تعرف إلى لبنان من إطار ثلاثي الأبعاد

التزلج على الماء رياضة سياحية بامتياز

التزلج على الماء من الهوايات المحببة إلى قلوب محبي البحر
TT

لعل أجمل مناظر لبنان الطبيعية وأكثرها شهرة بإمكانك أن تستعرضها في مدة 15 دقيقة وأنت تمارس على أحد شواطئه رياضة التزلج على الماء. فالصور السريعة التي تلتقطها عيناك لمعالم لبنانية معروفة تمتد على طول ساحله تجعلك تشعر وكأنك تتصفح كتابا مفتوحا وأنت تعيش في داخله تماما كما يحصل في الأفلام ذات التقنية الثلاثية الأبعاد. وهذه الصور تتضمن مناظر تبدأ من شمال لبنان مع مرفأ جبيل الأثري وبعض بلدات الشمال مرورا بجبل حريصا وخليج جونيه والواجهة البحرية في وسط بيروت وصولا إلى شاطئ صور وبلدة خيزران جنوبا.

وتعزز النوادي الرياضية التي تقدم هذه الخدمة السياحية في لبنان تنوع واختلاف المناطق التي في استطاعتك أن تكتشفها في كل مرة تمارس فيها هذه الهواية من خلال لائحة طويلة يندرج فيها أسماء الشواطئ التي في إمكانك أن تقصدها حتى مع أصدقاء أو أقرباء لك، حيث في استطاعتهم البقاء على القارب الذي ينقلك إلى عرض البحر(كونك تتمسك بحبل يتدلى منه) أثناء ممارستك هذه الرياضة.

في لبنان حاليا 4 أندية رياضية مخولة رسميا إعطاء الإذن لممارسة هذه الهواية وهي نادي «واتر نايشن» في وسط بيروت وناديا «الكسليك واللاغون» في منطقة جونيه ونادي «فلوريدا بيتش» في منطقة الشمال. كما توجد أندية صغيرة أخرى في مجمعات سياحية معروفة تتوزع على كل الشاطئ اللبناني تقدم هذه الخدمة السياحية على مسؤوليتها الخاصة.

أما تكلفة ممارسة هذه الرياضة فتتراوح ما بين 25 و40 دولارا لـ15 دقيقة وهي المدة الكافية المحددة رسميا من الاتحاد العالمي للتزلج على الماء للقيام بهذه الهواية والتي تتطلب لياقة بدنية وتقنية معينة يكتسبها هواتها مع الوقت. وتساعد هذه الرياضة (التي تتطلب توازن الجسم بأكمله) على اكتساب المرونة وشد عضلات الجسم كونها تحركها جميعها والتي يصل عددها إلى نحو 640 عضلة وأصغرها يقع في الأذن ويعرف بالركابي (Stapedius). ولا يلزم ممارس هذه الرياضة سوى ارتداء سترة النجاة (المنفوخة بالهواء ليطفو صاحبها على سطح المياه فيما لو سقط أثناءها)، إضافة إلى لوحي التزلج على المياه التي يضعها في قدميه وتشبه كثيرا تلك التي تستخدم أثناء التزلج على الثلج. أما المعلومة التي قد تهم كثيرين فهي عدم ضرورة إجادة رياضة السباحة للقيام بها، إذ إن سترة النجاة التي يرتديها صاحبها كافية لإنقاذه من الغرق.

ويعتبر خليج جونيه أحد أهم المواقع الطبيعية الذي ينصح بممارسة رياضة التزلج على سطحه لأنه يتمتع بأرضية مناسبة لها فلا أمواج تجتاحه، كما أن طبيعة مياهه شبيهة إلى حد كبير بالبحيرات كونها هادئة باستمرار وهو الشرط الأساسي المفروض أن يكون موجودا للقيام بهذه الرياضة.

يقطع ممارس هذه الهواية نحو الـ3 كلم في عرض البحر أثناء التزلج على الماء أي في ظرف الـ15 دقيقة المسموح له فيها ويستمتع المتزلجون في أكثر الأحيان بالنزهة البحرية التي يقومون بها من نادي الكسليك حتى منطقة طبرجا ونحو مركز كازينو لبنان، إذ تتضمن إلى جانب المناظر الطبيعية الجميلة المؤلفة من التلال والجبال والمرتفعات والمساحات الخضراء المنتشرة على تماس الشاطئ مشهد الساحل اللبناني من الشمال إلى بيروت والذي يمتد أحيانا نحو منطقة الجية الدامور فيما لو اختار الهاوي الدخول إلى عرض البحر. وينصح بممارسة رياضة التزلج على المياه صباحا أو عصرا إذ يكون البحر في أفضل حالات الهدوء. وكان لبنان قد استضاف مؤخرا بطولة الشرق الأوسط للألواح المائية في التزلج على المياه والتي شارك نحو 40 رياضيا فيها من الكويت ومصر ومسقط وقبرص والتي تخللها عرضا في التزلج المائي قام به 12 متزلجا أميركيا (من نادي sea world) العالمي جاءوا بدعوة من اتحاد التزلج المائي في لبنان للقيام بما يسمى الـ«Water ski show».

ويؤكد آلان نهرا، رئيس اتحاد التزلج في لبنان لـ«الشرق الأوسط» أن شعبية هذه الرياضة تزداد يوما بعد يوم وأنهم كاتحاد لبناني يعتبرون هذه الرياضة ذات طابع سياحي أكثر مما هو احترافي، ولعل الإعلانات التي تروج للسياحة في لبنان والتي تقوم بها وزارة السياحة في لبنان وبعض المصارف هي خير دليل على ذلك، كونها غالبا ما تتضمن صورا عن رياضة التزلج على الماء. وأضاف أن لبنان يعتبر أحد البلدان العربية الأولى التي أسست لهذه الهواية (1952) وأن بطولات عالمية عدة جرت في لبنان في الستينات والسبعينات نظمها حينها فندق السان جورج وسط بيروت وشارك فيها من لبنان سيمون خوري وشارل رياشي وآمال سرسق وليلى خالدي وباتريك نادر وادي حمصي في مهرجان آخر أقيم في صور برعاية محافظ الجنوب يومها (1964) غالب الترك.