيضا تأتي إليها الطيور من سهول المجر. ويجد السائح هنا 200 نوع من الطيور المائية (طيور النورس، وهي نادرة الآن)، وكذلك نحو 58 نوعا من الحيوانات الثديية، مثل ثعالب الماء، وابن عرس، و12 نوعا من الحيوانات البرمائية، و22 نوعا من الزواحف، و31 نوعا من السمك. وتختلف هذه المخلوقات في الحجم، فتوجد طيور كبيرة الحجم، وضفادع صغيرة جدا، ويتمتع الزائر برؤية أنواع عديدة من البط والبجع والطيور المائية، وطيور اللقلق، وكذلك الطيور المائية ذات المنقار على شكل ملعقة.

غابة لايلايه: تقبع هذه الغابة الخضراء على قمم سلسلة جبلية في منطقة سيريس، وتنفرد بجمال طبيعي جذاب، وأهمية جغرافية، وبها أشجار الصنوبر الطويلة والغابات الخضراء على مساحة نحو 33 ألف هكتار. ولهذه الغابة علاقة وطيدة بالتاريخ، وترتبط بتقاليد المنطقة، فتقع على قمة جبلية يصل ارتفاعها إلى 1850 مترا، ومساحة غابات خضراء تمثل 83 في المائة من مساحة الجبل، وتتمتع بشبكة طرق توصل إلى الطريق الدولي. والسائح القادم إليها يشعر بجمال الطبيعة ومتعة الاستجمام، كما تحتوي أيضا على وديان، وشلالات، وصخور، ومنازل ريفية، وحياة هادئة فريدة. وتغطي هذه المنطقة في فصل الشتاء بطبقة سميكة من الثلوج، وتوجد بها مياه عذبة من نوع فريد، يستخدمها أهل المنطقة في صناعة المعجنات، كما يوجد في الغابة مناطق التزحلق على الجليد، كما تحتوي على الكثير من الأديرة والأبنية القديمة التي تم إنشاؤها إبان الاستعمار العثماني، ولكن تم تخريبها وإخلاؤها أثناء الحرب العالمية الثانية. وتتمتع بمناخ بارد في الصيف، ودافئ في الشتاء، ويقسم الغابة واد عميق تنتشر عليه المنازل المبنية بالحجارة.

أمفيبولي القديمة: آثار أمفيبولي من أهم المواقع التاريخية في سيريس، وتقع قرب مصب نهر ستريمون، ويرجع تأسيسها إلى عام 438 قبل الميلاد. ويعتبر سد أمفيبولي من أهم الأنصاب التي تم إنقاذها من الحروب والتقلبات الجيولوجية. ويبلغ ارتفاع السد 5.30 متر، وهو مبني بشكل عتيق ما زال باقيا فوق المياه، كما يوجد في المنطقة متحف أمفيبولي الذي يحتوي على أنصاب تاريخية وثقافية من العصور القديمة والمسيحية، والحقبة البيزنطية. ويضم المتحف أي آثار يتم اكتشافها في المنطقة، كما يوجد أيضا هناك دير باجيو، ودير القديسة ايكوسفينيسا. وقد تم إنشاء هذا الدير منذ 1550 سنة تقريبا، ويقال إنه تم بناؤه لتشريف مريم العذراء، ويحتوي على أيقونات ورسومات دينية باليد البشرية، ومعروف عنه أنه مكان مقدس، كما يوجد أيضا دير القديسة بارسكفي، الذي يرجع تأسيسه إلى ثمانية قرون، ويقع على بُعد كيلومترين من قرية باجيو جنوب سيريس، وكان هذا الدير مجهولا، وتم اكتشافه حديثا، ويعتبر من أقدم الأديرة في اليونان عموما.

كهف أليستيراتي: وهو ليس كهفا واحدا، بل منطقة كهوف، ويرجع تاريخها إلى 3 ملايين سنة، وتم اكتشافها في عام 1975 بالصدفة أثناء رحلة مدرسية، حيث يوجد بئر في المنطقة، وقد نزل أحد المدرسين إلى داخل البئر ليكتشف ممر الكهف، ولكن تم الافتتاح رسميا للسياحة عام 1989، وتحتوي على ممرات كهفية غاية في الجمال، وطول أحد ممرات كهف أليستراتي 1200 متر، ويتراوح عرضه من 2 إلى 3 أمتار، كما أن هناك 5 كهوف أخرى يتم تطويرها من قبل وزارة السياحة اليونانية. ويبدأ الكهف بغرفة، وبهو يصل ارتفاعه إلى 8 أمتار تقريبا، وطوال ممرات الكهوف توجد مجموعة غاية في الجمال من المنحدرات والارتفاعات والأعمدة البيضاء البلورية، وهناك غرف متنوعة يصل ارتفاعها إلى 8 و 10 أمتار في الممرات الأخرى التي لم يتم افتتاحها بعد للزوار.

كيفية الوصول إلى سيريس: تبعد سيريس نحو 93 كيلومترا من مطار سالونيك، و430 كيلومترا من العاصمة أثينا، ويمكن الوصول إليها عن طريق البر والبحر والجو، فهناك أكثر من رحلة جوية يوميا من مطار أثينا إلى مدينة سالونيك، ومن ثم هناك تتوافر الباصات وسيارات الأجرة، كما توجد حافلات من أثينا، تتحرك من محطة كيفيسو غرب أثينا على مدار اليوم للذهاب إلى سيريس، كما يمكن أيضا للسائح أن يذهب بحرا عن طريق وصوله إلى ميناء خليج ستريمنويكوس جنوب سيريس، كما يقوم المسؤولون هناك بتنظيم رحلات داخلية، أهمها إلى حدائق بريسبا الوطنية، وهي منطقة طبيعية خلابة تتضمن بحيرات ليسربريسبا وكربيتر، وهي واحدة من أعظم وأكثر المناطق الطبيعية جمالا في البلاد.

وتوجد مكاتب لتأجير جميع أنواع السيارات في مطار سالونيك، وفي سيريس. والسيارات المفضلة هي ذات السحب الرباعي التي تستطيع بها أن تصعد المرتفعات والجبال، وأيضا سيارات بمنازل متنقلة يتم جرها خلف السيارة، وكذلك سيارات عادية.

الإقامة: فندق «فيليبوس إكسينيا» فئة 5 نجوم، وعنوانه: شارع أجياس صوفياس رقم 1، ص.ب: 62 100 سيريس فنادق أقل من 5 نجوم:

فندق «ايروديس» في منطقة ليثوتوبوس مناسب للمجموعات هاتف: 2325028070 فندق «فيجلاتوراس» في منطقة آنو بارويا مناسب للأفراد والعائلات هاتف: 2327051231 فندق «زيدورون» في منطقة ماندراكي مناسب للأفراد هاتف: 2323071106 فندق «مجمع ايكو بيريغيتيس» في منطقة كيركيني مناسب للأفراد والأفواج السياحية هاتف: 2327041450 هواتف مركز المعلومات بمحافظة سيريس العنوان: شارع ميرارشياس رقم 36 هاتف: 231083396 فاكس: 231083399