منزل مميز لإقامة سياحية لا تقاوم

من مجال الكتابة عن أدب الرحلات إلى تحقيق الحلم في المكسيك

TT

أدب الرحلات، مثل أي مجال من المجالات، له مزاياه، وأكثرها وضوحا هو المهنة نفسها: استكشاف أماكن بعيدة على حساب شخص آخر. إلا أن أحد مساوئ هذا المجال هو أن كتاب الرحلات نادرا ما يتمكنون من غمس أنفسهم في مكان بعينه.

ولكن منذ 6 أعوام، بعد أسبوع قضياه في إتمام مأمورية في مدينة ميريدا، عاصمة ولاية يوكاتان المكسيكية، عزم آدام ماكلوتش وإيما سلولي على العودة، فقد وقع الزوجان الأستراليان، اللذان يعيشان في نيويورك ويكتبان لحساب مجلات مثل «ديبارتشرز» و«ترافيل آند ليجر»، في غرام المدينة. وبعد عام واحد، حينما أرادا الابتعاد عن مانهاتن لعدة أسابيع من أجل تأليف مشاريع كتب جديدة، نادتهما مدينة ميريدا.

ويقول ماكلوتش (41 عاما): «لم نكن نريد الذهاب إلى مكان لم نذهب إليه من قبل، لأننا قضينا كل وقتنا في الاستكشاف. كنا نريد مكانا سبق أن ذهبنا إليه وأحببناه ويمكننا العمل فيه». وتقول سلولي (42 عاما) إن زيارتهما كانت مثمرة، لذا فقد عادا مجددا 3 مرات، وفي كل مرة كانا يستأجران منزلا مختلفا في منطقة وسط المدينة التاريخية، «حيث تتركز كل الحركة، وحيث يشتري الوافدون الأميركيون والكنديون كل هذه المنازل ويقومون بتخزينها».

ومنذ عامين، دفع الزوجان 85 ألف دولار لشراء منزل مكون من طابق واحد ظل مملوكا لأسرة واحدة منذ القرن التاسع عشر، وهو يقع في مجمع سكني هادئ ممنوع مرور الحافلات فيه. وقد كان المنزل يتمتع بعدد من المزايا التي راقت لهما، مثل ساحة انتظار ذات اتساع كبير (نحو 80 ياردة)، وأرضيات ذات بلاط أصلي، وأسقف عالية. وقررا أن ينهضا بنفسيهما بعمليات التجديد (التي استغرقت عاما كاملا تقريبا وتكلفت نحو 150 ألف دولار) دون مساعدة من أحد المهندسين أو المصممين، ولكنهما لم يكونا مبتدئين تماما في ما يتعلق بالتصميم، فقد كانت سلولي ذات يوم واحدة من ملاك متجر أثاث حديث من منتصف القرن العشرين في ميلبورن بأستراليا، كما أن ماكلوتش يحمل شهادات في التصميم الصناعي والإخراج السينمائي، وقد نفذ تصميم الديكورات لأفلام مثل «ماتريكس».

ومن خلال الاستعانة بطاقم عمال بناء من شعب المايا لا يستعملون أي ماكينات أو عربات يد، بل يصنعون أدواتهم بأنفسهم ويحملون مواد البناء (وحتى أكياس خليط الإسمنت التي يبلغ وزنها 80 رطلا) على ظهورهم، أزال الزوجان ثلث المنزل تقريبا، وأضافا طابقا آخر ومنزلا صغيرا للضيوف وحوض سباحة.

والتصميم الجديد يبرز ما يعتبره ماكلوتش نقطة القوة في المنزل - وهو واجهته العريضة - من خلال الاستعاضة عن الستائر الزجاجية بحوائط صماء في أماكن استراتيجية، بحيث يستطيع أي زائر من الباب الأمامي أن يرى حتى نهاية الفناء في الخلف، حيث ينمو نبات فرانجيباني في الساحة الخلفية من منزل الضيوف. ويوضح ماكلوتش: «إنه يجعل المساحة تبدو رحبة». وهي ليست صغيرة بكل تأكيد، فالمنزل الملون بألوان براقة أصبحت مساحته الآن 4 آلاف قدم مربعة، حيث يضم 4 غرف نوم (أو 5 إذا أضفت حجرة الضيوف)، وغرفة تصوير، ومطبخا فسيحا ومساحة للطعام، وشرفة في السطح، وساحة واسعة بها حوض سباحة محاط بهيكل زجاجي، ومدفأة خارجية، وهو مؤثث بمزيج من قطع الأثاث من نيويورك ومتاجر التحف المحلية، من بينها تمثال نصفي للرئيس المكسيكي السابق لازارو كارديناس، الذي سمي المنزل على اسمه: «كاسا كارديناس».

وعندما طلبت منه أن يلخص لي فلسفته الجمالية، أشار ماكلوتش إلى أن المبادئ الأساسية نفسها تنطبق على صناعة السينما والهندسة المعمارية. واختتم قائلا: «الشخصية الجيدة تتفوق على الحالة الجيدة. المنظر من الأرض أهم من الخطة. واحرص دائما على ترك مجال للديكورات».

* خدمة «نيويورك تايمز»