5 أسباب لزيارة لندن

«الربيع العربي» يغير خارطة السياحة العربية هذا الصيف

TT

العرب بطبعهم رحالة ويحبون السفر ويخططون له مسبقا، ولديهم أماكنهم المفضلة لكل فصل من فصول السنة، وغالبا ما تكون البلدان العربية المجاورة هي الفائزة بحصة الأسد من أسفار وإقامة العرب فيها في فصل الصيف؛ وعلى رأس تلك البلدان لبنان ومصر والمغرب والأردن وسوريا. إلا أن الربيع العربي كان من شأنه تغيير الكثير، بما في ذلك خارطة السفر العربية، فالثورة في مصر كان من شأنها تغيير وجهة كثير من العرب، والخليجيين تحديدا، واستبدال وجهة أخرى بها، في حين أن سوريا لا تزال تعيش ربيعها العربي بكل حذافيره، وهذا ما حول طريق العرب إلى جارها الأردن الذي يشهد حاليا ارتفاعا غير مسبوق في عدد السياح العرب، ولو أنها دولة سياحية في جميع الأحوال وتعتبر على رأس جدول السياح الأجانب الذين يأتون إليها من كل حدب وصوب لرؤية روعة «بترا» وتنفس التاريخ فيها. ويبقى لبنان الذي يعتبر البلد الذي يعشقه كثير من العرب والذي يملك كثير منهم بيوتا وشققا فيه على كف عفريت من الناحية السياحية على الرغم من تطمينات وزير السياحة اللبناني فادي عبود وحملة وزارة السياحة الإعلانية لجذب السياح وطمأنتهم على الأوضاع والعروضات التي تقدمها الفنادق حتى لا تقع في الفخ الذي وقعت فيه في بداية الصيف في حرب «تموز (يوليو)» الأخيرة.

لبنان وضعه السياحي يختلف قليلا عن باقي البلدان العربية المجاورة، فعلى الرغم من تحذيرات بعض الدول الخليجية من زيارته هذا الصيف ترقبا لأي أحداث قد تحدث بسبب ما يجري حاليا في سوريا، فإن عدد السياح بشكل العام يبقى مرتفعا، والسبب في ذلك هو عدم تراجع اللبنانيين المهاجرين والمقيمين في الخارج عن المجيء وتمضية عطلة الصيف في ربوعه مع الأهل، والدليل على ذلك هو الطلب المتزايد على تذاكر السفر، خاصة إذا كانت نقطة الانطلاق من أوروبا وبالتحديد الرحلات المنطلقة من لندن التي يكون على متنها اللبنانيون المقيمون في العاصمة البريطانية وركاب الترانزيت القادمون من كندا والولايات المتحدة الأميركية، وعلى الرغم من الأوضاع غير المستقرة كما يراها البعض في لبنان، فإن من الصعب إيجاد تذكرة سفر، وإذا وجدت، فلن يكون السعر أقل من 480 جنيها إسترلينيا (نحو 750 دولارا أميركيا) من لندن إلى بيروت (ذهابا وإيابا).

ولكن إلى أين يتوجه العرب هذا الصيف، فهم عادة يسافرون في فصل الشتاء إلى ماليزيا وجزر المالديف وسنغافورة.. وغيرها من البلدان الآسيوية، إلا أن السفر إلى تلك البلدان في هذه الفترة لا تعتبر الوقت الأنسب بالنسبة للمناخ الاستوائي الماطر، فتبقى أوروبا هي الأفضل؛ والدليل على ذلك هو الارتفاع الملحوظ في أعداد الزوار العرب والخليجيين، وبالتحديد لباريس ولندن حاليا، ومن المتوقع أن يأتي مزيد من العرب إلى لندن لتمضية إجازة عيد الفطر، ولا يمكن وصف هؤلاء الذين اختاروا لندن لقضاء فترة العيد فيها إلا بالسياح الأذكياء والمحظوظين لأن هذا الوقت هو الوقت الأنسب لزيارة معشوقة السياح، والعرب تحديدا، لندن.

لن نأتي بجديد إذا قلنا إن للندن سحرها الخاص، لأن الكاتب الإنجليزي صاحب أول معجم للغة الإنجليزية صامويل جونسون له مقولة شهيرة وهي: «إذا سئمت من لندن، فهذا يعني أنك سئمت من الحياة»، وهذه المقولة قد يوافق عليها كثير من السياح الذين زاروا لندن أكثر من مرة ووقعوا في شباك غرامها، فهي مدينة دائمة الحركة، تقدم لكل فئة من السياح ما تحب، وللعرب حصة كبيرة؛ فلندن تفهمهم لدرجة أنهم يشعرون وهم فيها وكأنهم في بيتهم الثاني على الرغم من اختلاف الثقافة واللغة، إلا أن شارع العرب «إدجوير رود»، وشارع نايسبريدج ودراجات الريكشو التي تنبعث من مكبرات الصوت المركزة فيها أغاني عمرو دياب وراغب علامة ونانسي عجرم ومقاهي الشيشة في الشارعين المذكورين والمطاعم اللبنانية والسورية في كل مكان.. ما يبحث عنه كثير من السياح العرب. في الماضي، كانت باريس تتنافس مع لندن على جذب السياح العرب، فهي عاصمة الرومانسية ويحبها العرب الذين يجدون ضالتهم السياحية في شارع الشانزيليزيه الأشهر، ولكن طرح مسألة عدم سماح فرنسا بارتداء البرقع وعدم تفضيلها السائحات المحجبات، جعل من لندن الوجهة الأفضل لفئة معينة من العرب أيضا. وتؤمن لندن كل ما يحتاجه العرب وتوظف معظم المحلات التجارية موظفين يتكلمون العربية وتوضع لافتات على واجهات المحلات للإعلام بذلك، وتنتشر أيضا المأكولات الحلال من جميع أنواع المطابخ في أنحاء عديدة من لندن.

ذكرنا لندن بالتحديد لأن عيون العالم بأسره عليها هذه الأيام، فهي تحتضن دورة الألعاب الأولمبية، واحتفلت مؤخرا باليوبيل الماسي لتولي الملكة إليزابيث الثانية العرش في بريطانيا، واحتفلت أيضا بمرور عام على زواج الأمير ويليام ابن ولي العهد الأمير تشارلز من الحسناء ومحبوبة البريطانيين والعالم كيت ميدلتون، فلندن لم تستفق بعد من نشوة الفرحة ولا تزال مزينة بأعلام البلدان المشاركة في الدورة الأولمبية التي حذر المسؤولون وعلى رأسهم عمدة لندن بوريس جونسون ورئيس الوزراء دييفد كاميرون قبل بدء الألعاب من المجيء إلى وسطها إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك، لتفادي زحمة السير والطرقات التي خصص كثير منها للشخصيات الأولمبية واللاعبين، وهكذا هرب اللندنيون منها، وقام عدد كبير من الموظفين في مكاتبها بالعمل من بيوتهم، وانخفض عدد السياح بشكل ملحوظ تخوفا من الزحمة التي يعترف كل من حذر منها بأنه أخطأ في الحسابات، وها هم يروجون لها من جديد عن طريق شبان وشابات في زي موحد منتشرين في الطرقات ويطلق عليهم اسم «سفراء لندن» يقومون بتقديم النصائح للزوار.

* زيارة لندن مثالية هذا الصيف 1 زحمة قليلة زيارة المعالم السياحة من دون الحاجة للوقوف في طوابير طويلة، ومن الأمثلة على ذلك زيارة متحف الشمع «مدام توسو» في منطقة بايكر ستريت، وزيارة «تاور أوف لندن» القريب من جسر «تاور بريدج» الذي يعتبر من أكثر المعالم السياحية شهرة في لندن ويتم فيه عرض مجوهرات الملكة، ومن الزيارات التي عادة تتطلب الوقوف في طابور طويل «عين لندن» المحاذية لنهر التيمس، كما أنه من البرامج السياحية المشي في الطرقات المؤدية إلى ساعة «بيغ بين» ومبنى البرلمان، صعودا إلى مقر رئيس الوزراء البريطاني «10 داونينغ ستريت»، ومرورا بمشاهدة الحرس الملكي، ووصولا إلى ساحة الطرف الأغر «ترافالغر سكوير».. الطريق مقفلة حاليا أمام السيارات الخاصة ومفتوحة فقط أمام حافلات النقل العام والمشاة، وهذه فرصة حقيقية للمشي براحة تامة في أهم المناطق السياحية في وسط لندن التي تشهد دائما زحمة سير ومشاة على مدى أيام السنة، ومن «الطرف الأغر» إلى منطقة بيكاديللي وليستر سكوير ومنطقة كوفنت غاردن الرائعة الشهيرة بالمسارح والعروض الحية في الهواء الطلق.. فهذه بالفعل فرصة للمشي والتعرف على لندن بشكل جيد.

2 التسوق في الصيف تبدأ التخفيضات الموسمية في بريطانيا، خاصة لندن، وينتظر المتسوقون شهري يونيو (حزيران)، ويوليو (تموز) بفارغ الصبر للحصول على حاجياتهم من أهم المحلات الكبرى بأسعار مخفضة، وبما أن لندن لا تزال تحتفل بالألعاب الأولمبية، وبما أن عدد السياح انخفض بهذا السبب، فإننا نجد المحلات التجارية تخفض أسعارها بشكل كبير لجذب المتسوقين وحثهم على التسوق للتعويض عن الخسائر المادية. من أهم أماكن التسوق محلات «هارودز» و«سيلفريدجز» و«هارفي نيكولز»، وشارع «أكسفورد ستريت» و«كوفنت غاردن» و«سلوان ستريت» و«كينغز رود»، ولمحبي الماركات العالمية بأسعار تنافسية ينصح بزيارة «بيستر فيلادج» التي تبعد ساعة بالسيارة أو الحافلة عن وسط لندن وتضم عددا ضخما من الماركات العالمية، وحاليا وبسبب الحسومات الموسمية الإضافية تصل نسبة التخفيضات إلى 70 و80 في المائة. ويحق للسياح استرجاع الضريبة المضافة عن طريق ملء استمارات خاصة، ويمكن استرداد المال في المطار أو عن طريق بطاقات الائتمان أو الحساب المصرفي.

3 الفنادق على عكس التوقعات، لم تفلح الفنادق في لندن في ملء غرفها بالسياح، مما اضطرها إلى تخفيض أسعار غرفها قبيل بدء فعاليات دورة الألعاب الأولمبية، حيث إن الطلب عليها لم يلب التوقعات، وهذا يصب بمصلحة السياح، فوصلت تخفيضات أسعار الغرف في أهم الفنادق اللندنية من فئة 5 نجوم إلى 40 في المائة، وهناك عروضات عديدة يمكن الحصول عليها من مواقع إلكترونية عديدة خاصة بالفندق نفسه أو عن طريق www.visitbritain.com ومن الممكن أيضا مزج حجز الفندق مع نشاطات أخرى وزيارات معالم سياحية في لندن، وبهذه الطريقة يكون السعر أفضل.

4 المطاعم بعد تخوف اللندنيين من المجيء إلى وسط لندن بسبب التحذيرات من الزحمة والضغط على شبكة القطارات وشبكة المترو، أصبحت الطرقات في لندن شبه خالية، ويمكن وصفها بمدينة الأشباح في الأيام الأولى لانطلاق الألعاب الأولمبية، وبالتالي تأثرت المطاعم في وسط المدينة، وها هي اليوم تحاول جاهدة جذب الذواقة وتقديم وجبات الغداء والعشاء بأسعار تنافسية. للاطلاع على العروض الخاصة بأفضل المطاعم في لندن والحجز، يمكنكم زيارة موقع www.bookatable.com 5 الألعاب الأولمبية تصدرت عناوين الصحف البريطانية والعالمية فضيحة المقاعد الخالية في الألعاب الأولمبية، ولكن سرعان ما تدارك المسؤولون الأمر وقاموا بإعادة بيع التذاكر التي كانت مقررة لتكون مخصصة لكبار الشخصيات، وسنحت الفرصة أمام محبي مشاهدة الألعاب الأولمبية على أرض الواقع، فأفضل طريقة للتمكن من الحصول على تذكرة لمشاهدة إحدى الألعاب الأولمبية هي عن طريق زيارة الموقع الرسمي لتذاكر الأولمبياد www.tickets.london2012.com، يتم عرض التذاكر الإضافية مساء كل يوم، فمن الأفضل زيارة الموقع ورصد حركة إضافة التذاكر كل مساء.