مونترو السويسرية.. مدينة تختزل في تلافيفها زينة الدنيا

لؤلؤة الريفييرا التي احتضنت المشاهير واغتسلت بثلوج الألب.. وتزفها كروم العنب

مونترو.. مدينة كل الفصول
TT

مونترو العروس التي زفتها كروم العنب واغتسلت بالثلوج في إطلالتها من عمق الألب، قدمت جماليات التمازج السياحي في بهرج خاص بها دون سائر المدن، فهي وحدها تتكئ على «الريفييرا» في الجنوب الغربي من جنيف، حين استطاعت بأناقة أن تسحب من الأخيرة تاريخ قرون ملتفة بتيجان العرس السياحي دون مواربة.

مونترو مدينة من دون «خداج»، تختزل في تلافيفها زينة الدنيا، فهي تنقلك من حيث تدري ولا تدري، نحو عالم أوحد من الاستلابة والاسترخاء، وترغمك على أن تموضع نفسك في حيثيات الجمال، فهي تعتبر الملاذ الآمن، والبلسم الشافي لكثير من الأسر العربية التي تود العبور نحو بساتين الخضرة وجداول الأنهار وتمضية إجازة متميزة وفارهة.

تقع بلدية مونترو في مقاطعة فيفي بالريفييرا في كانتون فود بغرب سويسرا، على الساحل شمال شرقي بحيرة جنيف سويسرا، وهو ما يدفعها لأن تكون لؤلؤة للريفييرا، فهي خاصية تتفرد بها تلك المدينة الساحرة، وتنقلك إلى عوالم أرحب من المزايا التي تختص بها عروسة الريفييرا، ومن حيث الجمال الأخاذ، تنقلك تلك الجميلة إلى جبال الألب مباشرة لتكون بعدا حالما لمن يحلمون بالراحة والاسترخاء بفعل مناخ البحر الأبيض المتوسط الذي يضيف عليها كنزا من كنوز الشرق.

لؤلؤة الريفييرا كما يحب السويسريون تسمية مونترو، مدينة نأت بنفسها في الحربين العالميتين، واتخذت نفسها دولة للحياد، وهو ما رشحها لتكون مدينة يجمع عليها جميع الأوروبيين وتتوحد فيها بوصلتهم الاقتصادية والتجارية والسياحية، حيث عزز التكامل السياسي والاقتصادي في أوروبا على مدى النصف الثاني من القرن الماضي مكانتها الاقتصادية، فضلا عن دور سويسرا في العديد من منظمات الأمم المتحدة والدولية، وعلاقتها مع جيرانها، ومع ذلك، فإن البلد لم يصبح رسميا عضو في الأمم المتحدة حتى عام 2002، وهو بلد دون جدال لا تزال أنشطته في العديد من منظمات الأمم المتحدة والدولية، وكل ذلك تحت قبة الحياد.

تنعم مونترو بسلسلة قطارات عالمية ومتميزة، وحين النزول بمطار جنيف الدولي، تنعم بالوصول إلى مونترو عبر قطارات على رأس الساعة لتقلك إلى لؤلؤة الريفييرا في مدة لا تتجاوز الساعة، حيث تغذي قطارات مطار «جنيف» الدولي جميع مدن سويسرا من شرقها لغربها ومن جنوبها لشمالها.

تشتهر هذه المدينة الجميلة بالفن والفنانين، ولعل التمثال الموجود بوسط الساحة القريبة من فندق «مونترو بالاس» للفنان البريطاني «فريدي ميركوري» الذي عاش في هذه المدينة وأحبها وظل تمثاله رمزا خالدا يزوره السائحون، أكبر دليل على هذا الأمر. ولعشاق البحر، فسيجد السياح ضالتهم في بحيرة جنيف، حيث يمكنهم استقلال أحد المراكب الموجودة على الكورنيش للانطلاق إلى عالم بديع لن تنساه ذاكرة الإنسان إلا إذا عاد مرة أخرى. مونترو وسمت بأنها مدينة الشهرة والمشاهير عبر مئات السنين، فهي تختزل في جوانبها أسماء لامعة عالمية، مثل شارلي شابلن الذي أمضي ثلاثة عقود من عمره في مقاطعة فيفي، ناهيك بفريدي ميركوري، الذي يعكس تمثاله خلودا للمنطقة بأسرها، وتماثيلهم الموجودة على البروميناد، تترجمها عدسات المصورين التي لا تنكفئ ولا تنقطع مطلقا.

وعند الحديث عن الارتفاعات وعلوها في مونترو، فستجد ضالتك حتما حين التوثب لارتفاعات روشيه دونيه، تلك القمم التي تتربع على ألفي قدم عن سطح البحر، وبإمكانك الوصول إلى تلك المترفعات عن طريق قطارات تنقلك من عمق المدينة، ومن هذا الارتفاع تشعر أنك تضيق الأفق والرؤية على تلك المدينة الحالمة بكل تفاصيل تفاصيلها، وستسنح لك الفرصة لممارسة الهوايات والرياضات المتعددة التي على رأسها التزلج والتسلق والانتقال عبر الأرياف والقرى بالدراجات الهوائية.

لن تستطيع أثناء مرورك إلى جنيف إلا أن تدلف بناظريك يمنة ويسرة، فمعالم الطريق تأسرك بجنون نحو مدينة مبهجة، لقضاء عطلتك العائلية، فتنوع البلاد غير الساحلية الجبلية هو جوهر سويسرا ويعطي البلاد هويتها الفريدة، جنبا إلى جنب مع جاذبيتها باعتبارها واحدة من الوجهات السياحية الرئيسية في أوروبا، ومن المعروف أن فيها أفضل المؤسسات المالية العالمية، والجبن والشوكولاته، وصناعة الساعات.

ما يميز مونترو عن بقية المدن السويسرية هو استئثارها بخاصية الطقس دون غيرها من المدن السويسرية الأخرى، فهي تتميز باعتداله بفضل الريفييرا وهو ما يجعل خلجانها يتفتق فيها التين، واللوز وأشجار التوت والسرو حتى المغنوليا وأشجار النخيل تزدهر في درجات حرارة البحر الأبيض المتوسط الذي يلقي بضلاله على مونترو، وهذا المناخ الاستثنائي هو إلى حد بعيد أخف على الجانب الشمالي من جبال الألب، ويكفيها أن أشجار الكروم بها تنمو على ارتفاع 2000 قدم، وأشجار اللوز تفيض على 3000 قدم.

مونترو لديها العديد من القصور الفخمة والفنادق الإدواردية التي تشبه جارتها الريفييرا الفرنسية، فيها بحيرة شيون شاتو الصخرية التي ترمي بجماليات قلما تجدها في أي مكان بالعالم مستلهمة الخضرة النضرة، والجماليات العذبة لتلك المدينة الحالمة.

على امتداد بحيرة جنيف، وفور وصولك إلى ناصيتها، تحدك الزهور والأكاليل التي تربط بين فيفي ومونترو، وإذا واصلت المسير قدما على طول الطريق، فسوف تنقلك الخطى إلى قلعة شيون، حيث ستستكشف بعدا تاريخيا أكبر لهذه المدينة المتجددة والضاربة في أعماق التاريخ والتنوع الثقافي، فهي الحاضنة لمهرجان مونترو لموسيقى الجاز، بالإضافة إلى خيارات لا تعد ولا تحصى لرحلة المناطق النائية الجبلية أو على البحيرة، مما جعل مونترو ضمن برامج تمهد إلى الطريق الأكثر شعبية لقضاء العطلات، فهي مدينة تحوي العديد من المنازل على طول طريق البحيرة، بما في ذلك قصر «فيرمونت مونترو» الرائع.

صباح مونترو مختلف، يفيض حبا وألقا من جميع جنبات جبال الألب.. مونترو ساحرة خاطفة، تندلق بين أصبعيك حاملة الهدوء والطمأنينة.. صباحها مختلف لأنها تعيد إليك ناظريك، حين تتؤكأ في أتون قصر شيون التاريخي بعمر يهز 7500 عام، تعي حجم الهوة الواسعة بين المشرق والمغرب. الشوارع والحدائق جزء لا يتجزأ من حضارة السويسريين.. هنا وإن اختلفوا على جدلية اسم بحيرة «جنيف» أو «ليمان»، إلا أنهم في الشق الفرنسي منها كما الألماني، يدركون أنها سويسرا الجميع بكل تفاصيلها. السويسريون شعب ودود ودافئ، لا يحمل إرث ضغينة ولا توثبات عنصرية.. شعب يشرب الحرية كما يشرئب السياح فيها على شرائح «التشوكليت»، وعنادل الساعات.

وبإمكان السياح العرب استثمار وجودهم في مونترو لاغتنام فرصة علاجية كبيرة تتمثل في رؤية شاملة للصحة من أجل تحسين نوعية الحياة من خلال السنوات، حيث تلتزم «كلينيك لابريري» وفريقها من 60 مستشارا لمساعدة المرضى على العيش لفترة أطول وأفضل، وذلك بسبب نهجها طريقا يحتذي الرعاية الصحية وتغطيتها معظم التخصصات الصحية.

عيادات «لابريري» تقع بالقرب من مونترو، على شاطئ الريفييرا، وتخدم سكان إقليم فود السويسري، والمعروف عنها مناخها الفريد. «كلينيك لابريري» تطل على قمم جبال الألب في قرية جميلة من كلارينس، وتحاذي سواحل بحيرة ليمان، التي تتمتع بحدائق فارهة، وبالقرب منها حدائق متدرجة تحاكي البحيرة تحدها منتزهات خلابة. في قلب المنتجع منطقة توفر كثيرا من الأنشطة السياحية والرياضية والثقافية، وتتمتع بموقع مثالي في وسط أوروبا، فالذي يفصلك عن مطار جنيف الدولي ساعة واحدة فقط.

وهكذا الصحة والعافية والجمال احتياجات أساسية لحياة سعيدة تقدم إجابات دقيقة وطويلة الأجل. إقامتك في «كلينيك لابريري» نقطة انطلاق لحياة جديدة تماما، من شأنها أن تساعدك على أسلوب حياة أكثر صحة وأكثر توازنا.

مونترو مدينة تختزل الجانب المشمس من بحيرة جنيف.. تتمتع بمناخ رائع، تحيط بها التلال وشواهق من الجبال المغطاة بالثلوج، وهو ما يجعلها مدينة عالمية، وبإمكانك بخطوات بسيطة أن ترى من تحتك المحلات التجارية والمقاهي الشهيرة، وتنقلك لتجد نفسك أمام فرصة كبيرة وسانحة لاقتناء التحف وشراء الساعات الأكثر دقة في العالم.

ولن تجد صعوبة في اختيار أجمل الفنادق المطلة على بحيرة ليمان حيث يقع فندق «فيرمونت لو مونترو بالاس» على ضفاف البحيرة مباشرة، ويطل على جبال الألب، وبني في عام 1906.. طابعه كلاسيكي وعمارته تقليدية ويوفر أجواء أنيقة وراقية من الإقامة الفارهة، ويعمل به موظفون متمرسون تخرجوا في أرقى الجامعات العالمية المتخصصة في الفندقة، ويقدمون نموذجا حقيقيا في الخدمة الشخصية والاهتمام في أسلوب سويسري أنيق. «فيرمونت لو مونترو بالاس» خدمة فريدة من نوعها.. فندق فخم من فئة الـ5 نجوم في سويسرا، ويعتبر من الفنادق الرائدة عالميا.

بالإضافة إلى كونه واحدا من أرقى فنادق سويسرا، «فيرمونت لو مونترو بالاس»، فهو واحد من أكبر الفنادق في منطقة الريفييرا السويسرية. فندق مونترو لديه 236 غرفة وأجنحة مفروشة بفخامة ملكية، صممت لمعايير فئة الـ5 نجوم، وبها وسائل راحة ومجهزة بأحدث التكنولوجيا.

تشتهر مونترو بوجود مناطق روشر دي ناي المخصصة للعائلات في مناطق التزلج «ليه آفانتس» و«ليه بليياد» تلبية لعشاق الرياضات الشتوية ولهواة رياضة المشي في فصل الشتاء. فعلى سبيل المثال يتوفر مسار بطول 2.3 كيلومتر للتزحلق بواسطة زلاقة (التوبوغان) في «ليه أفانت»، حيث تتميز بالمسار السريع لهذه الرياضة. ويقام في ديسمبر (كانون الأول) واحد من أجمل أسواق عيد الميلاد في سويسرا، حيث تقع في شارع غراند، قاعة السوق وعلى طول البحيرة للاحتفال.

مونترو تحوي المدارس البيئة المثالية للتعليم والبداية الجيدة في الحياة، من الفئة الدولية، بالإضافة إلى المدارس الشهيرة عالميا المتخصصة في صناعة الفندقة والسياحة، وتفتح المدارس أبوابها للدراسات العليا، والمناهج رسمية هي الفرنسية والإنجليزية والأميركية والألمانية، وتقدم شهادات بكالوريوس وماجستير في إدارة الأعمال.

تحوي المدينة رياضات كثيرة طوال السنة، وهناك فرص من أجل المشاركة في نطاق واسع من الرياضات الداخلية والخارجية وحتى المتطرفة مثل التزحلق على مزاليج والانزلاق من الأعالي بواسطة الحبال أو الإبحار أو السباحة في برك سباحة أو الشواطئ الطبيعية والتزلج في جبال الألب أو النورديك الشمالية. ونزهات بأحذية الثلج أو التنزه في جبال الشمال، وأيضا تستضيف المنطقة عددا من الأحداث الرياضية الرئيسية مثل دوري أبطال كرة الطائرة، وسباق المشي «مونترو لي روتشيرس - دو ناي»، واجتماع «ريد بول فورتيغو» والموعد الكبير من أجل التزحلق بالرمي من مسافة عالية، ومتحمسي طيارة دلتا.

توجد أنواع متعددة من الحدائق في الجوار المباشر لـ«مونترو ريفييرا»؛ حيث يتوفر هنالك عدد من الحدائق الرئيسية، وتقدم نطاقا واسعا من الفعاليات المتنوعة من أجل العائلات: حديقة المغامرة (زيل علوي شجري)، حديقة «ستيم» السويسرية (إطارات مصغرة)، مناجم ملح بيكس، مغامرة المتاهات والحديقة المعنية (المزالق والألعاب المائية) وكوكب المرح (النقل بالعربات والبولينغ).

* نصيحة ما قبل السفر

* أثناء إقامتك، نقترح خدمة العيادة لمساعدتك على الاسترخاء، ومن خلال برامج شخصية من الأنشطة، مثل الزيارات للمعالم التاريخية، والرحلات إلى محطات التزلج، ورحلة بحرية على بحيرة ليمان، أو بضع ساعات من التسوق في مونترو أو جنيف أو لوزان.