مع «الإمارات».. الفجر فجران

الرحلات الجديدة المباشرة من دبي سبب إضافي لزيارة واشنطن

«الامارات» تودع دبي عند الفجر في طريقها الى واشنطن
TT

لا يمر يوم إلا ونذكر فيه الوقت، نعم الوقت، كم هو غال وثمين، ونتمنى لو كان باستطاعتنا إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء، لنعيش العمر عمرين والوقت مرتين، قد تكون هذه أمنية غير منطقية، إلا أن «طيران الإمارات» تستطيع تحقيق ذلك، من خلال أوقات رحلاتها الملائمة لمواصلة السفر إلى عدد كبير من المحطات في مختلف الاتجاهات، مع فترات انتظار تقل عن أربع ساعات، و«الإمارات» تستطيع فعليا أن تعيد عقارب الساعة إلى الوراء، وتستطيع أن تريك الفجر مرتين أثناء رحلاتها الجديدة المباشرة التي أطلقتها في 12 سبتمبر (أيلول) الماضي إلى واشنطن؛ إذ انطلقت الرحلة الأولى في تمام الساعة الثانية و12 دقيقة صباحا عند بزوغ الفجر الإماراتي في دبي، وبعد 13 ساعة ونصف الساعة وبعد رؤية الفجر الأميركي حطت الطائرة في مطار دوليس الدولي في تمام الساعة الثامنة و50 دقيقة صباحا.. وصول الرحلة الأولى كان أشبه بالعرس الحقيقي، فهذه الرحلة من شأنها أن تسهل السفر إلى واشنطن بشكل كبير، بحيث لم تعد تدعو الحاجة إلى السفر إلى نيويورك ومواصلة السفر عبر رحلة داخلية إلى واشنطن، وبما أن الوقت، وكما ذكرنا ثمين، خاصة لرجال الأعمال، فقد تم انتقاء وقت وصول رحلات «الإمارات» بتأن شديد، فهي تصل في الصباح، وبسبب فارق التوقيت يكون النهار في أول شبابه في واشنطن، أما بالنسبة للعودة، فتغادر الطائرة عند الساعة العاشرة و55 دقيقة صباحا وتصل إلى دبي عند الثامنة من صباح اليوم التالي.

مسألة السفر والوقت أصبحت بذلك محلولة، ولكن ما الأسباب التي تجعلنا نذهب إلى واشنطن «الآن» بالتحديد؟ حسنا، ولنكن واقعيين؛ واشنطن هي عاصمة القرار والسياسة، عاصمة رزينة جدا.. ولكن من قال إن الرزانة نقيض المرح؟ فواشنطن بالفعل وجهة مثيرة، يشبهها من زارها من الإنجليز مثلا بالـ«مارمايت» وهو عبارة عن مسحوق داكن اللون يوضع على الخبز المحمص، والمقولة الشهيرة عنه هي: «إما تحبه وإما تكرهه». ولكن يجب أن تضع برنامجا لرحلتك قبل الزيارة، فهي فعلا مدينة رزينة ولكنها جميلة وتعرف كيف تلهو أيضا، فهي أنيقة، وأجمل ما فيها شوارعها الواسعة «جدا»، وفسحاتها دائمة الخضرة، فهي فصل مفتوح لتدريس التاريخ الأميركي.. أبنيتها منظمة جدا وتوحي بالحداثة ولو أنها قديمة، عند زيارتها ستتفاجأ بأشياء كثيرة مثل حجم البيت الأبيض الذي يعتبر من أشهر مباني العالم، فهو صغير عندما تراه عن كثب، في حين أن مبنى الكابيتول هو أكبر في الواقع من الصور.

هناك عدة أسباب لزيارة واشنطن في هذا الوقت بالتحديد، قد يكون فصل الربيع من أهم الفصول على المستوى السياحي في واشنطن بسبب مهرجان تفتح أزهار الكرز، إنما فصل الخريف لا يقل روعة، فالطبيعة الرائعة في المدينة تبدل لونها وتلبس رداءها الذهبي، فالمشي في واشنطن هو أفضل وسيلة تنقل للتعرف على خباياها، يكفي أن تبدأ رحلتك من البيت الأبيض وتمشي في الحديقة العامة لتصل إلى النصب التذكاري للحرب العالمية الثانية، وإذا أردت مشاهدة المدينة من فوق، فيمكنك أن تتوجه إلى مبنى البريد القديم «أولد بوست أوفيس بافيليون» وتستقل المصعد لترى المدينة من على علو 315 قدما.

ومن الأسباب المهمة أيضا لزيارة واشنطن الآن، استنشاق هواء الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، ومشاهدة الحملات الإعلانية للرئيس الحالي باراك أوباما والمرشح ميت رومني، فإذا كان مشهد الانتخابات الرئاسية الأميركية غريبا عنك بعض الشيء، فزيارة واشنطن حاليا تكون ضرورية، فالانتخابات الرئاسية الأميركية لا تشبه سواها، شاهد التلفزيونات المحلية واقرأ العناوين التي تتصدر الصحف وستصدقني.

* المتاحف

* من أهم ما يميز واشنطن هو انتشار المتاحف والمعارض الفنية بشكل كثيف.. المباني بحد ذاتها روعة حقيقية، وقد يكون من المستحيل زيارة جميع المتاحف، إلا أنه يمكن زيارة أهمها مثل مبنى مؤسسة «سميثونيان» وفيه تجد كل المعلومات المفيدة بمختلف المواضيع من الثقافة إلى الفن وإلى الفضاء. وإذا كنت من هواة الرحلات الفضائية، فلا تفوت زيارة متحف الفضاء الذي يعرض العديد من الأجزاء الأصلية من المركبات الفضائية والطائرات، ويمكن الالتحاق بمجموعات مع دليل للتعرف على عالم الفضاء بشكل أفضل، والأهم من هذا كله هو أن الدخول إلى أي من المتاحف في واشنطن بالمجان، ومن المتاحف التي لا بد أن تقوم بزيارتها متحق «نيوزيوم» وهنا لا يمكنني أن أكون حيادية، فهو المتحف الأفضل والأجمل بالنسبة لي، ربما لأنه يتكلم لغتي، لغة الصحافة ويقوم بعرض أهم وأبرز الصفحات الأول لأهم الصحف العالمية؛ من بينها «الشرق الأوسط»، كما أنه يقوم بعرض أهم الأخبار الصحافية التي لعبت دورا مهما في تغيير مسار التاريخ، إضافة إلى أخبار هزت عرش العائلات المالكة والرؤساء.. إنه متحف رائع بالفعل يعرض الأخبار بشكل موثق. وتذكر أن تزور قاعة السينما ثلاثية الأبعاد؛ فهي تقدم فيلما قصيرا عن بدء ومسيرة وتأثير الصحافة في العالم.

ومتحف التاريخ رائع وجديد، إضافة إلى متحف التاريخ الأميركي ومتحف الفنون.. المتاحف في واشنطن لا تنتهي وكلها رائعة، يكفي أن تزورها لتمتع نظرك بهندسة أبنيتها من الداخل.

* المعالم السياسية

* من أهم المعالم السياسية ومن من دون منازع، البيت الأبيض، ومبنى الكابيتول، ومبنى المحكمة العليا، وهنا تجدر الإشارة إلى أنه يجب عليك التخطيط المسبق في حال أردت الالتحاق بمجموعات سياحية مع دليل لزيارة المباني من الداخل، ويتطلب الحجز عدة أشهر قبل الزيارة.

ومن الزيارات الجميلة أيضا فترة المساء.. زيارة النصب التذكارية الوطنية مثل النصب التذكاري لمارتن لوثر كينغ، ونصب المحاربين القدامى في فيتنام، ومقبرة آرلينغتون، والنصب التذكاري للحرب العالمية الثانية.

* سياحة رخيصة

* قد يجهل البعض أن واشنطن تعتبر أرخص وجهة سياحية في الولايات المتحدة الأميركية ومناسبة جدا للعائلات والأطفال وفيها كثير من النشاطات المجانية مثل زيارة المتاحف والالتحاق بمجموعات من السياح تنطلق في رحلات مشي في المدينة، ويمكن القيام بهذا النشاط ليلا أو نهارا، وإذا كنت من محبي الموسيقى، فلا بد أن تزور «مركز كنيدي» حيث تستمتع بسماع الموسيقى مجانا كل مساء ابتداء من الساعة السادسة.

* الأكل وفرصة رؤية أشهر زوجين

* في واشنطن ستقف عاجزا أمام الخيار الواسع للمطاعم والمقاهي، ولكن إذا كنت من محبي رؤية أشهر زوجين في المدينة وفي العالم أيضا؛ الرئيس باراك أوباما وزوجته ميشيل اللذين يشتهران بالخروج والأكل في المطاعم بشكل مكثف.. وما عليك إلا زيارة «بينز تشيلي بول» و«فايف غايز» و«رايز هيل برغر» و«إيكينوكس» و«بيسترو بيس» (المطعم المفضل لدى نانسي بيلوسي» و«تشارلي بالمر ستيك» وفيه لا بد أن ترى أحد رجال الكونغرس، ومن الزوار الدائمين السناتور ماكين والسناتور دود.

ومن أهم المطاعم في واشنطن «أولد أيبيت غريل» الواقع على مقربة من البيت الأبيض ويعود تاريخه إلى عام 1856 ويشتهر بتقديم أطباق المحار والسلطعون.. زواره من العاملين في البيت الأبيض ومحبي المسرح.

«ذو كوكوس روم» عنوان آخر للأكل ولقاء صناع القرار وأهم رجالات المدينة، و«ذا بالم» ويعتبر من المطاعم المحببة إلى معدة السياسيين منذ عهد الرئيس نيكسون.

وإذا كنت تفضل الأكل في مطاعم إثنية وبعيدا عن أنظار السياسيين، فيمكنك زيارة مطعم «كبابجي اللبناني» و«ليبانيز تافيرنا» في فيرجينيا ومطعم «إيثي» للمأكولات الإثيوبية، و«ميس سايغون» للمأكولات الفيتنامية، و«أوياميل» للتاباس الإسبانية ومطعم «فوغو دي تشاو» الأرجنتيني، و«سيترونيل» الفرنسي.

* جورج تاون.. مدينة داخل مدينة

* تذكر جورج تاون تخطر على ذهنك مباشرة جامعة جورج تاون، فهذه المدينة الصغيرة الجميلة في واشنطن التي لها طابع خاص بها لا يشبه سواه في العاصمة، فهي متعددة الصفات.. عنوان ثقافي، وعنوان للتسلية، والتبضع، والأكل، واللهو.

تبعد جورج تاون نحو 10 دقائق بالسيارة من وسط واشنطن.. جميلة تقف المحلات التجارية على جانبيها، وهي عنوان الشباب والشياب وفيها واحد من أشهر محلات بيع حلوى الكابكيك «جورج تاون كاب كيك» بنكهاتها اللذيذة التي تتفوق على مذاق «ماغنوليا» في نيويورك، وتعتبر من أشهر عناوين التسوق في المدينة، وتوجد فيها بوتيكات لماركات أميركية عالمية مثل «جوسي كوتير» و«ابيركرومبي إند فيتش» و«مايكل كورس» و«بانانا ريبابليك» ومحلات «أبل».. وإذا كانت زيارتك إليها ليست لغاية التبضع، فيكفي أن تجلس في أحد مقاهيها، وتتذوق مأكولاتها، من أهم المطاعم فيها مطعم «سيرينديبيتي» المتخصص في الـ«تيكس ميكس» وأسعاره مناسبة جدا، وإذا اشتقت إلى رؤية المشاهير أمثال جوليا روبرتس وجورج كلوني، فلا بد من زيارة مطعم «كافيه ميلانو» الإيطالي الذي يقدم أطباقا إيطالية رائعة المذاق ويعتبر مرتعا للمشاهير والنجوم أمثال بول ماكارتني وهاريسون فورد بالإضافة إلى الرئيس أوباما وزوجته ميشيل، وإذا كنت من أنصار ستيفن سبيلبرغ وأوبرا وينفري، فعليك بزيارة مطعم «تشارلي بالمر ستيك» في فندق «فور سيزونز» في جورج تاون.

* الإقامة

* لكل فندق في واشنطن قصة، وفي كل واحد منها سكن رئيس أو مرشح للرئاسة طيلة فترة الانتخابات، فهناك عدد كبير من الفنادق الراقية والجميلة في العاصمة؛ من أهمها فندق «ذا هاي أدامز»، وزواره من السياسيين والصحافيين والعاملين في البيت الأبيض ويشتهر بمطعمه «أو ذا ريكورد بار»، بالإضافة إلى «ماندارين أورينتال» و«فور سيزونز» و«تابارد إن».

* التسوق

* كما ذكرنا آنفا، تعتبر جورج تاون من بين أجمل عناوين التبضع في واشنطن، ولكن إذا كنت تفضل التبضع في مجمع تجاري، فما عليك إلا بزيارة «تايسونز كورنر» ويبعد نحو 35 دقيقة بالسيارة عن وسط المدينة، وهو عبارة عن مجمعين ضخمين يضمان أهم الأسماء في عالم الموضة والأزياء.

* هل كنت تعرف؟

- توفر «طيران الإمارات» نقلا مجانيا من وإلى المطار بسيارة مع سائق لركاب الدرجتين الأولى وجال الأعمال.

- تخدم «طيران الإمارات» حاليا 122 وجهة في 72 دولة بأسطولها المكون من 171 طائرة.

- تعتبر أكبر مشغل لطائرات «إيرباص إي 380» و«بوينغ 777».

- احتلت دولة الإمارات المرتبة الـ19 على قائمة الدول المستقبلة للصادرات الأميركية في عام 2011 وبلغت قيمة الصادرات الأميركية إليها 16 مليار دولار.

- أكثر من 15 في المائة من سكان واشنطن ولدوا خارج الولايات المتحدة، وتضم المدينة أكثر من 1000 منظمة ومؤسسة عالمية، وما يزيد على 1000 شركة ذات ملكية أجنبية من 50 دولة.