كيف تختار الوجهة السياحية المناسبة؟

المسافات وطابع المناطق المقصودة والنشاطات.. أهم ركائزها

كتابة الملاحظات على دفتر صغير حتى لا ننسى ما يجب ان نحمله معنا في السفر
TT

عادة وقبيل إقدامنا على أي رحلة سياحية نقع في حيرة حول المكان الذي نقصده وعلى كيفية اختيار نوعية هذه الرحلة، وما تخبئه لنا من مواقع أثرية ومعالم سياحية ونشاطات مسلية وغيرها من العناصر التي تندرج في خانة الترويح عن النفس بعيدا عن الملل والقلق. ورغم أن المواقع الإلكترونية تؤمن لنا قسطا كبيرا من معرفة هذه الأمور إلا أننا غالبا ما نلجأ إلى الاستعلام عن الوجهة السياحية التي نقصدها من قبل أشخاص سبق وأن قاموا بالمغامرة نفسها في البلد الذي نختاره للسفر إليه أو في المنطقة التي نبغي التوجه إليها في الداخل والتي تعرف بالسياحة الداخلية.

ولتسهيل هذه المهمة على من يريد القيام بها عليه أن يبحث في المرحلة الأولى عن نوعين من العناصر المرتبطة بها وهما: مواصفات الاختيار وعوائق هذا الاختيار.

ويندرج في القسم الأول كل ما يتعلق بطبيعة رغبتنا في المكان المقصود من خلال سؤال مهم نطرحه على أنفسنا في البدء وهو لماذا ننوي السفر؟ وحسب إجابتنا عن هذا السؤال تبدأ معالم المكان المقصود تتجلى أمامنا رويدا. فإذا رغبنا في ذلك من باب التغيير والتسلية قد نختار منطقة ساحلية على شاطئ البحر وإذا كانت الغاية منها التزود بثقافة جديدة وبعادات مختلفة علينا التوجه إلى منطقة تاريخية وأثرية وإذا كانت لمجرد تمرير وقت فراغ عادي فلا حاجة بنا لتحديد شروط معينة، لأن أي بقعة على الأرض يمكنها أن تلبي طلبنا.

ومن ثم يجب التفكير بمدة الرحلة وفي أي موسم من السنة نقوم بها والمبلغ المرصود لها وقدراتنا الجسدية على تحملنا لها إضافة إلى نوعية هذه المغامرة. أما العوائق التي علينا التنبه إليها عند قيامنا بالخيار فتتمحور حول نسبة الأمن والاستقرار الموجودة في البلد أو المنطقة التي نتوجه إليها وطبيعة اللغة السائدة فيها وإذا ما كنا نستطيع أن نتواصل مع سكان البلد الذي ننوي السفر إليه إضافة إلى إمكانية تعرضنا لصعوبات من أجل الحصول على تأشيرة السفر إليه والوضع الإنمائي فيها.

وبعد تحديد كل تلك النقاط وتجاوزها والتأكد من رغبتنا في تنفيذها نتوجه إلى نقاط أخرى تشكل أهمية بارزة في سفرنا، وتبدأ بالتعرف إلى طبيعة المنطقة التي نقصدها عبر البحث عنها في الإنترنت أو من خلال شخص نثق فيه أو بواسطة دليل سياحي صاحب خبرة واسعة في مجاله.

ولا يجب علينا أن ننسى التفكير بكيفية قيامنا بالرحلة إذا كنا سنخوضها منفردين أو برفقة مجموعة من الناس أو برفقة أصدقاء أو أفراد العائلة وبمن فيهم الأولاد وفي كل حالة من هذه الحالات علينا الأخذ بعين الاعتبار الأجواء التي نريد أن نمضي فيها الرحلة والنشاطات التي في إمكاننا ممارستها منفردين أو بمعية آخرين مما يتطلب منا مثلا التمتع بالبال الطويل وبقدرة جسدية لتحمل طلبات الأطفال وقطع مسافات طويلة سيرا على الأقدام إذا ما اضطررنا لذلك.

إنعاش ذاكرتنا بمدونات وملاحظات نكتبها مسبقا على دفتر صغير نحمله معنا يأتي في مقدمة الأمور التي علينا التنبه لها عند اتخاذ قرارنا بالسفر حتى لا نفاجأ بنسياننا لأغراض أو أدوات نحن بحاجة إليها أثناء السفر كالأدوية وأدوات الحلاقة وفرشاة الأسنان ولباس السباحة أو الجوارب والنظارات وغيرها من الأشياء التي قد تتسبب لنا بالإحراج في ما لو غابت عن ذاكرتنا ولم نحملها معنا.

وينصح خبراء السفر أن نضع برنامجا مبدئيا للنشاطات المسلية وزيارات المواقع السياحية التي ننوي القيام بها فنوفر على أنفسنا مغبة تضييع الوقت والوقوع في حيرة من أمرنا مما قد يساهم في سرقة فرحتنا منا في الأوقات التي نمضيها في هذه الرحلة المنظمة والمحدودة.

مكان الإقامة والمنامة يشكلان في الرحلة التي ننوي القيام بها عنصرين أساسيين يسهمان في تمضيتنا أوقات تناسب أذواقنا وأهواءنا فإذا كانت الرحلة خارجية، علينا أن نطلع على طبيعة الغرفة التي سننام فيها أو الفندق الذي سنستقر فيه والتسهيلات المؤمنة لنا في داخله. أما إذا كانت الرحلة داخلية وسنمضيها لدى قريب أو صديق أو في مخيم ما فعلينا أن نتجهز للأمر جيدا، بحيث نحمل معنا مثلا مبيدا للحشرات إذا كنا سنمكث في الطبيعة أو حاجاتنا الخاصة كالمنشفة والصابون في ما لو سنحل ضيوفا لدى أحدهم.

وفي النهاية علينا أن لا ننسى نوعية الطعام الذي سنتناوله في البلد أو المنطقة التي نستقر فيها. فهناك أشخاص يختارون وجهة سفرهم بناء على وجبات الطعام التي يمكنهم أن يتذوقوها خلالها فتكون أحيانا غريبة كالطعام الياباني والآسيوي أو منتشرة ومعروفة كأطباق البيتزا والهامبورغر أو اللحوم والأسماك المشوية، أو شرقية تتألف من الأرز والأطباق الدسمة أو لبنانية وفيها تعدد في أنواعها والمؤلفة من المازة اللبنانية والمحاشي. وتزدهر في الفترة الأخيرة سياحة الغذاء الطبيعي والذي يرتكز على تناول أطباق صحية محضرة بمكونات طبيعية وهي رائجة في المناطق الريفية في مختلف بلدان العالم وحديثا في القرى اللبنانية التي استحدثت بيوت ضيافة خاصة في تقديم وجبات مشابهة يحضرها أهل وسكان القرى أنفسهم وعادة ما تكون منطبعة بتقاليد وعادات كل قرية.