«سانت ريجس بال هاربور».. يلخص ميامي ويحير الزوار بمصعده

العنوان الجديد الأكثر أناقة في مدينة الشواطئ والشمس

بركة السباحة الخارجية تزينها أشجار النخيل
TT

لا أخفي عليكم سرا إذا قلت بأن الإجراءات الأمنية التي ترافق المسافر لحظة وصوله إلى المطار في أي من مطارات الولايات الأميركية قد تكون مضنية بعض الشيء، طوابير طويلة لا تفرق ما بين طفل أو مسن، وأسئلة كثيرة وفحص بصمات أصابع اليد بواسطة الضوء وإجراءات كثيرة أخرى.. ولكن عندما تفكر بأنك في ميامي في ولاية فلوريدا، مدينة الشمس والشواطئ تنسى التعب والطابور والمساءلة وتتطلع إلى تمضية رحلة في أحضان واحدة من أكثر المدن الساحلية أناقة، خاصة إذا وقع خيارك على فندق ومنتجع «سانت ريجس بال هاربور» العنوان الجديد في ميامي، الذي افتتح أبوابه في الـ19 من يناير (كانون الثاني) الماضي وافتتح رسميا في 17 مارس (آذار) الماضي بحضور عدد كبير من نجوم هوليوود أمثال ديان كروغر وأهم الوجوه الرياضية العالمية مثل بطل لعبة البولو الأرجنتيني ناتشو فيغويراس وزوجته العارضة السابقة دلفينا بلاكييه ومصمم الأزياء العالمي جايسون وو الذي تم تعيينه هو وفيغويراس خبيرين «كونواسور» في علامة «سانت ريجس» العالمية للفنادق.

«سانت ريجس بال هاربور» يكمل صورة ميامي الأنيقة من خلال ديكوراته الرائعة التي تبدأ من الردهة الرئيسية والتي ركز المصمم العالمي يابو بوشيلبيرغ من خلاله على مزج الفن مع الحداثة والأناقة في قالب من فن «الأرت ديكو» مستعينا بألمع أسماء الفنانين العالميين، فقبل الدخول إلى الفندق سوف تفاجأ بحجم المبنى الضخم في منطقة بال هاربور بعيدا عن زحمة وسط مدينة «داون تاون ميامي» وصخب شاطئ «ساوث بيتش»، ولكن وبمجرد دخولك إلى الفندق سوف تقف للحظة تتأمل منحوتة ضخمة على شكل غيمة من الحجر الرمادي الداكن من تصميم الفنان إينيغو مانغلانو أوفال، أطلق عليها اسم «سيلفر كلاود» أو الغيمة الفضية تطوف فوق الردهة الأولى، وسوف تفاجأ بالتفاصيل الصغيرة التي أضفت رونقا خاصا على الديكور مثل الجدران التي تم تغليفها بالكامل بالخشب المزخرف بواسطة اليد، الذي تم جلبه من جنوب أفريقيا، وإلى جهة اليمين ترى معرضا دائما للوحات رسامين عالميين وتمت الاستعانة بغاليري فني محلي يعرف باسم «روزينبوم» يقوم بعرض قطع معاصرة من منحوتات ورسومات وصور فوتوغرافية، وتتنقل إلى ردهات أخرى، القاسم المشترك فيما بينها هو استعمال الخشب الأبيض والمرايا المعتقة وثريات الكريستال العملاقة المتدلية من الأسقف، واللافت أيضا هو أناقة الموظفين وتصميم بدلهم الرسمية، ومن الواضح أيضا خضوعهم لتدريبات مكثفة ومعرفتهم الوثيقة بالمدينة.

* الموقع

* أهم ما يميز الفندق هو موقعه مباشرة عند جادة كولينز مقابل محلات بال هاربور الراقية (Bal Harbour luxury shops) وتعتبر هذه المنطقة من أغلى وأكثر المناطق أناقة في ميامي، والمعروف عن مجمع محلات «بال هاربور» أنها تجذب الأثرياء من سكان ميامي إضافة إلى النجوم الذين يأتون للتبضع والجلوس عند قهوة «كارباتشيو» الأكثر شهرة. والجميل في موقع الفندق أيضا أنه يقع عند منتصف الطريق بالضبط ما بين مطار لوديرديل ومطار ميامي الدولي كما أنه يقع على بعد دقائق من منطقة «ساوث بيتش» وشارع «لينكلن» و«أوشن درايف» (لا تزيد المسافة على 20 دقيقة بالسيارة).

* المصعد

* هناك أربعة مصاعد كهربائية في وسط الفندق تم توزيعها على شكل دائري، يكفي أن تضع المفتاح الإلكتروني الخاص بغرفتك على لوحة كبيرة قرب المصعد، حيث لا يوجد مفاتيح وبعدها تدلك اللوحة إلى رقم المصعد الذي يتوجب عليك أن تستقله، عندما تدخل ستفاجأ لأنك لن تجد مفاتيح تشير إلى أرقام الطوابق فستقف حائرا، ولكن لا تخجل فجميع من هم من حولك يفكرون مثلك وينتظرون ويتفاجأون عندما يوصلهم المصعد إلى الطابق الذي يريدونه، الفكرة فريدة من نوعها وبمثابة حديث لنزلاء الفندق عندما يتقابلون في البهو أو في المصعد. وهذه الفكرة، وبحسب ما قاله براين داي مدير المبيعات والتسويق في الفندق، تتناسب مع النمط العصري الذي تبناه الفندق في الديكور وفي تشغيل كل الأجهزة في الغرف.

* الأكل

* يكفي أن تذكر اسم الطاهي العالمي جان جورج فونجيريختن حتى تدرك نوعية الأكل التي تقدم في «جاي أند جي غريل» J&G Grill مطعم الفندق الرئيسي فهو بالفعل مطعم على مستوى عالمي من الخدمة، وقام الشيف جان جورج باختيار بعض من أهم أطباقه التي يقدمها في مطاعمه حول العالم، وقدمها في مطعمه في الفندق، وكانت النتيجة لائحة طعام تتراوح ما بين أطباق السمك والبرغر والستيك والمشاوي لتناسب جميع الأذواق ولا بد من الإشارة إلى أن ألذ طبق ستيك أو برغر بجبن البري يمكن أن تتذوقه في هذا المطعم.

المطعم مطل أيضا على بركة السباحة والشاطئ ويفتح أبوابه للغداء والعشاء للنزلاء وغيرهم.

ويوجد أيضا مطعم «أتلانتيكو» المخصص لتقديم وجبة الفطور وثمار البحر بوصفات متأثرة بمطبخ أميركا الجنوبية.

الغرف إذا أردنا التحدث عن غرف الفندق البالغ عددها 243 غرفة وجناحا، وجناحا رئاسيا، فلا بد أن نبدأ بالحجم، فمن الواضح أن الفندق الذي بني حديثا، أعطى الأولوية للمساحة إن كان في غرف الفندق أو في المبنى المخصص للسكن الدائم «ريذيدنس»، وينفرد الفندق بتقديم أكبر غرف مطلة على المحيط عند الساحل الشرقي كله وتبدأ مساحة الغرف من 650 إلى 2800 قدم مربع وكلها متبعة بشرفات واسعة. أما بالنسبة للديكور فهو متناسب مع الديكور العام في الفندق بدءا من البهو الرئيسي، فتم استخدام المرايا المعتقة والألوان الفاتحة في الغرف أيضا ولا بد من الإشارة إلى التكنولوجيا العالية التي تقدم في جميع الغرف، فيتم تشغيل الإنارة وفتح وإغلاق الستائر وإنارة القراءة والتلفزيون وطلب المساعدة من موظفي الاستعلامات وطلب الأكل إلى الغرف والراديو وجميع الخدمات المتوفرة عن طريق لوح إلكتروني بسيط الاستخدام يعمل عن طريق اللمس.

* مستحضرات الحمام

* عندما قامت شركة «ستاروود» للفنادق باستطلاع لرأي النزلاء حول العالم عن الشيء الأهم الذي ينتظرونه في غرفهم، والذي يبقى أهم ذكرى من الرحلة، كان الجواب: «جيل الاستحمام» أو Gel Douche فتبنت «سانت ريجس» النظرية واختارت أفضل وأجود أنواع مستحضرات الحمام، بدءا بالجيل دش مع الاهتمام بتفاصيل صغيرة دقيقة تهم الجنس اللطيف بشكل خاص مثل وضع قبعة الاستحمام في علبة صغيرة من البلاستيك ويتم تقديم غاسول للوجه من ماركة «روميد» العالمية ولوفة استحمام بعصا طويلة لتبقى بالفعل ذكرى جميلة مع الكثير من المستحضرات المفيدة الأخرى، وعن الحمام عينه فهو يتمتع بحجم كبير مع شاشة تلفزيون مسطحة مزروعة في المرآة ونظام صوتي في جميع أنحائه.

* السبا

* «روميد سبا» في الفندق هو واحة حقيقية للراحة على مساحة 14 ألف قدم مربع، لا يمكن وصفه إلا بالأناقة المفرطة، ولقول الحقيقة لم أشاهد في حياتي غرف علاج بهذا الحجم كلها واسعة بديكورات أنيقة ومريحة جدا، وهناك خيارات كثيرة للعلاجات المتوفرة من أهمها المساج الذي يحمل توقيع «روميد سبا» على يد الاختصاصية سوزان التي تعتبر من أفضل الاختصاصيات اللاتي قابلتهن في أي من المراكز الصحية حول العالم، كما يقدم السبا علاجا خاصا لتقشير الوجه بواسطة الذهب من عيار 24 قيراطا يحمل توقيع السبا أيضا. الجميل في غرفة الراحة بعد العلاج أنها مفتوحة ومطلة على بركة السباحة الخارجية، وهناك صالون لتصفيف الشعر وآخر لتقليم الأظافر فتم التنبه لكل المسائل التي تهم المرأة بشكل خاص. ومن الممكن تأجير إحدى الخيام الخارجية (الكابانا) المحاذية لبركة السباحة لإجراء العلاج في أجواء خاصة يمكن الحصول عليها من خلال إغلاق الستائر المحيطة من كل الجوانب. ويقدم السبا أيضا غرفا للعلاج للأزواج.

* حصة الصغار

* يقدم الفندق ناديا خاصا بالصغار مع برامج تثقيفية وترفيهية وألعاب إلكترونية وتفاعلية إضافة إلى برامج خاصة بالمراهقين تتناسب مع اهتماماتهم.

* النادي الصحي

* مطل على الشاطئ، يقوم فيه فريق متخصص بوضع برنامج خاص بكل زائر يمكن أن يأخذه معه إلى منزله للالتزام به في البيت أو في أي ناد صحي قريب من سكنه، كما يقدم الفندق جلسات يوغا على الشاطئ ونشاطات رياضية كثيرة أخرى في الهواء الطلق.

* الخلاصة:

* لا يمكن وصف «سانت ريجس بال هاربور» إلا بعنوان أنيق كانت تتوق إليه ميامي، فعلى الرغم من أنها مدينة أنيقة تستقطب السكان والزوار الأثرياء فإنها وبحسب ما يقوله أهلها كانت بحاجة إلى عنوان أنيق جدا يأخذ بها إلى مستوى عالمي آخر، فتوجد فنادق عالمية مهمة جدا فيها ولكنها توجد جميعها في وسطها التجاري الذي يتحول إلى مدينة أشباح في عطلة نهاية الأسبوع، ولكن كان هناك نقص لعنوان إقامة راق في منطقة بال هاربور لتكتمل صورة الترف.

المميز في الفندق إلى جانب ديكوره وموقعه، خدمته وسلاسة التعامل مع الموظفين فيه من موظف الاستقبال إلى المدير العام، وهذا ما يعتبر سر نجاح أي فندق حول العالم، من دون أن ننسى حسن اختيار الفندق لواحد من أهم الطهاة في العالم وتبني بعض من أهم أطباقه المعروفة التي تم اختيارها بعناية وحذر. كلمة أخيرة: «لا تفوت عليك فرصة تذوق جبن (البري) الفرنسي الذي تبين لي لاحقا أنه من علامة «إيفل» الفرنسية، المذاق لا يقاوم ويمكن الجزم والقول إنه أفضل جبن بري يمكن تذوقه إذا كنت من محبي هذا النوع من الأجبان.

للمزيد من المعلومات: www.stregisbalharbour.com