مواقع تقييم الفنادق على الإنترنت بين التنوير والتضليل

عندما يتحول المسافر إلى ناقد متخصص في شؤون السفر والسياحة

تنخفض معايير الجودة هذه الأيام حتى في الكثير من الفنادق الفاخرة نظرا لخفض التكلفة ووجود غرف شاغرة («الشرق الأوسط»)
TT

يرجع الفضل إلى شبكة الإنترنت والمواقع الموجودة عليها مثل «فيس بوك» و«تويتر» في أن كل شخص أصبح ناقدا ولكن ليس كل الناس ناقدين جيدين.

فلنأخذ مثلا تقييم الفنادق. فمثل كل المسافرين الآخرين، ابتكرتُ نظامي الغريب الخاص لاختيار الفندق بعد تحديد المكان الذي سوف أستقر فيه ومستوى الأسعار. ويشمل ذلك النظام، النصائح الشفوية، والتخمين عبر الخبرات السابقة مع الفنادق المعروفة والتنبؤ الجامح المعتمد على جمع عشوائي لمقالات تقييم الفنادق المتوافرة على شبكة الإنترنت. وعلى الرغم من أن هذه المقالات تكون في الأغلب شيقة وزاخرة بالمعلومات فإن كتابها في الأغلب هم أشخاص مجهولون، بعضهم ـ على حد علمي ـ يقضي عقوبة بالسجن ويمضي وقته في كتابة تقارير عن أماكن لم يزرها قبل ذلك قط.

لا يعتبر نظاما دقيقا، إلا أن المغامرة تعود على المرء بالفائدة. وبالطبع، توجد مقالات كتبها مختصون حول الفنادق بما يشمل المقالات المنشورة على «موبايل» أو «إيه.إيه.إيه»، حيث تعين كل منهما حشودا من كتاب تقييمات الفنادق المدربين الذين يجوبون البلاد مع أوراقهم ويحجزون في الفنادق دون الإعلان عن هوياتهم لتقييم تلك الفنادق وفقا لقائمة من المعايير الكاملة، وعادة ما تكون تقاريرهم التي تشمل مرتبة الفندق قصيرة ومباشرة.

ولتلك الإرشادات فوائد عظيمة مثلها مثل تلك التقارير الوافرة التي يكتبها الهواة وتظهر على مواقع السفر على شبكة الإنترنت مثل موقع IgoUgo.com (والذي يوفر حتى منتديات للقراءة ومساحة لكتابة المسافرين ليومياتهم) وموقع TripAdvisor.com الذي يحتوي على عشرات الآلاف من التقارير التي كتبها المسافرون حول رأيهم في الفنادق.

وأنا أقدر موقع TripAdvisor.com على وجه الخصوص لأنه ـ مع بعض التدريب ـ يمكن أن تميز فيه التقييمات غير الدقيقة من أغلبية التقييمات الجادة التي يرغب أصحابها ببساطة في مشاركة تجربتهم الخاصة في الإقامة بأحد الفنادق.

ولا يتراجع موقع TripAdvisor عن الانتقادات التي وجهها لأحد الفنادق، فمثلا نشر الموقع خلال الأيام الأخيرة تقريرين حول فندق معين بميدان التايمز والذي يروج نفسه للسائحين ذوي الميزانية المحدودة، حيث يقول أحد عملاء الفندق الغاضبين «لقد وجدوا حقيبة بها جثة في المصعد»، ويقول آخر «لكي تغلق باب الحمام عليك أن تغلق التلفزيون».

ربما تعتقد أنه لم يعد هناك مكان للعمل في مجال تقييم الفنادق خصوصا في ظل الانهيار الاقتصادي الذي تعاني منه الفنادق وانهيار سوق السفر بشكل عام. ولكن، لا. فقد أطلقت شركة جديدة لتقييم الفنادق «أويستر» يوم الاثنين موقعها على الإنترنت، بهدف أن تصبح المصدر الرئيسي لتقييمات الفنادق المستقلة والعميقة والتي يكتبها مختصون. وموقع تلك الشركة الجديدة هو www.oyster.com.

ويقول لي سيدمان، الرئيس التنفيذي والمشارك في تأسيس الشركة، إن الهدف هو إنشاء قاعدة من التقارير «المستقلة والدقيقة» والتي يتكون كل منها من ألفي كلمة مصحوبة بصور غير رسمية التقطها كاتب التقييم بنفسه لكل ركن من أركان الفندق.

وحاليا تنحصر تلك التقييمات الموجودة على الموقع بفنادق ميامي والكاريبي، وسيتم إضافة القسم الخاص بفنادق مدينة نيويورك خلال أسبوع أو ما يقاربه، ثم يتم إضافة القسم الخاص بفنادق لاس فيغاس. ثم تأتي البقية.

وتعمل شركة «أويستر» التي تمولها «بين كابيتال» من خلال نموذج صحافي مشوق للإنترنت لأنها تعين الصحافيين كموظفين بدوام كامل وليس كمتعاونين من الخارج ويتم تدريب هؤلاء الصحافيين وفقا لكتيب مكون من ستين صفحة. ويضاف لكل تقييم يقدمونه العديد من الصور عالية الجودة؛ حيث يحتوي كل تقرير على أكثر من 100 صورة وهو قدر كاف لتوفير رؤية شاملة لرواق الفندق الفاخر ولإعطائك صورة واضحة عن حالة سدادة كابينة الاستحمام المشكوك فيها.

يقول سيدمان «إن التقييمات منظمة للغاية، فهنا الحجرة، وهذا هو الموقع وهذا ما سوف يكون عليه حال الطعام وهذه هي أسباب الراحة، فنحن نتأكد من أن المنتجع الصحي هو في الحقيقة منتجع صحي وليس مجرد غرفة صغيرة بها جهاز تمرينات منزلي يطلقون عليه منتجعا صحيا».

وأضاف أن الموقع به حوالي خمسة عشر محررا «جميعهم لديهم خلفية صحافية». وعشرات من هؤلاء الناس «يسافرون بفعالية، وبدوام كامل ويذهبون لحوالي 60 أو 70 فندقا في العام الواحد، ونحن نتكفل بكل النفقات، تذكرة السفر، أجرة سيارة الأجرة، الوجبات، الغرف، وبالطبع، الرواتب والمكافآت».

كما أنهم معينون. متى كانت آخر مرة سمعت فيها عن مثل ذلك؟ (وعلى مقيمي الفنادق الطموحين البحث عن وظائف شاغرة على موقع أويستر مع الحرص على قراءة المؤهلات المطلوبة للمرشحين للوظيفة).

يقول سيدمان باعتباره مقيّما للفنادق «أتمنى أن نتمكن من تعيين 150 شخصا بدوام كامل بنهاية العام القادم». كما يتوقع أن يقدم حوالي 20 ألف تقييم للفنادق التي يقع معظمها في المنتجعات والمدن الكبرى في جميع أنحاء العالم خلال الفترة من 4 إلى 5 سنوات القادمة.

وأرى في تلك المرحلة المبكرة، أن تلك التقييمات الموجودة الآن على شبكة الإنترنت هي تقييمات متماسكة ونافعة، كما أن الصور لا تقدر بثمن. وكما قلت قبل ذلك فإن الموقع ما زال محدودا حتى الآن. كما أن الشركة التي تعتمد على الإعلانات على الموقع لديها قائمة نفقات طويلة من الرواتب ونفقات السفر في وقت عصيب بالنسبة لصناعة السفر والسياحة.

من جهة أخرى، فإن معايير الجودة تنخفض هذه الأيام حتى في الكثير من الفنادق الفاخرة نظرا لخفض التكلفة ووجود غرف شاغرة. فأنا أسمع شكاوى من الفنادق الآن أكثر من قبل ذلك بكثير.

ولذلك سيكون مفيدا أن يكون لدينا شرطيونا الذين يمشطون المكان وهم يحملون كاميراتهم.

* خدمة «نيويورك تايمز»