سلطنة عمان تحول القلاع والحصون إلى متاحف

دعما لقطاع السياحة وجذب الزوار والسياح

تسعى سلطنة عمان إلى جذب السياح من خلال تدعيم القطاع السياحي
TT

تعمل سلطنة عمان على تطوير القلاع والحصون لتكون منتجا سياحيا يضاف إلى المقومات الطبيعية والتاريخية التي تتمتع بها والتي تدعم توجهها نحو تطوير السياحة. ولقد عمدت في هذا الإطار وزارة السياحة إلى تحويل عدد من القلاع والحصون المنتشرة في المناطق والمحافظات المختلفة إلى متاحف تتضمن كافة الجوانب التاريخية والأثرية والمقتنيات الحرفية والمشغولات التي تشتهر بها كل منطقة. هذا بالإضافة إلى إضفاء لمسات جمالية ومرافق خدماتية جديدة على هذه المواقع.

ويبلغ عدد القلاع والحصون التي تم تحويلها إلى مواقع سياحية وتشرف عليها وزارة السياحة 23 قلعة وحصنا تقع في مختلف محافظات ومناطق السلطنة. وبحسب وزارة السياحة فقد بلغ عدد السياح لهذه المواقع خلال 6 أشهر الماضية نحو 100 ألف سائح. وهي تعتبر أنه بالإمكان رفع هذه النسبة مستقبلا إذا ما تم إيلاء هذه المواقع الاهتمام اللازم.

وأوضح عبد الله الذهلي مدير تطوير المواقع التاريخية في وزارة السياحة أن عملية التطوير تركز على عامل الحفاظ على هوية الموقع بحيث إن إدخال الإنارة أو أي تقنيات حديثة لا يؤثر على الطابع العام للموقع التاريخي المراد تطويره. وفي هذا الإطار يقول: «إن الأعمال التطويرية التي تقوم بها الوزارة في حصن حبرين على سبيل المثال تمثلت على وجه التحديد بإعادة تأهيل الحصن وتغيير الإضاءة الداخلية والخارجية فيه بما يتلاءم وطبيعته الفريدة، إلى جانب تنفيذ مشروع (المرشد الإلكتروني) الذي يمكن السائح أو الزائر من استخدام جهاز صغير يقوم ببث معلومات تلقائية بمجرد وصوله إلى أي نقطة ذات أهمية بالحصن. كما تجري إعادة تأثيث الحصن بالمقتنيات القديمة مع استخدام لوائح ووسائل عرض للمعلومات التاريخية. أما الجزء الثاني من عملية التطوير فتتمثل في إقامة معرض دائم للمدافع في برجي الحصن يبرز أنواع المدافع ونبذة تاريخية عنها وعن استخداماتها وأهميتها العسكرية».

لكن العمل على الحفاظ على الهوية التاريخية للموقع لم يمنع المسؤولين في وزارة السياحة من العمل على تقديم مؤثرات صوتية ومرئية جديدة في «حصن الحزم» أحد الحصون الجاري تطويرها حاليا. ويقول الذهلي «سيتم تقديم مؤثرات ضوئية وصوتية ومرئية ودخانية خاصة في بعض أركان هذا الحصن بحيث يستطيع الزائر شم رائحة التمر أثناء دخوله لمخزن التمور وشم رائحة المأكولات أثناء دخوله المطبخ وكذلك شم رائحة العطور أثناء الدخول لغرفة النساء».

وتشمل أعمال التأهيل والتطوير تحسين المباني مع الحفاظ على تكويناتها التاريخية والأثرية وملامحها وتقسيماتها، وعلى تحويل بعض الغرف في القلاع والحصون إلى غرف لعرض بعض المقتنيات الأثرية، والأدوات المستخدمة في القلاع والحصون في الحقب الماضية. أما خدمة المرشد الإلكتروني فتشمل 6 لغات منها الإنجليزية والألمانية والفرنسية واليابانية.

كما تسعى الوزارة خلال هذه العملية إلى إشراك المجتمعات المحلية المجاورة عن طريق تشجيع صناعة المقتنيات الحرفية والتراثية التقليدية وعرضها في الأسواق المجاورة. ومن أبرز القلاع والحصون التي تم تحويلها إلى متاحف قلعة نزوى وحصن خصب في شمال عمان وقلعة مطرح في مسقط وغيرها الكثير من المواقع التاريخية الجميلة.