الإسكندرية تحتفل باختيارها عاصمة السياحة العربية لعام 2010

زهير جرانة لـ «الشرق الأوسط»: اختيارها يرجع لتاريخها العريق المتنوع

TT

تشهد مدينة الإسكندرية المصرية الواقعة على ساحل البحر المتوسط، بداية من الشهر المقبل، احتفالات ومهرجانات، حيث يتوقع المسؤولون فيها أن يقصدها عدة ملايين من الزوار خلال الفترة من أبريل (نيسان) حتى نهاية العام، مرورا بشهور الصيف، وذلك بمناسبة اختيارها عاصمة للسياحة العربية لعام 2010.

وأعلن وزير السياحة المصري زهير جرانة أن اختيار المدينة يرجع إلى الدور الحيوي الذي تلعبه في خدمة السياحة العربية والعالمية على مدى سنوات طويلة، وكذا بسبب سلسة التطوير والتنمية الشاملة التي تشهدها الإسكندرية في الوقت الراهن. وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن اختيار المدينة يرجع لتاريخها العريق المتنوع.

واختار مؤتمر المجلس الوزاري العربي للسياحة، الذي انعقد العام الماضي في العاصمة اليمنية صنعاء، الإسكندرية عاصمة للسياحة العربية لهذا العام، من بين 12 مدينة عربية تقدمت لهذه المسابقة. وتأتي فكرة تخصيص مدينة عربية سنويا لتكون عاصمة للسياحة العربية من أجل تشجيع حركة السياحة البينية بين الدول العربية، مع إبراز الخصوصية والعادات والتقاليد المميزة لكل مدينة، وتسليط الضوء على القيمة السياحية لكل مدينة يتم اختيارها، والدور الذي تقوم به في دعم صناعة السياحة العربية من خلال التواصل مع الثقافات والحضارات الأخرى.

وصرح الوزير جرانة قائلا إن اختيار المشاركين في المؤتمر الوزاري العربي للسياحة لمدينة الإسكندرية لتكون عاصمة للسياحة العربية لعام 2010 يرجع إلى تاريخ المدينة العريق، حيث تعد واحدة من أقدم وأعرق المدن العربية التي امتزجت بها الكثير من الحضارات كاليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية، مما جعلها تزخر وتنفرد بالكثير من المواقع الأثرية والثقافية الفريدة والمتميزة، مثل عامود السواري ومقابر كوم الشقافة الأثرية وقلعة قايتباي والمسرح الروماني والمتحف اليوناني الروماني ومتحف المجوهرات الملكية، فضلا عن المواقع الدينية مثل مسجد المرسي أبو العباس وكنيسة سان مارك.

وشارك الوزير مع مسؤولين محليين وعرب في مؤتمر صحافي عقد الأسبوع الماضي للإعلان عن بدء فعاليات الاحتفال باختيار الإسكندرية عاصمة للسياحة العربية، وذلك بحضور كل من محافظ الإسكندرية، عادل لبيب، ورئيس المنظمة العربية للسياحة الدكتور بندر بن فهد آل فهيد، والأمين العام لمنظمة السياحة العالمية الدكتور طالب الرفاعي.

وقال جرانة إن هذا الاختيار يرجع أيضا لمميزات أخرى تنفرد بها المدينة، منها المناخ المعتدل صيفا وشتاء، فضلا عن شواطئها الممتدة على ساحل البحر المتوسط، إلى جانب احتضان المدينة لعدد من أهم الصروح الثقافية في العالم والمتمثلة في مكتبة الإسكندرية التي تضم مجموعة من المخطوطات النادرة وأمهات الكتب في جميع المجالات والعلوم، إضافة إلى مختلف الأنماط السياحية التي تقدمها المدينة للسائح من سياحة ثقافية وترفيهية وسياحة مؤتمرات ومهرجانات ومعارض وسياحة اليخوت البحرية، وغيرها.

ومن جانبه، قال المحافظ لبيب إن انطلاق فعليات الاحتفال بمدينة الإسكندرية عاصمة للسياحة العربية يبدأ من شهر أبريل 2010 وحتى نهاية العام، بالاشتراك مع هيئة تنشيط السياحة ونخبة من رجال الأعمال.

وأضاف أن ذلك يأتي من خلال تنظيم الكثير من المهرجانات والأحداث الثقافية والفنية والسياحية والرياضية على مدار العام، بالاشتراك مع مختلف السفارات العربية والأجنبية ومكتبة الإسكندرية ومختلف المؤسسات الثقافية والفنية المصرية، مشيرا إلى إجراءات لتطوير البنية التحتية وتسليم عملية نظافة المدينة إلى شركات عالمية متخصصة، وتشكيل لجنة للبدء بتطوير مطاري برج العرب والنزهة.

وقال المحافظ إن من أهم الإنجازات تشييد قرية عربية على مساحة 31 فدانا بالإسكندرية، حيث سيكون لكل دولة عربية مكان مخصص تعرض فيه ثقافاتها المختلفة من مطاعم وآثار وملابس وطنية.

ومن جانبه، أوضح رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية، عمرو العزبي، أن الهيئة تقوم حاليا، استعدادا لهذا الحدث المهم، بإعداد دليل خاص عن مدينة الإسكندرية سيتم إصداره قريبا باللغتين العربية والإنجليزية، وتوزيعه على مختلف السفارات العربية والأجنبية والمطارات المصرية وشركات السياحة وغيرها، وكذلك إطلاق موقع إلكتروني خاص للمدينة يتم الإعلان من خلاله عن جميع فعاليات الاحتفاليات وتوقيتاتها.

وقال رئيس المنظمة العربية للسياحة الدكتور بندر بن فهد آل فهيد، إن اختيار الإسكندرية كعاصمة للسياحة العربية لم يأت من فراغ، ولكن لتوافر المقومات الأساسية التي لمستها المنظمة فيها، وهذا ما جعل المنظمة ترى أنها جديرة بإقامة القرية العربية على أرضها والتي سيستغرق إنشاؤها ما لا يقل عن سنة، وسيتولى تصميمها المهندس السعودي الدكتور سامي العنقاوي ذو الشهرة العربية والعالمية باستلهام أفكاره من العمارة الإسلامية في قالب معماري حديث.

وقام رئيس المنظمة العربية للسياحة بافتتاح الدورة الرابعة لاجتماع الجمعية العمومية لمنظمة السياحة العربية، وقال إن عام 2003 كان بمثابة الخطوات الأولى لوضع اللوائح التنفيذية للمنظمة، ومن مدينة صنعاء اليمنية، وبدعم من الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، الأمين العام للهيئة العليا للسياحة السعودية.

وأضاف أن الاجتماع التنفيذي للجمعية، التي انطلقت أحداثها الفعلية عام 2006، ساهم في تنفيذ الكثير من القرارات المهمة والحيوية في دفع عجلة النمو والتطوير السياحي، كما أنها قامت بتوقيع 68 اتفاقية كان أهمها مع منظمة السياحة العالمية.

ومن جانبه، صرح الدكتور الرفاعي بأن عام 2009 كان الأسوأ في تاريخ السياحة منذ 50 عاما، حيث شهد العام الماضي خسائر غير مسبوقة، لكنه قال إنه مع بداية 2010 بدأت الأحوال في التحسن، خاصة في أول شهرين من هذه السنة، نتيجة لاهتمام الدول بالسياحة الداخلية بعد التركيز على السياحة العالمية، مما أدى إلى دفع العجلة السياحية نحو المكسب.