إذا اخترت السيارة في السفر.. اعرف القانون واحترم الإشارات وتجنب السرعة

أفضل الطرق لاكتشاف أي وجهة سياحية

TT

تبدو الفكرة جذابة عند تخطيط الرحلة، وهي القيام بجولة سياحية بين عدة دول أوروبية بالسيارة بلا أي ارتباط بجدول تفرضه شركة سياحة أو البقاء في فندق واحد طوال فترة العطلة. ولكن الواقع قد تعترضه بعض الصعوبات من متاعب القيادة والازدحام ومعرفة القوانين وتجنب الطرق الخطرة التي يتعرض فيها السائقون الأجانب للسرقة، وأحيانا للخطف.

وبعض التخطيط المسبق للرحلة والإعداد الجيد لها وتجهيز السيارة وتأهيل السائق بالمعرفة يمكن أن تكون مثل هذه الرحلة مغامرة مثيرة وآمنة.

السائقون الأجانب في أوروبا يجب عليهم القيادة بأسلوب دفاعي ومراقبة متغيرات الطريق جيدا وعدم الظهور المختلف من بين السائقين الآخرين، سواء بالمظهر أو السيارة أو أسلوب القيادة. وأهم ما يجب أن يتذكره السائق والركاب، في كل المقاعد، هو ارتداء أحزمة السلامة.

إن القيادة في أوروبا سوف تظل تجربة يتذكرها المرء لأنها تختلف كليا عن القيادة في بلد المنشأ. فهناك بعض الأعراف والتقاليد التي يجب التقيد بها تجنبا للمتاعب وسعيا وراء السلامة. فالسائق في ألمانيا مثلا على الطريق السريع «أوتوبان» أو على طرق بريطانيا السريعة «موتور واي»، سوف يكتشف بسرعة أنه لا يستطيع القيادة المتمهلة في الحارة السريعة التي تستخدم لتخطي الحارات الأخرى. وعلى السائق الأجنبي الالتزام بالجانب الأيمن من الطريق في أوروبا، والأيسر في بريطانيا، كلما كان ذلك ممكنا.

* احترام القوانين

* وهناك بعض الدول الأوروبية التي يحاول فيها السائقون وضع قوانينهم الخاصة مثلما الحال في إيطاليا التي لا يعبأ سائقوها بالإشارات حمراء الضوء إذا لم يكن هناك سيارات قادمة من الطريق المعاكس. ولكن هذه الممارسات غير مقبولة في الدول الأخرى ويمكن أن تعرض مرتكبها للكثير من المتاعب.

في الكثير من الدول الأوروبية يتعين على السائق القيادة مع تشغيل أضواء السيارة، سواء كانت الرحلة أثناء الليل أو النهار. وتمنع كل الدول الأوروبية التحدث على الهاتف الجوال أثناء القيادة، بينما تسمح بالأجهزة التي يجري الحديث عليها بلا استخدام اليدين.

وبخلاف الولايات المتحدة، فمن غير القانوني في أوروبا الاتجاه يمينا، بينما إشارة المرور على اللون الأحمر، وهناك استثناء من هذا القانون في ألمانيا على بعض الطرق، ويكون ذلك واضحا من خلال الإشارات أو التوجيهات المكتوبة.

وتشترط معظم الدول الأوروبية مقاعد خاصة للأطفال تحت سن الثلاث سنوات، وبعضها مثل ألمانيا وآيرلندا يشترط وسائد خاصة على المقاعد لرفع مستوى الأطفال دون الثانية عشرة من العمر. وفي كل الدول يمنع ركوب الأطفال دون الثانية عشرة في المقاعد الأمامية من دون وسائد لرفع مستوى الرأس إلى ما يناسب حزام الأمان. ومع ذلك تمنع بعض الدول الأوروبية الأطفال وحتى سن 14 عاما من ركوب المقاعد الأمامية في كل الأحوال.

* القوانين تختلف من بلد إلى آخر

* هناك قوانين مغايرة بين الدول الأوروبية، ففي دول مثل النمسا وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا والنرويج والبرتغال تفرض على السائقين ارتداء سترات عاكسة للضوء أو مثلثات عاكسة للضوء توفرها شركات تأجير السيارات. وفي بعض المدن الألمانية يتعين على السيارات أن تلتزم بمعدلات معينة من البث الكربوني حتى يسمح لها بدخول هذه المدن. ويمكن استشارة شركات تأجير السيارات حول هذه القوانين.

وتتوحد أوروبا في علامات المرور المشتركة بينها ويجب دراسة هذه العلامات جيدا قبل الشروع في القيادة في أوروبا. ويجب توقع الازدحام في المدن الرئيسة خصوصا أثناء أيام الأسبوع في مدن شمال ووسط أوروبا، وأثناء عطلات نهاية الأسبوع في الصيف في مدن جنوب أوروبا على البحر المتوسط.

ويمكن توفير الوقت والجهد باستخدام الطرق السريعة التي تفرض عليها بعض الدول الأوروبية رسوم مرور، فهي تصل بين المدن بسرعة وتتجنب الزحام. ولكن يمكن للسائق أيضا استخدام الطرق الفرعية التي توفر مناظر ريفية رائعة ولكنها قد تكون مزدحمة.

وفي كل الأحوال يجب توقع أن تكون الطرق تحت عيون الكاميرات التي تراقب سرعة المركبات وتسجلها وترسل مخالفات للمسرعين. ومن الأفضل اتباع السرعات القانونية في كل الأحوال.

وعلى رغم أن المدن الأوروبية هي أفضل مواقع السياحة والتسوق فإنها باهظة الثمن للسائقين. ففي مدن مثل لندن واستوكهولم يتعين دفع رسوم ازدحام، بينما في مدن أخرى مثل أوسلو يجري دفع رسوم على الطرق المؤدية إليها. وأحيانا لا يعرف السائق عن هذه الرسوم شيئا حتى يتلقى فاتورة بها بعد مرور بعض الوقت، بناء على تسجيل دخول السيارة من أرقامها.

وفي بعض المدن الأوروبية الأخرى ومنها روما ونابولي وفلورنسا وبيزا وفيرونا تمنع السيارات من دخول وسط المدينة. وإذا تخطى السائق حدود منع مرور السيارات فإنه يتلقى مخالفة تعادل قيمتها 150 دولارا. ويمكن للفنادق التي تقع ضمن هذه المناطق المحظورة أن تمنح نزلاءها تراخيص لصف سياراتهم خلال فترة إقامتهم أو توجهيهم إلى أماكن الصف القانونية.

ويمكن صف السيارات في المدن الرئيسة على أطراف المدينة ثم استخدام المواصلات العامة لتفقد معالمها.

ولدى تخطى السيارات البطيئة على الطريق يجب أن يكون السائق منتبها لإجراء هذه المناورة بسرعة وأمان. وفي بعض الأحوال يمكن لسائقي السيارات البطيئة استخدام الإشارات لإتاحة الفرصة للآخرين في تخطيها، ولكن يجب عدم الاعتماد على إشارات السيارات الأخرى فالمسؤولية تقع على السائق في اختيار التوقيت الصحيح لتخطي غيره على الطريق.

وفي فرنسا يجب عدم تخطي السيارات الأخرى على الطرق الفرعية التي يفصل بين جانبيها خط أبيض متواصل. ولكن في ألمانيا يمنع تخطي السيارات الأخرى على الطرق ذات الخطين المتواصلين.

وسوف يواجه السائق القليل من الدوارات في أوروبا، وهي تسير في مسار دائري عكس عقارب الساعة، بينما تنتشر هذه الدوارات كثيرا في بريطانيا وتسير مع عقارب الساعة. والقانون الذي يحكم هذه الدوارات واضح، فالسائق داخل الدوار لديه الأولوية في المرور والسائق الداخل إلى الدوارات عليه أن ينتظر دوره. وينظر السائق إلى يساره قبيل وصوله إلى الدوار لمراقبة المرور القادم عليها، بينما السائق في بريطانيا ينظر دوما إلى يمينه عند الدوارات ليمنح الفرصة أولا للقادمين من اليمين. وعند الخروج من الدوار يجب التأكد من اختيار الطريق الصحيح وإذا كان هناك شك يمكن للسائق أن يدور دورة أخرى على الدوار لاستشارة مساعده المشرف على الملاحة.

* مستندات صحيحة

* ويقول نادي السيارات البريطاني، إن على السائق في أوروبا أن يكون مستعدا في كل الأوقات لكي يبرز مستنداته للشرطة وإلا تعرض لغرامة أو حتى لسحب السيارة منه. وتتكون المستندات المطلوبة من رخصة القيادة الدولية وأوراق تسجيل السيارة وشهادة تأمين وجواز سفر، وأحيانا أيضا تأمين السفر. وأحيانا تفتش الشرطة عن تأشيرة الدخول في جواز السفر للتأكد من أن المسافر دخل البلاد بطريقة قانونية.

وإذا كانت السيارة مستعارة من شخص آخر يجب الحصول على رسالة مكتوبة للتصريح بذلك، أما السيارات المستأجرة فتوفر لها الشركات المستندات الخاصة بها. وفي حالات الطوارئ يجب الاتصال بالشرطة الأوروبية على رقم 112، ويغطي هذا الرقم حالات الحوادث والسرقة والاعتداء.

* احذر السرقات

* ومن الضروري اتباع بعض إرشادات السلامة في أوروبا، فيجب عدم ترك حقائب يد أو أجهزة كومبيوتر أو أي أغراض ثمينة أخرى داخل السيارة لدى صفها أو حتى أثناء وجود أصحابها فيها. وهناك حالات احتيال وقعت في فرنسا لسائقين يطلبون العون ثم يسرقون السيارات أو يخطفون أصحابها إلى أجهزة الصرف الآلي لإجبارهم على صرف ما يمكن صرفه من بطاقات الدفع والائتمان الخاصة بهم. ويجب عدم التوقف لكل عابر طريق يطلب المساعدة في شيء أو يدعي أن سيارته قد تعطلت أو أن أحد إطاراته فقد الضغط الهوائي.

ومن الأمور البديهية في كل دول أوروبا عدم تناول الكحوليات قبل قيادة السيارات. كما يجب حمل نظارة طبية احتياطية إذا كان السائق يستخدمها في القيادة للاستعانة بها في حالة فقدان النظارة الأصلية أو تلفها.

ويجب عدم تحميل السيارة بأكثر من حمولتها القانونية لدواعي الأمان، كما يجب التأكد من صلاحية الإطارات قبل بداية الرحلة. وفي منطقة شنغن، لم تعد الحدود عائقا أمام سيولة حركة السيارات، فالتنقل بين هذه البلاد يماثل الآن الانتقال بين الولايات داخل أميركا. وحتى في الدول الأوروبية غير الأعضاء فإن عبور الحدود قد يقتصر على تباطؤ السيارة قبل أن يشير إليك الحارس بالاستمرار في العبور. ولكن يجب توقع التفتيش على جوازات السفر بين بعض الدول كلما اتجه المسافر بالسيارة شرقا.

وأخيرا، من الضروري التأكد من صيانة السيارة وجودة إطاراتها قبل البدء في رحلات أوروبية طويلة وحمل مجموعة احتياطية من مصابيح السيارة، والاشتراك في خدمة إنقاذ للاستعانة بها في حالة تعطل السيارة أثناء الرحلة.