في عام 1939 كتب جورج أورويل عن الغربيين الذين يتهافتون على زيارة مراكش بحثا عن الإبل العربية والقلاع وأشجار النخيل والوحدات العسكرية الفرنسية والمشغولات النحاسية واللصوص وقطاع الطرق، لتغدو المدينة منذ ذلك الحين مقصدا للزوار بأسواقها المزدحمة وقصورها المزخرفة وحياة الليل المترفة. وقد شهدت المدينة خلال السنوات الأخيرة افتتاح عدد من الفنادق الفخمة وإعادة ترميم البعض الآخر - لعل أبرزها إعادة افتتاح فندق «لا مامونيا» - التي حولت المدينة إلى استراحة إجبارية للمسافرين. لكن رغم الطابع الجديد الذي اتسمت به المدينة فإنها لا تزال تخفي كنوزها في الشوارع الجانبية المتربة وواجهات المحال المتدلية.
* الجمعة الخامسة مساء مدينة راقية
* لا يباري سوق مراكش الشبيهة بالمتاهة، الواقعة في المدينة القديمة المحصنة، سوى عدد من الأماكن القليلة، حيث يعكف الحرفيون على الأواني المعدنية القديمة بينما يتجول السائحون الفرنسيون يساومون على شراء التذكارات من الصناديق الخشبية المطعمة بخشب الأرز والمصابيح الفضية. وخلال السنوات الأخيرة قام عدد من المصممين الجدد بافتتاح محلات عصرية في سوق تشيريفيا التي أضفت لمسة عصرية على أفكار الفن العربي الأندلسي. من هذه الأماكن متجر «لالا» (سوق تشيريفيا، الدور الأول، سيدي عبد العزيز (212 - 661 - 477 - 228; lalla.fr)، الذي افتتح عام 2008 ويبيع حقائب اليد الجلدية المصنوعة في موريتانيا والتي تباع مثيلاتها في المتاجر الفخمة في لندن مثل «بول آند جو» و«كوكو ريبون». كما افتتحت المصممة ماريون ثيرد مؤخرا متجر «لا ميزون بحيرة» (سوق تشيريفيا، الدور الأول، سيدي عبد العزيز (212 - 524 - 386 - 365; maison bahira.com)، الذي تبيع فيه الملابس والمناشف المنسوجة يدويا والوسائد المطرزة التي قامت هي بتصميمها. وطلبا للاستراحة بعد هذه الجولة يمكن التوقف في مقهى «لا غاردين» الذي فتح أبوابه الشهر الماضي والمملوك لكمال لافطيمي، الشاب المغربي الذي افتتح المقهيين الشهيرين «كافي دي إيبيسيز» و«تيراس دي إيبيسيز».
* السابعة مساء أطباق الميدان
* جامع الفنا، السوق الرئيسة في المدينة، يحتوي على أنماط مختلفة ومتمازجة من الحياة في المدينة، حيث يجوب مرتادو المدينة بين قارئي الطالع وراقصي الثعابين أو من يرسمون بالحناء. لكنه يتسم أيضا بأنه واحد من أفضل الأماكن التي يمكن التعرف فيها على أطباق المطبخ المغربي الغنية والمتنوعة. ولكي تتعرف عن قرب على أهم هذه الأكلات، لا عليك سوى التوجه في ساعة الغروب إلى أكشاك بيع الطعام الكثيرة المنتشرة في الميدان. حاول أن لا تتوقف لدى الأفراد الذين يحاولون جذبك إلى محلاتهم الخاصة، واجذب لنفسك كرسيا إلى جانب السكان المحليين المتجمعين أمام أحد هذه الأكشاك. وربما كانت البداية الأفضل لذلك طبق المحار بحساء الزعفران، من أحد أكشاك بيع المحار على الطرف الشرقي للميدان. يمكن أن تلي ذلك بطبق الكسكس ولحم الحملان إلى جانب الهريسة في واحد من الأكشاك على الطرف الشمالي من الميدان. متناولو الطعام المغامرون يجب أن يحاولوا تجربة أحد أكشاك بيع لحم الضأن القريبة من وسط الميدان حيث يباع جميع أنواع لحوم الضأن، بدءا من المخ إلى القلب.
* التاسعة مساء حياة الليل
* يعتبر بار «تشرشل»، في فندق «لا مامونيا» الذي أعيد تجديده بصورة رائعة ( Avenue Bab Jdid; 212 - 524 - 388 - 600; mamounia.com( المقصد المثالي للأثرياء. يحمل تسمية المكان اسم أشهر مرتاديها، وقد نجا اسم البار من عمليات التعديل ولا يزال البار يغص بالكراسي المصنوعة من الجلد الأسود الطري، وهو ما يمنح المكان دفئا من نوع خاص.
وإذا ما كنت تسعى لمشاهدة الرقص الشرقي فعليك التوجه إلى «لا كومتوير دارنا» ( Avenue Echouhada; 212 - 524 - 437 - 702; comptoirdarna.com) المطعم المغربي - الفرنسي في حي هيفرناج الراقي، الذي يقدم واحدا من أفضل العروض في المدينة.
* السبت العاشرة صباحا طاهي السوق
* إذا كنت من هواة الطواجن يمكنك تعلم صناعته بنفسك في سوق كوزين (Zniquat Rahba, Derb Tahtah 5; 212 - 673 - 804 - 955; soukcuisine.com)، إحدى ورش عمل الطهي الكثيرة في المغرب التي ظهرت في الآونة الأخيرة. تدير ورشة العمل جيما فان بيرغت، خبيرة الطعام الهولندية، وتبدأ ورشة الطعام التي تمتد إلى نصف يوم (10 صباحا - 3.30 مساء) بزيارة إلى سوق رحبة كيديما لجمع السفرجل والزيت والمكونات المغربية الأخرى. تتجمع الصفوف في ساحة حديقة قديمة حيث يقوم الطهاة بتعليم الطلبة في المدرسة طريقة صنع أطباق مثل طاجن لحم الضأن والكسكس بالزبيب، ليصل إلى ذروته في مأدبة غداء في الشرفة مصحوبة بشاي بالنعناع (مقابل 40 يورو).
* الثالثة مساء غابة مشذبة
* لا يزال الاستعمار الفرنسي مخلفا أثره على واجهات المدينة، وربما كان المزج بين الخصائص الفرنسية والمغربية قد تمثل بأبهى صورة في حدائق ماجوريل ( 212 - 524 - 313 - 047; JardinMajorelle.com)، الحديقة النباتية التي تقع على مساحة 12 هكتارا والتي صممها الرسام جاكي ماجوريل في العشرينات والمليئة بأشجار النخيل واليكة والصبار. وقد أضحت هذه الحديقة الباحة الخلفية لإيف سان لوران الذي ظهره تأثره العميق بمراكش في مجموعته الشخصية من المنسوجات والصناعة اليدوية المغربية المعروضة في متحف الفن الإسلامي.
* الخامسة مساء نظرة على البربر
* افتتح ميزون دو لا فوتوغرافي ( 46 Ahal Fès; 212 - 524 - 385 - 721; maison - delaphotographie.com) أبوابه العام الماضي في فندق، أو خان تقليدي، تم تجديده وخصص لتوثيق حياة البربر في المدينة. تبرز صور المعرض التي تصل إلى 4500 صورة لمحات عن حياة اليهود البربر ومجموعة رائعة من الأطباق الزجاجية التي تعود إلى عام 1862. افتتح على سطح المعرض مقهى يقدم مشهدا خلابا للمدينة. وتشمل التذكرة أيضا زيارة إلى متحف «إيكوموزي بربري دي لا أوريكا» ((Vilage de Tafza, Route de (l’Ourika, Km. 37; 212 - 524 - 385 - 721; ecomuseeberbere.com) الذي يقع على بعد 23 كيلومترا خارج المدينة، والذي يصور الحياة في قرية تقليدية للبربر.
* الثامنة مساء من بيروت.. مع تحياتي
* مشهد العشاء يخلب اللب في مطعم «آذار» الذي افتتحه مارسيل تشيكي، (شارع يوغوسلافيا، بالقرب من جادة الحسن الثاني 212 - 524 - 430 - 920; azarmarrakech.com)، ذلك المطعم اللبناني الفخم الذي يجذب إليه محبي الحفلات. قام على تصميم غرفة تناول الطعام المصمم الفرنسي ذو الأصول المغاربية يونس دوريت. ويقدم المطعم الأطباق اللبنانية التقليدية مثل كافيار الباذنجان بكريمة السمسم والدجاج المشوي، وبعد العشاء يمكنك النزول إلى البار الموجود في الطابق الأسفل حيث يقدم الرقص الشعبي الجميل إلى جانب الموسيقى العربية الحديثة.
الحادية عشرة مساء ألف ليلة وليلة في شمال أفريقيا رغم النوادي الموجودة في غويلز فإن منطقة هيفرناغي الصناعية بدأت تشهد هي الأخرى افتتاح عدد من النوادي بها. ومن بين أحد أكثر الأماكن عصرية فيها مطعم وملهى ليلي «نادي اللوتس» (Rue Ahmed Chawki; 212 - 524 - 431 - 537; riadslotus.com)، والذي صمم بصورة عصرية. خلال العطلات الأسبوعية يمتزج ما بين 20 إلى 30 شيئا تحت الأضواء البيضاء مثل الدي جي الذي يمزج الموسيقى الإلكترونية مع موسيقى بوليود.
* يوم الأحد العاشرة صباحا حمام مغربي
* في أرض الألف حمام تبدو الينابيع الساخنة أكبر حجما في فترة الصباح، لكنها لا تصبح أكثر بذخا من «رويال منصور» (Rue Abou Abbas el Sebti; 212 - 529 - 808 - 080; royalmansour.com)، القصر الحصين الذي يتألف من 53 حديقة تتصل في ما بينها بأنفاق، والذي يملكه الملك محمد السادس. وتقوم السيدات اللاتي يرتدين القفاطين المزركشة بإرشاد الزائرين عبر البهو الفخم إلى غرف خاصة، حيث يشمل العلاج التدليك بالزيوت العطرية ويصل سعر الجلسة الواحدة 1200 درهم.
* الظهيرة التسوق من المحال التجارية
* هل أصبت بالإرهاق من المساومة؟ يمكنك التوجه إلى المتاجر العصرية التي افتتحت مؤخرا في شارع الحرية في غويلز. حيث يبيع متجر «مور» ( 7 Rue des Anciens Marrakchis; 212 - 524 - 458 - 274; akbardelights.com) الوسائد الجلدية والملابس النسائية العصرية تحت سقف مغطى بفوانيس بيضاء ضخمة. وعلى الرغم من أن اسم متجر (La Manufacture de Vêtements Pour Enfants Sages) المخصص في ملابس الأطفال غير محبب حتى للمتحدثين بالفرنسية (44 Rue des Anciens Marrakchis; 212 - 524 - 446 - 704)، إلا أنه يبيع كل شيء بدءا من البيجامات المغربية المصنوعة يدويا إلى العرائس المصنوعة يدويا. لكن المعارض الجديدة مثل معرض ديفيد بلوك (8 bis Rue des Vieux Marrakchis; 212 - 524 - 457 - 595; davidblochgallery.com) المخصص في فن الشارع أصبح منطلقا للفنانين الفرنسيين والمغاربة المعاصرين. أقيم المعرض في بناية خرسانية مطلية بالألوان الغرافيتية الزاهية، التي أحدثت نوعا من التناقض في مدينة تشهد تطورا متلاحقا.
* إذا أردت الذهاب:
* افتتح فندق «بيكوك بافيليون» ( Kilometer 13, Route de Ourzazate; peacockpavilions.com) هذا العام، وقد شيد على مساحة 8.5 هكتار خارج المدينة، وهو مشيد من مبنيين ويبلغ سعر الغرفة المزدوجة فيه 350 يورو في الليلة، ويمكن استئجار الغرفة فيه مقابل 150 يورو.
* بعد ثلاث سنوات من أعمال التجديد افتتح المهندس المعماري الباريسي جاكي غارسيا فندق «لا مامونيا»، الذي افتتح عام 1923. وقد أضيف إلى الفندق حمامات سباحة داخلية وخارجية وطهاة حاصلون على نجمة ميشلين في الطهي، ناهيك عن جولات بالطائرة المروحية فوق جبال أطلس، ويبدأ سعر الغرفة من 665 يورو.
* في الحديقة التقليدية التي تم تجديدها والتي تقع في مكان ملائم في المدينة يقدم فندق «رياض دار خميسة» (166 Derb Jamaa; Arset Moussa Lakbira; 212 - 524 - 443 - 707; dar - khmissa - marrakech.com) غرفا مريحة لها شرفات ذات سقف رائع، وتبدأ أسعار الغرف فيه من 50 يورو، شاملة وجبة إفطار مغربي تقليدية.
* خدمة «نيويورك تايمز»