تعرف على أهمية تطعيمات ما قبل السفر

حصن نفسك من الأمراض أثناء الترحال

TT

ربما يكون الحصول على لقاح هو آخر شيء يتبادر إلى ذهنك عندما تنطلق في رحلة لقضاء الإجازة، ولكن يعد ذلك شيئا مهما - سواء كنت مسافرا إلى مقصد داخل بلدك أم خارجه.

ملحوظة مهمة: أصدرت مراكز السيطرة على الأمراض والحد منها توصية صحية الشهر الماضي تشير إلى أن الولايات المتحدة تشهد حاليا أعلى معدل لحالات الإصابة بمرض الحصبة منذ عام 1996، وقد انتقلت العدوى للكثير من المرضى خارج الولايات المتحدة. وبدءا من 17 يونيو (حزيران)، وردت 156 حالة مؤكدة مصابة بمرض الحصبة إلى المركز خلال العام الحالي، وكان من بينهم 136 حالة لأميركيين لم يحصلوا على لقاح وسافروا مؤخرا خارج البلاد وزائرين لم يحصلوا على لقاح وجاءوا إلى الولايات المتحدة وأشخاص لم يسافروا ولكن ربما نقلت إليهم العدوى من أفراد سافروا.

ويوضح المنشور، الذي يشجع المسافرين الراغبين في السفر خارج البلاد على التأكد من أخذ لقاح ضد «الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية» قبل مغادرة البلاد، أن مصدر القلق لا يقتصر على الأماكن النائية - حيث يظهر المرض في أماكن مثل فرنسا وبريطانيا وإسبانيا وسويسرا.

ويقول الدكتور ديفيد فريدمان، عضو الجمعية الدولية لطب السفر وأستاذ الطب وعلم الأوبئة بجامعة ألاباما في برمنغهام: «من يدير عيادة سفر اعتادوا على رؤية أشخاص راغبين في الذهاب إلى دول نامية أو دول استوائية» يحصلون على الجرعات ذات الصلة. وأضاف: «لكن لا يفكر أحد في الأمر عندما يذهب إلى أوروبا».

وقال إن طريقة التفكير متشابهة لمقاصد أخرى تحظى بشعبية، من بينها المكسيك وأجزاء من أميركا الوسطى. وقال الدكتور فريدمان: «لا يشيع أنك في حاجة إلى الحصول على عدد من الجرعات إذا كنت ذاهبا إلى كانكون». وأضاف أنه في واقع الأمر يجب أن تدرس الحصول على لقاح لأمراض تنتقل عبر المياه ومع الطعام مثل التهاب الكبد (A) – وهو من بين أكثر الأمراض التي تأتي خلال السفر ويمكن الوقاية من الإصابة به بأخذ لقاح. وينتشر هذا المرض داخل المكسيك وأماكن أخرى من أميركا اللاتينية. وفي عام 2007، كان السفر الدولي أكثر معامل خطر محددة يؤدي إلى الإصابة بالتهاب الكبد (A) بين الأميركيين، بحسب ما أوردته مراكز السيطرة على الأمراض والحد منها. وكما الحال في أعوام سابقة، كانت معظم الحالات ذات الصلة بالسفر (85 في المائة) مرتبطة بالسفر إلى المكسيك أو أميركا الوسطى أو أميركا الجنوبية. وعلى الرغم من أن الكثير من الأشخاص تعافوا من التهاب الكبد (A) خلال أسابيع قليلة، فإنه في بعض الحالات استمرت فيها الأعراض - التعب والغثيان والإسهال واليرقان – لمدة شهرين أو أكثر.

ويقول الدكتور فيليس كوزارسكي، مستشار صحة السفر لدى مراكز السيطرة على الأمراض والحد منها وأستاذ الطب بجامعة إيموري في أتلانتا، إنه كقاعدة عامة ينصح بأن يكون المسافرون على دراية بالتطعيمات الروتينية «بغض النظر عن المكان الذين يذهبون إليه وما سيفعلون». وإلى جانب لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، تشمل هذه التطعيمات منشط التيتانوس كل 10 أعوام ولقاح الإنفلونزا خلال موسم الإنفلونزا من كل عام.

وبالنسبة إلى الحصبة، فإن هذا المرض المعدي لطالما كان خطرا بالنسبة إلى المسافرين إلى الدول النامية، بحسب ما يذكره خبراء. ولكن الزيادة في الحالات داخل الولايات المتحدة وظهور الأمراض في أوروبا تمثل شيئا حديثا، وترجع بصورة جزئية إلى مخاوف آباء يرفضون إعطاء التطعيمات لأطفالهم اعتقادا منهم بأنها تتسبب في ظهور أمراض، ولا سيما مرض التوحد، على الرغم من أن العديد من الدراسات لم تجد أدلة يعتمد عليها تدعم هذه المزاعم.

وعلى الرغم من أن معظم الأميركيين حصلوا على لقاح ضد الإصابة بمرض الحصبة أو أنهم محصنون ضدها لأنهم أصيبوا بالمرض، فإن مسؤولي الصحة العامة يشعرون بالقلق إزاء من لم يحصلوا على تحصين من المرض، بما في ذلك الأطفال ومن ولدوا بعد عام 1957 (العام الذي يحتمل أن يكون المواطنون حصلوا على تحصين ضد المرض خلاله حيث كان هذا المرض وباء حينئذ) ولكن قبل عام 1970 عندما أصبح التطعيم أمرا روتينيا.

وقبل أي سفر خارج البلاد، يجب أن يحصل المواليد ما بين ستة أشهر و11 شهرا على جرعة على الأقل من لقاح الحصبة، وفقا لما أوردته مراكز السيطرة على الأمراض والحد منها. ويجب أن يحصل الأطفال الذين تصل أعمارهم إلى 12 شهرا أو أكثر على جرعتين يفصل بين كل منهما 28 يوما – سواء كانوا مسافرين أو لا. ويجب على البالغين مراجعة سجلات التطعيم للتأكد من تلبيتها لآخر التطورات. ويوجد على الموقع الإلكتروني «cdc.gov» صفحة «أسئلة وأجوبة» عن الحصبة وتشتمل على المزيد من الإرشادات حول كيفية معرفة ما إذا كنت في حاجة إلى لقاح.

ويمكن أيضا البحث في التطعيمات التي يوصى بها ومعلومات عن الوقاية من المرض من خلال موقع الهيئة. ولكن تأكد من استشارة خبير في طب السفر، ويفضل أن يكون ذلك قبل السفر بأربعة إلى ستة أسابيع، لتقيم المخاطر بصورة كاملة. وتقدم الجمعية الدولية لطب السفر دليلا بحثيا لأعضائها على موقع «istm.org».

ويقول الدكتور كوزارسكي، من مراكز السيطرة على الأمراض والحد منها: «مسافر يذهب إلى الحدود التايلاندية - الكمبودية ليزور مخيما للاجئين، في مقابل رئيس تنفيذي بشركة دولية يقيم في فندق داخل بانكوك، في مقابل شخص يذهب لقضاء شهر العسل في أحد المنتجعات، يطرح جميعهم مخاطر مختلفة جدا».

وسيقوم الطبيب الجيد المتخصص في طب السفر بالنظر إلى مسار رحلتك بحرص، ويدرس كل شيء بدءا من المناطق التي ستزورها (حضرية أو ريفية) ونمط العيش أثناء السفر (الإقامة في مكان قليل التكلفة أم في فندق) والتوقيت (الذي يمكن أن يؤثر على تعرضك لناموس ينشر الملاريا وحمى الضنك) لتحديد ما إذا كانت اللقاحات الموصى بها أو إجراءات الوقاية ضرورية لرحلتك.

وتأتي الملاريا والتهاب الدماغ الياباني ضمن الأمراض المدرجة على القائمة في صفحة صحة السفر الخاصة بالصين التابعة لمراكز السيطرة على الأمراض والحد منها. ولكن لا يحتاج المسافرون الذاهبون إلى المدن الكبرى فقط، مثل بكين وشنغهاي، إلى أن يحملوا معهم أقراص الملاريا أو الحصول على جرعات من لقاح مضاد لالتهاب الدماغ الياباني (وهو مرض وبائي ينقله الناموس في المناطق الريفية داخل الصين).

وقد يكون خبراء طب السفر مفيدين في تحديد ما إذا كنت في حاجة إلى لقاح مضاد للحمى الصفراء، وهو مطلوب بموجب لوائح الصحة الدولية للسفر إلى دول معينة، بما في ذلك أجزاء من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وأميركا الجنوبية الاستوائية. ويجب الحصول على اللقاح داخل أحد مراكز اللقاح ضد الحمى الصفراء المعتمدة، ويمكن العثور على هذه المراكز على الموقع الإلكتروني للهيئة.

وتشترط الكثير من الدول «شهادة دولية للقاح أو الوقاية من المرض» عليها توقيع مقدم الخدمة الطبية للقاح الحمى الصفراء، وذلك من المسافرين القادمين من منطقة يوجد بها المرض. وعلى سبيل المثال، ربما تطلب لوائح الصحة الهندية دليلا على الحصول على اللقاح ضد الحمى الصفراء إذا كنت قادما من أفريقيا تحت الصحراء الكبرى أو مناطق أخرى توجد بها الحمى الصفراء. وإذا لم يكن لديك هذا الدليل، ربما يم ترحيلك فورا أو يتم احتجازك لمدة ستة أيام في مركز حجر الحمى الصفراء، وفقا لما جاء في ملف معلومات الهند الخاص بوزارة الخارجية. وإذا سافرت لأي جزء في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ولو ليوم واحد، ينصح بأن تحمل دليلا على التحصين ضد الحمى الصفراء.

ومن المؤكد أن لقاحات السفر ليست رخيصة، ولن يشملها التأمين الصحي في الأغلب، وقد تصل كلفتها في بعض الأحيان إلى 240 دولارا أميركيا بحسب نوع اللقاح.

ولكن ما دمت لا تدفع مقابل تحصينات غير ضرورية، فإن الجرعات تستحق هذه المبالغ. ويقول الدكتور فريدمان، من الجمعية الدولية لطب السفر: «اللقاحات بمثابة بوليصة التأمين الخاصة بك».

* خدمة «نيويورك تايمز»