خيوس اليونانية.. جزيرة مجهولة تقدم خيارا سياحيا مختلفا

عرفت بإنتاج «المستكى» وجبالها الجرداء

يمكن للسائح في جزيرة خيوس التمتع بزيارة قراها القديمة
TT

عادة ما يتحدث الناس عن جزر ميكونوس وسانتوريني وكورفو وكوس وغيرها من الجزر اليونانية المعروفة في أوروبا والعالم سياحيا، وقلما يتحدثون عن بعض الجزر الأخرى وخصوصا القريبة من تركيا التي تتمتع بتاريخ طويل إنسانيا وحضاريا ولا تزال تقدم للسائح إقامة مختلفة وغنية وطيبة لا تنسى. ومن هذه الجزر جزيرة خيوس.

هذه الجزيرة المجهولة نسبيا على الخريطة السياحية الأوروبية، خامس أكبر جزيرة في اليونان، إذ تبلغ مساحتها نحو ألف كيلومتر مربع، ولأنها من جزر شمال بحر إيجه، فهي أقرب إلى تركيا منها إلى اليونان أو الوطن الأم (7 كلم عن تركيا). ويبلغ عدد سكان الجزيرة نحو 55 ألف نسمة حسب الإحصاءات الأخيرة، وهي من الجزر الجبلية والجرداء نسبيا، وتشتهر تاريخيا بصناعة السفن وعالم البحر التجاري وإنتاج «المستكى» (mastic gum) وقراها وبلداتها القديمة التي يعود تاريخ بعضها إلى القرون الوسطى. وفي الجزيرة أحد المواقع الهامة التي اعتبرتها منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة تراثا إنسانيا يجب المحافظة عليه وهو موقع « نيا موني» (Nea Moni)، وهو عبارة عن دير قديم للرهبان يعود إلى القرن الحادي عشر. أضف إلى ذلك بالطبع إنتاج التين والعنب والخل والزيتون وزيته والكرز والحمضيات. وقد هجر الكثير من السكان الأصليين الجزيرة ليستقروا في المناطق اليونانية الأخرى، ومنهم من هاجر إلى كندا وبريطانيا وأستراليا والولايات المتحدة.

وتشبه هذه الجزيرة في شكلها الكلية، وهي قريبة جدا من عدد من الجزر الصغيرة في المناطق المواجهة للساحل التركي. ويبلغ طول الجيرو ساحليا نحو 50 كلم وعرضها نحو 30 كلم، وتتوسطها سلسلة عالية جدا من الجبال الجرداء والصعبة وأهمها، في الشمال جبلي «بيلينيون» (Pelineon) الذي يبلغ ارتفاعه نحو 1300 متر عن سطح البحر، وجيبل «أوروس» (Oros) الذي يعلو نحو 1200 متر عن سطح البحر. أما في وسط الجزيرة فتعرف المناطق الجبلية المنخفضة نسبيا بـ«بروفاتز» (Provatas).

ويمكن للسائح أو الزائر التمتع بما لا يقل عن 66 قرية وبلدة في الجزيرة معظمها قديم وبين الجبال. ومن بلدات الشمال الجميلة والمعروفة جدا بلدات: «كارداميلا» (Kardamila) و«فيكي» (Viki) و«لاغادا» (Lagada) و«أماديس» (Amades) و«كامبيا» (Kambia). وفي الجهة الشمالية الغربية، بلدات «أغيو غالا» (Agio Gala) و«فوليسوس» (Volissos) و«أغياسماتا» (Agiasmata) و«بيراما» (Pirama) و«نينيتوريا» (Nenitouria). وهذه البلدات معروفة بوديانها وينابيعها الصحية. أما في الوسط فقد يعشق البعض بلدة «أنافاتوس» (Anavatos) المبنية على جبل من حجر الغرانيت الرائع. أما في الجنوب فلا بد للسائح من التعرف على بلدات: «بيرجي» (Pirgi) القديمة، تعرف وتشتهر بزخارف منازلها السوداء والبيضاء اللون، و«أوليمبي» (Olympi) (بلدة مبنية لردع القراصنة الأتراك وحماية البلدة أيام حكم مدينة جنوا) و«ميستا» (Mesta).

يعود أصل اسم الجزيرة الإنجليزي «خيوس» (Chios) إلى الاسم اليوناني «خيوس»، الذي يطلق على المدينة الرئيسية فيها أيضا، أو ما يعرف بالعاصمة. ويطلق السكان المحليون على جزيرتهم اسما مماثلا وهو «خورا» الذي يعني «بلدا» أو «منطقة». وهو أيضا الاسم الذي يطلق على سكان الجبال والمناطق العالية جدا في الجزيرة وهي كثيرة. وعلى الرغم من أن الاسم هذا عرف تاريخيا ومنذ قديم الزمان، فإن الجزيرة عرفت أسماء كثيرة خلال تاريخها الطويل، ففي أيام السيطرة الجانوية (أهل مدينة جنوا الإيطالية) كانت تسمى (Scio) من كلمة (Chio) الإيطالية. وأيام الأتراك والإمبراطورية العثمانية كانت تسمى «صاقيزي» (Sakiz)، وكانت العاصمة تسمى «خورا» (Khora) وأحيانا « كاسترون» (Kastron). ويمكن للسائح زيارة المتاحف الخاصة بالفنون البيزنطية والآثار ومكتبة كوراي التي تعتبر من أكبر المكتبات في البلاد وتضم 95 ألف كتاب.

للجزيرة تاريخ طويل جدا ومنذ قديم الزمان، وهي مأهولة بالسكان منذ العصر الحجري الحديث، وتشير المنازل الواسعة آنذاك إلى التطور الزراعي والمعرفة بتربية الماشية واستصلاح الأراضي، وفي الفترات القديمة استوطن فيها الكثير من سكان جزيرة كريت وأهل الحضارة المينوية، واستقرت على شخصيتها اليونانية. وفي القرن السابع قبل الميلاد كانت الجزيرة أول مكان يسك النقود المعدنية وظل هذا التقليد لمدة 900 سنة. ولطالما تاجرت الجزيرة التي عرفها الإسكندر المقدوني معرفة جيدة، ومنذ القدم مع مصر وروسيا وبعض البلدان الأوروبية. وكانت معروفة بأنها تنتج أفضل أنواع النبيذ في اليونان. وعندما احتلها الرومان أصبحت رسميا جزءا مما كان يعرف آنذاك بـ«آسيا». وكانت الجزيرة بالطبع من الصراع بين الأتراك وبيزنطية حتى احتلها الأتراك في القرن الخامس عشر. وخلال الحكم التركي كان الأتراك واليهود، وهم أقلية في مدينة خيوس، يعيشون في قلعة كاسترو أو كاسترون. وحديثا شهدت الجزيرة الشرارة الأولى للحرب ضد حكم الأتراك عام 1822، أو ما يعرف بحرب استقلال اليونان عندما بدأت شلة من الشبان القادمين من جزيرة ساموس المجاورة بالهجوم على الجنود الأتراك. وبعد أن انضم أهل الجزيرة إلى «الثوار» أعلن السلطان العثماني آنذاك حرب الإبادة على الجزيرة، إذ إن ثأريا دمر الكثير من القربى وقتل وسجن وأسر ما لا يقل عن خمس سكان الجزيرة الذين كانوا يبلغون 120 ألف نسمة. وقد ذكر المجزرة الكاتبان اللورد بايرون، وفيكتور هيغو. وساهمت هذه المجزرة في تعزيز العداء بين أوروبا وتركيا في تلك السنوات. وخلال الحرب العالمية الثانية وقعت الجزيرة تحت حكم الألمان وبعدها عادت إلى حظيرة الوطن الأم. وخلال الحرب الأهلية اليونانية كانت الجزيرة مسرحا للكثير من الصراعات لدرجة أن قاتل الأخ هو أخوه كما يقال. بأي حال فإن الجزيرة تفتخر بأنها مسقط رأس الكثير من المشاهير قديما وحديثا، وعلى رأسهم صاحب الإلياذة الشاعر الإغريقي هوميروس واللائحة تحصى ولا تعد.

* شواطئ خيوس

* شواطئ المناطق الجنوبية الغربية وأهمها شاطئ كاتو فانا (Kato Fana) الرملي في نفس المنطقة التي يقع فيها معبد الإله أبوللو القديم، التي يقال إنها كانت غابة من النخيل، على حد قول المؤرخ الإغريقي سترابو (Strabo). ولأن هذا الشاطئ بعيد عن خدمات المطاعم وأعين الناس فإنه يعتبر مكانا مثاليا للنزهات الساحلية الطيبة. وينصح السياح باستئجار سيارة أو دراجة نارية للتنقل في هذه المناطق أو استخدام الحافلات العامة للوصول إلى الشواطئ القريبة من بلدة ميستا (Mesta) ومرفأ باساليماني (Passalimani)، حيث تتوفر الخدمات وجميع أنواع المآكل اليونانية التقليدية.

الشواطئ الغربية، وهي كثيرة ومتعددة أي شواطئ صغيرة وكبيرة ورملية مخلوطة بالحصى. وأهم هذه الشواطئ وأكثرها شهرة هو شاطئ كارفاس (Karfas beach) الذي يتمتع بأجواء طيبة. وهناك شاطئ بلدة ليثي (Lithi) الرملي والطويل الذي يبعد نحو 30 كليومترا عن العاصمة. وعلى الرغم من أن بعض الشواطئ بعيدة عن الطرقات العامة فإن الكثير منها ضحل وصالح للعائلات والأطفال. ومن الشواطئ الصغيرة والجبلية الرائعة التي تتمتع بمياه صافية، شاطئ إليندا (Elinda) المعروف جدا لدى السياح.

شاطئ «داسكالوبيترا» (The Daskalopetra beach)، ويقع شمال البلدة التي يحمل اسمها وحيث وصل الشاعر الإغريقي هوميروس أو ما يعرف بـ«حجر هومر». وهو من الشواطئ الحصوية البيضاء الشعبية والمعروفة في الجزيرة. ويشمل الشاطئ الكثير من المطاعم والمقاهي اليونانية التقليدية، ويمكن الوصول إليه بالتاكسي أو السيارة أو الحافلات العامة.

شاطئ «كارفاس» (Karfas)، وهو أكثر الشواطئ شهرة في الجزيرة ولا يبعد سوى عدة كيلومترات عن البلدة، وهو بالإضافة إلى خدماته الكثيرة يؤمن الكثير من النشاطات والرياضات المائية، وهو قريب جدا من جميع المناطق والفنادق الهامة في المنطقة. وهو أيضا في معظمه من الشواطئ الدافئة والضحلة الصالحة للسياحة العائلية والأطفال الباحثين عن اللعب وقضاء الوقت الطيب. وبالقرب من كارفاس هناك شاطئ «ميغاس ليمينيوناس» (Megas Limnionas) الذي يقصده عادة السكان المحليين.

شاطئ «إيمبوريوس» (Emborios)، وهو من الشواطئ البركانية الجميلة والرائعة والمعروفة في جميع أنحاء اليونان. وهذا الشاطئ عبارة عن ثلاثة شواطئ أو خلجان بركانية صغيرة ورائعة تقع بين بركانين قديمين، ولذا تتخذ حصاها اللون الأسود. ويمكن الوصول إلى الشاطئ عبر جميع أنواع المواصلات المتوفرة في الجزيرة.

* فنادق خيوس

* فندق «شاندريس خيوس» (CHIOS CHANDRIS HOTEL) ـ العنوان ـ 2nd Eugenia’s Chandris Street, Chios, ـ ـ Telephone:+30 22710 44401 ـ 3 ـ Fax: +30 22710 25768 ـ : [email protected]. هذا الفندق جزء من سلسلة من الفنادق الفاخرة التي تعتمد على الضيافة اليونانية التقليدية من حيث الطراز والمآكل ووسائل الترفيه، ولذا فإن للفندق الكثير من الفروع في الجزر اليونانية الأخرى بالإضافة إلى عدد لا بأس به من المنتجعات الجميلة والخاصة. ويطل الفندق رأسا على المرفأ القديم ولا يبعد أكثر من مسافة خمس دقائق في السيارة عن أهم المتاحف والمطاعم ومناطق التسوق. أضف إلى ذلك بالطبع قرب الفندق إلى الشاطئ.

ـ فندق «سي فيو ريسورت» (SEA VIEW RESORT HOTEL) ـ العنوان: Karfas 82100 Chios, Greece ـ Tel: (+3022710) ـ 33354 ـ 8 ـ Fax: (+3022710) ـ 31004 ـ. [email protected] ـ من فئة 5 نجوم. يقع هذا الفندق على الجهة الجنوبية الشرقية من الجزيرة، وفي قلب المنطقة الساحلية في كارفاس، ولذا تتمتع غرف الفندق الفاخر بمناظر خلابة على بحر إيجه. ولا يبعد الفندق أكثر من 5 كيلومترات عن مطار الجزيرة ونحو 7 كيلومترات عن العاصمة خيوس. ويؤمن الفندق الغرف الخاصة والفيلات والشقق الخاصة بالعائلات والأفراد. وبالإضافة إلى بركة السباحة يؤمن الفندق خدمات التجميل والعناية الصحية والجاكوزي والساونا. وتتمتع غرف الفندق بشكل عام بجميع ما يحتاجه الفرد أو تحتاجه العائلة لتكون مستقلة في نشاطاتها المنزلية.

ـ فندق «فوليسوس هوليداي هوم» (Volissos Holiday Homes) ـ العنوان: Volissos, Chios, Greece, ـ Tel: +30 22740 – 21700 Fax: +30 22740 ـ 21770 ـ [email protected]. ـ من فئة 3 نجوم. يقع هذا الفندق البسيط في شمال غربي الجزيرة، ويطل على عدد من البلدات القديمة وبحر إيجه. وبالتحديد على رأس تلة من أحراش الصنوبر فوق شاطئ ليفكاثيا (Lefkathia) المعروف بالحصى الأسود اللون والمياه الصافية. وهذا الفندق من الفنادق الخاصة بالتسوق، وقد صمم الفندق معماريا بطراز جميل من الحجر، وكل غرفة من غرفه لها شخصيتها وبلكونتها وأجوائها الخاصة بها.

ـ فندق «غولدن ساند» (GOLDEN SAND HOTEL) ـ العنوان: Chios Town, Karfas & Vrondados, 82100 Chios, Greece ـ Tel: (+3022710) ـ 32080 ـ 81 ـ Fax: (+3022710) ـ 31700 ـ email: [email protected] . الفندق تابع لمجموعة فنادق (Fegoudakis Hotels)، وهي مجموعة مختصة بالفنادق الصغيرة الفاخرة والشقق المخصصة للخدمات السياحية. من الفنادق القريبة أيضا من العاصمة ومطار الجزيرة الرئيسي (نحو 7 كيلومترات) وعلى شاطئ كارفاس أيضا. وعلى الرغم من أن الطراز المعماري للفندق حديث وعادي تقريبا، فإنه يتمتع بمحيط طبيعي جميل ورائع، وتعتبر خدمات الفندق من أفضل خدمات الفنادق في الجزيرة المحببة.

فندق «إريثا ريسورت» (Erytha Hotel & Resort) ـ العنوان: Karfas 82100 Chios, Greece ـ Tel: (+30) 2271032311 ـ 16 ـ Fax: (+30) 2271032182 & 2271032251 ـ [email protected] ـ من فئة 4 نجوم. من فنادق الجزيرة الجميلة والرائعة التي تجمع بين الحداثة وأناقتها، والماضي الذي يفتخر به أهل الجزيرة. ويقع الفندق في كارافس التي يعرفها معظم السياح والقريبة من المطار أيضا وأمام البحر الأيوني وشواطئه الجميلة والخلابة. يقدم هذا الفندق أيضا الكثير من الخدمات الترفيهية مثل المرافق الرياضية والموسيقية وبرك السباحة الخاصة والمقاهي والحانات والأجواء الطيبة.