أسواق أعياد الميلاد في فرانكفورت.. تجربة تغازل حواس الناس

فيها أكبر شجرة ميلاد في ألمانيا

أسواق أعياد الميلاد في فرانكفورت تتسم برائحة الزنجبيل والتفاح
TT

في أيام معينة من كل عام تبرز خصوصية معينة لمدينة فرانكفورت جاذبة أهل المدينة وضيوفها من جميع أنحاء العالم، فمشروبات عيد الميلاد الساخنة اللذيذة وفطائر «بتمينشن» الشهية تجعل من سوق عيد الميلاد التقليدية نقطة اجتماع ذات نكهة خاصة.

وهذا العام تقدم سوق عيد الميلاد في فرانكفورت من يوم 23 نوفمبر (تشرين الثاني) وحتى 22 ديسمبر (كانون الأول) العديد من الخيارات بما في ذلك فنون الحرف اليدوية التقليدية، وتخصصات الطهي، ومتجر للعسل. وتمتد هذه السوق من ساحة ليبفراونبيرغ في البلدة القديمة التاريخية مرورا بساحتي باولسبلاتس ورومربيرغ ووصولا إلى ماينكاي. وبالنسبة لأوقات عمل السوق فهي من الساعة العاشرة صباحا وإلى الساعة التاسعة مساء من يوم الاثنين إلى يوم السبت، بينما تكون من الساعة الحادية عشرة صباحا وحتى التاسعة مساء في أيام «الأحد».

وبمجرد رؤية شجرة الميلاد المزينة أمام مبنى بلدية فرانكفورت (راتهاوس) ومبنى «رومر» التاريخي مرتفعة في السماء لأكثر من 30 مترا وتنعكس أضواء مصابيحها التي لا تعد ولا تحصى على النوافذ الرومانسية للمنازل النصف خشبية، فإن ذلك يعني أن سوق عيد الميلاد قد بدأت في مدينة فرانكفورت.

وتنتشر حول شجرة عيد الميلاد، التي تعد الأكبر في ألمانيا، أجواء مفعمة برائحة التفاح والجوز والزنجبيل، حيث تدعو هذه الأجواء الدافئة الناس إلى التجول بين الأكشاك والمنصات المنتشرة هناك للبحث عن هدايا لأحبائهم بمناسبة عيد الميلاد.

وكرمز واضح للغاية تضفي الشجرة على السوق روح عيد الميلاد، كما أنها في الوقت نفسه تشكل مع مبنى البلدية (راتهاوس) والمنازل النصف خشبية في ساحة رومربيرغ والكاتدرائية التاريخية (باولسكيرشه) والأبراج الحديثة وناطحات السحاب التي تزين أفق فرانكفورت، مشهدا خلفيا مفعما بالتناقضات وبالأجواء المثيرة للإعجاب لواحدة من الأسواق الأكثر تقليدية في ألمانيا.

وتقام أسواق عيد الميلاد في فرانكفورت منذ عام 1393. ولكن لفترة طويلة من الزمن لم يكن مسموحا المشاركة فيها إلا لتجار فرانكفورت، أما اليوم فهناك الكثير من التخصصات والأطباق والمنتجات المحلية والإقليمية التي يمكن شراؤها من السوق كالحلويات التقليدية والمخبوزات والفطائر والمعجنات، ومنها على سبيل المثال: «برنتن»، و«بتمينشن»، وهي مصنوعة من مارزيبان مع اللوز ومسحوق السكر وماء الورد والدقيق والبيض، وكانت المفضلة بالنسبة للأديب الألماني الشهير غوته، و«كفيتشه مينشن» المصنوعة من الخوخ والجوز على هيئة دميتين صغيرتين تمثلان رجلا وامرأة. وتعد جميع هذه الحلويات والمعجنات بمثابة منتجات عيد الميلاد النموذجية في فرانكفورت وتمتلك قرونا من التقاليد.

وبالإضافة إلى هذه الحلويات اللذيذة تقدم الأكشاك والمنصات المزينة، التي تمتد من وسط المدينة حتى ضفة نهر الماين، مواد وبضائع تقليدية مثل حلي عيد الميلاد وفنون الحرف اليدوية الحديثة ومنتجات فرانكفورتية نموذجية وتقليدية مثل «ديبه» ومنتجات خزفية.

ومن الأشياء الفريدة من نوعها بالفعل يبرز متجر العسل (هونيغ كاوفهاوس) في ساحة باولسبلاتس. ففي منزل نصف خشبي يصل عمره إلى 300 عام، تم بناء هذا المتجر خصيصا لفترة عيد الميلاد، حيث يتم في طابقيه عرض العسل، والمشروبات المصنوعة من العسل، والشموع ومنتجات أخرى مصنوعة من شمع النحل. ويمكن تجربة العديد من المنتجات وتذوقها أيضا في صالة الاستقبال في الطابق الأول.

وبعد القيام بجولة في السوق فإنه من المستحسن تذوق بعض المشروبات الفرانكفورتية الساخنة اللذيذة من أحد الأكشاك المنتشرة هناك، فهي تجعل المرء يشعر بالدفء. ولا تعتبر سوق عيد الميلاد مجرد مكان للمتسوقين، بل إنها تعد أيضا نقطة شعبية محبوبة للقاءات. كما أن أكشاك المشروبات الساخنة وعروض الوجبات الخفيفة بتنوعها تقدم للضيوف إطارا رائعا للقاء وتبادل أطراف الحديث وبالتالي تجعل من سوق عيد الميلاد تجربة لا تنسى.

أما من يرغب في التعرف على سوق عيد الميلاد وتاريخها وقصصها فيمكنه المشاركة يوميا في جولة إرشادية عبر السوق. فتحت عنوان «النبيذ الساخن (غلوفاين)، قصص ومعجنات.. سوق عيد الميلاد في فرانكفورت بكل الحواس» يتعرف المرء أيضا على فرانكفورت التاريخية والحديثة وشخصيات فرانكفورت. ويشمل ذلك أيضا بعض العينات من الأطباق الخاصة بفرانكفورت.

وتصدح أبواق برج كنيسة نيكولاي القديمة (آلته نيكولاي كيرشه) في كل من أيام الأربعاء والسبت مالئة ساحة رومربيرغ بأنغام عيد الميلاد. كما يتم في عطلة نهاية الأسبوع عرض أهازيج عيد الميلاد الدولية على المنصة الموجودة بالقرب من شجرة عيد الميلاد. وفي يوم السبت في الساعة الرابعة والنصف مساء تدق أجراس مدينة فرانكفورت، حيث يرن 50 جرسا من 10 كنائس داخل المدينة في عمل فني جماعي منظم. وفي القاعات الرومانية العريقة داخل مبنى البلدية (راتهاوس) يقوم فنانو فرانكفورت بعرض أعمالهم الفنية.

أما عند القيام برحلة بالقطار البخاري التاريخي على طول نهر الماين فإن الأجواء تصبح رومانسية تماما بينما ينظر المرء إلى الضفة المقابلة للنهر ويتمتع بالمنظر الطبيعي الرائع، وفي الوقت نفسه يمكن القيام أثناء ذلك باختيار النقطة القادمة من البرنامج. ولأن نزهة سوق عيد الميلاد ترتبط بشكل واضح بزيارة لأحد المتاحف الشهيرة في فرانكفورت، فإن زوار المدينة سيكونون سعيدي الحظ لأن «ضفة المتاحف» (موزيوم أفر) الشهيرة لا تبعد سوى خطوات، وكذلك هو حال العديد من المعالم السياحية البارزة في المدينة.

ويعتبر التجول على طول «ضفة المتاحف» على نهر الماين غاية في الروعة. فهنا يجد عشاق الثقافة مجموعة متنوعة ورائعة من المتاحف، بدءا من الهندسة المعمارية والأفلام ووصولا إلى الفن الحديث، بالإضافة طبعا إلى العديد من المقتنيات والمنحوتات القديمة.

وتزخر فرانكفورت أيضا بمجموعة من البرامج الفنية والموسيقية والثقافية، حيث تشتهر بوجود عدد من دور الأوبرا والمسارح الشهيرة، مثل أوبرا فرانكفورت، والمسرح الإنجليزي، والأوبرا القديمة. وبينما تمثل أوبرا فرانكفورت جزءا لا يتجزأ من الحياة الثقافية في المدينة، فإن المسرح الإنجليزي يعد أكبر مسرح باللغة الإنجليزية في القارة الأوروبية. أما دار الأوبرا القديمة فهي كعادتها تستقبل نجوم المسارح المحليين والعالميين، وتقام فيها الكثير من الفعاليات.

يذكر أن لدى مدينة فرانكفورت مجموعة واسعة من الأحداث المثيرة المخصصة للسكان المحليين والزوار على مدار العام بأكمله. ففي الوقت الذي يعتبر فيه مهرجان ضفة المتاحف وسوق عيد الميلاد، على سبيل المثال، من أكبر الأحداث وأكثرها شعبية في حاضرة الماين، فإن المدينة تشهد احتفالات مثيرة أخرى، مثل مهرجانات الشوارع، التي تقام بانتظام في العديد من أحياء المدينة، بالإضافة إلى العديد من المعارض الخاصة الأخرى ومجموعة متميزة من الفعاليات الرياضية الوطنية والدولية الجذابة.

* سوق أعياد الميلاد في فرانكفورت تقام هذا العام من 23 نوفمبر (تشرين الثاني) وحتى 22 ديسمبر (كانون الأول) وتقدم العديد من الخيارات بما في ذلك فنون الحرف اليدوية التقليدية، وتخصصات الطهي، ومتجر للعسل. وتمتد السوق من ساحة ليبفراونبيرغ في البلدة القديمة التاريخية مرورا بساحتي باولسبلاتس ورومربيرغ ووصولا إلى ماينكاي.

* حول شجرة عيد الميلاد الأكبر في ألمانيا تجد أجواء مفعمة برائحة التفاح والجوز والزنجبيل، حيث تدعو هذه الأجواء الدافئة الناس إلى التجول بين الأكشاك والمنصات المنتشرة هناك للبحث عن هدايا لأحبائهم بمناسبة عيد الميلاد.

*أطباق ومنتجات محلية

* هناك الكثير من الأطباق والمنتجات المحلية والإقليمية الخاصة التي يمكن شراؤها من سوق عيد الميلاد في فرانكفورت، كالحلويات التقليدية والمخبوزات والفطائر والمعجنات، ومنها على سبيل المثال: «برنتن»، و«بتمينشن» وهي مصنوعة من مارزيبان مع اللوز ومسحوق السكر وماء الورد والدقيق والبيض، وكانت المفضلة بالنسبة للأديب الألماني الشهير غوته، و«كفيتشه مينشن» المصنوعة من الخوخ والجوز على هيئة دميتين صغيرتين تمثلان رجلا وامرأة. وتعد جميع هذه الحلويات والمعجنات بمثابة منتجات عيد الميلاد النموذجية في فرانكفورت وتمتلك قرونا من التقاليد.