وزير السياحة يتوقع أن يكون صيف 2010 «أفضل موسم في تاريخ لبنان»

مهرجان بيت الدين عرس سنوي ينتظره ذواقو الفن كل عام

TT

زار لبنان في صيف 2009 ما يزيد على مليون و850 ألف سائح، وقد صنفت «نيويورك تايمز» بيروت حينها الوجهة الأولى عالميا للسياح، فضلا عن احتلالها المرتبة الأولى كالمدينة الأجمل للسهر والاحتفال. هذا كان في 2009، أما ما ينتظر قاصدي لبنان في 2010 فأكثر بكثير بحسب وزير السياحة فادي عبود الذي توقع في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن يصل عدد السياح هذا الصيف إلى مليونين ومائتين وخمسين ألفا، وأن يكون الموسم المقبل «الأفضل في تاريخ لبنان». متوجها للقادمين «أيها السائح.. ستأتي إلى لبنان هذا الصيف ضحكتك رطل، وستغادر وضحكتك رطلان!».

«أين تذهب في لبنان في صيف 2010»؟ شمالا، جنوبا بقاعا، وغربا تنتشر النشاطات والمهرجانات والاحتفالات الصيفية في مجمل المناطق اللبنانية، بحيث تستقبل كل منها الضيف المنتظر كل عام بحلة ومراسم مختلفة. فالقرى اللبنانية التي تسعى خلال أيام السنة للتمدن تعود في الصيف إلى عاداتها الموروثة وتقاليدها الخاصة لتستقبل ضيوفها بأصالة أهل «الضيع» وحماسهم لتقديم الأفضل والأجمل لقاصديهم. مهرجانات القرى اللبنانية تمتاز بالبساطة. فيرقص أبناء البلدة على ألحان الأغنيات «الفيروزية» يبدعون في «دبكتهم» ويقدمون لضيوفهم الأطباق اللبنانية المحبوبة من التبولة والفتوش إلى الحمص والكبة والفتة.

أما المهرجانات اللبنانية العالمية فتتوزع على مناطق لبنان الكبرى من بعلبك إلى بيت الدين فالبترون وصور وطبعا العاصمة بيروت. مهرجانات سنوية يتسابق القيمون عليها في ابتكار الجديد كل عام واستقدام أهم وأكبر الفرق والفنانين العالميين.

ومن مهرجان «بيت الدين» ننطلق.. إذ يحتفل بيوبيله الفضي ببرنامج حافل ومنوع ومليء بالمفاجآت افتتح في 25 يونيو (حزيران) بعدد من المقطوعات الكلاسيكية بقيادة المايسترو الدكتور وليد غلمية، بينها افتتاحية «أبو حسن» للنمساوي فيبير. كما أعدت وهبة قواس عملين خاصين للمناسبة. في 29 يونيو كان هناك موعد مع فيكتوريا شابلن «ابنة شارلي شابلن» بالاشتراك مع جان باتيست تيري. وفي 3 يوليو (تموز) هناك حفل خاص لفرقة «بينك مارتيني» الأميركية مع المغنية شاينا فروبز وعازف البيانو توماس لاودردي، على أن يليه في 7/8/2010 لقاء مع فرقة «إل ديفو» وموسيقى البوب الأوبرالية. فلقاء مع المطرب العربي الذي درج عليه المهرجان ويقدمه هذا العام الفنان المغربي عبده شريف تحية لعبد الحليم حافظ في 10 يوليو. أما في الرابع عشر من الشهر نفسه فهناك لقاء مع المغني الألماني راب ماكس، حيث يقدم أبرز أغاني العشرينات والثلاثينات من القرن الـ20 بمرافقة أوركسترا بالاست.

مفاجأة المهرجان ستكون في 17/7/2010، إذ يعود زياد الرحباني تحت عنوان «DAKT»، ليليه في 21 و22 يوليو موعد مع الرقص المسرحي وعرض لباليه بريليو تشاي، مع قصة «بياض الثلج» التي سيؤديها 26 راقصا. فالمسرحية الموسيقية «زورو»، في 27 من الشهر نفسه يؤديها سبعون فنانا.

وفي 31 يوليو يوجه المهرجان تحية لشوبان في الذكرى المائتين لولادته مع بارتلومياي كومينيك ترافقه فرقة «كراكوف». وفي الثاني من شهر أغسطس (آب) سيكون هناك لقاء منتظر مع مغنية الجاز ديانا كرال حائزة جائزة «غرامي». ليختتم «بيت الدين» في السادس من أغسطس بحفل مع المغني الإيراني الشهير رضا شجريان، الذي يعتبر أحد أكبر أساتذة الموسيقى الفارسية التقليدية.

ووصفت رئيسة مهرجانات بيت الدين نورا جنبلاط مهرجان بيت الدين لـ«الشرق الأوسط» بأنه «فعل إيمان بدور لبنان الثقافي والحضاري. فهو انطلق في منتصف الحرب اللبنانية في عام 1985، وتطور ليصبح عالميا بعد مرور 25 عاما». وقالت جنبلاط «نحاول أن نقدم ما هو جديد اللبنانيين والعرب، وأن نأتي بالعروض الأجنبية للذين لا يستطيعون السفر لمشاهدتها في الخارج. كما أن أسعارنا في متناول الجميع إذ تبدأ من عتبة الـ20$». وشددت جنبلاط على أن مفاجأة اللجنة المنظمة هذا العام في المهرجان «الظاهرة زياد الرحباني. فمنذ زمن كنا نتمنى مشاركته معنا، وها هي بطاقات الحفل الذي سيحييه نفدت تقريبا».

ومن الشوف إلى البقاع وبالتحديد إلى مدينة الشمس بعلبك حيث انطلق مهرجانها السنوي المضغوط في 24 يونيو لينتهي في 7 أغسطس في مسعى للمنظمين ألا يتزامن مع شهر رمضان المبارك.

ميكا استقطب الشباب إلى مدينة الشمس في 24 يونيو، بعد تجربة ناجحة في وسط بيروت عام 2008. ويتبعه موعد مهم مع الجاز الأميركي الأسود في 9 يوليو خماسي المغني كيفين ماهوغاني الذي يقدم تحية إلى كولتراين، ثم فرقة الـ«ساكسوفون تينور» أودين بوب. أوركسترا «كراكوفيا السمفونية» ستحيي المئوية الثانية لشوبان، بقيادة المايسترو كريستوف بنديركي في 17 يوليو. ومن سان بطرسبرغ، تأتي «آنا كارنينا» بطلة تولستوي الملعونة، عبر باليه تشايكوفسكي الشهير، في تصور كوريغرافي حديث (بالغ المهارة التقنية حسب النماذج التي عُرضت) من توقيع الروسي بوريس ايفمان في 24 منه.

وتعود بنا «بعلبك» إلى الشرق، مع أمسية لعازف العود العراقي نصير شمة، يرافقه ثلاثون عازفا من فرقة «بيت العود» التي أسسها ويديرها في 31 يوليو. أما ذروة الموسم، فمسرحية غنائية استعراضية، تجمع بين ملحم بركات وغسان الرحباني من 5 إلى 8 أغسطس تحت عنوان «ومن الحب... ما قتل» عن صراع الشرق والغرب، يشارك فيها مائة فنان وكومبارس.

وأكدت أسمى فريحة، من لجنة «مهرجانات بعلبك الدولية»، لـ«الشرق الأوسط»، أن «اللجنة تسعى كل عام لتقديم الجديد والمتميز لأن بعلبك بعيدة عن العاصمة، لذلك على من يقصدها أن يحظى بأوقات متميزة لا تنسى»، لافتة إلى أن بطاقات المهرجان بدأت تنفد.

ومن الجبال اللبنانية إلى ساحل مدينة البترون التي تستضيف في 15 و16 يوليو فرقة جورجيا الوطنية للرقص، فباميلا كورستين الرائدة في موسيقى «البوب موغ» الإلكترونية الحالمة في 17 من الشهر نفسه. وفي 22 يوليو تحيي النجمة هيفاء وهبي، والفنان باسم فغالي أجمل الحفلات، فـ«Accoustic Waveform - Electro» في 30 يوليو، والسوبر ستار راغب علامة في 31 يوليو. ليختتم مهرجان البترون في 27 و28 أغسطس مع المسرحية الغنائية الراقصة «جبران.. لوحة عمر».

وعلى غرار كل عام، تقوم لجنة مهرجانات البترون بدعوة الجميع لتمضية أربعة آحاد في المدينة، حيث سيتمتعون بمعالم المدينة الأثرية برا وبحرا، إن من خلال الدراجات الهوائية أو القطار أو من خلال المراكب البحرية.

حتى ولو زرت وسط بيروت العام الماضي قد لا تتعرف عليه في صيف 2010، فهو المتجدد دائما، وقد تم إحياء عيد الموسيقى فيه في 21 يونيو، كما استضاف حفل رقص «فلامينغو» في موقع الحمامات الرومانية بالتعاون مع السفارة الإسبانية، ورعى افتتاح مركز بيروت للمعارض في 22 يونيو مع معرض للفنان العالمي نبيل نحاس في منطقة الواجهة البحرية، بالإضافة إلى حفلات فنية مع فنانين عالميين في أسواق بيروت خلال شهر يونيو.

قاصد بيروت هذا العام لن يتمكن من المغادرة قبل التجول في أسواق وسط بيروت التي أعادت شركة «سوليدير» بناءها في موقعها التاريخي سابقا بحلة جديدة ومستحدثة مع المحافظة على روحية الأسواق القديمة من ناحية المكان والأسماء والميزات، بحيث تعود كمرفق تجاري حيوي ونقطة استقطاب للبنانيين والعرب والأجانب.

وتحتل هذه الأسواق موقعا مميزا. فهي تقع في قلب وسط مدينة بيروت وعلى مسافة قريبة من منطقة الفنادق على الواجهة البحرية والأحياء السكنية في وادي أبو جميل، والصيفي ومن المكاتب، والمصارف، والمناطق التجارية التي تحيط بها مما يصلها بكل أحياء الوسط ومدينة بيروت. وستكون في المستقبل الصلة بين الوسط التقليدي والأراضي المستحدثة على البحر.

وتشكل أسواق بيروت مرفقا تجاريا حيويا حديثا يختلف ويتميز بتكوينه وعناصره عن مفهوم التجمعات التجارية المعاصرة التي تعرف بـ«مول». فنحن هنا أمام منطقة تجارية بكاملها مع شوارعها التاريخية المخصصة للمشاة، وتتضمن أسواقا منها مغطاة ومنها مكشوفة، والتي حافظت على أسمائها المشهورة سابقا كسوق الطويلة، وسوق الجميل، وسوق إياس، وسوق الأروام. وتحوي هذه الأسواق محلات تجارية متنوعة النشاطات، ومكاتب، ومطاعم ومقاهي، بالإضافة إلى سوق الصاغة والساحات التاريخية أيضا كساحة العجمي وبركة العنتبلي. وهي تمثل الجزء الجنوبي من منطقة الأسواق الذي تم إنجازه حتى الآن.

أما الجزء الآخر الذي سيتم تنفيذه على مرحلتين خلال السنوات الثلاث القادمة فسيشمل مجمعا للترفيه مع 14 صالة سينما مجهزة بأحدث المنشآت التقنية، ومبنى مخازن كبرى ذا هندسة معمارية مرموقة تجعل منه معلما فريدا من نوعه، الأمر الذي سيتيح للمتسوق أو المتنزه أن يستمتع بنشاطات مختلفة في مكان واحد.

وإذا كنت تقضي إجازتك الخاصة في لبنان وترغب في الحصول على منتجات غذائية طبيعية ذات جودة عالية فلا تفوت فرصة زيارة سوق «الطيب» في منطقة الصيفي بوسط العاصمة بيروت. ولا تقتصر سوق الطيب - التي تفتح أمام الزائرين صباح كل يوم سبت - على عرض المواد الغذائية الطازجة والشتلات الزراعية المختلفة، بل تطلق من خلالها مشاريع ومهرجانات عدة بهدف الحفاظ على البيئة.

وتنشط مؤخرا في لبنان «السياحة البيئية» التي تشكل جزءا أساسيا من السياحة المستدامة التي تنبع أسسها من النواحي البيئية والاقتصادية والاجتماعية. وتسهم بنشاط في المحافظة على الإرث الوطني الطبيعي والثقافي، وهي تعمل على مشاركة السكان المحليين ومساهمتهم في تخطيط وتطوير المشاريع وبالتالي تخفف من النزوح السكاني نحو المدن الكبرى.

تقوم السياحة البيئية في المحميات الطبيعية وهي كثيرة في لبنان، نذكر منها: محمية جزر النخيل، محمية حرش اهدن، محمية أرز تنورين، محمية أرز الشوف، محمية اليمونة، محمية بنتاعل، محمية شاطئ صور وغيرها من المحميات. وقد حمل فريق «Adventures in Lebanon» شعار «لا أجمل من أرض بلادي» للقيام برحلات ومغامرات أسبوعية بهدف تعريف اللبنانيين أولا والأجانب ثانيا على مناطق لبنانية غنية بتاريخها، وغير معروفة من قبل معظم المواطنين. لذلك بدأ بالترويج لتلك المناطق عبر الإنترنت ونظم الفريق عدة رحلات كان هدفها تقديم تلك المناطق وإظهارها بشكل جميل.

وتقول فيفيان كرم، إحدى منظمي المشروع، لـ«الشرق الأوسط»، إن «Adventures in Lebanon» تندرج في إطار السياحة البيئية لأن هدفها هو استكشاف المناطق اللبنانية غير المعروفة وتعريفها للناس في إطار بيئي. وتضيف «نزور لبنان وليس منطقة محددة. لبنان من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه. أما فيما يختص بالمشاركين فالسن لا تشكل أي عائق إذا كان المشارك صحيح الجسم. لدينا مشاركون من مختلف الأعمار تتراوح سنهم بين 7 و77 سنة».

ولا ننسى الشواطئ اللبنانية والمنتجعات الضخمة التي افتتحت مؤخرا وتستقبل السائح هذا العام بحلل مختلفة حتى لتكاد تظن أنك على شواطئ تاهيتي أو سردينيا.

وللسهر ليلا في بيروت طعم مختلف.. فالعاصمة اللبنانية التي لا تنام تجذب إليها محبي السهر من مختلف أنحاء العالم خاصة إلى شارعي «الجميزة» و«مونو» حيث للرقص معنى آخر وللغناء واللهو عنوان أوحد.

* مهرجان بيت الدين (25 يونيو - 6 أغسطس) - 3 يوليو: حفل خاص لفرقة «بينك مارتيني» الأميركية مع المغنية شاينا فروبز وعازف البيانو توماس لاودردي.

- 7 يوليو: فرقة «إل ديفو» وموسيقى البوب الأوبرالية.

- 10 يوليو: تحية لعبد الحليم حافظ مع الفنان المغربي عبده شريف.

- 14 يوليو: المغني الألماني راب ماكس يقدم أبرز أغاني العشرينات والثلاثينات من القرن الـ20 بمرافقة أوركسترا بالاست.

- 17 يوليو: عودة لزياد الرحباني تحت عنوان «DAKT».

- 21 و22 يوليو: موعد مع الرقص المسرحي وعرض لباليه «بريليو تشاي»، مع قصة «بياض الثلج» التي سيؤديها 26 راقصا.

- 27 يوليو: المسرحية الموسيقية «زورو»، يؤديها سبعون فنانا.

- 31 يوليو: تحية لشوبان في الذكرى المائتين لولادته مع بارتلومياي كومينيك ترافقه فرقة «كراكوف».

- 2 أغسطس: حفل لمغنية الجاز ديانا كرال حائزة جائزة «غرامي».

- 6 أغسطس: حفل مع المغني الإيراني الشهير رضا شجريان، ويعتبر أحد أكبر أساتذة الموسيقى الفارسية التقليدية.

* مهرجان بعلبك (24 يونيو - 7 أغسطس) - 9 يوليو: خماسي المغني كيفين ماهوغاني الذي يقدم تحية إلى كولتراين، ثم فرقة الـ«ساكسوفون تينور» أودين بوب.

- 17 يوليو: أوركسترا «كراكوفيا السيمفونية» تحيي المئوية الثانية لشوبان، بقيادة المايسترو كريستوف بنديركي.

- 24 يوليو: «آنا كارنينا» بطلة تولستوي الملعونة، عبر باليه تشايكوفسكي الشهير، في تصور كوريغرافي حديث (بالغ المهارة التقنية حسب النماذج التي عُرضت) من توقيع الروسي بوريس ايفمان.

- 31 يوليو: أمسية لعازف العود العراقي نصير شمة، يرافقه ثلاثون عازفا من فرقة «بيت العود» التي أسسها ويديرها.

- 5 إلى 7 أغسطس: مسرحية غنائية استعراضية، تجمع بين ملحم بركات وغسان الرحباني تحت عنوان «ومن الحب.. ما قتل» عن صراع الشرق والغرب، يشارك فيها مائة فنان وكومبارس.

* مهرجانات البترون (15 يوليو - 28 أغسطس) - 15/16 يوليو: فرقة جورجيا الوطنية للرقص.

- 17 يوليو: باميلا كورستين الرائدة في موسيقى «البوب موغ» الإلكترونية الحالمة.

- 22 يوليو: حفلة للنجمة هيفاء وهبي، والفنان باسم فغالي.

- 30 يوليو: Accoustic Waveform - Electro - 31 يوليو: حفل للسوبر ستار راغب علامة - 27/28 أغسطس: المسرحية الغنائية الراقصة «جبران.. لوحة عمر».