ورش عمل لتهيئة أبو ظبي لاستقبال أكبر سباق للقوارب الشراعية

لتفعيل موقعها كواحدة من أهم المدن العالمية على الخارطة السياحية

مرسى فندق قصر الإمارات سيكون واحدا من المواقع التي يتوقع أن تستضيف فيه الإمارة «سباق فولفو للمحيطات»
TT

تتجه العاصمة الإماراتية أبوظبي لتسجيل حضورها كواحدة من أهم الوجهات العالمية للسياحة، وذلك من خلال المزايا التي تتمتع بها المدينة من سواحل وبنية تحتية وعمليات التطوير العقاري، مما حول «أبوظبي» إلى ورشة عمل على مدار 24 ساعة.

في الوقت نفسه تعمل هيئة أبوظبي للسياحة على استقطاب مختلف الفعاليات لتحقيق الرؤية التي تتمثل في أن تكون أبوظبي واحدة من أهم المدن السياحية في العالم، والتي كان آخرها استضافتها «سباق فولفو للمحيطات» 2011 و2012 كإحدى الوجهات الدولية للسباق.

ولتعزيز وتنمية ذلك الحضور أعلنت الهيئة عن مشاركة فريق يمثل أبوظبي في دورة السباق، الذي ستنطلق جولته الأولى من مدينة أليكانتي الإسبانية خريف العام المقبل. وترغب هيئة أبوظبي للسياحة - بحسب المسؤولين فيها - في تفعيل رياضة بحرية تعتبر شكلا من إشكال التراث، وتعمل على جذب اهتمام الشباب الإماراتي والخليجي بشكل خاص، والسياح العالميين بشكل عام، الذين عادة ما يرافقون الفرق والسباق في مختلف محطاته حول العالم.

وأشار الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس «هيئة أبوظبي للسياحة» في وقت سابق إلى أن هذا الحدث العالمي يسلط الضوء على ما تتمتع به أبوظبي من بنية تحتية ملاحية راقية، ويساهم كذلك في تعريف العالم بالمقومات التي تمتلكها الإمارة في مجال السياحة البحرية.

وأضاف: «سيمنحنا (سباق فولفو للمحيطات) فرصة لتقديم معالمنا البحرية لأبرز المعنيين وجمهور سباقات اليخوت الدولية»، مشيرا إلى أن التغطية الإعلامية الموسعة لفعاليات السباق ستنقل رسالة أبوظبي إلى العالم في بطولة دولية جديدة تضاف إلى برنامج الإمارة الحافل.

وبيّن مبارك المهيري مدير عام «هيئة أبوظبي للسياحة»، لـ«الشرق الأوسط»، أن تنظيم السباق يأتي لتعزيز أبوظبي كوجهة عالمية سياحية جديدة، وهو الأمر الذي يعمل عليه جهاز أبوظبي لجعل العاصمة الإماراتية واحدة من أهم مراكز السياحة من خلال تنظيم مثل هذه الفعاليات العريقة، التي تتوافق مع التقاليد القديمة لأهل الخليج.

وأضاف أن السباق سيتضمن مهرجانا متكاملا على مدى أسبوعين، وسيتضمن فعاليات مختلفة، محلية وعالمية، كذلك سيكون السباق فرصة لتعرف السياح على التراث الإماراتي والخليجي عبر مدينة أبوظبي، في الوقت الذي توقع أن يشهد السباق تسجيل 18 ألف متسابق وزائر ومهتم خلال فترة السباق.

وقال المهيري: «الحدث العالمي سيعود على المنطقة بعوائد اقتصادية واجتماعية وسياحية»، مشيرا أن «(سباق فولفو للمحيطات) يعتبر اختبارا حقيقيا لقدرة التحمل والكفاءة والخبرة، وهي مهارات تشكل أسلوب حياة بحد ذاته ينسجم مع القيم التقليدية»، وأضاف: «نثق بأن المجتمع المحلي في منطقة الخليج سيتابع نتائج الفرق خلال مراحل السباق، وسيحرص على الترحيب بها، وفقا لتقاليد الضيافة العربية».

وكان مبارك المهيري، مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة، عقد اتفاقية مع كنوت فروستاد، الرئيس التنفيذي لـ«سباق فولفو للمحيطات» مؤخرا لاستضافة السباق، الذي سيعمل على ترسيخ مكانة أبوظبي على خارطة سباقات اليخوت العالمية، بوصفها أول وجهة في منطقة الشرق الأوسط تحتضن هذا الحدث منذ إطلاقه عام 1973، ومن المقرر أن تستقبل أبوظبي فرق السباق خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2012.

وبحسب المهيري فإن المرسى الجديد، الجاري تشييده في فندق قصر الإمارات، سيكون محورا رئيسيا في برنامج استضافة السباق، وتوقع المهيري أن تحظى هذه المبادرة بدعم جميع إمارات الدولة ومنطقة الخليج بصفة عامة، التي سترحب جميعها بأسطول فرق «سباق فولفو للمحيطات» لدى وصوله إلى أبوظبي في ختام جولة السباق الثانية التي ستنطلق من كيب تاون، جنوب أفريقيا.

من جهته قال أحمد الحسين نائب المدير العام للعمليات السياحية إن الهيئة تعمل على بحث الفعاليات التي تساعد على ربط الخلفية الثقافية للإمارة مع ما تهدف إليه الفعاليات التي تميز الوصف العالمي، مشيرا إلى أن «سباق فولفو للمحيطات» يأتي استكمالا للمسيرة التي بدأت فيها الإمارة منذ 38 عاما، من خلال سباق محلي للقوارب الشراعية، وهو ما مكن الآن للانتقال إلى العالمية عبر «سباق فولفو». وأبان الحسين أن أبوظبي تحتوي على 200 جزيرة، وهو ما يحاول أن يتم ربطه من خلال الرياضات البحرية، مشيرا إلى أن القارب الذي سيشارك في السباق سيتم بناؤه محليا، الأمر الذي يدعم اقتصاد الإمارة من خلال دعم الهيئة للشركات المحلية لبناء القارب.

وزاد أن العمل على استضافة السباق سيكون بالتعاون مع مؤسسة الدولة الحكومية بالإضافة إلى شركات القطاع الخاص، مبينا أن البنية التحتية ستكون جاهزة قبل 18 شهر وقت استضافة أبوظبي لسباق المحيطات.

ولفت إلى أن القيمة المضافة التي يقدمها السباق تتمثل في قيمة اقتصادية من خلال الحركة السياحية، إضافة إلى الحركة التي سيحدثها السباق على المستوى الإقليمي والمحلي، من خلال المهرجانات التي ستصاحب السباق.ويعد «سباق فولفو للمحيطات» من أصعب التحديات البحرية في العالم، حيث يشارك في منافساته يخوت من طراز «فولفو أوبن 70» يوجهها ملاحون محترفون عبر العالم. يذكر أنه سيتم الإعلان لاحقا خلال الشهر الجاري عن قائمة المدن المضيفة للسباق بالكامل.