عطلة الصيف في دبي مستمرة إلى عيد الفطر المبارك

مدينة الدفء الدائم

TT

حرثت بحرها فأضاءت صيفها للزائرين وجعلتهم يعيشون في كل يوم قصة من ألف ليلة وليلة، دبي المدينة المتألقة دوما كسرت حر صيفها بأجمل الأماكن التي يمكن للمرء زيارتها، ولتكن البداية مع رابع أكبر مراكز التسوق والترفيه على مستوى العالم «دبي مول»، الذي على مساحة إجمالية تبلغ 12 مليون قدم مربع، ويحتضن المركز أكثر من ألف ومائتي محل لأكبر العلامات التجارية العالمية، وفي هذا الصرح السياحي العملاق ستحتاج لأكثر من يوم كي تسبر أغوار ذلك المكان، ففي فترة النهار قد تجبرك ساعات محدودة من الشمس الحارة نوعا ما على قضاء الوقت في الداخل بالتسوق، وتناول وجبة الغداء في ردهة المطاعم، والاستمتاع بتناول ألذ الوجبات الشرقية والغربية، تعقبها زيارة لـ«أكواريوم دبي»، ذلك المحيط الذي يفتح ذراعيه للصغار والكبار لرؤية 33 ألفا من الكائنات البحرية كأسماك قرش النمر الرملي، والراي، وأسماك الغروبرز العملاقة، وأسماك تنين البحر المورق، وتماسيح الكيمان، وبطاريق همبولدت، وأسماك البيرجان، والكلاب المائية، والفقمة، والجرذان المائية، وسلاحف المياه العذبة، وأسماك الأنقليس وغيرها، وبمجرد الوقوف أمام الحوض الكبير يتعرف الزائر إلى عادات الكائنات البحرية الغريبة، فهناك أنواع من الأسماك لا تأكل بمفردها وتحتاج إلى من يساعدها، كون فمها في أسفل جسمها، بينما عيناها في أعلى الرأس، فيما تعمد بعض الأسماك إلى الاختباء وراء الصخور لتتناول طعامها، كونها تخجل من الأكل أمام غيرها، بالإضافة إلى أن هناك مواعيد محددة للطعام، ففي الوقت الذي تأكل فيه بعض الأنواع من الأسماك الصغيرة ثلاث مرات يوميا، يأكل القرش، على سبيل المثال، مرة واحدة يوميا ليس أكثر، الأمر الذي يتطلب تدخل الغطاسين بشكل يومي لإطعام تلك الأسماك في مشهد غاية في الروعة قد لا تراه إلا في البرامج التلفزيونية التي تعرض طبيعة الحياة في أعماق البحار، وتعتبر أسعار بطاقات زيارة «أكواريوم دبي» مرتفعة الثمن، إذ إن الحوض متاح للجميع بالمجان في مشهده الأمامي، في حين إذا أردت الدخول إلى الممر فيتوجب عليك دفع 15 درهما، ويتيح للزائر مراقبة أسماك القرش والراي عن كثب، ومعرفة الكثير عن الكائنات البحرية الموجودة في الحوض من خلال خبراء يشرحون للزوار كل ما يريدون عن الكائنات البحرية، ومقابل 50 درهما فإنه سيكون بإمكان الزائر دخول الممر ومركز الاكتشاف وقد دخل الـ«أكواريوم» مؤخرا موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية في فئة «أكبر واجهة أكريليك» في العالم، وبعد جولة الـ«أكواريوم» تستطيع تناول وجبة شهية في ركن المطاعم الذي يقدم أشهى أصناف الطعام الشرقي والغربي، ومع حلول الساعة السابعة النصف مساء تبدأ «دبي فاوتن»، أطول نافورة راقصة في العالم، بعرضها الرائع لأشهر أنغام الموسيقى الشرقية والغربية، فكل 20 دقيقة تقريبا يستمتع الزوار بأغنية «بابا ييتو» السواحلية الحائزة على كثير من الجوائز العالمية؛ أو أغنية «شيك شاك شوك»، لحسن أبو السعود، يعقبهما أشهر أغنيات التينور الإيطالي الكبير، أندريا بوتشيلي.. وغيرها الكثير. وبعد «دبي فاوتن» يمكن العودة إلى داخل المول والانطلاق نحو صالة التزلج الواسعة، وقضاء ساعة شيقة من التزلج الإيقاعي على الجليد بقيمة خمسين درهما، وتعتبر مدة التزلج مفتوحة كل يوم اثنين أسبوعا وبالقيمة نفسها.

ولصحراء دبي المتلألئة بالنجوم سحر خاص في فصل الصيف عبر رحلات السفاري مساء، التي تتضمن برنامجا متكاملا يشتمل على فعاليات متنوعة كالتزلج على الرمال، وركوب الجمال، والتجول بسيارات الدفع الرباعي فوق التلال الرملية المرتفعة، لأصحاب القلوب القوية، يعقب كل ذلك تناول العشاء في الصحراء والشاي والقهوة على الطريقة العربية، ويمكن الحجز لتلك الرحلات عن طريق الفندق الذي تسكن فيه، وتتراوح قيمة تلك الرحلات ما بين المائة وخمسين ومائتي درهم إماراتي للفرد الواحد.

ولعشاق المرتفعات، هناك متعة التحليق بالمنطاد الهوائي، حيث لدبي إطلالة مختلفة تماما، وتغادر رحلات المناطيد التي تستوعب لغاية ثلاثة عشر شخصا كل صباح في رحلة فوق المدينة والجبال والصحراء، وتكون نقطة الانطلاق عادة من مدينة دبي للإنترنت إذا سمح الطقس بذلك، ويقود المنطاد طيار محترف.

وزيارة دبي لن تكون كاملة من دون زيارة أكبر محمية للطيور في خور دبي. ويقع هذا الخور الضخم الذي تتجاذبه حركة المد والجزر على مسافة 3 دقائق فقط بالسيارة من المركز التجاري العالمي. ويأوي الموقع نحو خمسة عشر ألف طائر مع كون البشروس الأكبر أحد أكثر الأنواع عددا.

وفي حدائق دبي متعة خضراء لكل أفراد العائلة من أبرزها حديقة زعبيل الأكبر حيث قسمت إلى ثلاثة أجزاء تتصل ببعضها من خلال جسور معلقة للمشاة وقطار داخلي، للحديقة سبعة مداخل ومواقف للسيارات تتسع لأكثر من ألفي سيارة موزعة على البوابات لتلبية احتياجات الزائرين، تتميز الحديقة بوجود أماكن للشواء، وأماكن ألعاب للأطفال ونادٍ صحي، كما تضم الحديقة مسرحا لإقامة الحفلات الضخمة وملعبا لـ«الكريكيت»، وتضم الحديقة أيضا أجمل أنواع الزهور التي تستطيع التأقلم مع جو دبي، بينها أنواع نادرة، ومنها ما يسمى «ذيل السمكة»، و«النخيل الملوكي»، و«نخيل الكناري»، و«السابال»، و«فنيكس»، و«النخيل المثلث»، الذي تعد مدغشقر موطنه الأصلي، و«نخيل مانيلا» من الفلبين.

ولهواة التريض في الحدائق تستحوذ المسطحات الخضراء على أكثر من 80 في المائة من حديقة الصفا، وتضم الحديقة مجموعة من الملاعب الرياضية، منها ملعب كرة القدم، والطائرة، والتنس، أيضا يوجد مضمار رياضي حول الحديقة من الخارج، كما توجد مناطق للشواء لتجمع الأسر، إضافة إلى أماكن ألعاب الأطفال التي تتميز باختلافها حسب عمر الطفل مع توافر عنصر الأمان.

وهناك الحدائق الشاطئية التي تمتاز بمساحتها الشاسعة وموقعها الفريد على رمال الشاطئ كحديقة الممزر، التي تضم كذلك خدمة تأجير للتمتع بالبحر والشواء في آن واحد، وهناك مجموعة ملاعب مختلفة لكرة القدم، والطائرة، والتنس، وكرة السلة، وموقع للتزحلق (رولير سكيترز)، إضافة إلى 3 مسابح بأعماق مختلفة، كما تضم أماكن خاصة لألعاب الأطفال، وقد تم تخصيص يوم الأربعاء من كل أسبوع لاستقبال النساء حصرا.

ويمتاز صيف دبي هذا العام باستمرار العطلة الصيفية إلى ما بعد عيد الفطر المبارك، وسيكون عشاق دبي على موعد مع أحلى المفاجآت الرمضانية من أبرزها أكبر بوفيه إفطار رمضاني في قاعة الأميرة بفندق «غراند حياة» الذي يضم أشهى أطباق المائدة العربية المتعارف عليها في شهر رمضان الكريم من بينها: المزات الباردة، والساخنة، والمشاوي المتنوعة، والحلويات العربية الأصيلة بمائة وخمسين درهما للشخص الواحد، ويتم احتساب نصف السعر للأطفال ما دون سن الـ12 سنة.

وبعد الإفطار يهيئ فندق «غراند حياة دبي» لضيوفه المتميزين الكرام، على أنغام العود، الجو المناسب لقضاء الأمسيات الرمضانية داخل خيمة «غراند حياة دبي» الرائعة «ليلتي كافيه» المصممة على الطراز الشرقي الأصيل يوميا من الساعة الثامنة مساء وحتى الثالثة صباحا.