«10 مانشستر ستريت».. عنوان جديد يجمع بين الأناقة والموقع

فندق من فئة «بوتيك» يرضي جميع الأذواق حتى المدخنين

جانب من الصالة المخصصة للسيجار
TT

صيف 2007 كان فصلا لا ينساه المدخنون في بريطانيا لأنه الصيف الذي طبق فيه قانون منع التدخين في جميع الأماكن العامة، وشكل هذا القانون نقطة تحول في قطاع المطاعم والحانات والفنادق، وبعد مرور سنتين على العمل بالقانون الصارم الذي يوافق عليه غير المدخنين ويستنكره المدخنون، ومع مجيء الأزمة المالية إلى بريطانيا كباقي بلاد العالم كانت النتيجة مرضية لصالح هؤلاء الذين أقلعوا عن التدخين أو الذين لا يدخنون بالأصل، إنما الخاسر الأكبر بعد شركات بيع التبغ، فكانت المطاعم والأماكن المغلقة بكافة أشكالها التي عانت كثيرا بسبب هذا القانون ما أدى إلى إغلاق بعضها. فكان لا بد أن تفكر تلك الأماكن التجارية بحل يقدم فرصة التدخين لمن رغب بذلك في أجواء دافئة، ولكن كيف وأنت تتكلم عن بلاد باردة عاصمتها ملقبة بمدينة الضباب والتي يمتد شتاؤها على مدى أكثر من 8 أشهر؟ فكان الحل وضع مظلات ضخمة خارج الأماكن العامة مع سخانات تعمل على الغاز، ولكن لم يرض هذا الحل المدخنين الحقيقيين، فليس من اللائق ترك أصدقائك على طاولة الطعام في أي مكان لتتوجه بمفردك إلى تلك الزاوية في الخارج لتدخن سيجارة. غير أن الحل الحقيقي وجده «عشرة مانشستر ستريت» Ten Manchester Street وهو فندق جديد في لندن افتتح الأسبوع الماضي في منطقة «ماريلبون» التي تبعد 100 متر عن شارع «أوكسفورد» الأشهر في العاصمة، وحمل مع افتتاحه الحل الأنسب لمحبي التدخين وعلى وجه الخصوص هؤلاء الذين يدخنون السيجار، فخصص الفندق مساحة كبيرة على شكل «تيراس» خارجي أطلق عليه اسم «سيجار لاونج»، فمن باب المطعم الرئيسي في الفندق تصل إلى الشرفة التي تتميز بديكور ذكي ومميز، فهي مهيأة لتقف في وجه برد الشتاء القارس، ومجهزة بسخانات تعمل بواسطة الغاز تتدلى من الأسقف، مواسيرها مخفية في السقف الخشبي، ويمكن أن تقيك البرد ولو تدنت الحرارة إلى 2 تحت الصفر، وتتصل الشرفة مباشرة بغرفة خاصة بعرض أجود أنواع السيجار الفاخرة أطلق عليها اسم «هوميدور» تيمنا بالجهة المصممة للغرفة وهي شركة «هانترز وفرانكو هوميدور» التي تعتبر الشركة الوحيدة في بريطانيا الموردة للسيجار الكوبي، وتقدم في الشرفة فرصة تناول المأكولات نفسها التي يتم تقديمها في المطعم في الداخل، وإذا كنت من الذين لا يرغبون بالتدخين يبقى الجلوس في الخارج فرصة جيدة لتنشق الهواء النقي، وتناول المحار وطبق السلاطة الإيطالية مع جبن الموتزاريلا وهلام الطماطم، فالشرفة مفتوحة ولكنها في الوقت نفسه مسقوفة وتتميز بستائر جانبية مصنوعة من الحديد المخرم الذي يساعد على التخلص من الدخان بسرعة، فالتصميم يوهمك بأن الشرفة مغلقة إنما هي في الواقع مفتوحة مما يجعلها تتطابق مع متطلبات القانون في بريطانيا بما يخص التدخين، تتميز بحائط من الحجر تزينه لوحات رسمت عليها صور للسيجار بالأبيض والأسود، أما بالنسبة للمفروشات التي تم اختيارها للشرفة فهي مريحة وعصرية مصنوعة من «الراتان» الأسود مع أرائك حمراء تزيد المكان جاذبية وتتناسب مع المبنى الذي يعود إلى العصر الادواردي وتمت المحافظة على جميع معالمه الأصلية مع إضفاء لمسة عصرية من دون المساس بالملامح القديمة.

وقامت مجموعة «بيسبوك هوتيل غروب» العالمية بتحويل هذا المبنى المميز إلى فندق «بوتيك» من فئة 5 نجوم يرضي جميع الأذواق ويعتبر من أهم العناوين بالنسبة لرجال الأعمال والعائلات نسبة لقربه من وسط المدينة، وهو مؤلف من 45 جناحا، ويقف وراء روعة المفروشات والتصميم في جميع ثنايا وزوايا الفندق المبدع كريستوفر غاي الذي قام بتصميم جميع أثاث فندق الدورشستر في لندن وفندق مايفر وفندق «الفور سيزونز» بجميع فروعه حول العالم، وفندق هيلتون في جدة والشيراتون في أريزونا..

فتصل إلى مدخل الفندق لتفاجأ بثريا عملاقة من كريستال السواروفسكي تحمل توقيع غاي، وفي الزاوية كرسيان باللون القرمزي بتصميم عصري ومكتب للاستقبال بسيط مع كرسي أشبه بمقاعد الأباطرة مخصص لموظفة الاستقبال والاستعلامات، وإلى اليمين ومن خلال باب خشبي تصل إلى المطعم الرئيسي الذي يغازل ديكوره ديكورات المدخل الجذابة، وفيه أرائك من المخمل تتناغم ألوانها مع ألوان الخشب الداكن، والمطعم مفتوح لغير النازلين أيضا ويشرف على ابتكار لائحة الطعام الطاهي إشتاك الذي عمل في مطاعم تحمل نجوم ميشلن للتميز في فرنسا وفي دبي وهو بريطاني من أم إيرانية وأب باكستاني، اختار لائحة الطعام بعناية، وهي تناسب ذواقة الطعام، وخصص الطاهي قسما من لائحة الطعام للمأكولات الخفيفة.

وعلى مدى 5 طوابق تتوزع الغرف والأجنحة التي تجمع صفة الأناقة فيما بينها، فجناح «الغراند سويت» الأكبر في الفندق لا يختلف عن أصغر غرفة مزدوجة أو مفردة إلا من حيث الحجم، غير أن الديكور لا يقل روعة في الغرف الأصغر حجما، فبصمات كريستوفر غاي واضحة في جميع معالم الغرف، وتتميز جميع الأسرة بتصميم مختلف للمساند تم استخدام الجلد الطبيعي والمخمل والخشب في تصميمها وهي بأشكال هندسية تستحق التنويه، وتستخدم في الحمامات منتجات «أفيدا» وتتمتع معظم الحمامات بدوش «الأمطار الموسمية» ضخم من حيث الحجم وتفاصيل أخرى مميزة.

يشار إلى أن غاي عمل إلى جانب شركة «فريديريك جيبير» لتصميم الديكور وجاءت النتيجة مثالية خاصة أن الشركة المذكورة عالمية وغاي نفسه عالمي وتأثر بالأماكن التي عاش فيها فهو ولد في بريطانيا وعاش ما بين فرنسا واسبانيا واستقر بعدها في سنغافورة وهذا المزيج الجغرافي واضح من خلال جميع تصميماته. الفندق صغير ولكنه مميز، فهو عنوان مناسب للنزلاء الباحثين عن الخصوصية التامة، ويشكل إقامة مثالية لرحلات العمل الممزوجة مع قسط من الراحة، فموقع الفندق قريب جدا من معالم سياحية مهمة في لندن مثل متحف «مدام توسو» و«البلانيتاريوم»، ومنطقة كوفنت غاردن ومتحف المواصلات، كما يقع على مسافة قريبة جدا من محلات «سلفريدجز» وشارع «بوند ستريت».

ويقول هايدن فينتوم المدير التنفيذي في مجموعة «بيسبوك هوتيل غروب» التي تقف وراء إدارة المشروع أن توقيت افتتاح الفندق قد يثير التساؤلات خاصة أن الأزمة المالية ما زالت تلقي بظلها الثقيل على العالم، إلا أن فندق «عشرة مانشستر ستريت» هو عنوان جديد من نوعه وفريد ولن يتأثر بالأزمة، لأنه مميز ويقدم للنازلين ما لا تقدمه فنادق أخرى من فئته وتصنيفه. وأضاف فينتوم أن مجموعة «بيسبوك» تضم تحت لوائها نخبة من عناوين الإقامة المميزة حول العالم، وهذا الفندق يتمتع بكل الصفات التي تمنحه الفرصة للانضمام إلى قافلة التميز والتفرد.

ويقول ويل أوكلي المدير العام للفندق لـ«الشرق الأوسط» إن الفندق يسعى لتقديم الأفضل لذا تمت الاستعانة بأسماء كبرى في مجال التصميم والأكل والخدمة، وفكرة «السيجار لاونج» فريدة، فهناك فنادق في لندن لا يتعدى عددها أصابع اليد، تقدم هذه الخدمة ولكن يتم فيها التركيز على التدخين وليس على الأكل والجلسة، وهذا ما أردنا خلقه في الفندق، فأمام الضيف خيار الجلوس في الداخل أو الخارج وتناول نوعية الطعام نفسها في أجواء من الموسيقى الهادئة. فإلى جانب الديكور والخصوصية التامة التي يتمتع بها الفندق، تجدر الإشارة إلى الخدمة الجيدة وصفات حسن الضيافة التي يتمتع بها فريق العمل، فإذا اخترت الجلوس في الشرفة الخارجية سوف تفاجأ بنوعية الخدمة العالية، وإذا كنت من محبي تدخين السيجار فسوف تجد أخصائيا في عالم السيجار يتنقل بين الطاولات يسألك عما إذا كنت بحاجة لتقطع سيجارك أو إشعاله كما يمكنه إعطاءك النصائح لشراء أفضل نوع من السيجار، وإذا كنت من غير المدخنين (وزارات الصحة تحذر من مضار التدخين لأن الدخان مضر للصحة) يبقى الجلوس في الشرفة الخارجية مغامرة جميلة لا يمكنك خوضها في أماكن أخرى.

للإقامة، تبدأ الأسعار من 169 جنيها إسترلينيا، أما بالنسبة للطعام فتبلغ التكلفة نحو 30 جنيها استرلينيا للشخص الواحد، وأسعار السيجار تختلف بحسب النوعية والصنف.

أقرب محطة قطار إلى الفندق «محطة بوند ستريت أو محطة بايكر ستريت».

للمزيد من المعلومات يمكنك زيارة الموقع التالي: www.tenmanchesterstreethotel.com