شارع «أوروغواي» البيروتي.. محطة جديدة في عناوين السهر اللبنانية

من سوق للجلود والقماش إلى شارع للمطاعم يستقبل رواده المشاة ليل نهار

لكل مطعم في «شارع أوروغواي» هويته التي تميزه عن غيره
TT

في وسط المدينة التي تحولت إلى مقصد للرواد اللبنانيين والسياح، وجد شارع «أوروغواي» هوية خاصة به ضمن لائحة عناوين السهر اللبنانية بشكل عام والبيروتية بشكل خاص. هذا الشارع الذي لطالما شكل أحد معالم العاصمة ولا سيما ما كان يعرف بأسواق بيروت، لا يزال اليوم يحتفظ باسمه مع ما طرأ عليه من تغيرات هندسية واجتماعية حولت هويته الشعبية التي كانت معروفة من خلال سوقه المتخصصة في بيع الأقمشة والجلود الخام والمدبوغة، ويقصده التجار والزبائن من مختلف المناطق اللبنانية، وحتى الدول العربية، إلى مكان يستقطب الرواد في حاناته ومطاعمه طوال ساعات النهار، ويتنقلون فيه مشيا على الأقدام بعيدا عن ضجيج المدينة وزحمة سياراتها.

مع العلم بأن تسمية هذا الشارع الذي لم يتغير منذ ما قبل الحرب اللبنانية التي محت معالم المدينة، تعود بحسب البيروتيين القدامى إلى مبادرة تكريمية قام بها اللبنانيون تجاه المغتربين اللبنانيين في أميركا الجنوبية، الذين كان عدد منهم من تجار الأقمشة الذين افتتحوا محلات لهم في هذا الشارع البيروتي.

وعلى الرغم من إعادة «أحياء» وسط بيروت منذ سنوات قليلة بمحلاتها التجارية، كان حتى أشهر قليلة شارع «أوروغواي» الواقع خلف ما يعرف بـ«حديقة سمير قصير»، عبارة عن مبان شبه فارغة على عكس المنطقة الحيوية في هذا الجزء من العاصمة، الأمر الذي جعل كلا من ربيع سابا ومروان أيوب صاحبي شركة «فانتشر هوسبيتاليتي» يقترحان فكرة استثمار هذا الشارع على شركة «سوليدير» التي رحبت بالأمر، وذلك من خلال فكرة مميزة تشبه شوارع أوروبية عدة من حيث اقتصاره على محلات تجمع بين طابع المطاعم والحانات، على غرار بعض المناطق اللبنانية كالجميزة والحمرا، حيث للحياة الليلية مكانها بل عنوانها الأساسي. وأتى شارع «أوروغواي» ليتميز عنها بصفة مهمة، وهو اقتصاره على المشاة ومنع دخول السيارات التي تعكر على رواده صفو «نزهتهم» إليه. مع العلم بأن تشابه هذه المطاعم من حيث الطابع العام، وقد وصل عددها حتى اليوم إلى عشرة، لا يعني تشابهها في الأمور الأخرى، بحسب مروان أيوب الذي يلفت إلى أن لكل مطعم هويته التي تميزه عن غيره، إما لجهة الهندسة أو لجهة المطبخ والمأكولات التي يقدمها. ويؤكد أيوب لـ«الشرق الأوسط» «حرصهم منذ البداية على اختيار أفضل المطاعم أو الشركات التي تديرها لإبعاد، قدر الإمكان، احتمال الفشل، وهذا ما يلمسه رواد هذه المحلات من خلال الخدمة المميزة أو لوائح الطعام المتنوعة التي تقدم».

كذلك، وفي الوقت عينه، يشير أيوب إلى أن تميز شارع «أوروغواي» عن غيره يأتي في كونه مشرع الأبواب ليل نهار لاستقبال رواده. ففي ساعات النهار، من الصباح حتى فترة بعد الظهر، يقصده موظفو المنطقة لاحتساء القهوة والراحة، إضافة إلى تناول الغداء وحتى عقد اجتماعات عمل أو للتنزه والراحة بعد انتهاء الدوام، لا سيما في الشرفات التي تحيط بالمطاعم والتي تؤمّن فرصة الجلوس في الهواء الطلق للتمتع بطقس بيروت الممتع، خصوصا في فصلي الربيع والخريف. أما بعد الظهر فيلبي حاجات الساهرين حتى منتصف الليل، إضافة إلى النشاطات الموسيقية والثقافية التي تنظم في الشارع من وقت إلى آخر.

أما أبرز المطاعم المنتشرة في هذا الشارع لغاية الآن والتي تحترف تقديم المطابخ العالمية، وسيضاف إليها في المرحلة القريبة ثلاثة أخرى، فهي «باتريك» بهويته الآيرلندية، و«تاباس» و«تينتو» بمطبخهما الإسباني، إضافة إلى «كلاسيك برغر» و«برونكس» بطابعهما الأميركي الذي يقدم المطبخ والمأكولات العالمية، و«لوكا» المتخصص في المطبخ الشرق أوسطي، و«جوليبس» الذي يحترف تقديم العصائر والكوكتيلات على أنواعها، و«كاسيس» و«بيسترو» اللذين يتميزان بتقديمه لائحة الطعام العالمية.