رئيسة أكاديمية الضيافة العالمية لـ «الشرق الأوسط»: دربنا أكثر من 10 آلاف كادر عربي في مجال السياحة

بوابة مدينة صنعاء الرئيسية («الشرق الأوسط») وفي الاطار ريما النابلسي
TT

كشفت الدكتورة ريما النابلسي، رئيسة أكاديمية الضيافة العالمية ومقرها بيروت، عن أن أكاديمية الضيافة كشريك استراتيجي للمنظمة العربية للسياحة ستفتح لها فرعا في اليمن خلال شهر يوليو(تموز) الحالي، وذلك بموجب اتفاق وقع مؤخرا بين وزارة السياحة اليمنية وأكاديمية الضيافة العالمية، موضحة أن هذا الفرع سيضطلع بهمة تأهيل وتدريب الكوادر اليمنية العاملة في قطاع السياحة.

وأشارت النابلسي، إلى أنه بموجب الشراكة المشار إليها بين أكاديمية الضيافة والمنظمة العربية للسياحة في مجالات التأهيل والتدريب، هناك فرعان للأكاديمية حاليا في كل من القاهرة وشرم الشيخ، كما يجري الإعداد لفتح فروع في كل من مكة المكرمة وبغداد، وتدرس الأكاديمية حاليا طلبات تقدمت بها كل من البحرين وقطر وفلسطين، لفتح فروع تدريبية في هذه البلدان.

وأوضحت الدكتورة ريما النابلسي، التي تشغل أيضا منصب نائب رئيس الجامعة الأميركية للثقافة والتعليم في بيروت، على هامش مشاركتها في أعمال اجتماع المجلس الوزاري العربي للسياحة، التي استضافتها مؤخرا العاصمة اليمنية صنعاء، أن أكاديمية الضيافة العالمية هي جزء من الجامعة الأميركية للثقافة والتعليم، إحدى مؤسسات CND، التى تأسست عام 1983، وتمتلك معهدا فندقيا تقدم من خلاله أكاديمية الضيافة دورات متخصصة عالية المستوى في مجال السياحة، تلبي متطلبات التأهيل والتدريب في جميع القطاعات المرتبطة بالسياحة.

وأشارت رئيسة أكاديمية الضيافة في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الدورات التدريبية التي تقدمها الأكاديمية تعمل على إيجاد معايير خاصة بها تقوم على المعرفة، ضمن المعايير التنافسية العالمية، إلى جانب التدريب النوعي لضمان استدامة الموارد البشرية والإنتاج وخلق روح الابتكار والإبداع السياحي لدى المتدربين، من خلال تصنيع المنتج السياحي وتسويقه بالإضافة إلى المحافظة على معايير النظافة والصحة ومهارات الاتصال طبقا للمعايير الدولية في هذا المجال. وقالت في سياق الحديث، إن برامج أكاديمية الضيافة تستهدف أربعة مجالات أساسية، هي تدريب العمالة الموجودة حاليا في قطاع السياحة وإكسابها المهارات التي تساعدها على تدريب الآخرين، بحيث يحقق كل بلد عربي اكتفاء ذاتيا من الكوادر والمدربين، ثم التدريب على كيفية ضمان الجودة من خلال المتابعة المستمرة عبر كوادر متخصصة، إضافة إلى برامج التوعية الثقافية بقيمة وأهمية قطاع السياحة،لأن المجتمعات العربية تنظر إلى العمل في هذا القطاع نظرة دونية، رغم أننا على استعداد لاستقبال السياح في بيوتنا، وتقديم كافة الخدمات لهم، فما العيب إذن في عمل يخدم الاقتصاد والتنمية في بلداننا.

وأضافت أن أكثر من عشرة آلاف من الكوادر العاملة في مجال السياحة استفادت من برامج أكاديمية الضيافة العالمية منذ تأسيسها عام 1983 موضحة أن الشراكة بين الأكاديمية والمنظمة العربية للسياحة، تقوم بشكل أساسي على تكثيف برامج تأهيل وتدريب الكوادر العاملة في قطاع السياحة العربي، وذلك ترجمة لقرارات سيادية بتطوير الكوادر البشرية الوطنية للاستغناء عن العمالة الوافدة، وأيضا العمل على تنشيط السياحة ورفع مستوى الخدمات وصولا لسياحة عربية مستدامة.

وتطرقت في سياق الحديث إلى أن الأزمة المالية العالمية، التي تركت أثارا سلبية على معظم أسواق السياحة في العالم، كانت تأثيراتها محدودة على المنطقة العربية، بل إن منطقة الشرق الأوسط سجلت خلال الربع الأول من العام الحالي 2009 نموا ملحوظا في هذا القطاع مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضي طبقا لإحصائيات منظمة السياحة العالمية، لافتة إلى أن تخطي قطاع السياحة العربية لتداعيات هذه الأزمة يتطلب العمل برؤية موحدة للترويج لما تمتلكه المنطقة من رصيد تاريخي وثقافي يؤهلها لتكون في مقدمة مناطق الجذب السياحي في العالم، كذلك إيجاد سياحة تكاملية من خلال الترويج للسياحة العربية البينية، ورفع القيود المفروضة على هذه السياحة.

وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه تطوير الموارد البشرية في قطاع السياحة العربي، أوضحت الخبيرة اللبنانية أن مؤسسات التدريب الفندقي في الدول العربية لا تزيد عن واحد بالمائة من إجمالي عدد مؤسسات التعليم الفني والمهني، لذا لا توجد مؤسسات قادرة على سد حاجة سوق العمل من الكوادر، كما أن معظم المعاهد الفندقية القائمة في البلدان العربية تنقصها المختبرات اللازمة للتدريب العملي والمدربين الأكفاء، كل ذلك إلى جانب القصور في تطبيق الخطط والبرامج المعتمدة من وزارات السياحة العربية، خاصة في مجالي التأهيل والتدريب.