لا يختلف اثنان على روعة العاصمة البريطانية، لندن، غير أنه في الواقع هناك امتداد لجمالها يصل إلى الريف الإنجليزي الذي لا يمكن وصفه إلا باللوحات الطبيعية التي لا ينقصها إلا أن تكون ممهورة بريشة رسام. وليس هناك أفضل من فنادق «فورسيزونز» التي تجمع ما بين الاتجاهين، المدينة والريف، من خلال تقديم فرصة نادرة من أسلوب الإقامة الراقية في نمطين مختلفين تماما، الأول في قلب مدينة مايفير والثاني في صميم الطبيعة الغناء في منطقة هامبشير الريفية، والعرض هو على الشكل التالي إقامة لمدة ليلتين في مدينة الأضواء والضوضاء وليلتين أخريين في أحضان الهدوء وأذرع السكينة للتعرف على تفاصيل الريف الإنجليزي، 50 دقيقة فقط تنقلك من عالم المدنية إلى حياة الريف ليبقى القاسم المشترك هو نمط «فورسيزونز» المعروف في أي فرع زرته وفي أي مدينة من بقاع العالم.
* «فورسيزونز - بارك لين»
* افتتح أول فرع لـ«فورسيزونز» في القارة الأوروبية في لندن منذ 41 عاما وبالتحديد في بارك لين في مايفير تحت اسم «بارك إن» وبعد إقفال لنحو 3 سنوات خضع خلالها الفندق لعملية تجميلية أعيد افتتاحه في يناير (كانون الثاني) الماضي ليعود ويزين مايفير من جديد، وتزامنت إعادة الافتتاح مع احتفال سلسلة فنادق «فورسيزونز» بعيدها الـ50. ومن مر بجانب مبنى الفندق خلال فترة التصليحات وتغيير الديكور يدرك أنه تم هدم الفندق بشكل شبه كامل ولن يتبقى من المبنى القديم إلا الواجهة الخارجية التي كان يختبئ وراءها ديكور عصري ومركز صحي «سبا» يمتد على مساحة الطابق العاشر والأخير بأكملها، وإعادة افتتاح الفندق كانت بمثابة حدث سعيد انتظره أنصار علامة «فورسيزونز» المخلصون وأهالي لندن الذين تشوقوا إلى العودة لذلك العنوان المميز المقابل لحديقة «هايد بارك» وعلى مرمى حجر من منطقة بيكاديللي وقصر باكنغهام ومنطقة نايتسبريدج وسلوان ستريت وسلوان سكوير.
يتألف الفندق من 193 غرفة من بينها 45 جناحا بقياسات مختلفة، ولا بد أن نشير إلى أن الجناح الأجمل الذي يعتبر أهم ما يقدمه الفندق إلى جانب خدمات عديدة أخرى، وهذا الجناح يعرف باسم «غاردن سويت» والمعنى في الاسم، فيتميز الجناح بحديقة تمتد على مساحة 60 مترا مربعا تطل على معالم لندن السياحية وخضرة حديقة «هايد بارك»، وعلى الرغم من التغييرات الجذرية في ديكور الفندق، فإنه لم يفقد روح «فورسيزونز» المعهودة والشعور وكأنك في منزلك، فألوان ردهة الاستقبال الرئيسية دافئة، إذ استطاع مصمم الديكور الفرنسي بيار إيف روشون مصمم ديكور «فورسيزونز» في باريس، خلق نوع من الحميمية في الأماكن العامة في الفندق وفي الغرف والأجنحة، ولم يدع التكنولوجيا تلقي بثقلها على الديكور، فكانت النتيجة متجانسة تجمع ما بين الخصوصية والراحة وأسلوب معيشي مريح يترجم من خلال شاشات تلفزيون مسطحة زرعت في مرايا الحمامات من دون أن تؤثر على الديكور. في حين استطاع المصمم إيريك باري أن يظهر إبداعه في التصميم في المركز الصحي (السبا) الذي يعتبر من أجمل المراكز الصحية في لندن على الإطلاق فتم تصميمه بشكل أنيق وبسيط، والديكور الأكبر فيه هو الإطلالة الرائعة على لندن من جميع الزوايا، فأثناء خضوعك للمساج على سبيل المثال يقع نظرك على أجمل ما تزخر به لندن من معالم تاريخية.
ومن روعة ديكورات الغرف و«السبا» وردهة الاستقبال تصل إلى ردهات أخرى أصغر حجما تقدم أعلى درجة من الخصوصية، وفي الوقت نفسه تجعلك على اتصال مع الداخلين والخارجين من الفندق، ألوان وزخرفات تطال الجدران، تفاصيل كثيرة تبدأ من الستائر وتنتهي بالإنارة التي تلعب على وتر الهدوء تارة ونغمة الصخب تارة أخرى، ومن هناك وعبر مكان يمكنك تناول المشروب والشاي بعد الظهر وبنفس المواصفات وتناغم الديكور تصل إلى مطعم «أمارانتو» الإيطالي الذي يشرف على مطبخه الطاهي ديفيدي دجيوفاني الذي نجح في اختيار الأطباق على لائحة الطعام المسائية مركزا فيها على الفصول الـ4 لتتناسب مع اسم الفندق من خلال تقديم الأطباق التقليدية التي تحمل مكوناتها النكهات الإيطالية الحقيقية مثل مذاق الكمأة السوداء. وبالنسبة للديكور فهو يأتي مكملا للديكورات العامة في الفندق من خلال تطعيم الألوان الداكنة باللونين الأحمر الغامق والوردي، وفي الصيف يمكن تناول الطعام على التراس الخارجي. يشار إلى أن الفندق يسمح بتناول الأطباق على أي لائحة طعام وفي أي وقت من الأوقات في جميع الأماكن في الفندق، سواء كان في البهو أو في المطعم أو حتى في غرفة البيانو.
* «فورسيزونز - هامبشير»
* على متن أحد القطارات السريعة المنطلقة من محطة ووترلو والمتجهة إلى محطة فليت وعلى مسافة لا تزيد على 40 دقيقة أو بواسطة السيارة لا تستغرق الرحلة أكثر من 50 دقيقة تصل إلى عزلة طبيعية حقيقية لتشاهد بيتا ريفيا كبير الحجم شامخا في وسط الخضرة التي تمتد على مد العين والنظر، وعبر بوابة حديدية تصل إلى «فورسيزونز هامبشير» تلك التحفة المعمارية، الهواء نقي تستنشق فيه رائحة الحطب المنبعثة من إحدى المداخن، فريق كامل من العاملين بانتظار القادمين يرتدي أفراده الزي الإنجليزي التقليدي الذي يتبعه البريطانيون في رحلة الصيد في الريف، حيث يتكون قبعات ومعاطف «باربور» وجزم مطاطية باللون الأخضر الداكن، يقودك إلى البهو الرئيسي بأرضيته الرخامية، الذي يزينه الأثاث الخشبي وطاولة مستديرة تستقبلك بالورود، الخضرة والطبيعة المشهد الذي سيكون رفيقك طوال فترة إقامتك، نوافذ عملاقة يشع من خلالها النور الدافئ الآتي من الأفق البعيد الذي لا يتخلله إلا اللون الأخضر، هذا المكان هو مصنف كأجمل عنوان للإقامة في المنطقة وأفضل عنوان للأعراس، فلا عجب في ذلك، إنه مكان تعجز الكلمات عن وصفه.
منطقة هامبشير تقع في قلب القسم الجنوبي من إنجلترا، وهي تتميز بموقعها الذي يجمع ما بين العناصر الريفية والساحل، جذبت على مر التاريخ الكتاب والمفكرين والملوك.. تاريخ مبنى الفندق يعود إلى عام 1728 وكان في بادئ الأمر عزبة سكنية تمتد على مساحة 500 فدان، وتحولت العزبة في القرن الحادي عشر من سكن خاص إلى مسكن للأساقفة والرهبان وقد ذكر في كتاب «دومسداي» في عام 1806، وبعدها تحول إلى عنوان خاص بلقاء الأمير آرثر مع كاثرين «أراغون» التي تزوجت في ما بعد الملك هنري الثامن، وتحول المكان بعدها إلى مدرسة للفتيات، ومن ثم تحول إلى فندق «فورسيزونز»، ولا يزال حتى اليوم يحافظ على هندسته الخارجية القديمة لأنه مدرج ضمن الإرث المعماري، فقد خضع لعمليات ترميم مكثفة ويتمتع بديكورات رائعة، غير أنه لا يزال محافظا على شكله المعماري الأصلي.
المميز في الفندق هو أنه يتناسب مع الأجواء الخارجية، فبمجرد الدخول إليه تدرك بأنك في الريف الإنجليزي بالتحديد، فالديكور يوحي بذلك، والنشاطات المتوفرة وإسطبلات الخيل المحيطة كلها عناصر لا تجدها إلا في الريف، وحتى كلب الصيد الأسود أوليفر موجود ومقيم في الفندق ويتولى مهمة استقبال الزوار وتسلية الصغار.
يضم الفندق 133 غرفة و22 جناحا تتميز جميعها بديكورات بسيطة وأنيقة وصالة ضخمة لعقد الاجتماعات والأعراس، ويقدم الفندق عدة خدمات من بينها مهبط للطائرات المروحية، وفيه يمكنك القيام بالعديد من النشاطات الرياضية أهمها ركوب الخيل وصيد السمك في البحيرات وصيد الحمام «الطيني» (Clay Pigeon Shooting)، ويعتبر هذا النشاط من أكثر الرياضات المرغوبة في الريف ويمكن ممارستها بمساعدة فريق من المحترفين يقوم الفندق بتنظيم الرحلة بالكامل، إضافة إلى إمكانية استكشاف المنطقة بواسطة القوارب الضيقة التي تنطلق من القناة الواقعة عند ضفاف الأراضي التابعة للفندق ويمكن تأجيرها وتناول الطعام على متنها بعد التنسيق مع الفندق.
بعد يوم حافل بالنشاط والرياضة والمشي واستنشاق الهواء العليل يكون قد حان وقت الاسترخاء في مياه بركة السباحة الدافئة التي تقسم إلى قسمين؛ داخلي وخارجي، وبعدها يمكن التوجه إلى المركز الصحي (السبا) الذي يقدم بعضا من أهم العلاجات. «السبا» كان يستعمل في القرن الثامن عشر كمجموعة من إسطبلات الخيل، وبحرفية عالية وبذوق مرهف تم ربط هذا القسم من المبنى بالمبنى المخصص للسكن عن طريق نفق زجاجي تحيط به الحدائق، ولا يزال قسم من الجدار الطيني القديم يقف شاهدا على تاريخ منزل عائلة أليس سان جون، المالكة الأولى للمبنى.
يمتد «السبا» على مساحة 27 ألف قدم مربع يحيط به 500 فدان من الحدائق ويضم 15 غرفة للعلاج وجناحا للأزواج يعرف باسم جناح الشخصيات المهمة، ومن أهم العلاجات التي يقدمها المركز علاج العين الثالثة الهندي والايورفيدا وبورفا كارما والتدليك بالأعشاب أو بالأحجار الساخنة.
ولا تكتمل الإقامة في «فورسيزونز - هامبشير» إلا بعد الاستماع بالمأكولات التي يقدمها مطعم «سيزونز» أو «فصول»، فهي فعلا عبارة عن فصول ليس لها حدود وعرس من النكهات في أطباق أوروبية عصرية تستعمل في تحضيرها بالكامل مكونات أتي بها من المزارع المحيطة بالمنطقة، وأيام الآحاد يقدم المطعم غداء على طريقة البوفيه المفتوح يقدم فيه اللحم الطازج. من أشهر الأطباق التي تقدم في «سيزونز» شوربة البازلاء الربيعية وسي بريم مع جبن الريكوتا.. وبعد الانتهاء من العشاء أو الغداء أنصح بتناول تشكيلة من الجبن التي فاز عنها الفندق بجوائز الجودة.
إذا كنت بصحبة الأطفال يقدم الفندق مكانا مخصصا للصغار يشرف عليه مختصون يهتمون بهم ويقومون بتسليتهم، إضافة إلى إمكانية ركوب الدراجات الهوائية واللهو مع أوليفر الكلب المدلل في الفندق.
تكلفة الإقامة ليلتين في «فورسيزونز - بارك لاين» وليلتين في «فورسيزونز - هامبشير» تبدأ من 1635 جنيها إسترلينيا لشخصين، شاملة الضريبة ووجبة الإفطار طوال الإقامة والتوصيل من لندن إلى هامبشير. للمزيد من المعلومات يمكنكم زيارة الموقع التالي. «www.fourseasons.com/london»، أو الاتصال بالأرقام التالية: 00442074990888 أو 00441252853000 - وللمزيد من المعلومات عن بريطانيا الرجاء زيارة الموقع التالي: «www.visitbritain.com».