متحف الأجراس في إنسبروك النمساوية فرصة للتعرف إلى واحدة من أقدم المهن

قصتها طويلة بدأت في النمسا منذ عام 1599

صناعة الاجراس من اقدم الصناعات في المدينة
TT

بدأ بارتلمه غراسماير رواية «الأوديسة»، التي كتبها في القرن السادس عشر، بجملة «سولي ديو جلوريا»، التي تعني (المجد للرب وحده).

وعندما عاد الكاتب في النهاية من رحلاته إلى بلدة أويتسال النمساوية في عام 1599، صنع أول أجراسه ليبدأ بذلك صناعته الجديدة الخاصة بصب الأجراس.

ولا تزال شركة «غراسماير بيل فاوندري» لسبك الأجراس تعمل حتى يومنا هذا، رغم نقل مقرها إلى مدينة إنسبورك النمساوية في عام 1836. وأنتجت الشركة منذ إنشائها ما يربو على ستة آلاف جرس، مما يجعلها أحد أبرز مسابك الأجراس في العالم.

ويمكن للسائحين المهتمين بمعرفة المزيد من المعلومات حول هذه التجارة مشاهدة الحرفيين المهرة في مقر عملهم، وزيارة متحف الأجراس.

ويمكن سماع صوت رنين أجراس غراسماير في ما يقرب من مائة دولة، بينها واحد في صحراء سيناء صُنع ليرمز إلى السلام بين اليهود والمسيحيين والمسلمين.

وتعلن الشركة في فخر أن صناعتها للأجراس تهدف إلى «إسعاد البشر».

ويستغرق إنتاج أي من أجراس غراسماير في المصنع شهرا على الأقل، ويتم تزيين الجرس بتاج معقد الشكل في أعلاه. وقال بيتر غراسماير، أحد المدراء بالشركة، إن «منتجاتنا وعلامتنا التجارية تنفرد بهذا التاج الذي يزين الجرس».

ويعمل بيتر غراسماير (43 عاما) على إيجاد النغمة المثالية للأجراس، ويتولى مسؤولية تصنيع الكثير من الأجراس الضخمة التي تزن آلاف الكيلوغرامات.

ويحرص بيتر غراسماير على الوصول إلى النغمة الدقيقة للجرس، ومن ثم يمكن لمجموعة من الأجراس أن تصدر نغمات متنوعة مثل مقطوعة «تشوبستيكس» أو مقطوعة «اين كلاين ناختموزيك» لموتسارت أو «أود تو غوي» لبيتهوفن.

ويكشف بيتر غراسماير، أيضا، عن أن أسرته تبنت لنفسها هدفا محددا، قائلا: «نعمل بصورة يومية من أجل إنتاج أجراس تصدر أصوات آلات ستراديفاري الموسيقية (وهي أشهر الأسر التي عملت في صناعة الكمان)، ونأمل في أن ننجح ذات يوم».

ويمكن لزائري إنسبورك المشاركة في رحلة بمصاحبة مرشد سياحي إلى شركة «غراسماير بيل فاوندري» ليشاهدوا كيفية صنع الأجراس، بينما يمكنهم في المتحف، الذي افتتح عام 1993، مشاهدة تجويف ضخم يتم فيه صب الأجراس التي يصل وزنها إلى 37 طنا باستخدام قالب طين تم تجهيزه مسبقا.

ويقول بيتر غراسماير: «إن عملاءنا هم الوحيدون الذين يتم إبلاغهم بموعد صب الأجراس. ورغم ذلك، إذا جاء أحد الزوار وقت حدوث ذلك، فله بالطبع الحرية في المشاركة». وثمة فيلم يظهر للزائرين عملية الإنتاج بالكامل، في حين يمكنهم في ما يعرف باسم «غرفة الصوت» قرع الأجراس والاستماع إلى النغمات المختلفة والشعور بالاهتزازات الناجمة عن دق تلك الأجراس، التي لا يمكن تصورها.

وتقول إليزابيث غراسماير، المديرة البارزة بالشركة، إنه «من المهم بالنسبة إلينا أن نوضح أننا نتعامل مع قطعة حية من العمل الفني ونظهر لزوارنا من الشباب كيفية إنتاج الأجراس، وطبيعة عملها بطريقة بارعة وتعليمية».

وبالطبع، تعرض الأجراس وأنواع المنتجات كافة في متجر المتحف، بما في ذلك الأجراس التي تعلق في رقاب الأبقار.