عاصمة السياحة المغربية تتجاوز آثار الأزمة.. وتأمل أن تصبح أول وجهة سياحية خارج أوروبا

مراكش امتصت الانكماش والركود وتبحث عن سياح الغولف

ألبير الثاني، أمير موناكو، يضع حجر الأساس في مراكش لبناء مركب سياحي وسكني فاخر (تصوير: لحسن باخاشو)
TT

وضع ألبير الثاني، أمير موناكو، حجر الأساس لبناء مجمع سياحي وسكني فاخر، بمدينة مراكش المغربية، أطلق عليه «جوهر أوطيل آند ريزيدونس»، بتكلفة تصل إلى 94 مليون يورو.

وسينجز هذا المشروع السياحي، الذي ينتظر أن يفتتح عام 2011، من طرف الشركة العقارية «آيريوم أطلس مناجمنت»، فيما ستشرف على تسييره مجموعة «مونتي كارلو»، التابعة لشركة «لو بان دو مير لو موناكو».

ويمتد المشروع، الذي يقع في حدائق المنارة، على بعد دقائق من مطار «مراكش المنارة» وساحة جامع الفنا الشهيرة، على مساحة 15 هكتارا، بحيث يشتمل على 25 فيلا، وفندقا 5 نجوم، يضم 93 جناحا و108 غرف، فضلا عن مطعمين ومسابح ومتاجر وملعبين للتنس وفضاء رياضي ومكتبة وقاعة سينما، بسعة 100 مقعد، ووسائل راحة وترفيه أخرى.

ويأتي وضع حجر الأساس لبناء هذا المجمع السياحي والسكني الفاخر، في سياق تواصل الاستثمار في القطاع السياحي بالمدينة، بانطلاق أشغال بناء مجمعات سياحية أو تدشين أخرى، على الرغم من المخاوف من الركود أو الانكماش السياحي بالمدينة، بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية.

ويقول بعض المتابعين للقطاع السياحي في مراكش إن قدرة عاصمة السياحة المغربية على تجاوز صدمة الأزمة الاقتصادية العالمية كبيرة، وذلك مع تزايد حجم الاستثمار في المشاريع السياحية، حيث عرفت هذه السنة إضافة 12 وحدة فندقية فاخرة جديدة، الشيء الذي يعني أن الأزمة، حتى وإن ضربت القطاع، فإنها لن تصل، في حدتها، إلى ما عاشته المدينة من أزمات سابقة، استطاعت أن تخرج منها أكثر عافية ونشاطا.

وفي هذا السياق، يتذكر المتابعون للقطاع السياحي سلسلة من الأزمات السياحية التي ضربت المدينة، ومن ذلك حديثهم عن الأزمة الأولى، عام 1991، والتي نجمت عن تداعيات حرب الخليج الثانية، وهي الأزمة التي دامت ستة أشهر، وكانت الأصعب في تاريخ المدينة السياحي، اضطر معها أصحاب الفنادق والمطاعم إلى تسريح العاملين أو بيع ممتلكاتهم، أما الأزمة الثانية فهي تلك التي ارتبطت بأحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001، ودامت ستة أشهر، فيما الأزمة الثالثة، هي المرتبطة بأحداث 16 مايو (أيار) 2003، الإرهابية التي عاشتها مدينة الدار البيضاء، ودامت 3 أشهر.

وقال عبد الرحيم بن الطبيب، المدير العام للمجلس الإقليمي للسياحة بمراكش، لـ«الشرق الأوسط»، إن «معظم المشاريع التي أطلقت قبل الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية، حققت نتائج إيجابية جدا، رغم كل ما رافق الأزمة، من مخاوف أو تداعيات».

وأكد ابن الطبيب أن «الهدف هو مضاعفة الطاقة الاستيعابية الخاصة ببنيات الاستقبال بالمدينة، بالمرور من 44 ألف سرير، حاليا، إلى 80 ألف سرير، في حدود 2012»، مشيرا إلى أن «الوحدات الفندقية المفترض إنشاؤها خلال هذه السنة، هي فنادق من 5 نجوم أو أكثر، معظمها تابع لمجموعات فندقية عالمية، دون أن ننسى قرب افتتاح المركب الترفيهي والتسويقي (المزار)، الذي تقف وراءه استثمارات خليجية».

ويقول ابن الطبيب إن «حجم الاستثمارات السياحية فرض وضع برنامج عمل يمتد على مدى ثلاث سنوات، بقيمة 150 مليون درهم، للترويج والتسويق لوجهة مراكش، عبر العالم».

وقال ابن الطبيب «إن الهدف، من كل هذه الاستثمارات، هو أن نجعل من مراكش أول وجهة سياحية على مستوى القارة الأفريقية، وأول وجهة سياحية للأوروبيين خارج القارة الأوروبية، وأول وجهة لعشاق رياضة الغولف، بالوصول إلى 30 ملعبا لهذه الرياضة، مع الإشارة إلى أنه توجد بمراكش، حاليا، خمسة ملاعب غولف، ستصل إلى عشرة عام 2012، فيما توجد 20 ملعبا قيد الترخيص بإنجازها».

وتشير الإحصائيات الخاصة بأعداد السياح الوافدين إلى مراكش إلى أن الفرنسيين يحتلون المرتبة الأولى، يليهم الإنجليز والإسبان والألمان والإيطاليون والهولنديون والأميركيون والعرب، فضلا عن المغاربة المقيمين في الخارج.

وتتميز مراكش بأنها تقع على مسافة ساعة ونصف الساعة طيران من مدريد، وثلاث ساعات طيران من لندن، وساعتين ونصف الساعة من باريس، فضلا عن التنوع الذي تقدمه على مستوى الطقس والموقع الجغرافي، حيث توفر المرتفعات لمزاولة الرياضات الشتوية، من قبيل محطة أوكايمدن، والشواطئ، عبر مدينة الصويرة القريبة، فيما تتكفل ساحاتها وأسواقها ومآثرها بعرض سحرها الحضاري ومميزاتها الثقافية، علاوة على أن المدينة الحمراء تقبل بالجميع وتقدم سحرها للجميع، سواء من اختار تناول وجبة بمطاعم ساحة «جامع الفنا» الشعبية بمقابل عشرين درهما ما يساوي دولارين ونصف الدولار، أو قصد أرقى المطاعم والفنادق ليتناول وجبة عشاء، يمكن أن تتراوح بين 2000 أو 3000 درهم (250 و350 دولارا)، أو أكثر.