في نيبال.. الطيران الشراعي مع مرشد يغطيه الريش

فرصة للطيران والتحليق مع الطيور

مغامرة الطيران بالشراع برفقة الطيور تجربة فريدة من نوعها في نيبال
TT

لقد كان الهواء يمر عبر خوذتي بينما أزيل مكعب من اللحم الجاموسي من حقيبة الطائرة الشراعية، وأمسكته بيدي الموضوعتين داخل القفاز. وبينما كان الضباب يعيق رؤية جبال الهيمالايا في ظهيرة أحد الأيام، خلال فصل الربيع الماضي، حظيت بنظرة خاطفة على المدينة النيبالية بخارى وبحيرة فوا. كان قائد الطائرة الشراعية يجلس خلفي ويطلق الصافرة مرتين، وبعد ذلك بلحظات، حطّ على ذراعي نسر مصري بني اللون. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تعرفت فيها على رياضة الطيران الشراعي وتدريب النسور التي تجمع بين تدريب النسور والطيران بواسطة الشراع، التي تجذب محبي الطيور والباحثين عن المغامرة والإثارة. قال سكوت ماسون، من سكان لندن، يبلغ من العمر 39 عاما، ومخترع هذه الرياضة: «لن يقوم الكثير من عملائنا بممارسة الطيران الشراعي من دون طيور. إن الطيران الشراعي ممتع ومثير، لكن ربما لا يكفي ذلك البعض، بل يحتاجون إلى المزيد من الإثارة».

ماسون، مدرب نسور، وكان يتخيل في طفولته قيامه برحلات مع الطيور. ووصل إلى نيبال عام 2001، وقضى خمسة أعوام في تعلم قيادة طائرة شراعية مع تدريب الطيور على الطيران معه. واصطحب ماسون 350 سائحا الموسم الماضي مع طيور تم إنقاذها، ولم تعد قادرة على صيد طعامها بنفسها. ويدير مركز «هيمالايان رابتور ريسكيو» لإعادة تأهيل الطيور الجارحة المصابة، ويبدأ موسم هذه الرياضة من بداية نوفمبر (تشرين الثاني) إلى نهاية مارس (آذار)، ويمكن حجز رحلاتها من الموقع الإلكتروني «parahawking.com»، أو عبر مكتب مؤسسة «أدام تورز آند ترافيلز» في بخارى وموقعها الإلكتروني: «adamtravels.com». وقال ماسون إنه كان يأمل أن يزيد تدريب النسور أثناء ممارسة الطيران الشراعي الوعي بالخطر الذي تواجهه الصقور في نيبال، والذي يهدد وجودها وهو عقار ديكلوفيناك المضاد للالتهاب، الذي تتم تغذية الماشية به في المنطقة، لكنه يسمم هذه الطيور الجارحة التي تعيش على الجيف. وتبلغ تكلفة الرحلة مع ماسون 130 يورو، وتُخصص 10 يورو منها لتمويل مشاريع المحافظة على الطيور الجارحة. لا تتطلب هذه الرياضة أي خبرة، فقد بدأت رحلتي من مكان ترابي على تل يبعد نحو 20 دقيقة عن بخارى. وساعدني ماسون وبينما كنا في انتظار دورنا، كانت أشاهد الطائرات الأخرى وهي تقلع على التلال، وتبدو المظلات المقوسة المصنوعة من النايلون وكأن لا وزن لها.

اتخذنا موقعنا وراقبنا الأنبوب الذي يقيس اتجاه الريح والأعلام المهترئة المعلقة على نقطة الانطلاق كعلامات الريح، وعندما وصلت، صاح ماسون: «هلم بنا» وركضنا إلى سفح التل بتثاقل ونحن نحمل الدراجة الهوائية ونقاوم وزن الطائرة الشراعية التي تنتفخ حتى ارتفعت أقدامنا عن الأرض.

أطلق أحد أفراد فريق ماسون نسرا سماه بوب، وبدأ تطبيق طريقته. التقط بوب طعامه من يدي، ثم ارتفع بحثا عن هواء دافئ يساعد على ارتفاع كل من الطائرة والطائر. وحذونا حذوه. بالنسبة إلى من يهوون القفز، لا شيء يضاهي الشعور بالارتفاع مئات الأقدام عن البحيرة فيروزية اللون والتلال الكثيرة بصحبة مرشد يغطي جسمه الريش.

وقال بارنابي واكر، محاسب سابق من ساوثامبتون بإنجلترا وعمره 24 عاما: «كانت سهولة العثور على الطيران وراء النسور أمرا مفاجئا بالنسبة لي».

وكانت نيبال محطة في منتصف رحلته حول العالم التي تستغرق عامين. ويفحص واكر الطيور خلال استراحتها في قفصها وهي تتجرع مشروبا بعد رحلة الطيران، وأضاف: «إن مشاهدتها لأمر رائع حقا. أرغب في القيام بالأمر مرة أخرى».

* خدمة «نيويورك تايمز»