الطائرات الخاصة تعود لتحلق في عالم رجال الأعمال والأثرياء

إرهاصات بتعافٍ محدود لصناعة الطيران الخاص

اقبال شديد على السفر على متن الطائرات الخاصة رغم الازمة المالية العالمية
TT

على الرغم من أن شهر عسل صناعة الطيران الخاص قد انتهى هنا، فما زالت هناك بارقة أمل. وذلك حيث غامر بعض المسافرين بالعودة إلى الطيران الخاص، بعدما ألقت الأزمة الاقتصادية - بالإضافة إلى الاحتجاجات العامة ضد تلك الحفنة من الأثرياء وطيران الشركات - بظلالها على صناعة الطيران بأسرها منذ عام 2008.

وهناك إرهاصات لحدوث تعافٍ وإن كان محدودا. ففي يناير (كانون الثاني) الماضي، ارتفع معدل رحلات الطيران الخاصة بنسبة 5.3% عن يناير 2009، وفقا لما ذكرته شركة الأبحاث «أرغوس».

ومن جهته، يقول فريد ريد رئيس شركة «فليكسجيت» (الشركة التي تمتلكها «بومبارديير» التي تبيع كسور الأسهم في الطيران، بالإضافة إلى رحلات الطيران العارض، وما يطلق عليه بطاقات الطيران التي يتم من خلالها شراء مدة طيران قد تصل إلى 25 ساعة من الطيران) إن شركات الطيران الخاص شهدت منذ أواخر العام الماضي، تحسنا ضئيلا في معدلات الطلب». ولكن ديناميكيات السوق كانت تتغير، حيث ما زالت الشركات الكبرى التي تخضع لإدارة الدولة حذرة تجاه رحلات الطيران الخاصة حتى إذا كان للقيام برحلات لنقل التنفيذيين أو الفنيين إلى أماكن لا تغطيها خطوط الطيران التجارية في رحلات يعد التوقيت هو العامل الأساسي فيها - مبرر اقتصادي واضح.

وفي عامَي 2008 و2009، وفي الوقت الذي كان الاقتصاد يعاني فيه من عثرته، باعت بعض الشركات الكبرى أساطيلها أو قلصتها. وفي الكثير من الحالات، لجأت تلك الشركات إلى ملكية كسور أسهم الطيران الأرخص والأقل فخامة أو اختاروا أن يحجزوا رحلات الطيران العارض أو كليهما معا. فيما تخلى البعض عن طيران الخاص ككل، وهو ما أسفر عن زيادة المعروض من الطائرات الحديثة بأسعار أقل من أسعار الطائرات المستخدمة خلال العام الماضي. ومن جهة أخرى، يقول المسؤولون في الصناعة إن ذلك الفائض بدأ يتقلص وإن أسعار تلك الطائرات المستعملة ما زالت منخفضة رغم أنها عادت للارتفاع.

ولكن لم تشهد معدلات بيع الطائرات الجديدة حتى الآن تعافيا حيث ما زالت سوق الائتمان تواجه صعوبات وما زالت الشركات تعمل على الحد من ساعات الطيران بصفة عامة، وفقا للبيانات التي أصدرتها الأسبوع الماضي رابطة شركات الطيران العامة. وكانت تلك الصناعة التي تهيمن عليها دائما الشركات والتكنولوجيا الأميركية قد سرحت عشرات الآلاف من العاملين منذ عام 2008، بالإضافة إلى أنها لم تشر إلى أنها سوف تقوم بتعيين أي أحد خلال الفترة المقبلة.

وكان العام الماضي سيئا على نحو خاص خصوصا بعد خمسة أعوام من النمو القياسي. وبالتالي فإنه على الرغم من أن الصناعة شهدت تعافيا محدودا في النصف الثاني من العام، فإن شحن الطائرات الخاصة ما زال أقل من 33.7% مقارنة بعام 2008 وصولا إلى إجمالي 870. وكان شحن الطائرات التوربينية، وهي الطائرات الفاخرة التي تزايد استخدامها في طيران الشركات، قد انخفض بنسبة 17.6% وصولا إلى 441، وفقا لما قالته المجموعة.

وخلال العام الحالي «تزايدت ساعات السفر» ومعدلات عقد صفقات جديدة، وفقا لما قاله روبرت ويلسون رئيس المجموعة التجارية في تصريح مختصر خلال الأسبوع الماضي. فخلال العام الماضي، انخفض الطلب على أنواع الطائرات كافة بنسبة 21.4% حتى وصل إلى 19.5 مليار دولار. وكانت شركة «فلكسجيت» وغيرها قد حققت بعض المكاسب من خلال التركيز على طرح نموذج مرن للملكية في مقابل الملكية المطلقة للطائرات أو لأساطيل الطيران. وفي الوقت نفسه، يعد التراجع المستمر لنظام الطيران التجاري ميزة تسويقية كبرى. وكما يعرف أي مسافر بالطيران الخاص، فإنه من الصعب، كما أنه مضيعة للوقت أن تحاول الوصول إلى الأسواق الصغيرة ومتوسطة الحجم خصوصا في ظل جداول وسعة الطيران التي تم تقليصها، بالإضافة إلى ارتفاع أجور الطيران والتأخيرات التي تحدث لأسباب أمنية.

ومن جهته، يقول ريد: «لقد أصبح على الناس - أيا كانت أسبابهم - اللجوء إلى الطيران التجاري. وبالنسبة إلى الناس الذين لم يفعلوا ذلك منذ مدة، فإنهم تذكروا مرة أخرى مدى عدم فعاليته».

وبناء على الدراسات التي تشير إلى أن نحو ثمانٍ من كل عشر طائرات خاصة تطير بأربعة مسافرين فقط أو أقل، وأن نحو 90% من هذه الرحلات تستمر لمدة ثلاث ساعات أو أقل، بدأت شركة «جيتسوت» الناشئة خلال الخريف الماضي تقديم رحلات طيران على مدار اليوم أو الساعة. وأصبح لدى شركة جيتسوت حاليا سبع طائرات «فينوم 100» وهي الطائرات الخفيفة التي أنتجتها شركة «إمبراير»، وترتكز عمليات شركة «جيتسوت» أساسا على كاليفورنيا وبعض المناطق الغربية.

وفي الماضي، كانت الشركات تشتري الطائرات الخاصة الكبرى لحاجتها إلى إجراء رحلات طويلة إلى الخارج، وفقا لأليسك ويلكوكس الرئيس التنفيذي لـ«جيتسوت». وأضاف ويلكوكس: «لقد كان الأمر يتعلق دائما بالتباهي، فَمن الذي لديه حق استخدام الطائرات كبيرة الحجم؟»، حتى إن كانت تلك الطائرة ليست فاعلة بما يكفي لتلبية احتياجات الشركات.

* خدمة «نيويورك تايمز»