يضطر الزوجان مارك وكيت وايت للعمل ساعات إضافية في مكتب العقار الخاص بهما في شمال لندن ليتمكنا من السفر إلى برشلونة هذا الصيف، وتقول كيت «أتشوق كثيرا إلى اكتساب سمرة تحت شاطئ رملي وشمس ذهبية».
وتتخلى العاصمة البريطانية «لندن» عن مكانتها السياحية الجذابة عندما يتعلق الأمر بالشواطئ والإجازات البحرية. وعلى الرغم من أن 800 ميل من السواحل تحيط بإنجلترا فإن الدعاية ليست كبيرة نظرا لأن فصل الصيف قصير جدا كما أن الأجواء خداعة وممطرة في الغالب. وربما لا يتوفر للكثيرين من سكان لندن المال أو الوقت للسفر إلى شواطئ مجاورة كـ«نيس» فرنسا أو حتى «كونوديل» في ويلز لكن لا يعني ذلك أنهم محرومون من الاستمتاع بالبحر وأشعة الشمس فإذا كنت في لندن هذا الصيف فأنت تبعد 120 دقيقة عن ثلاثة شواطئ.
شاطئ برايتون الصاخب يحلو للكثيرين تسمية برايتون الواقعة في شرق مقاطعة إيسيكس جنوب إنجلترا بـ«لندن الشاطئية» لأنها صاخبة وتضم أقرب الشواطئ إلى لندن ويبعد (100 كيلومتر) إذ يعني 50 دقيقة فقط هو كل ما تحتاجه للوصول إلى هناك بالقطار. وقد يبدو للبعض بأن المدة أقصر بالسيارة إلا أن الازدحام المروري قد يحول الرحلة إلى نقمة وتقضي ساعتين للوصول إلى هناك فـ«برايتون» هي وجهة اللندنيين المفضلة خلال عطلات الأسبوع المشمسة عندما تختنق لندن بالسياح.
القطارات بين لندن وبرايتون يومية ومتعددة ويبلغ سعر التذكرة ذهابا وإيابا «21 جنيها إسترلينيا» وهي أنسب خيار لمن يرغبون في الاستمتاع بنسيم بحر الجنوب ولكن لا يرغبون في الإقامة يوما أو أكثر هناك.
ولا يحتاج زوار برايتون لوسيلة مواصلات أخرى للوصول إلى الشاطئ فهو قريب جدا من محطة القطار. وأول ما سيشعر به الزائر هناك هي نسمات الهواء البحرية النقية وأصوات النوارس التي تتعالى في السماء. وعلى امتداد المسافة المؤدية إلى الشاطئ هناك سلسلة من المحال والمطاعم والمقاهي المتنوعة فالمدينة «سعيدة» وتتميز بحياة ليلية صاخبة من مهرجانات وكرنفالات متعددة كما توجد بها المسارح، والمتاحف، والمعارض الفنية والمرافق الترفيهية التي تحاكي الموجود في لندن من ناحية الجودة.
وقد يكون أكثر ما يزعج في شاطئ برايتون هو أنه غير رملي بل من الأحجار الرخامية ذات ألوان مختلفة تبدو كأنها من صنع فنان وغالبا ما تستخدمها العرافات اللاتي يتجولن في هذا الشاطئ بشكل كبير متباهين بوضع صور بعض المشاهير الذين يدعون بأنهم استعانوا بهم.
ونظرا لأن طبيعة الساحل رخامية بالتالي «ضع حذاء البحر أولا» في حقيبتك ومن ثم ملابس السباحة. فعلى الرغم من وجود محال صغيره بالقرب من الشاطئ لبيع مستلزمات البحر فإن أسعارها «ضعفا» مبلغ حذاء البحر الذي نسيته في البيت.
وخلال الصيف يعتبر شاطئ برايتون مكانا رائعا للقاء الأصدقاء وأخذ حمام شمس، والتمتع بالمشاوي وممارسة الرياضة. فهو يستوعب مختلف الرياضات المائية – كالتزحلق بلوح على الأمواج وراء المراكب، وقيادة المراكب الآلية، والإبحار بمراكب شراعية. ولأن الاستمتاع بالشاطئ لا يقتصر فقط على من يتقنون السباحة فيمكن التمتّع برحلة في مركب يقودها متخصص أو بالصيد في ميناء برايتون.
وترتبط الموسيقى كثيرا بالمدينة خصوصا أنها موطن أشهر مشغلي الموسيقى العالميين. وربما ليس من الضروري إحضار عدة موسيقية معك إذ لن تستريح أذناك من أصوات الموسيقى والألحان والإيقاعات الصاخبة التي تصدح صباحا ومساء في برايتون إذ أن سكان المدينة شغوفون بالآلات الموسيقية فتجدهم يفتحون شرفات منازلهم المطلة على الشاطئ ويتنافسون في تأدية وصلات موسيقيه غالبا موسيقى الـ«روك» أو الـ«هاوس». فلا عجب أن يكون مشغل الموسيقى العالمي «فات بوي سليم» قد نشأ واكتسب شهرته من هناك حيث عمل فيها لفترة طويلة ويعود إليها كل صيف لإحياء حفلة موسيقية في الهواء الطلق.
وللأسف لا يمكن لـ«برايتون» حمل عصا سحرية للهروب من طقس إنجلترا الممطر ولذلك فأفضل الأوقات للاستمتاع بالبحر هناك هو خلال الأشهر الدافئة يوليو (تموز) وأغسطس (آب).
ساندبانك ذو الرمال الذهبية لا داعي للبحث عن نقود «كاش» في محفظتك للدخول إلى ساندبانك فالشاطئ مجاني على الرغم من أنه لا يبدو كذلك للوهلة الأولى فالشاطئ نظيف جدا ورماله ذهبية وتتوفر فيه جميع مرافق الإجازة البحرية القصيرة حيث يحظى برعاية كبيرة من بلدية مقاطعة دورسيت بعد أن تم اختياره كأحد أفضل الشواطئ في المملكة المتحدة. وتم توسيعه وإضافة كل ما يعزز صوره المدينة كوجهة بحرية. كما أنه من أغلى البقع في بريطانيا حيث يباع المنزل الواحد هناك بأكثر من 4 ملايين جنيه إسترليني.
وتوجد أكثر من طريقة للاستمتاع بالبحر في هذا الشاطئ الذي يبعد تبعد 160 كيلومترا عن العاصمة لندن على الرغم من أن الازدحام يبلغ الذروة خلال عطلة نهاية الأسبوع عندما تبلغ درجة الحرارة 20 بحيث إذا لم تأت في وقت مبكر لحجز مكانك فسيجدر بك الابتعاد عن الشاطئ حيث لا يوجد بقعة خالية من البشر.
ويتمتع شاطئ ساندبانك بالمطاعم والمقاهي والحانات التي تطل مباشرة عليه لتصبح فكرة مغادرة الشاطئ مستحيلة خصوصا في أكثر المناطق ازدحاما وهو «رصيف بورنماوث» الذي يشق البحر ويسمح لزوار الشاطئ بالجلوس ومتابعة كل ما يجري في الشاطئ من بعيد من راكبي الأمواج والغطاسين والصيادين الذين تم تخصيص جزء من الساحل لهم لممارسة الصيد بعيدا عن الصخب مع إمكانية استئجار صنارة للهواة.
والشاطئ في ساندبانك مدهش للمبتدئين حيث توجد مجموعات كبيرة تمارس التزحلق صباحا على الشاطئ لأول مرة مما يشجع على المحاولة التي ربما تنتهي بالنجاح ومن دون دفع أي رسوم. وقد تستغرق وقتا طويلا في السباحة أو ممارسة الألعاب البحرية لكن إذا لم يكن لديك مسكن هناك لتغيير ملابسك والانطلاق للاستمتاع بالحياة الليلية يوجد في الشاطئ دورات للمياه والاستحمام للرجال والسيدات والأطفال مجانية.
وهناك تجربة فريدة في شاطئ ساندبانك لا بد من تجربتها، وهي استئجار كوخ صغير مقابل للشاطئ مباشرة. فهذه الفكرة تروق لكثيرين خصوصا أن الأكواخ هي من التقاليد الإنجليزية، فمنذ عام 1908 وهي متوفرة، حيث يوجد هناك أكثر من 200 كوخ للاستئجار، الأسعار تبدأ من 31 جنيها إسترلينيا لأسبوع خلال فصل الصيف وتتغير الأسعار بحسب الفصول والأيام. أما الشاليهات فتبدأ أسعارها من 85 جنيها إسترلينيا للأسبوع.
ومن أهم المرافق البحرية هي مدرسة تعليم التزحلق على الماء ومدرسة أخرى للتجديف (الأسعار تبدأ من 12 جنيها للساعة) إلى جانب رصيف خاص بتأجير أو بيع المعدات البحرية. كما يوجد ملعب مصغر للغولف بـ9 حفرات.
وعلى عكس برايتون الذي يسمح في بعض أجزائها بظهور العراة شاطئ بورنماوث مثالي للعائلات فتوجد فيه منطقة خاصة للأطفال كما يتم تشغيل نظام متخصص للعثور على الأطفال المفقودين.
شاطئ إيست بون الهادئ هدوء شاطئ مدينة إيست بون الواقعة شرق مقاطعة ساسكس على الساحل الجنوبي لإنجلترا يجعله الملاذ الأمثل لمن ليس لديهم المزاج لتجربة شواطئ الصخب والازدحام ساعد على ذلك أنه يتم تقسيم الشاطئ إلى أقسام صغيرة، وهذا يعني أنه في معظم الأيام، يمكن أن يكون هناك امتداد من الشاطئ لنفسك لا يشاركك فيه أي شخص آخر. ويتواجد الكثير من كبار السن أو هناك ربما لأن الشاطئ يوجد في منطقه ثرية بالحانات العتيقة والتقليدية.
ويتوفر في الشاطئ الذي يبعد 170 كيلومترا عن لندن جميع أنواع المساكن من أكواخ الشاطئ وحجرات صغيرة لوضع الأغراض الشخصية بسعر زهيد جدا إلى جانب شاليهات للاستئجار.
ومن أمتع التجارب التي لا بد من القيام بها في بحر إيست بون هو الصعود إلى أعلى سفح منحدر في بريطانيا «الرأس الشاطئي» (530 قدما) سيرا على الأقدام أو التسلق إلى القمة بواسطة سلالم مع وجود مسار مخصص لمستخدمي الكراسي المتحركة. وعلى الرغم من أن التقاط صور فوتوغرافية لمنظر شاطئ إيستبورن والقنال الإنجليزي من أعلى المنحدر الطباشوري مدهشة ويتمركز بها مئات السياح فإن المكان موحش ربما لارتباطه بسمعة غير لطيفة كإحدى المناطق التي تشهد حالات انتحار.
لا داعي لحمل جميع معدات البحر كالكراسي أو المخدات فهي متوفرة للاستئجار بأسعار لا تتجاوز 1.5 جنيه إسترليني ويوجد مسار مخصص للقيادة الدراجات والتزلج الرباعي على حول الجانب الغربي للشاطئ.