جولة سياحية في مواقع التصوير السينمائي بالعاصمة الألمانية

السينما في خدمة السياحة

تتسم برلين بالمواقع التي يختارها مخرجو الأفلام للتصوير فيها
TT

تشتهر بعض المدن بمعالمها المهمة التي تستقطب كبار المخرجين لتصوير مشاهد أفلامهم فيها، ومن المدن الأوروبية التي تظهر كثيرا في أشهر الأفلام الهوليوودية، لندن وباريس، كما أن مدينة ورزارات المغربية تعتبر من أهم وجهات المخرجين العالميين نسبة لجغرافيتها ومناخها ومعالمها، وسهولة التصوير فيها ووجود عناصر طبيعية مختلفة.

ومن بين المدن الأوروبية التي تجذب المخرجين أيضا، العاصمة الألمانية برلين، إذ إنه في بعض الأوقات تتوقف حركة المرور في شوارع بكاملها في المدينة لتصوير أحد الأفلام السينمائية، وفي ذلك الحين تلمع الأضواء اللازمة لعمل آلات التصوير لتنير سماء الليل، وتغطي كتلة متشابكة من الكابلات الممرات الجانبية.

ويتم كل عام تصوير أكثر من مائة فيلم أو على الأقل بعض المناظر من الأفلام السينمائية في مواقع بالعاصمة الألمانية، ومن أشهر الأفلام التي صورت أخيرا فيلم ضخم من إنتاج هوليوود بعنوان «أوغاد غير شرفاء» بطولة براد بيت.

وهذا التطور فتح معلم جذب جديدا للسياح الذين يزورون برلين، حيث يتم تنظيم جولة لهم لمشاهدة المواقع التي تم تصوير الأفلام الشهيرة فيها وتعقب خطوات نجوم السينما.

وكان أول فيلم دولي كبير وشهير، والذي سلط الأضواء مرة أخرى على برلين خلال السنوات الأخيرة كمواقع لتصوير الأفلام العالمية، هو فيلم «حول العالم في ثمانين يوما» بطولة جاكي شان، وفي المناظر الأولى من هذا الفيلم تم استخدام ميدان جيندار مينماركت الذي يتمتع بمباني ذات طراز معماري فريد ويقع في قلب الجزء الشرقي من برلين كديكور لمناظر تصور لندن بالفيلم في زمن القرن التاسع عشر.

وحدث عدة مرات أن تم تحويل برلين عند تصوير الأفلام إلى مدينة أخرى، وعلى سبيل المثال عندما قام الممثل الشهير مات ديمون بتصوير فيلميه اللذين يندرجان في قائمة أفلام الإثارة وهما «هوية بورن» و«إنذار بورن» كان من المفترض أن يقوم بمطاردة بالسيارة في شوارع موسكو، غير أن الأحداث صورت داخل نفق مروري يقع تحت متنزه تايرغارتن ببرلين.

وبعد ذلك استخدم الممثل توم تيكوير في فيلمه «الدولي» مركز سوني المتلألئ بالأضواء بميدان بوتسدامر ببرلين لتصوير مبنى بنك من المفترض أن يقع في العاصمة البلجيكية بروكسل.

غير أنه كثيرا ما يتم السماح لبرلين أن تبدو كهيئتها كمدينة ألمانية في الأفلام السينمائية التي يجري تصويرها في شوارعها، ففي فيلم «اجري يا لولا اجري» لم تقم بطلته الممثلة فرانكا بوتينتا بقيادة سيارتها بسرعة مذهلة في شوارع العاصمة الألمانية فحسب ولكنها أيضا من خلال هذا الفيلم دعمت حياتها المهنية كممثلة عالمية.

وبينما كان العديد من اللقطات التي صورت بشوارع برلين في هذا الفيلم سريعة للغاية عند عرضها لدرجة أنها يمكن أن يكون من الصعب على المشاهد أن يتتبعها، فإن الزوار الذين يتجهون إلى ميدان بيبلابلاتز يمكنهم أن يحصلوا على صورة أفضل لما حدث عندما قامت الممثلة فرانكا بوتينتا ذات الشعر الأحمر والتي مثلت دور لولا في الفيلم بقيادة سيارتها بسرعة فائقة في اتجاه أحد البنوك لسرقة مبالغ ضخمة من النقود لكي تنقذ صديقها ماني، غير أن المبنى الذي كان يحمل في الفيلم لافتة فوق مدخله باسم «بنك التحويلات الألماني» لم يكن في الواقع سوى فندق روما وهو أحد الفنادق الفاخرة في برلين.

وإذا تقدمنا خطوات باتجاه ميدان ألكسندربلاتز نعلم أن المخرج السينمائي داني ليفي والممثل الكوميدي هيلغه شنايدر أثارا مشاعر الصدمة لدى الكثير من السياح في ربيع عام 2006 عندما تم وضع أعلام ضخمة مزينة بالصليب المعقوف بمتنزه لوستغارتن أثناء تصوير المناظر الأخيرة لفيلم «زعيمي» وهو كوميديا حول الديكتاتور النازي أدولف هتلر. وأثار نجم هوليوود توم كروز أيضا ضجة كبرى والكثير من الجدل عند تصويره فيلم «فالكيري» الذي يحكي أسرار المؤامرة التي دبرت لاغتيال هتلر بقيادة الكولونيل بالجيش الألماني كلاوس شينكغراف فون شتافونبرغ، ووسط الجدل تم السماح للمخرج بريان سينغر بتصوير عدد من المناظر الرئيسية في موقع أصبح اليوم مقرا لوزارة المالية الفيدرالية والذي كان أيام حكم النازي مقرا لوزارة الطيران للرايخ.

ومن بين الأفلام الحديثة حول تاريخ الشطر الشرقي السابق من برلين فيلم «وداعا لينين» الذي حصل على قبول واسع وتم تصويره بالقرب من شارع كارل ماركس، وفيلم «حياة الآخرين» الذي حصل على جائزة الأوسكار وتم تصويره في شارع ويدكيندشتراسه ببرلين.

كل هذه الأفلام وغيرها تتيحها جولة «فيديو الباص» لمشاهدة مواقع تصوير الأفلام في برلين حيث تعرض على شاشة داخل الباص مناظر كل فيلم.