بروكسل تبتكر مفهوم «الفنادق الحلال»

فنادق وغرف حسب الشريعة الإسلامية

بهو أحد «فنادق الحلال» في بروكسل ويبدو فيه الطراز العربي الإسلامي («الشرق الأوسط»)
TT

رحبت الفعاليات الإسلامية في بروكسل بالإعلان عن مبادرة تعتبر الأولى في أوروبا، والتي تتمثل في استعداد غرفة التجارة للبدء بتسليم شهادة «حلال» للفنادق التي تلبي الكثير من الشروط التي تتوافق مع طلبات الزبائن المسلمين والسياح القادمين إلى البلاد، اعتبارا من العام القادم. وقال الشيخ محمد التمامي إمام وخطيب أحد مساجد بروكسل، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «إنه عمل جيد ونرحب به ونتوقع له النجاح، خصوصا أن هناك جالية مسلمة كبيرة في بروكسل، كما أن أعدادا من المسلمين من دول مختلفة يزورون بروكسل بين الحين والآخر، إما للسياحة وإما للعمل، وسوف يستفيدون من هذا الأمر». وفي إجابته على سؤال آخر قال الشيخ التمامي: «لا مانع من أن يكون الهدف من وراء تلك الإجراءات تحقيق الربح المادي، لا مشكلة في ذلك، المهم أن يجري تنفيذها ويستفيد منها المسلم، وأيضا تتيح الفرصة لغير المسلم للتعرف على العادات والتقاليد المرتبطة بالإسلام»، ويضيف الشيخ التمامي أن اختيار بروكسل لإطلاق هذه التجربة أمر ممتاز وسيكون له صدى جيد، فهي عاصمة الاتحاد الأوروبي، «ونحن كمسلمين في أوروبا في أمسّ الحاجة إلى مثل هذه الخطوات»، ومن جانبه قال قيصر حجازين أمين عام الغرفة التجارية العربية البلجيكية، إنه سمع بالأمر، ولم تستشر الغرفة في هذا الإجراء، وبرر ذلك بأن الغرفة التجارية في بروكسل انفردت بهذا الأمر على اعتبار أن الأمر يتعلق بفنادق بروكسل وحدها، ولم يتم إخطار الغرف الأخرى بالمعلومات أو بإيضاحات حول هذا الصدد، «والطبيعي أننا نعمل بتنسيق تام مع الغرف التجارية البلجيكية، ولكن في هذه الحالة رأت الغرفة التجارية ببروكسل أن الأمر يخصها بمفردها ولم يتم إبلاغ اتحاد الغرف التجارية البلجيكية بهذا الأمر، ونحن عضو في الاتحاد ولكن منذ علمنا بهذه الخطط اتصلنا بهم، وفي انتظار الحصول على المزيد من الإيضاحات، حول المقصود من وراء هذا المشروع، ومن سيتولى الإشراف عليه والإجراءات المطلوبة، وغير ذلك».

وكان برينو برنار، مستشار غرفة التجارة في بروكسل، قد أعلن في تصريحات نقلتها وسائل إعلام بلجيكية، أن على أصحاب الفنادق الراغبين في الحصول على شهادة «حلال» تطويع عروضهم بشكل يتوافق مع المتطلبات الخاصة للزبائن المسلمين، وأضاف: «يجب إعداد غرف خالية من أي أثاث أو مواد تحتوي على منتجات الخنزير، ووقف بث القنوات الإباحية داخل الغرف، وكذلك عدم تقديم الكحول، وتقديم مأكولات وفق أحكام الشريعة الإسلامية»، وأضاف أن من واجب أصحاب الفنادق وضع نسخة من المصحف وسجادة صلاة في «الغرفة الحلال»، بالإضافة إلى إشارة واضحة إلى جهة القبلة، وأردف: «من المنطقي جدا اللجوء إلى منح شهادة (حلال) للفنادق التي ترغب في ذلك وتلبي الشروط، لأن الأمر سيفتح الباب أمام عوائد مادية هامة، خصوصا من قبل السياح القادمين إلى بلجيكا من الشرق الأوسط والخليج والبلدان الإسلامية». وشدد على أن العمل يجري حاليا على منح شهادة «حلال» لبعض الغرف في الفنادق التي تخصص للزبائن المسلمين، مؤكدا أن العمل سيجري تدريجيا على منح صفة «حلال» لفنادق بكاملها.

ووصف برنار البداية بـ«الخجولة» على الرغم من كونها الأولى في أوروبا، وأضاف: «نتلقى حاليا طلبا واحدا في اليوم من أجل الحصول على شهادة (حلال) من قبل فنادق وإدارات مصانع أغذية ومشروبات غالبا مملوكة لمستثمرين خليجيين يعملون في بلجيكا، ونأمل أن يصل معدل الطلبات إلى 500 طلب في العام»، وأوضح أن هناك الكثير من الشروط الأخرى التي على المنشآت تلبيتها من قبل تدريب العاملين لديها من أجل ضمان عدم قيامهم بتقديم مشروبات روحية أو مأكولات تحتوي على لحم الخنزير داخل الغرف. ودافع مستشار غرفة التجارة في بروكسل عن المبادرة بقوله إنها تنطلق من مبدأ تلبية المتطلبات الخاصة للسائح.

من جهته أكد أوليفيه ويلوكس، المدير المفوض لغرفة التجارة في بروكسل، أن هناك سوء فهم للمبادرة، فهي تعني بالدرجة الأولى المنتجات السياحية الموجهة إلى السوق الخارجية وليس إلى الداخل، وأضاف: «نريد تفادي الفساد وتأمين الشفافية، لأن هناك جهات تتقاضى أموالا طائلة لمنح شهادة (حلال) لمنتجات ليست كذلك في واقع الأمر». وتبلغ تكلفة طلب الحصول على شهادة (حلال) من غرفة تجارة بروكسل 1500 يورو، حيث ستكون علامة تجارية معترفا بها في كل أنحاء أوروبا.