«ماندارين أورينتال ـ باريس».. سبب إضافي لزيارة أكثر مدن العالم رومانسية

باريس تشهد ولادة عنوان مميز

بهو الفندق الرئيسي تزينه تحفة برونزية فنية رائعة
TT

لا تزال باريس تتربع على عرش الرومانسية في العالم، فكل زاوية من تلك المدينة العريقة لها قصة، وكل شارع له حكاية، وكل حائط وراءه روعة هندسية تتنافس في ما بينها. خطوط المدينة العريضة مرسومة، وخريطتها السياحية معروفة، ولكن عناوينها الجديدة المميزة قليلة ومحدودة، وذلك لأن المدينة استطاعت رسم حدودها وجندت لكل من مبانيها الأنيقة عنوانا خاصا، إلا أن شركة «فنادق ماندارين أورينتال» استطاعت خلق عنوان جديد في واحد من أهم شوارع المدينة في شارع «سانت أونوريه» الذي يقع في قلب المدينة وصلبها، فهو جار اللوفر وساحة كونكورد وكنسية مادلين وعلى مسافة رمي حجر من الشارع الأشهر في العالم الشانزليزيه وعلى مسافة قريبة جدا من عالم الفن والفنون في مونمارتر وكنيسة الساكري كور التي تشهق فنا وروعة، وقبالة أشهر متاجر المصممين المبدعين الفرنسيين والعالميين.

في مدينة سياحية بمستوى باريس يزورها أكثر من 27 مليون سائح سنويا، لا بد من أن تتسلح بعناوين مهمة للإقامة لاستيعاب الأعداد الهائلة من الزوار الذين يقصدون المدينة بغية العمل والسياحة والتسوق، فيوجد بها أكثر من 2000 عنوان للإقامة وأكثر من 5 آلاف وحدة سكنية، والجميل في باريس أنها تفهم السائح وتقدم له ما يناسبه، فتجد الفنادق الراقية والفنادق الرومانسية والفنادق البوتيك وما يعرف بالفنادق «الشيك»، إلا أن القليل من الفنادق في باريس استطاع المزج ما بين الشيك والفن والروعة، وهذا ما يميز فندق ماندارين أورينتال الذي فتح أبوابه فعليا في باريس منذ نحو الشهر فقط، ولكن عندما تزوره سوف تذهل بانضباط الموظفين وأناقتهم في لباس موحد في كل قسم من الفندق، عندما تصل إلى مبنى الفندق سيكون باستقبالك عدد من موظفي الاستقبال، وعلى سجاد أحمر تكسوه زخات من بودرة الذهب تبهرك الفراشات المأسورة في علب ضخمة، ولا يمكن إلا أن تقف عاجزا عن تفسير القطعة البرونزية الفنية المنحوتة والمتدلية من سقف بهو الاستقبال، وهي عبارة عن دائرتين عملاقتين يتوسطهما رجل من تصميم النحاتة ناتالي ديكوستور، التي تترجم فلسفتها الفنية في قطع تفسر العلاقة ما بين الإنسان والزمن والطبيعة، وفي القطعة التي اختارتها لبهو الفندق أرادت ديكوستور التعبير عن الحرية الهشة المعلقة بخيط رفيع.

اللافت في بهو الفندق هو الخصوصية والبساطة، وقد يكون السبب في نجاح الديكور هو اختيار أكثر من مصمم لتنفيذ مختلف أقسام المبنى، أمثال سيبيل دو مارجيري، وباتريك جوين، وسانجيت مانكو، من دون أن ننسى صور الفنان الإيراني علي مهدافي التي تزين جدران الفندق والتي استعمل في بعضها أسلوب الليزر، وتضيف لمسة سحرية للمكان الذي أراد من خلال تصميمه مزج الشرق بالغرب. ففي وسط البهو أريكة بلون داكن تطل على الحديقة التي تتوسط مباني الفندق التي تلفها من كل صوب، وعن سؤال «الشرق الأوسط» كيف استطاعت شركة «فنادق ماندرين أورينتال» الحصول على مثل على هذا العنوان المميز في وسط باريس، رد فيليب مدير التسويق بأن الفندق مؤلف من 4 مبان كانت في السابق تابعة للحكومة يعود تاريخها إلى عام ،1930 ومن خلال رؤية رائعة في التصميم والهندسة تم مزجها بعضها مع بعض من خلال تحويلها إلى 138 غرفة وجناحا تعتبر من أكبر القياسات المتوافرة في فنادق باريس. ويتميز الفندق أيضا بأنه فكر في المعوقين جسديا، فبإتقان عال، تم تزويد بعض الغرف والأجنحة بجميع وسائل الراحة والحمامات الواسعة التي تتسع للكراسي المتحركة مع غرفة للدش مزودة بكرسي يسهل الجلوس عليه.

شعار «ماندارين أورينتال» كون أصله آسيويا هو المروحة والفراشات، فتم استخدام هذين الشعارين في مختلف أرجاء المكان بطريقة عفوية، ولكن وبنفس الوقت تشعر بالتزاوج الفني الآسيوي والأوروبي، ففي المركز الصحي تجد بركة سباحة بطول 14 مترا، ينسدل من حائط بجانبها شلال مياه يجعلك خريره تشعر كأنك في إحدى جزر أقاصي آسيا أو المحيط الهندي، وتم تسليط الأنوار الكاشفة بأشكال فراشات على الجدران، ويعتبر السبا في الفندق بأسقفه العالية من أكبر المراكز الصحية المتوافرة في فنادق وسط المدينة، ويقدم عدة علاجات تناسب حاجة كل ضيف، من بينها علاجات ترتكز على أساليب صينية وآسيوية حائزة جوائز عالمية لجودتها، من بينها علاج التدليك بالزيوت والأعشاب لمدة ساعة وعشرين ودقيقة.

ويعتني الفندق بالتفاصيل، ويركز على الفن الذي يحث الضيف على التفكير لفك شيفرة التصميم، وعلى سبيل المثال عندما تدخل إلى مطعم «سور ميزور» ويعني «على القياس» الذي يرأسه الطاهي العالمي تييري ماركس الحائز نجمتي ميشلان للتميز - سوف تقف عاجزا أمام غرابة ديكور الجدران، فهي أشبه بالطلاسم الفنية ويمكن اختصاره بمشروع فني في طور التطوير ولم ينته العمل منه بعد، أو أنك في معهد خياطة تابع لدار «شانيل» للأزياء، فالجدران تكسوها الأقمشة البيضاء، وتم ترك القسم في الوسط متدليا وغير مثبت بعضه مع بعض. أما بالنسبة لأرض المطعم والأثاث فلا يتخللها إلا وجودك أنت، فهي كلها مطلية باللون الأبيض. والعشاء في المطعم عبارة عن مغامرة حقيقية تأكل خلالها ما بين 9 و14 طبقا من مختلف مطابخ العالم، قام ماركس بوضع لمساته الخاصة عليها، والفكرة من وراء الديكور، لها مغزى مفاده التركيز على الأكل لتكون الأطباق هي الإكسسوار الأهم في المكان وعلى الطاولات البيضاء الخاوية. ولا بد من زيارة حمامات المطعم التي تتسم بالذوق الرفيع، وجدرانها مكسوة بقطع من البلاستيك الوردي تم رصه بطريقة رائعة جدا، أما البار في الفندق فهو بالفعل روعة فنية وتحفة تتجلى في البار نفسه الذي تم نحته من قطعة ضخمة من الغرانيت، يزن 9 أطنان، تم جلبه من إسبانيا وتم نحته على أيدي حرفيين في إيطاليا لمدة شهرين من دون توقف، ويفتح بار 8 أبوابه مباشرة على حديقة الفندق التي تمتد على مسافة 455 مترا مربعا، وتتميز بزاوية يطلق عليها اسم «طاولة الحديقة»، وهي ركن خاص يتسع لثمانية أشخاص ويمكن حجزه مسبقا للعشاء أو إقامة المناسبات الخاصة، وتنتشر في الحديقة الخضرة والأشجار، من بينها شجرة الكاميليا، التي أطلق اسمها أيضا على المطعم الرئيسي في الفندق الذي يفتح أبوابه من الفطور إلى العشاء، ويمكن طلب اللحم الحلال والحلوى الخالية من الكحول.

خدمة الكونسييرج في الفندق مميزة جدا، وبما أن الفندق يقع في قلب وسط باريس التجاري فبإمكان العاملين في الفندق تأمين كافة طلبات التسوق للنزلاء. ويتم العمل حاليا في الجناح الرئاسي الذي حالف «الشرق الأوسط» سرقة نظرة عليه قبل انتهائه، ويمكننا القول إنه يتميز بأسلوب عصري مطعم بأسلوب الديكور «الآرت ديكو» مع نفحة آسيوية وأوروبية وباريسية بشكل خاص، وذلك يترجم في الأناقة المفرطة ونوعية المواد المستخدمة من سجاد أبيض مصنوع من الحرير إلى غرفة خاصة بالتدليك وغرفة سونا، وهو يمتد على طابقين ومعه شرفة واسعة تطل على أجمل معالم المدينة، مثل برج إيفل والأوبرا وغران باليه.. ومن المنتظر أن يكون الجناح جاهزا في أوائل سبتمبر (أيلول) المقبل.

وبالنسبة للنزلاء مع أطفال، يقدم الفندق خدمات خاصة بالصغار ويقدم الكونسييرج معرفتهم بالمدينة وما تزخر به من أماكن مناسبة لهم، ويمكن تصميم برامج خاص بكل عائلة.

* تعرف إلى باريس بأسلوبك الخاص

* إذا أردت التعرف إلى معالم باريس وتاريخها بشكل جيد، فننصحك بحجز تذاكر على الحافلات المفتوحة، وبإمكان الفندق تأمين هذه الخدمة لك، فمن خلال رحلات على متن حافلات مزودة بسماعات خاصة يمكنك التعرف إلى أهم معالم باريس، وننصح هنا بالحجز مع شركة «Paris L’open Tour» واختيار الخط الأخضر، لأنه يأخذك في رحلة إلى أشهر المعالم السياحية، ويمكن الترجل من الحافلة عند أي محطة شئت، ولكن أهم المحطات التي تمر عليها الحافلة هي محطة كاتدرائية نوتردام وبرج إيفل وتروكاديرو والشانزليزيه. ولا بد من التوقف في منطقة المونمارتر وزيارة كنيسة الساكري كور، والتجول بعدها في أزقة المنطقة الضيقة، حيث ينتشر الرسامون على جانبي الطريق وتنتشر في المنطقة المطاعم متوسطة الأسعار.

في باريس، انس استخدام السيارة، وتنقل بواسطة المترو؛ فهو سريع وسهل الاستخدام أو بواسطة التاكسي، ولكن لا ننصح باستئجار السيارات، لأن المواقف محدودة في وسط المدينة.

يوجد في باريس أكثر من 150 متحفا، وستكون بحاجة لوقت طويل لزيارتها كلها، ولكن زيارة متحف اللوفر ضرورية لرؤية الموناليزا وغيرها من أهم الأعمال الفنية لدافينشي وغيره من أعمدة الفن في العالم.

وبعد نهار حافل بالمشي في شارع الشانزليزيه الذي لا يعرف النوم، يمكنك تناول العشاء في أحد فروع مطاعم «الإنترو كوت» التي لا تقبل بالحجوزات المسبقة، ولكن حضر رجليك للانتظار في طابور طويل، وإذا كنت لا تريد الانتظار يمكنك التوجه إلى مطعم «شي أندريه» القريب من الشانزليزيه لتناول أفضل أنواع الستيك، ولتناول أفضل شوربة بصل فرنسية ننصح بفوكيتس الذي يعتبر من أقرب الأماكن إلى قلوب السياح العرب. ولمحبي الشوكولاته، وبعيدا عن حلوى الماكارون التي تشتهر به محلات «لا دوريه»، ننصح بالتوجه إلى متجر «Angelina» الواقع في شارع ريفولي، فهو يقدم أشهى أنواع الحلوى والشوكولاته، ولا سيما شراب الشوكولاته الساخنة، يمكنك طلب الحجز من خلال الفندق.

يقدم فندق الـ«ماندارين أورينتال» عروضا خاصة بمناسبة الافتتاح، يمكنك الاطلاع عليها على الموقع: www.mandarinoriental.com