«فيلا باديرنا» فندق يليق بالرؤساء وشاهد على توقيع أشهر التشريعات في إسبانيا

اقض إجازتك في إسبانيا على طريقة ميشيل أوباما

يشتهر الفندق بملاعب الغولف المحيطة به من كل جوانبه (رويترز)
TT

عندما وصلت السيدة الأميركية الأولى ميشيل أوباما مع ابنتها الصغيرة إلى مدينة ماربيا الإسبانية. أثار قرار زوجة الرئيس الأميركي بالذهاب إلى إسبانيا لقضاء إجازتها فكرة عودة مدينة ماربيا إلى قمة المقاصد السياحية في العالم، وهو أمر لم يحدث منذ وقت طويل، عندما كانت العائلة الملكية السعودية تأتي إلى هذا المكان.

كانت آخر الأخبار التي تتناولها الصحف عن ماربيا تشير إلى حالات فساد في التنمية الحضرية بدرجة أكبر من الإشارة إلى الحفلات الكبرى واليخوت الفخمة والزائرين المهمين، كما كانت الحال في الماضي.

ومع ذلك، فقد أعاد البيت الأبيض الرونق واللمعان المفقودين داخل مدينة تمكنت من أن تتميز على الريفييرا الفرنسي وتوسكانا الإيطالية لتصبح من أكثر المناطق جمالا داخل إسبانيا. ويتذكر الزائرون التقليديون كيف كانت تحارب الشركات الأكثر ثراء قبل أعوام من أجل افتتاح متجر بميناء بورتو بانوس وكيف كانوا يبيعون بملايين اليوروات خلال ظهيرة أحد الأيام.

وعليه، فقد أصاب وصول ميشيل أوباما البلد بحالة من الشلل، وقد وضع على مدخل ماربيا لوحة كتب عليها عبارة: «مرحبا بعائلة أوباما.. شكرا لاختياركم ماربيا».

وأقامت السيدة الأولى وابنتها في فندق «فيلا باديرنا» داخل بناهافيس، بالقرب من بورتو بانوس. ويعد هذا من أفخر الأماكن داخل ماربيا ويطل على مناظر رائعة بالبحر المتوسط، كما أن نظام الأمن كان وفق ما طلبه البيت الأبيض.

وفي الواقع، يوجد في هذا المجمع ممر خاص للمروحيات، على الرغم من أن ميشيل أوباما وابنتها ساشا هبطتا في مطار «مالاغا» بصحبة نحو 100 فرد ما بين مساعدين شخصيين وأصدقاء للعائلة.

ويحتوي الفندق، الذي افتتح عام 2003، على 129 غرفة. وقد حجزت واشنطن 60 غرفة في الفندق الفخم، ولكن لم تطلب السيدة الأميركية الأولى أن يكون حصرا عليها، ولذا سيشاركها باقي رفقائها في الفندق، مع باقي الضيوف.

ومن أجل تحقيق راحة أفضل، قامت إدارة «فيلا باديرنا» بوضع رفقة أوباما داخل «فيللا» ملحقة بالمبنى الرئيس، وهي إحدى تسع فيللات فخمة داخل المجمع. ويحتوي ذلك على حمام سباحة خاص، حيث سيقضون معظم الوقت.

وتوجد الفيللا التي خصصت لهم إلى جوار كنيسة ومدرج الفندق، وفي المنطقة المحيطة سيجدون العديد من الأعمال النحتية الكلاسيكية الجديدة. وفي كل أسبوع يمكن للضيوف الاستمتاع بحفلات الجاز والفلامنغو والماجيك داخل مدرج الفندق، الذي يتسع لـ400 شخص.

لقد أنشئ فندق «فيلا باديرنا» ليحاكي «قصرا» داخل توسكانا. وتوجد به باحة مركزية واسعة تغلقها قبة كريستالية تسمح بدخول الضوء وتدعم المناخ الداخلي.

وداخل الباحة، وزعت الغرف في أربعة طوابق، على الرغم من أنه يوجد بها فيللات خارجية، للحفاظ على جو حميمي أفضل للضيوف. وتحتوي ثلاثة منها على غرف. ويوجد في الطابق الأول مطاعم وغرفة تجارية.

ويحيط بالمكان ملعب غولف وروافد أنهار وممرات للمشي بين الحدائق، حيث يمكن الاستمتاع بقضاء وقت الراحة. ومن الأنشطة الأخرى التي يمكن القيام بها داخل «فيلا باديرنا» الذهاب إلى «ثيرما سبا»، التي توجد في الدور السفلي داخل المبنيين الرئيسيين. وهذه عبارة عن مساحة 2000 متر بها حمامات سباحة وصالة ألعاب رياضية وحمامات تركية و12 غرفة للتجميل.

وتضم أعمال الزينة الموجودة في هذا المبنى بعضا من أغلى قطع الفن الكلاسيكي داخل الحديقة، بالإضافة إلى رسومات لفنانين إسبانيين وإيطاليين، وآنية صينية وأنسجة عتيقة.

وداخل أحد الأروقة، يمكن أن تجد الطاولة التي وقعت عليها الأحزاب الدستور الإسباني لعام 1812، وهو من أشهر التشريعات داخل إسبانيا بسبب النص على الحرية في أحكامه.

والطعام الجيد مضمون. حيث كانت ميشيل أوباما وابنتها قادرتين على التمتع بثلاثة مطاعم مختلفة («لا لوغيا» و«لا فراندا» و«لا بيرغولا») إلى جانب بار إنجليزي. وفي الواقع، أعد الطهاة داخل الفندق قائمة كان الطعام الإسباني عنصرا أسياسيا فيها. ويبلغ السعر نحو 335 يورو في الليلة داخل الغرفة العادية. ومع ذلك، إذا اختار الضيف عرضا مترفا خاصا مثل ميشيل أوباما مع تنس وغولف وخدمة شخصية ويوم إبحار، يمكن أن تصل التكلفة إلى 4170 يورو في الليلة.

وقد طلبت السيدة الأميركية الأولى إغلاق شاطئ الفندق في الأيام التي ستذهب فيها مع ابنتها للاستمتاع بالبحر. ولكن لم تقم ميشيل وساشا داخل الفندق طوال الوقت. حيث توجهتا إلى قصر «الحمراء» داخل غرناطة، وهو القصر العربي الرئيسي داخل إسبانيا ومكان فريد للزيارة. وقامت الخدمات الأمنية بالتجهيز للجولة مع السلطات الإسبانية من أجل الذهاب إلى غرناطة وزيارة القصر من دون مواجهة مشكلات. واستمتعت السيدة الأولى بالفن المعماري الفريد والحكايات المرتبطة بالقصر. وتقول مصادر رسمية إن عائلة أوباما سوف تقوم بزيارة سكرومونت والكاتدرائية أيضا.

وكانت هذه رحلة فريدة حتى يوم الأحد، حيث ذهبت أوباما وابنتها إلى مايوركا وقامتا بزيارة رسمية إلى العائلة الملكية. وداخل الجزيرة الموجودة بالبحر المتوسط، جُهزت السفينة الملكية للإبحار حول الخليج مع ملك إسبانيا. يُذكر أن الكثير من السياح المشهورين يختارون هذه الجزيرة من أجل قضاء عطلاتهم، مثلما فعل بوش الأب ومايكل دوغلاذس.

ولا يعد قرار ميشيل أوباما بالذهاب إلى إسبانيا شيئا بسيطا، حيث يضع القطاع السياحي الذي شهد أزمة كبيرة آماله على هذا القرار لأن ذلك يعني أن المزيد من الأميركيين سيرغبون في الذهاب إلى مايوركا خلال الأعوام المقبلة. ويقول مالك شركة سياحية: «عندما تأتي عائلة أوباما إلى مكان ما، فإن ذلك يعني أن الأميركيين سيذهبون إلى هذا المكان. وفي الحقيقة، تعد هذه الزيارة دعاية لا تقدر بثمن لإسبانيا والأندلس».

* صحافية إسبانية متعاونة مع «الشرق الأوسط»