الأرجنتين من منظور مقرات كوبا أميركا الثمانية

زيارة إلى بلاد المتناقضات

TT

اعتبارا من الأول من يوليو (تموز)، تدور كرات كوبا أميركا على ثمانية مقرات ستظهر دولة مليئة بالمتناقضات، حيث تختلط فيها الأعراق والثقافات، لكن يوحدها ولع شديد بكرة القدم.

سهول.. حقول العنب.. جبال.. وسلسلة جبال الإنديز.. ستكون هي خلفيات البطولة القارية الأقدم في العالم خلال نسختها لعام 2011.. حيث تقدم الأرجنتين جميع أشكال الطقس والمغريات، اعتبارا من رطوبة غابة ميسيونيس، مرورا بسهل بونا الجاف الذي يمتد إلى ما لا نهاية، وصولا إلى الغابات الجبلية الرائعة لكنها شديدة البرودة في الجنوب.. وبحيرات جليدية وحيتان ومستنقعات وأشكال صخرية غريبة وشلالات مدهشة ومظاهر طبيعية أخرى تدهش القاصي والداني على السواء.

ولا تتنوع صور الطبيعة وحدها في مختلف مناطق البلد اللاتيني، لكن أيضا الثقافة والاقتصاد. وجوه السكان الأصليين في الشمال تبدو مختلفة عن وجوه الكون كله التي تسكن بيونس آيرس، المدينة التي تستأثر بجزء كبير من النشاط في البلاد لكنها تجمع كذلك الثراء الفاحش مع الفقر المدقع، مثل التطور في حي بويرتو ماديرو، والفقر لدى سكان طرق لا تقع سوى على بعد مئات الأمتار.

وكانت الفرص المتاحة متنوعة وكثيرة أمام الأرجنتين، لكن كوبا أميركا قررت أن تتركز في ثماني مدن هي: لابلاتا وخوخوي وسانتا في وسان خوان وميندوزا وكوردوبا وسالتا وبيونس آيرس.

وستكون مياه نهر لابلاتا هي الصورة الخلفية للقاء الافتتاح في الأول من يوليو (تموز). أما مدينة لابلاتا، عاصمة إقليم بيونس آيرس، فستضيء بأحدث الملاعب في أميركا اللاتينية. ومن هناك ستمتد البطولة إلى وسط وشمال غربي البلاد. مساحات شاسعة يكسوها فول الصويا والقمح وعباد الشمس ستكون في استقبال زوار مدينتي كوردوبا وسانتا في، الواقعتين في السهل الرطب، وهما اللتان يعتبرهما البعض سلة غلال العالم. وثلاثتها، بإضافة بيونس آيرس، تعد الأقاليم الأكثر نشاطا وسكانا في البلاد. وتنتظر مدينة قرطبة، المعبر الإلزامي لكل الأماكن السياحية في السلاسل الجبلية، الزائرين بلكنة أهلها الخاصة، الذين يشتهرون أيضا بمرحهم ودعاباتهم التي لا تنتهي. أما سانتا في، التي تطل على نهر سالادو وبحيرة سيتوبال، فهي مهد الدستور الأرجنتيني ومدينة تتمتع بتاريخ عريض مع كرة القدم.

وستشهد كوبا أميركا حضورا بارزا خلال دوري المجموعات في منطقة الإنديز الواقعة غرب الأرجنتين. وتزيد طلبات الحجز على مدينتي ميندوزا وسان خوان من الآن عن قدرات الفنادق هناك، خاصة قبل المباريات التي تخوضها تشيلي فيها، بالنظر إلى أن جماهير البلد المجاور لن يكون عليها سوى عبور الجبال من طرفها الآخر.

وتعد حقول العنب، ومركز الإسكي الأشهر في لاس لينياس، وتمثال أكونكاغوا العملاق، بعضا من أشهر عوامل الجذب في ميندوزا، حيث ينتظر أن يزيد الإقبال على الموسم السياحي بسبب البطولة. كما يزيد بمرور الوقت المديح على مأكولات سان خوان، فضلا عن وادي القمر المدهش، ومنطقة إشيغوالاستو التي خلقت فيها الطبيعة أغرب الأشكال الصخرية.

وفي الشمال، ستزيد ألوان الإنديز من بهجة كوبا أميركا في مدينة سالتا، التي تتسم بصبغة واضحة خلفتها يد الاستعمار، وتمثل نقطة الانطلاق نحو البلدات الصغيرة التي يثير قاطنوها الدهشة بمهاراتهم الحرفية الفائقة وثقافتهم الحديثة وودهم.

وفي خوخوي، الإقليم الحدودي مع بوليفيا، ستمتزج كرة القدم بطبيعة تضم ألوانا لا نهاية لتنوعها وثقافة للسكان الأصليين ذات حضور طاغ في مدينة سان سلفادور، حيث تمتزج مظاهر الاستعمار باقتصاد في نمو مستمر.

وستنتهي رحلة التنقل بين المناظر الطبيعية الأجمل يوم 24 يوليو (تموز) في بيونس آيرس، حيث تقام المباراة النهائية. وتملك العاصمة العملاقة، التي تستضيف إلى جانب ضواحيها أكثر من ربع سكان البلاد، حياة ثقافية غنية ومتنوعة في شوارعها التي شقت على الطريقة الأوروبية.