نشاطات لبنانية على امتداد فصول السنة

بين السباحة والتزلج والسهر واستكشاف الطبيعة

تتوفر في لبنان رياضات عديدة تتناسب مع جميع الفصول ولجميع الأعمار («الشرق الأوسط»)
TT

لطبيعة لبنان الخلابة من جهة ولطقسه المعتدل من جهة أخرى العامل الأبرز في تحديد أهم النشاطات التي يمارسها أبناؤه على أرض مناطقه، التي تتميز كل منها بخصائص معينة، وتجعلها قبلة السائحين الذين يسعون إلى تمضية أجمل الأوقات. وقد دخلت بعض هذه النشاطات ضمن سلسلة الرحلات السياحية الداخلية التي تجذب اللبنانيين والسياح على حد سواء، والتي تقدم لهم فرصة التعرف على طبيعة كل منطقة وخصائصها في الوقت عينه.

أهم النشاطات هي :

التجديف (Rafting): هي الرياضة المائية التي بدأت في لبنان منذ أوائل التسعينات فجذبت اللبنانيين على اختلاف أعمارهم، واحترفها عدد كبير منهم، حتى إن بعضهم تمكن من المشاركة في بطولة العالم لرياضة الـ«rafting». وأهم المواقع التي ترتكز فيها ممارسة هذه الرياضة، التي تمارس على متن القوارب، هو نهر العاصي في منطقة البقاع، حيث يتنافس فيها نوادٍ لبنانية عدة وتؤمن فرصة التمتع للهواة. وبإمكان زائر المنطقة أن يختار بين برنامجين، إما أن يمضي النهار ويعود أدراجه، وإما أن يمضي ليلته في أجواء طبيعية خلابة في الخيم والبيوت ذات الجدران الخشبية المصنوعة من القصب، التي شيدت لهذا الغرض، ويشارك في سهرة «النار» حتى ساعات متأخرة من الليل.

رياضة المشي: ضمن خيارات السياحة البيئية التي تنتشر في المناطق اللبنانية، تأخذ رياضة المشي حيزا مهما من النشاطات التي تجذب زائر لبنان ويتسابق على تنظيمها شركات سياحية وجمعيات بهدف استكشاف المحميات الطبيعية والمناطق اللبنانية التي لا تصل إليها السيارات. وفي حين تجذب هذه الرياضة السياح بشكل عام، يبقى أبرزهم السياح الأجانب الذين يميلون إلى ممارسة هذا النوع من الرياضات التي تسمح لهم سبر أغوار مناطق طبيعية بعيدة وخلابة في الجبال اللبنانية ومناطق الشمال والجنوب، حيث تمتد الرحلة يوما كاملا يتخللها استراحة غداء.

التخييم: لهواية التخييم روادها في كل المناطق اللبنانية، إذ يجهد منظمو هذه الرحلات لاختيار أفضل الأماكن التي تتمتع بمواصفات معينة تجمع بين الراحة والترفيه وتمضية الليلة في ربوع الطبيعة. وأهم هذه المناطق هي في محافظتي البقاع والشمال.

النشاطات البحرية: ينظم نادي الطيران اللبناني للهواة نشاطات بحرية تقدم الفرصة لهواة البحر لممارسة رياضات متنوعة تخطف الأنفاس، ومنها «الإبحار الجوي» أو «Parasailing» التي تعتمد على سفينة و«parachute»، وفي حين تتسع السفينة لنحو 12 شخصا لا تتسع الـ«Parachute» لأكثر من شخص واحد لترتفع عاليا ثم تعود وتحط على متن السفينة التي يبلغ طولها 12 مترا، وهي ترتكز على شاطئ جونية، وقد يتم نقلها إلى أي شاطئ لبناني آخر بناء على طلب المهتمين.

كذلك تدخل رياضة «water hang glider» أو الطيران الشراعي المائي من دون محرك، في خانة الرياضات البحرية والمتوافرة فقط في لبنان وفي فلوريدا، وهي عبارة عن طائرة تسيرها السفينة وتحط رحالها على شاطئ جونية، حيث المطار البحري وتمنح الراكبين اللذين يكونان على متنها فرصة الطيران على ارتفاع 2000 متر ثم العودة إلى السفينة.

رحلات التحليق بالمظلات أو«Parapente»: فهي تمنح فرصة التحليق فوق أجمل المناطق اللبنانية، ولا سيما في «حاريصا» و«حمانا» و«الأرز» و«مزيارة»، وفي حين يقول رئيس نادي الطيران اللبناني للهواة، أنور قزح، إن شروط ممارسة هذه الهواية تتطلب طقسا معتدلا، يلفت إلى أن أفضل المواسم هما فصلا الخريف والربيع، إضافة إلى أيام محددة في فصل الصيف.

المنطاد: كذلك يدخل المنطاد «Hot Air Balloons» الذي يملكه رجا سعادة في خانة النشاطات الجوية التي تجول في أجواء بعض المناطق اللبنانية، وأهمها «عيون السيمان» و«جرد اليمونة» المعروفة بالـ«وردة». وفي حين يرتفع على علو نحو 600 متر تتطلب رحلة الـBalloons»» الإقلاع فجرا نحو الساعة السادسة والنصف صباحا وتمتد لفترة نصف ساعة تقريبا.

رياضة الركوب على الدراجة الهوائية: لمحبي هذه الرياضة، أصبح بإمكانهم أن يستكشفوا المناطق اللبنانية متنقلين على الدراجة، لا سيما أن هناك رحلات منظمة يقوم بها عدد من الجمعيات أو حتى الشركات السياحية التي تستقطب شبابا وفتيات من مختلف الأعمار. وفي حين يتم اختيار بعض الطرقات المناسبة في المناطق الجبلية لهذه الرياضة، فبإمكان من يزور لبنان أن يشارك أسبوعيا في النشاط الذي ينظم برعاية وزارة البيئة اللبنانية تحت عنوان «Beirut by bike» ، وذلك في وسط بيروت بهدف التشجيع على قيادة الدراجة الهوائية لما لها من فوائد صحية وجسدية، إضافة إلى التخفيف من نسبة التلوث التي تتركها أعداد السيارات المتزايدة في شوارع لبنان.

السباحة: للسباحة في لبنان أيضا حضورها الذي لا غنى ولا بديل عنه ويبقى الوجهة الأساسية في برنامج الترفيه الصيفي للبنانيين والسياح على حد سواء بدءا من أبريل (نيسان) لغاية منتصف شهر سبتمبر (أيلول). وقد يساعد في ذلك كثرة المنتجعات الفخمة التي تنتشر على الشواطئ اللبنانية وما تقدمه من خدمات ووسائل ترفيه مميزة لروادها في كل المناطق. مع العلم أنه إضافة إلى العاصمة بيروت، ترتكز أهم هذه المنتجعات في مناطق جبل لبنان.

التزلج: إذا كانت السباحة في لبنان هي الوجهة الأساسية في فصل الصيف، فإن للتزلج وقعه الأهم في فصل الشتاء لمحبي هذه الرياضة. إذ يوجد في لبنان ستة منتجعات فيها عدد من المنحدرات الصالحة للتزلج، ومراكز متخصصة لتلبية متطلبات الهواة والمحترفين. وينفرد كل منتجع بطابع خاص يميزه عن غيره، إلا أن منتجع فاريا المزار ببنيته التحتية ذات المستوى العالمي، ومنتجع الأرز بجوه الساحر الخلاب، هما المكانان اللذان يستقطبان أكبر عدد من السياح. ومن أعالي موقع المزار، يمكن للمتزلجين أن يستمتعوا بمنظر الطبيعة الرائع الذي يمتد من سهل البقاع وجبل الشيخ إلى منطقة اللقلوق والأرز، وفي أيام الطقس الصافي، يمكن مشاهدة منطقة الساحل بما فيها العاصمة بيروت. ويمتد موسم التزلج في لبنان على أربعة أشهر تبدأ من منتصف شهر ديسمبر (كانون الأول) وتنتهي في أوائل شهر أبريل. ومن يفضل الإقامة في هذه المناطق، فسيجد ضالته في فنادق فخمة تقدم الخدمات اللازمة والمميزة خلال موسم التزلج وحتى طوال فصول السنة، حيث تبقى هذه المنطقة الجبلية قبلة المصطافين والسياح. 10 - السهر: للسهر في لبنان عناوين لا تعد ولا تحصى، وعلى الرغم من أنه يعرف عن بيروت أنها المدينة التي لا تنام، فإن عدوى السهر هذه تنتشر في عدد كبير من المناطق اللبنانية، حيث السباق على أوجه بين أصحاب المطاعم والملاهي الليلية لتقديم الأفضل لروادها. ففي بيروت، تبقى «الجميزة» و«مونو» و«الحمرا» أهم المناطق التي تعتبر قبلة الساهرين طوال أيام السنة، ولا سيما في عطلة نهاية الأسبوع، أما في المناطق اللبنانية الأخرى فتبرز أيضا منطقة البترون وجبيل وبعض المناطق الجبلية في استقطابها لعدد لا بأس به من الساهرين.