«الشرق الأوسط» تستعرض أكثر 50 موقعا في العالم من حيث عدد السياح

أماكن تتنافس في ما بينها على الرومانسية والاستجمام وسبر أغوار التاريخ

شلالات نياغارا في كندا من أهم اماكن الجذب السياحي في العالم
TT

لا رومانسية ساحة سان مارك في فينيسيا (إيطاليا)، ولا عظمة الأكروبول (اليونان)، ولا أسرار الماتشو بيتشو (البيرو)، ولا حتى جزر المالديف الساحرة (المالديف)، ولا الآثار البوذية في بانكوك (تايلاند)، جعلت هذه الأماكن تحتل موقعا لها في لائحة أكثر 50 موقعا سياحيا في العالم جذبا للسياح.

بكل أسف فإن مفاتن هذه الأماكن، السابقة الذكر، وشهرتها الكبيرة على مستوى العالم، كل هذه المواصفات لم تؤهلها لأخذ أي موقع في هذه اللائحة التي أعدتها مجلة «فوربس للسفر»، بل على العكس. فقد تربع تقاطع ومبنى التايمز سكوير على رأس القائمة بـ35 مليون سائح سنويا، تلته مباشرة حديقة النصب التذكاري (ميموريال بارك) في واشنطن العاصمة بـ25 مليون سائح سنويا.

يمكن معرفة نتائج هذا الإحصاء من الأرقام المذكورة. هنا، تلعب التكنولوجيا المعتمدة في هذه الأماكن دورا في تحديد الأرقام، وكذلك حجم السياحة الداخلية والخارجية في كل بلد، فالولايات المتحدة الأميركية تتمتع بأكبر حجم سياحة داخلية على مستوى العالم، وذلك نسبة لعدد السكان ومستويات الدخل. غير أن أرقاما أخرى نشرت تتفاوت مع الأرقام التي نشرت في هذا الإحصاء. فمتحف اللوفر في باريس، حظي بـ7 ملايين ونصف المليون سائح سنويا في هذا الإحصاء، في حين أن المتحف نفسه، كان قد نشر على موقعه أرقاما، تفيد بأنه سجل وفود 6 ملايين ونصف المليون سائح. وهذه ربما هفوة، لكنها مع ذلك، ذات دلالات كبيرة، تفيد - إن أفادت - أن الأرقام ليست نهائية وليست حتمية.

ليس غريبا، بهذا الحال، أن يضم الإحصاء مدن ديزني لاند للألعاب في كل العالم. فهي من أكثر الأماكن على مستوى العالم شهرة وإقبالا من قبل السياح، وهي في أي مكان وجدت فيه، سواء في أورلاندو أو لوس أنجليس أو باريس أو طوكيو، حصدت رقما كبيرا جدا يضاهي أقله أهرامات الجيزة المصرية المبنية قبل 7 آلاف عام.

غير أن مثل هذه الإحصائيات، مفيدة من الناحية المعرفية، كما أنها تفيد الأشخاص الذين في نيتهم البحث عن أماكن للزيارة. طبعا مع وجود الإمكانيات لفعل ذلك.

والحق أن المقال سيشير إلى تفاصيل الأمكنة وتواريخها، خصوصا تلك التي يتردد أكثر من 10 ملايين سائح عليها في العام. أما الأماكن الأخرى، فسنكتفي بذكر عدد زوارها، مع الاعتماد على فضول القارئ في البحث والتقصي.

تايمز سكوير - الولايات المتحدة بدأ العمل في التايمز سكوير في الثامن من أبريل (نيسان) عام 1904 بأمر من رئيس بلدية نيويورك حينذاك، جورج ماكليلان. وهو المكان الذي كان يضم، ولا يزال، المبنى الرئيسي لـ«نيويورك تايمز» اليومية الأشهر على مستوى العالم. تقول التقارير التي تصدر عن بلدية نيويورك بأن نحو 400 ألف شخص يمرون من هذا المكان يوميا، منهم من يقع هذا المربع على طريق عمله، ومنهم من يعمل هناك. ومنهم من يأتي إلى المكان بقصد السياحة ورؤية العظمة التي تبدو عليها نيويورك، المدينة التي بنيت لتكون نموذجا فريدا يختلف عن بعض المدن من العالم القديم وأهمها مدينة الإسكندرية المصرية. هذا العام، أم المكان خمسة وثلاثون مليون سائح، أي ما يعني أن هذا المكان حصد أكبر نسبة سياح في العالم.

مع ذلك فالمدينة تستحق الزيارة وليس هذا المكان وحده، وفي الغالب فإن الإحصاء في تناوله لهذا الرقم المهول ضم عدد سياح المدينة، الذين لا يمكن لأي فرد منهم أن يكون في نيويورك دون زيارة هذا المكان. وربما ينسحب الرقم أيضا على باقي المعالم المهمة في المدينة.

ميموريال بارك - الولايات المتحدة أطلق الرئيس الأول للولايات المتحدة الأميركية، جورج واشنطن، الذي حملت العاصمة لقبه، أوامره في عام 1791 ببناء هذه الحديقة، التي لم تعد مجرد حديقة. بعد أن صممها المهندس المعماري بيتر لانفان الفرنسي الأصول، فهنا يوجد معظم المعالم التي تدل على تاريخ الولايات المتحدة الأميركية. كما يضم البيت الأبيض ومبنى الكابيتول.

يقع ميموريال بارك في قلب العاصمة واشنطن، ويضم ألف فدان من الأراضي والحدائق، كما يعتبر الصورة النمطية التي تبث في الإعلام على مستوى العالم حين يكون الحديث عن واشنطن. وهو يضم تمثال جورج واشنطن، وتمثال توماس جيفرسون، وتمثال إبراهام لينكولن، وكذلك فرانكلين روزفلت، والنصب التذكاري للحرب الأهلية، والحرب العالمية الثانية، والحرب الكورية، والمحاربين القدامى في الفيتنام، وتمثال جورج ماسون، والنصب التذكاري لضحايا الشيوعية، وللحرب مع اليابان، وهو يضم شارع بنسلفانيا الشهير الذي يبدأ من مبنى الكابيتول وحتى البيت الأبيض. وهو إلى ذلك، المسؤول بسبب المدخول الكبير الذي يجنيه عن صيانة البيت الأبيض ومبنى الكابيتول وبعض المباني الحكومية الأخرى وتلك القديمة، ولها قيمة كبيرة بالنسبة للتاريخ الأميركي.

تضم هذه المنطقة أكثر من ثمانين مبنى وكذلك مائة وخمسين حديقة، كما يضم ثلاثة آلاف شجرة من أشجار الكرز نوعية «ساكورا»، وهي إهداء من إمبراطورية اليابان للولايات المتحدة. وغني عن القول إن موسم تفتح أزهار الكرز في واشنطن يعتبر أهم موسم سياحي في المدينة.

بـ25 مليون سائح سنويا يعتبر الميموريال بارك الثاني في هذا الإحصاء.

ديزني وورلد (أورلاندو، لوس أنجليس، طوكيو، باريس) الولايات المتحدة، فرنسا، اليابان هي عنوان وحيد وفريد للأطفال، من أجل اللعب، وللكبار من أجل التعلم من الصغار ومن أجل الغوص بعيدا في أحلام كثيرة أهمها الثراء. أسسها والت ديزني في عام 1955 على أن تكون حديقة ترفيهية، على عكس الحدائق التي افتتحت منذ بدء التاريخ من أجل الهدوء والاستجمام والسفر مع جمال الطبيعة. هنا لا يوجد طبيعة، كل شيء في هذه الحدائق الترفيهية مصنوع بيد الإنسان، ولذلك ربما هو يستهوي الإنسان أو العكس.

هذه الحدائق أيضا، وبشكل مدهش، حصدت أعلى الأرقام لناحية مرتاديها من السياح سنويا. فديزني لاند في أورلاندو يزورها 16 مليونا و600 ألف سائح سنويا، وجاءت في المرتبة الثالثة. أما تلك التي في لوس أنجليس، أي ديزني لاند، فيزورها 14 مليونا و700 ألف سائح، في حين أن تلك الواقعة في طوكيو يزورها 12 مليونا و900 ألف سائح، بينما حصدت النسخة الباريسية فقط 12 مليونا فقط.

ترافلغار سكوير - لندن سميت هذه الساحة على اسم معركة بحرية انتصر فيها الأسطول الإنجليزي بقيادة الأدميرال اللورد نيلسون على الأسطول الفرنسي في عام 1805، وهي من أهم وأكبر ساحات العاصمة البريطانية، يتوسطها تمثال لنيلسون تحيط به 4 أسود من البرونز يقال إنها من البرونز الذي تم تذويبه من المدافع الفرنسية التي استولى عليها الأسطول، في حين أن أقدام الأسود التي تشبه أقدام الكلاب نحتت بهذه الطريقة لأن السير أدوين لاندسير الذي نحتها لم يكن قد رأي من قبل أقدام الأسود.

تمثل هذه الساحة، اليوم، المجد الذي اتسمت به بريطانيا الكولينالية، أو تلك الإمبراطورية التي كانت الشمس لا تغيب عن أراضيها. وهي ربما لذلك، تعتبر شاهدا على حقبة ذهبية. من المفيد القول، إن ما من زائر للعاصمة البريطانية يمكنه تفادي المرور وأخذ الصور التذكارية في هذه الساحة، وعلى خلاف الأماكن السياحية الأخرى داخل العاصمة البريطانية، فإن هذه الساحة يزورها كل السياح الذين يزورون لندن، وهي بهذا تحتل المرتبة الرابعة في هذا الإحصاء بـ15 مليون سائح سنويا.

غولدن غيت - الولايات المتحدة بني هذا الجسر ليربط مدينة سان فرانسيسكو من ناحية الشمال بمدينة سوساليتو، ويصل طوله إلى 1970 مترا. مند بنائه في عام 1937 وحتى عام 1964 كان هذا الجسر الأكبر في العالم. يتميز هذا الجسر بدعاية فريدة حصل عليها من السينما، كما أنه من أضخم الأعمال الهندسية في الغرب الأميركي. يؤمه سنويا 13 مليون سائح، وهو مشهور بكونه أهم الأماكن للانتحار في الولايات المتحدة. إذ منذ بنائه وحتى اليوم قفز من فوقه بهدف الانتحار ألف شخص. وعلى الرغم من الهواء والتمايل الذي يحدثه على الجسر يمشي السياح عليه يوميا بالآلاف.

شلالات نياغارا - الولايات المتحدة وكندا ليست من صنع الإنسان، واحدة من أهم المواقع السياحية في العالم، بحيث يصل عدد الذين يزورونها سنويا إلى 14 مليون شخص. شلالات نياغارا التي تتقاسمها الولايات المتحدة وكندا، هي أكبر شلالات من ناحية العرض وقوة تدفق المياه في العالم. وعلى الرغم من البلل الذي يصاب به الزائر، فإن السياح يتدفقون إلى هذا المكان الجميل لرؤية قوة الطبيعة وجمالها الأخاذ في الوقت عينه.

كاتدرائية نوتردام - باريس ليست وحدها في باريس، لكنها حصدت الرقم الأكبر من بين كافة المواقع السياحية الأخرى. شيدت هذه الكاتدرائية في القرون الوسطى على أنقاض أول كنيسة في باريس التي بنيت بدورها فوق آثار معبد جوبيتر الروماني.

يزورها سنويا 12 مليون سائح، وهي كانت المكان الرئيسي للأحداث التي دارت في رواية «أحدب نوتردام» التي كتبها فيكتور هوغو، أعظم كتاب فرنسا.

سور الصين العظيم - الصين يعتبر سور الصين العظيم الذي انتهى بناؤه في عام 204 قبل الميلاد، أحد أهم الآثار الباقية من العالم القديم. وهو أحد عجائب الدنيا الـ7، بني لصد الهجمات التي كان يقوم بها الأتراك والمغول وبعض الشعوب البربرية الأخرى في ذلك الزمان. اليوم يعتبر من أهم الشواهد على الحضارة الصينية القديمة، وهو دليل لا ريب في صدقه على أهمية الحضارة الصينية عبر التاريخ. يزور هذا المكان المعلق على الجبال سنويا 10 ملايين سائح ليكون أكثر مكان في الصين إقبالا من ناحية السياح.

المواقع الأخرى بالأسماء والأرقام غرايت سموكي ماونتن - الولايات المتحدة (9 ملايين و200 ألف سائح) أونيفرسال ستوديو (أورلاندو) - الولايات المتحدة (6 ملايين سائح) سي وورلد فلوريدا - الولايات المتحدة (5 ملايين و700 ألف سائح) كنيسة مونمارتر - فرنسا (8 ملايين سائح) متحف اللوفر - فرنسا (7 ملايين ونصف المليون سائح) برج إيفل - فرنسا (6 ملايين و700 ألف سائح) أنيفرسال ستوديو (أوساكا) - اليابان (8 ملايين ونصف المليون سائح) إيفرلاند - كوريا الجنوبية (7 ملايين ونصف المليون سائح) المدينة المحرمة - الصين (7 ملايين سائح) بلجرز بيتش - بريطانيا (5 ملايين و700 ألف سائح) عالم لوت - كوريا الجنوبية (5 ملايين ونصف المليون سائح) بحر هاكيجاما - اليابان (5 ملايين و400 ألف سائح) ديزني لاند - هونغ كونغ - الصين (5 ملايين و200 ألف سائح) متحف جورج بومبيدو - فرنسا (5 ملايين و100 ألف سائح) متحف تات - بريطانيا (4 ملايين و100 ألف سائح) المتحف البريطاني - بريطانيا (4 ملايين و800 ألف سائح) المتحف الوطني - بريطانيا (4 ملايين و600 ألف سائح) متحف المتروبوليتان - الولايات المتحدة (4 ملايين ونصف المليون سائح) الوادي الكبير - الولايات المتحدة (4 ملايين و400 ألف سائح) حديقة تيفولي - الدنمارك (4 ملايين و400 ألف سائح) حديقة المحيط - الصين (4 ملايين و300 ألف سائح) بوش غاردن - الولايات المتحدة (4 ملايين و300 ألف سائح) مدينة البحر كاليفورنيا - الولايات المتحدة (4 ملايين و200 ألف سائح) تمثال الحرية - الولايات المتحدة (4 ملايين و200 ألف سائح) الفاتيكان - إيطاليا (4 ملايين و200 ألف سائح) أوبرا سيدني - أستراليا (4 ملايين و100 ألف سائح) الكولسيوم - إيطاليا (4 ملايين سائح) متحف التاريخ الطبيعي - الولايات المتحدة (4 ملايين سائح) مسرح غرومان الصيني - الولايات المتحدة (4 ملايين سائح) مبنى الأمبير ستايت - الولايات المتحدة (4 ملايين سائح) متحف التاريخ الطبيعي - بريطانيا (3 ملايين و700 ألف سائح) عين لندن - بريطانيا (3 ملايين ونصف المليون سائح) قصر فرساي - فرنسا (3 ملايين و400 ألف سائح) متنزه يوسمايت الوطني - الولايات المتحدة (3 ملايين و400 ألف سائح) أهرامات الجيزة - مصر (3 ملايين سائح) آثار بومبي - إيطاليا (3 ملايين سائح) متحف الآرميتاج - روسيا (مليونان ونصف المليون سائح) تاج محل - الهند (مليونان و400 ألف سائح).